العلم .... ونظرياته

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد

يطرح الدكتور رشيد الحاج صالح في مجلة الدوحة العدد 39 تحت عنوان: هل العلم ظاهرة سياسية؟ السؤال التالي: لماذا حصل في تاريخ العلم أن اكتشف العلماء قوانين ونظريات ثم تبين فيما بعد أنها لا تمثل الواقع بالرغم من أن التجارب التي أدت الى تلك الاكتشافات جرت بالاستناد إلى الواقع نفسه؟.

الجواب المنطقي عن هذا السؤال أن القوانين التي اكتشفت والتجارب التي أجريت تمت بالعودة إلى المعتقدات المسبقة للعلماء وثقافتهم الموروثة وأحلامهم أولاً ثم بالعودة إلى الواقع الخارجي ثانياً وهذا يعني أن النظريات والقوانين العلمية ليست وليدة التجارب والملاحظات وحسب وإنما وليدة العوامل الثقافية والمعتقدات الاجتماعية بشكل أساسي ولعل هذا ما دفع بفيلسوف العلم الفرنسي غاستون باشلار 1884- 1962 م إلى القول إن الخرافات والأفكار الموروثة والأساطير والمغامرات تسيّر بحوث العلماء أكثر مما تسيرها الاختبارات العلمية.‏

إن مثل هذا التفسير للعلم هو الذي يشرح لنا كيف أجرى العلماء خلال تاريخهم دراسات مطولة للبحث عن أشياء تبين فيما بعد أنها أوهام وخرافات ومثال ذلك بحث علماء الكيمياء لأكثر من ألف سنة عن كيفية استخراج الذهب من خلط بعض المعادن الرخيصة وافتراضهم لوجود مادة اسموها «الفلوجستون» اعتقدوا أنها هي المسؤولة عن الاحتراق، وأنه إذا ما تم سحبها من شيء ما فإن هذا الشيء لا يعود قابلاً للاحتراق، كما اعتقدوا أنه من الممكن إعادة المادة المحترقة والتي أصبحت رماداً إلى حالتها الأصلية بفضل هذه المادة.‏

مثل هذه الأفكار العلمية لايمكن تفسيرها بالعودة إلى التجارب العلمية بقدر ما يمكن إرجاعها الى هواجس العلماء وما يدور في أذهانهم من معتقدات موروثة وأفكار مرغوبة، فالرغبة في الثراء هي التي أوجدت فكرة إمكانية استخراج الذهب من خلط المعادن الرخيصة والرغبة في السيطرة على الطبيعة والتخلص من أخطار الحرائق عند مواجهة الأعداء وهي التي دفعت العلماء لتخيل وجود مادة مثل الفلوجستون والخوف من الطبيعة البعيدة هو الذي أوحى للإنسان بتقديس الكواكب وإعطائها منزلة روحية ودينية رفيعة.‏

واللافت للانتباه، وهذه مسألة تبين لنا حقيقة العلم الطبيعي، أن الأفكار أو الافتراضات اللاعقلية المستوحاة بشكل حدسي من داخل ذهن العالم قد تلعب دوراً إيجابياً في كثير من الاكتشافات العلمية فدورها ليس سلبياً دائماً والعلم غالباً ما يبدأ بفكرة تخطر على بال العالم ثم يسعى للتحقق منها وهذا ما حصل مع كثير من العلماء مثل أينشتاين ونيوتن وآخرين.‏

فحضور العناصر اللاعقلانية في العلوم الطبيعية لا يقتصر على العلوم القديمة أو علوم العصور الوسطى بل يمتد إلى العلوم الحديثة والمعاصرة وإن كانت طريقة الحضور تختلف من عصر إلى آخر هكذا ننتهي إلى أن للعوامل الخارجية معتقدات مسبقة، ظروفاً اجتماعية، أوضاعاً سياسية، مصالح اقتصادية، دوراً متزايداً في العلم المعاصر أكبر من الدور الذي تعطية لها الدراسات العربية. الأمر الذي يفرض علينا أن ننظر إلى العلم نظرة شاملة عامة وخارجية لأن هذه النظرة تسهل وتخدم إمكانية جلب تلك العلوم إلى ديارنا، والاستفادة منها في تنميتنا.‏

الحكيم الغالي ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقراط المحترم :

يعلمني الحب كيف تكون القصائد مائية اللون

كيف تكون الكتابة بالياسمين

وكيف تكون قراءة عينيك

عزفاً جميلاً على الماندولين

ويأخذني من يدي ويريني بلاداً

جميلة

حضور ومتابعة براقة

تحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وردية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
أخوتي الروحيّين الغوالي
أشكر لكم هذه المتابعة الجميلة
والاحساس الرقيق
بارككم المولى