موضوع: «التأتأة»..... حالة نفسية.. وليست مرضاً الثلاثاء فبراير 08, 2011 4:59 am
بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد
«التأتأة» مشكلة تظهر عند الأطفال في مراحل نموهم المبكرة وقد تستمر لسنوات عدة ما يربك الأهل ويجعلهم في حيرة من أمرهم بكيفية التعاطي مع هذه الحالة إذا ما أخدنا بالحسبان الحالة التعليمية والثقافية والمعرفية للعائلات والأسرة وإذا كان من الطبيعي أن لا ينطق الولد جميع الأحرف بشكل سليم في السنوات الأولى فإنه من غير الطبيعي أيضا أن يصل عمره إلى عشر سنوات وأكثر دون أن يتمكن من اللفظ الصحيح لبعض الأحرف كأن يستعمل حرف التاء بدل الكاف وكذلك القاف تلفظ كاف. بعض الأمهات قلن أو لنقل وصفن حالات التأتأة عند أبنائهن بتوضيح ينطوي على مدى تأثير الحالة النفسية والضغط الذي يتعرض له الأبناء من تعنيف وانتقاد أو التعرض لحالات خوف وفزع مفاجئ. فإحدى السيدات ذكرت أن عمر ابنها 9 سنوات وعندما تتعب نفسيته تزيد التأتأة عنده على عكس عندما يكون مرتاحا، وطفلة أخرى عمرها ثلاث سنوات مازال النطق صعبا لديها بناء على ما أشارت إليه الأم في حين كان السبب المباشرة بظهور التأتأة عند إحدى الفتيات ما تعرضت له من قبل أخاهاحين وضع وشاحا على وجهه وباغتها بصورة مفاجأة وهي في عمر 9 سنوات ما جعلها تتلعثم وتطيل المد في نطق الأحرف. وقبل الدخول بتفاصيل الأسباب المؤدية لظهور هذه الحالات نتوجه بسؤال إلى جميع الأمهات اللواتي يعانين من هذه المشكلة مع أبنائهن ذكوراً أو إناثا عن ماهية الدوافع التي تجعل نفسية الأطفال أو الأبناء في حالة تعب أو خوف، هل هم الأهل أنفسهم أم المدرسة أم التعاطي مع الأولاد الآخرين أم أن هناك قلة احترام من قبل الأسرة لشخصية أبنائها. الأستاذة بثينة كحيل اختصاصية نطق ترى أنه عندما يستعمل الابن أو الولد الأحرف بغير محلهايكون الحرف لم يصل بعد إلىالأذن الوسطى وهذا ما يسمى غياب أحرف، أي يستعمل الولد حرفا مكان حرف آخر على اعتبار لا يوجد عنده أولا التكنيك، بمعنى لم يكن قد تعلم كيف يلفظ حرف الكاف أو حرف التاء، ولدى المجتمع مشكلات عديدة من هذا النوع وما يتطلب من الأم أن نفعله تجاه هذه الحالات هو التوجه إلى إصحاب الاختصاص والتعاون معهم حول كيفية تطبيق التعليمات للتخلص من هذه الحالة، والأمر الآخر الذي أشارت إليه هوأنه عندما تجد أي أم أن ابنها غير مرتاح من الضروري أن تخلق له جواً من الراحة وأن تبحث عن النقاط الصغيرة التي يقع فيها هذا الولد أو ذاك ما يجعل نفسيته تتعب ،فمن خلال البيت تعرف أسبابه الكامنة، وعلى صعيد المدرسة من السهل معرفة الأسباب أو الأخطاء التي يقع فيها الولد، داعية إلى إعطاء الوقت الكافي للأبناء كونه أمراً مهماً جدا، ناصحة بعد استعمال اسلوب التخويف لأنه في بعض الأحيان يؤدي إلى التأتأة إذا كان مستمرا، يضاف لذلك مسألة الضغط النفسي والاضطرابات والانتقادات والملاحظات والشجار والفقر والغيرة وهذه جميعها مسببات، في حين يأتي عدم تصحيح النطق هو الذي يوصلنا إلى هذه المرحلة مؤكدة أن الأولاد الذين لديهم صعوبات وتأخرفي النطق هم أكثر عرضة للتأتأة لعدم تعلمهم اللفظ الصحيح منذ الصغر.
ليست حالة مرضية
ونوهت الأستاذة كحيل على أن التأتأة لاتعتبر حالة مرضية وإنما هي مشكلة، حالة تفسية ويمكن توصيفها بالعادة السيئة مثل الولد الذي يكذب، يسرق، لأن هذه الأمور قد تخزنت عند الولد وأصبحت عنده بمثابة مرض تمكنت منه، ما يستدعي السيطرة والتغلب عليها من خلال التواصل مع الأهل من حيث تنمية شخصية هذا الولد أو الابن وتعزيز ثقته بنفسه، معتبرة أن لفظ ولد تنطبق حتى سن 18 من الفئة العمرية متمنية عدم فقدان الأمل من خلال المتابعة في المنزل وعرض الحالات على الاختصاصيين. أما جملة الملاحظات والمقترحات الواجب اعتمادها من قبل الأهل وبشكل جدي هو مساعدة الطفل بمرحلة النمو على اللفظ السليم وكذلك التنفس الصحيح مع مراقبته أثناء الكلام دون القصد من انتقاده أو إشعاره أنه تحت السيطرة، فيما الجانب المهم فهي عدم إشراك الأبناء بمشكلاتنا وتجنيبهم المشاجرة في حال وجودهم وهذا مهم جداً على اعتبار أن بعض الأهل يتشاجرون ويفشون خلقهم بالولد، وهذا على عكس ما هو سائد نطلب من الابن الاحترام على الدوام وبالتالي علينا بدورنا أن نحترمه ونقدر شخصيته، ونبهت كحيل إلى ضرورة اكتشاف التأتأة منذ بداية تعلم الكلام حين يبدي صعوبة في لفظ الكلمة ما يتطلب متابعتها لانقطاع النفس كما تقول لافتة إلى حين تظهر لدى الطفل أو الولد إمدادات باللفظ يكون قد وقع بالتأتأة وهي مرحلة صعبة حسب توصيفها. وتضيف الاختصاصية بالنطق أن تكرار المقطع اللفظي ثلاث مرات أمراً مهماً جدا وهو بمثابة تدريب لعضلة اللسان والشفتين الذي يسمى بالضعف الوظيفي الذي يتعرض له الكثير من الأطفال لذلك يجب التدريب المستمر على استعمال الأحرف الصامتة مثل الغاء والتاء والثاء وخاصة للطفل المتعلم ولعل أهم شيء في هذا الإطار هو التواصل الدائم ، التواصل ما بين الأهل والمعلمة والمدرسة و تعزيز أدوار كل منهم. أخيرا يمكن القول إن الطفل هو الأساس في حياتنا وعالمنا المتجدد يتوجب علينا محبته واحترامه وإشعاره بذاته أو أن لديه مشكلة ولعل الأهم هو كيف تتعلم من هذا الطفل الذي يصنعونه بعالم المدرسة.
زهراء ديب مشرف عام
عدد الرسائل : 2275 Localisation : _________________ قوة الارادة ليست الا نتيجة لسلسلة من عمليات التاديب والتدريب ان قوة الارادة صفة ؟؟؟ لا يرثها المرء عن ابائه واجداده انما يجب ان يدفع قيمتها ليكسبها ............ تاريخ التسجيل : 28/09/2009
موضوع: رد: «التأتأة»..... حالة نفسية.. وليست مرضاً الثلاثاء فبراير 08, 2011 2:50 pm
باركك الله
مشكور على هذه المواضيع المفيدة
علي نور الدين مشرف عام
عدد الرسائل : 3567 تاريخ التسجيل : 06/02/2009
موضوع: رد: «التأتأة»..... حالة نفسية.. وليست مرضاً الثلاثاء فبراير 08, 2011 3:44 pm
الإثنين سبتمبر 11, 2023 8:10 am من طرف الاسماعيلي اليامي
