الإنسان مخلوق بشري يملك الأحاسيس والمشاعر فحري به أن تكون تلك الأحاسيس والمشاعر عالية المستوى ترقى به ليبادل أخيه الإنسان الحياة بنبل وإنسانية بعيداًعن الغايات والمصالح 0 وما يؤسفني في وقتنا الحاضر أن الأمر عكس ذلك
حيث أن المادة طغت عليها وأصبحت المعبود الأول ومقياس الشخص كالمثل القائل في جيبك قرش قيمتك قرش ، وذلك عند بعض الناس . أي أن الناس تنظر للإنسان على ما يملك من مال وتضع الأخلاق والقيم جانباً وهذا يأخذني إلى موضوع أخر هو : التقدم والأخلاق إن التقدم العلمي قد يشبع حاجات الأجساد ولكنه لا يطفىء ظمأ النفوس. لقد صحب التقدم العلمي تأخر حقيقي وانحطاط سريع في الأخلاق ،وإحلال للتنازع البشري على المادة لإشباع الشهوات. ولو انتهت الصفات النبيلة وحُطمت القيم الإنسانية وأصبح المال المثل الأعلى الوحيد، لكان الإنسان هو الضحية في كرامته وأمنه وفي كيان عائلته 0 والعائلة هي دعامة المجتمع الأولى بها عافيته ومنها سقمه، والأسرة عندنا ماتزال بخير إذا تلافينا أشياء كثيرة.