سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: نيســــــان.....ملاحم البطولة والشرف الأحد أبريل 17, 2011 5:30 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد
في نيسان تولد الفرحة الكبرى..وفي نيسان تخضر الدروب وتزدهرالقلوب وتبدأ الأرض التي تكتنز بطولات النصر والعزة والشموخ .. تبدأ بنشر نسائم الحرية والنصر والمقاومة في ربوع وطننا الكبير . في الذكرى الخامسة والستين للجلاء العظيم .. يوم خرج آخر جندي فرنسي من سورية لانبالغ إذ نقول:إننا نشعر في هذا اليوم بحالة انتشاء غير عادية تختلط فيها مشاعر الفخر والاعتزاز بمشاعر الفرح والسعادة والعنفوان . لقد كان جلاء المحتل عن أرضنا في السابع عشرمن نيسان في العام 1946 ثمرة نضال طويل لأبناء شعبنا، استمر لأكثر من ربع قرن بدأ منذ أن وطأت أقدام المحتل تراب هذا الوطن ،حيث كانت المواجهة الأولى معه في معركة ميسلون صبيحة 24 تموز1920 بقيادة الشهيد البطل يوسف العظمة الذي سطر ورفاقه أول وثيقة بالدم في سفر الجلاء العظيم وفتحوا الباب واسعا أمام مقاومة الاحتلال حيث شهدت سورية خلال ربع قرن من الاحتلال الفرنسي أكثر من ثلاثمائة ثورة ضد المحتل لم يجد فيها طعما للهدوء والراحة طيلة فترة احتلاله . الرفض السوري المطلق للاحتلال الفرنسي منذ لحظاته الاولى دفع بالمحتل الى ممارسة شتى أنواع القهر والظلم والاستبداد والعنجهية ضد ابناء الشعب السوري الذين ذاقوا ذرعا بذلك وهو ماخلق حالة من الغليان والغضب في الشارع السوري تبلورت في نهاية المطاف الى ثورات عارمة ومعارك ضارية في معظم المدن والمحافظات السورية بدءا من أقصى الشمال في حلب والجزيرة ومرورا بالساحل السوري ودمشق وريفها وانتهاء بالجنوب في حوران وجبل العرب في ظل تفاوت كبير واختلاف واضح في العتاد والسلاح الذي يملكه الثوار وذلك المتطور الذي بيد المحتل ، ليثبت السوريون كما كل مرة أن إرادة المقاومة لايمكن أن يكسرها الاحتلال مهما بلغت قوته . وقد خاض الثوارالسوريون معارك عنيفة ضد قوات الاحتلال الفرنسي وألحقوا بها خسائر فادحة وكبيرة كمعركة الشيخ بدرالأولى والثانية وقبلهما ثورة الشيخ صالح العلي،وثورة الزعيم ابراهيم هنانو التي أعلنها في /16/أيلول 1920والثورة السورية الكبرى في جبل العرب عام 1925 بقيادة المجاهد سلطان باشا الأطرش ثم الثورات والمعارك التي اشتعلت في دمشق وغوطتها وبقية المدن السورية. الإيمان بالله أولاً وتكاتف الشعب السوري ومساندته ودعمه للمقاومة وأبطالها وللثورات وثوارها كان له الدور الكبير في تحقيق الاستقلال وجلاء المحتل عن ارض الوطن ،ذلك ان المصدر الرئيس والأساسي لقوة المقاومة أي مقاومة شريفة وصادقة هو احتضان الشعب لها والتفافه حولها والأمثلة على ذلك كثيرة في هذا الزمن العربي الذي لايزال يقاوم الاحتلال بكافة أشكاله ،ولعل الجميع يذكر انتصارات المقاومة اللبنانية على العدو الإسرائيلي في العامين 2000 و2006 ، وذلك الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية في وجه الاحتلال الصهيوني الذي لايزال يمارس الإرهاب والإجرام اليومي بحق الفلسطينيين منذ اكثر من ستة عقود . اليوم ونحن نحتفل بذكرى الجلاء الغالية لابد لنا ان نستلهم ونستذكر قيم ومعاني الجلاء العظيمة ..خاصة واننا نعيش ظرفا بالغ الخطورة واستثنائيا بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى بعد أن تكالبت علينا المؤامرات التي تستهدفنا من الداخل أولاً بهدف تدمير الوحدة الوطنية التي يعيشها أبناؤنا منذ عهد الاستقلال والتي لامثيل لها في مختلف أنحاء العالم ..وتلك التي تستهدفنا من الخارج ثانيا بغية النيل من مواقفنا الوطنية والقومية الداعمة لكل حركات التحرر والمقاومة العربية والعالمية التي تسعى للتخلص من الاستعمار والاحتلال ،وهو مايستوجب من الجميع الصمود والمقاومة كل في مكانه انطلاقا من ان معركة الجلاء لازالت مستمرة على أكثر من جبهة وأكثر من عدو . في ذكرى الجلاء .. دعوة من القلب لكل أبناء شعبنا الأبي الذين اثبتوا على مر الأيام وطنيتهم وعروبتهم وتعاضدهم في مواجهة كل التحديات والمحن والفتن لايفرقهم في ذلك دين ولون .. دعوة إليهم من اجل التكاتف والالتفاف حول قيادة الرئيس الأسد للقضاء على المؤامرة .. وهو مانحتاجه جميعا في هذه اللحظات العصيبة . | |
|