المناغاة .. لحن الطفل الأول

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد

المناغاة .. مظهر يخلف الصراخ ويسبق اللغة وهي لعب عشوائي أو نشاط لاعب يعتمد على تكرار الأصوات ويهدف الطفل من خلاله إلى ممارسة الأصوات وإتقانها بالتدريج .
والمناغاة وراثية تتكشف عند الطفل من تلقاء نفسها إلا أن للوسط أثره في تثبيت أصوات معينة وتطور أصوات أخرى دون غيرها، وتختلف المناغاة عن الصراخ في أنها منغمة ذات ألحان متغيرة وفق حالات الطفل الوجدانية ورغباته، في حين أن الصراخ لا يسير على إيقاع وهو غير ملحن كما أن تنوع الصراخ محدود
ويمكن تسجيله في حين تتعذر القدرة على تسجيل المناغاة .‏

إرادية ..‏

ومن مظاهر الاختلاف بينهما أيضاً أن الصراخ غير مقطعي في حين أن المناغاة ذات أصول مقطعية ما يجعل المناغاة سمة إنسانية ذلك لأن المقطعية هي سمة الكلام الإنساني بينما يشترك الإنسان والحيوان في الصراخ وهذا ما يجعل المناغاة في مرتبة ثانية متقدمة على الصراخ إذ إن الصراخ يخدم حاجات عاجلة لدى الطفل بينما تخدم المناغاة حاجات عاجلة وآجلة معاً، كما أن المناغاة إرادية يتمكن بها الطفل من السيطرة على جهازه الصوتي على حين أن الصراخ غير إرادي و يعبر عن انفعالات غير سارة، في حين أن المناغاة تصاحب الرضى في الأعم الأغلب .‏
أما الفترة التي تمتد فيها المناغاة فقد كانت موضع خلاف بين الباحثين إذ يرى بعضهم أن المناغاة لا تبدأ قبل الأسبوع الثالث وقد تتأخر إلى الأسبوع السابع أو الثامن في حين يرى آخرون أنها تبدأ في أواسط الشهر الثاني وتستمر خمسة شهور بعد ذلك وآخرون وجدوا أنها تبدأ في الشهر السادس بالظهور بشكل واضح ثم تصل إلى القمة في الشهر الثامن منخفضة بعدها لتندمج في مرحلة الكلام عند الشهر الخامس عشر .‏

مرحلة الهدير ..‏

ويرى بعض الباحثين أن حرفي اللام والراء هما الحرفان الأساسيان بين الحروف المتحركة في المناغاة على حين أن هناك من يخالفهم الرأي، مشيرين إلى صعوبة نطق هذين الحرفين وتأخرهما في الظهور وتتكون المقاطع الأولى من أحرف العلة والأحرف المتحركة، وهذه المرحلة يطلق عليها بعض الباحثين مرحلة الهدير ثم يضيف الطفل مقطعاً آخر بعد عدة أسابيع ثم يضيف إلى المقطعين مقطعاً ثالثاً، وهنا يأتي دور المحيط ليعزز بعض المقاطع ما يدفع الطفل إلى تكرارها في حين تتلاشى مقاطع أخرى لا تلقى الاستجابة من المحيط، كما أن لسمع الطفل أثراً في تثبيت بعض الأصوات وزيادة تطور أصوات معينة دون غيرها .‏

تسبق تقليد الكلام ..‏

وتعد مرحلة المناغاة مرحلة سابقة لتقليد الكلام ذلك أن ذهن الطفل يدرك تنوع الأصوات التي يخرجها ويسمعها ويربط بينها وبين طرق إخراجها وهنا تبدأ مرحلة تجريب، يحرك فيها أجهزته الصوتية بأشكال مختلفة ويستمع إلى نتائج هذه التغيرات والحركات وهذه المرحلة التجريبية تبدأ في الشهر الخامس أو السادس عندما تبدأ أذن الطفل بالتمييز بين الأصوات المختلفة ويظهر هنا عامل وجداني يؤدي دوراً مهماً في نمو الطفل من جديد وهو عامل الشعور بالمقدرة أو الإحساس بالقوة أو التمكن من إحداث صوت يسمعه بأذنيه وهذا كله يشعره بلذة النجاح ويخلق فيه الاهتمام بمواصلة الجهد والاندفاع للاستمرار بالقيام بمحاولات جديدة أطول مدة وأكثر تنوعاً من المجالات السابقة
وهذا العامل يؤدي دورا مهماً في تعلم الكلام.‏

باركك الله

flower

بسم الله الرحمن الرحيم
يا عالي مدد
أختي الروحية الغالية زهراء
مرورٌ عَطِر...
بارككم المولى

» آغـــــــــــــــــــــــــــــــا خــــــــــــــــان الأول
» 101 هدف في الدور الأول من المونديال
» تأويل الدعائم - الجزء الأول
» المجلد الأول- عن الطبيعة الإلهية
» الفصل الأول معرفة الله و توحيده