الخلافة الفاطمية :
سميت الخلافة الفاطمية بهذا الاسم نسبة الى السيدة فاطمة الزهراء( سيدة نساءالعالمين )ابنة رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام
تمت ولادة الخلافة الفاطمية في عام 909 هجري وأستمرت حوالي قرنين ونصف وهي أول بل اعظم خلافة شيعية في التاريخ الأسلامي موسس هذه الدولة الامام عبد الله المهدي الذي انطلق من مدينة السلمية
وقد ذكر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قيام الخلافة الفاطمية في حديثه الشريف
لقد قدمت الخلافة الفاطمية الكثير من الاسهامات للعالم الاسلامي والتي لا يمكن حصرها في عدة مواضيع
وسوف أعطي صورة صغيرة عن أسهامات الخلافة الفاطمية للعالم الاسلامي
وقد حرص الخلفاء الفاطميون على وضع هوية ثقافية لدولتهم بما يستجيب لعقائدهم المتشيعة لآل البيت و بما يضمن ولاء رعاياهم لهم حتى وإن خالفوهم في الانتماء المذهبي
..
ولا زالت القاهرة تحتفظ بتذكارات تشهد على الرؤية الحضارية المنفتحة لهذه الدولة في مقدمتها جامع الأزهر الذي يعد أول جامعة إسلامية ، وحملت قاهرة الامام المعز لدين الله طابعا معماريا ميزها عن الفسطاط ، كما عاشت القاهرة جوا ثقافيا مميزا أنتج أعلاما في مختلف صنوف العلم مثل ..
* العمارة :
المساجد كانت بامتياز تمثل الوجه المعماري لدولة الفاطميين حيث حرص الفاطميون على عمارة المساجد وإعطائها وجها لائقا يعكس الجانب الروحي للدولة و يمثل جامع الأزهر في القاهرة ابرز اثر معماري فاطمي لا زال قائما حتى اليوم يؤدي رسالة روحية مهمة ، فبعد أن فرغ جوهر الصقلي رحمه الله من بناء القاهرة أمر ببناء جامع كبير يكون منارة علم ودار عبادة ورمزا للسيادة الروحية للفاطميين ولتفادي أي احتكاك بين أهل السنة وأتباع المذهب الفاطمي الجديد من المصريين ، حيث بدأ البناء عام 972 وتم استكماله عام 974 .. تميز هذا الجامع بمنارته الفنية ومنبره الخشبي المزين برسوم هندسية جميلة، كما زود الجامع بمزولة لتحديد أوقات الصلوات الخمسة .. و ألحقت بالجامع أقسام لإقامة الطلبة الدارسين به ، وبيت للشيخ المندوب لإمامة المصلين والخطبة يوم الجمعة.. و لا زال عشرات الجوامع التي أنشأها الفاطميون خلال فترة حكمهم التي امتدت لحوالى ثلاثة قرون تمثل معالم بارزة لعراقة هذه المدينة .
ولم يقتصر اهتمام الفاطميين على بناء المساجد ، بل تعداه إلى بناء القصور والدارات و الدواوين الحكومية والجسور والأسواق و نظم الري و كل ما يمثل اوجه الحياة الاقتصادية في مختلف الولايات التابعة لهم ، وخلق هذا الاهتمام ظهور طبقة من الحرفيين و المختصين و الفنانين ضاهوا في رقيهم نظرائهم في الأندلس..
* الاقتصاد:
اهتم الفاطميون بضرب عملة خاصة بهم تثبت سيطرتهم الاقتصادية على الأرض ، حيث آمر االامام بضرب سكة ذهبية باسم الامام المعز لدين الله الفاطمي نحمل على أحد وجهيها دعاء للفاطميين وعلى الوجه الآخر تاريخ إصدار العملة ومكان إصدارها بمصر ..
* التعليم :
إلى جانب رمزيته الروحية قام جامع الأزهر بدور المؤسسة التعليمية المرموقة خاصة في مجال تدريس عقائد المذهب الفاطمي ، وقد باشر الأزهر رسالته العلمية في تدريس العلوم الدينية والفقهية والعقلية في أواخر عهد الامام المعز وأوائل عهد الامام العزيزبالله الذي أشار عليه أحد وزرائه بتحويل الأزهر إلى مؤسسة تعليمية تدرس مختلف صنوف العلم ، و لتسهيل التحصيل العلمي للطلبة الوافدين من خارج مصر ألحقت بالأزهر إقامة للطلبة تقدم لهم المبيت و المأكل ، كما أجريت رواتب شهرية ثابتة للعلماء الذين يتولون التدريس بالجامع..
التسامح الديني:
رغم اعتمادهم للتشيع لآل البيت كمذهب رسمي لدولتهم مارس الفاطميون سياسة يمكن وصفها بالمتسامحة مع اتباع المذاهب والديانات الأخرى من رعاياهم ، فلم يتعرض الفاطميون للسنة أو غيرهم بأي سوء كما لم
يضيقوا عليهم في مساجدهم بل جعلوا حرية الاعتقاد في اغلب الأحيان مبدأ ثابتا في سياساتهم