اختتام سلسلة محاضرات الدراسات القرآنية في معهد الدراسات الإسماعيلية
حزيران ٢٠١١
عقدت وحدة الدراسات القرآنية في المعهد المحاضرات الأربع الأخيرة من السلسلة: ’معنى الكلمة: علم الكلام والتفسير‘، خلال شهري نيسان وأيار ٢٠١١.
نظم سلسلة المحاضرات هذه الدكتور ستيفن بيرج
، وترمي لإستكشاف العلاقة بين تفسير القرآن وعلم المفردات، (وهو علم دراسة معاني الكلمات ودلالاتها) والطرق التي توصل بها مختلف المفسرين إلى مسائل متعلقة بعلم الكلام في القرآن.
قدم البروفسور أوغستينو تشيلاردو (جامعة نابولي) تحليلاً مفصلاً عن اللغة المستخدمة في النقاشات القانونية المعقدة المتصلة بقانون الميراث الإسلامي، من خلال ورقة بحثية بعنوان: ’من القرآن إلى الفقه: التفسير السني والشيعي لآيات الميراث (المسائل الملقبة)‘.
بعد ذلك، ناقش البروفسور كيس فيرستيغ (نجميغن) في ورقته البحثية العلاقة بين علم الكلام والتفسير في التطور المبكر للتفسير: ’البحث عن معنى النص: التفاسير القرآنية المبكرة‘.
بيّن البروفسور فيرستيغ أن النقاشات حول معنى الكلمات كانت ذات أهمية كبيرة بالنسبة للمشاريع التفسيرية التي قام بها شخصيات من أمثال مقاتل بن سليمان (توفي عام ١٥٠/٧٦٧)، والذي كتب أقدم تفسير لا يزال موجوداً.
قام البروفسور ستيفان وايلد (جامعة بون) بإلقاء المحاضرة قبل الأخيرة عن ’القرآن ومترجميه‘ متبعاً نهجاً مختلفاً من خلال النظر إلى العلاقة بين الترجمة والتفسير في الترجمات الإنكليزية للقرآن. أثار البروفسور وايلد مشكلة التحيز المتأصل في ترجمة القرآن، والطريقة التي تبرز بها عناصر التفسير عندما تتم ترجمة القرآن الكريم.
واختتمت السلسلة بمحاضرة ألقاها البروفسور كلود جيليو (أكس أن بروفنس) الذي قدم دراسة مقارنة لمعالجة المادة المعجمية في كتاب أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (توفي عام ٣١٠/٩٢٣)، المؤرخ والفقيه الشافعي وعالم اللاهوت الأشعري، وكذلك النحوي واللغوي والبليغ الوحيدي من نيسابور (توفي عام ٤٦٨/١٠٧٥).
ناقش البروفسور جيليو في عرضه المعنون 'استخدام المعجم في التفسير القرآني الكبير للوحيدي‘، بأن السياقات التاريخية بالنسبة لكلا المفسرين كان لها دور كبير في التأثير في وجهات نظرهما المختلفة حول علم الكلام واستخدامه.
كان الهدف الرئيسي من سلسلة المحاضرات هو الحصول على فهم لكيفية استخدام المفسرين للمعاني والتفسيرات للكلمات المفردة لدعم وجهات نظر عالمية لاهوتية. ضم هذا المشروع ستة عشر باحثاً من أوروبا وأمريكا الشمالية.
رغم التركيز الكلي على علم الكلام- وهي مادة ذات إطار ومرجعية محددة جداً- إلا أن السلسلة كانت قد أظهرت أن معاني الكلمات وفرت مساحة لمناهج واستخدامات تفسيرية مختلفة.