فتحت صفحة word بيضاء تماما كسحابة نويت أن أعصرها لتُسقط أربع قطرات
مطر لا أكثر بشكل ” غ ـ ي ـ ا ـ ب”.. لمقال من كلمة واحدة..لأن الجفاف هنا
يشعرني بالعطش الشديد كـ صيام لا ينهيه أذان .. وتراجعت !.. أنا التي أتقن الغياب
..كما أتقن نطق اسمي تراجعت .. ربما لأنني أستطيع أن أغيب عن الآخرين دون
مبرر ..لكنني اعجز عن أن أغيب عن ذاتي ..تراجعت وأنا أتذكر مارسيل بروست
يقول :”لا يمكنِك الذهاب هكذا فجأة ..لا ..هذه طفولة !”..ويبدو أنني نضجت
..وطفولتي مازلت أمارسها فقط مع الآخرين !..! لهذا عندما مشيت قليلا باتجاه
الغياب ..رجعت لأبرر !
أتفادى الكتابة بكل الطرق منذ خمسة أيام ..” أريد أن أكتب عن كذا … لا الوقت ليس
مناسب الآن..سأقرأ هذه القصيدة!” ..”أريد أن أكتب عن كذا …لا ..ليس في حضور
عين !” ..” أريد أن أكتب عن كذا ..لا ..سأساعد أمي وهي تصنع الكنافة !”
..”أريد أن أكتب عن كذا ..لا ..سأذهب في مشوار!”..رغم أن تكات الكي بورد لا
تتوقف في أذني .. أسمعها وأنا أمشي .. وأنا أشاهد التلفزيون ..وأنا أقطع السلطة ..
وأنا احاول النوم ..وأنا أحدق في الوجوه ..أصابع عفريت تنقر في رأسي ..تكتب
“أنتِ غبية للغاية ! أنتِ غبية للغاية ! أنتِ غبية للغاية ! أنتِ غبية للغاية ! أنتِ غبية
للغاية ! أنتِ غبية للغاية ! أنتِ غبية للغاية ! أنتِ غبية للغاية ! أنتِ غبية للغاية ! أنتِ
غبية للغاية ! “
حسنا ..هذا يكفي ! …. سأغلق الصفحة !