farajmatari عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 262 تاريخ التسجيل : 12/01/2010
| موضوع: من كتاب الفرح لكمال جنبلاط الخميس سبتمبر 08, 2011 9:18 pm | |
| من كتاب الفرح لكمال جنبلاط
بالحقيقة ، المتعبّدون لا يعرفون ماهية الحق - والا صعق الفكر- وغابت عنهم الدنيا . فهو تارة يتنزّل اليهم في صورتهم ، وتارة يتنزّلون اليه في صور فكرهم : والمطلق العزيز هو هو فيما يتعدى الصفات والاسماء والصور. *** المحب لا يعرف الحبيب قبل ان يتوحد به فيموت بالموت الحقيقي - موت النفس- ليحيا بالحياة السرمدية : فلا يبقى بالدار الا صاحب الدار. والموت الحقيقي لا يحصل (يتم) الا بالكشف العرفاني من فم من تحقق بالحق فسطع به من محور ذاته. ***
المحب، بالحقيقة، لا يبغي الانصهار في الحبيب، بل يرغب في البقاء يلعب في ثنائية العابد والمعبود ، "يريد ان يتذوق السكّر لا ان يصبح هو ذاته السكر"(1). ***
اما العارف الحقيقي فيلتمسه ويستلهمه بعقله الأرفع، بعد ان تمّحي الرسوم _ الاسم والشكل والماهية_ فيضمحل السراب، لانها كانت كلها من صنع الفكر، فهل يدرك المصنوع وجه الصانع، وهل الصورة تكشف عن اليد التي رسمتها؟ ***
ولكنه "يتدلّى ولا يتدانى"، فهو سدى ولحمة والوجود. وهو في صميم محور وجودنا، فأين المفر ! . . ان قلت بالعدم فهو الوجود في العدم. وان قلت بالإثبات وأسميته الله او برهما او هذا الاله او ذاك، في جميع اللغات والأمكنة، فأنت تشرك بالاسماء وتجدّف على الحق بالصفات . وان قلت بالبقاء فإنه ، ( ولا شك ) ، ذات البقاء . ولكن لا تستيقن الا وجود ذاتك ، انت : "يمكنني ان أنكر كل وجود ظاهر سوى : انني انا " هل يحتوي الليل النهار ام هو النهار الذي يسطع والليل في ظلّه! . ***
ان قلت بالاحدية فهو ذات الوجود الظاهر ، ولا وجود الا هو : وهو ذاتك الحررة من كل ذاتية ، اي صرافة الحب . وان قلت بالثنائية فهو العابد والمعبود ، والمحب والحبيب . ***
وان قلت بالكينونة الهندسية فهو النقطة وانت والاشياء دائرة البيكار . والدائرة كلها في نقط ، ولولا النقطة لما كان الخط الدائر المستدير حول محوره . وهكذا الكل بشكله يتشكل ، والكل منه مصنوع ، ولم يصنع منه شيئ ، وليس هو الصانع . ***
فدع عنك الأوصاف والاسماء والصور بل توجه الى قبلة الحق_ في ذاتك الدائرة تهوم _كما يدور الفلك المكوكب_ في وله العودة الى نقطة المحور ، _ وهي لا تفطن الى كونها مبدعة من نقط _ : والكل يدور حول فلك ذات ذاته ، فاذا ما عدت بالفلك الى مرساة النقطة الأصلية ، وجدت عنقاء مغرب ، وفزت ، وغابت النقطة عنك والدائرة . من كتاب الفرح لكمال جنبلاط
| |
|
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: من كتاب الفرح لكمال جنبلاط الجمعة سبتمبر 09, 2011 8:03 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد أخي الروحي الغالي فرج حضور جميل...نقل جيد بارككم المولى | |
|