تسعى جهات عديدة للحد من تلوث الهواء الخارجي الذي تسببه الغازات والعوالق الصادرة عن عوادم السيارات للتخفيف من الاضرار الصحية الخطيرة الناجمة عنها .
واهمها التأثيرات المسرطنة وأمراض الربو والحساسية ونقص المناعة التي باتت اليوم مشكلة صحية حقيقة قابلة للتفاقم اذا لم تكن هناك اجراءات وقائية مناسبة كفيلة بمنع تفاقم مشكلة تلوث الهواء والحد من تأثيراتها السلبية مثل انتشار الامراض والاوبئة والموت المبكر.
ولان تلوث الهواء مشكلة تصيبنا في الاعماق لذلك نلفت الانتباه دائماً الى المبادرات التي تقوم بها الجمعيات البيئية ومنها الجمعية السورية للوقاية من الحوادث ومشروعها حول تنقية هواء دمشق
تعتبر وسائل النقل المختلفة الاحجام والاشكال من أهم المسببات لتلوث البيئة والغلاف الجوي الذي يحيط بالارض بما تنفثه عوادم هذه المركبات من دخان يحوي العشرات من المواد والغازات السامة التي تؤذي الانسان كما تؤذي بقية الاحياء من نبات وحيوان وتشكل نسبة 60% من نسب التلوث وتأتي بعدها محطات توليد الطاقة الكهربائية 13% ثم الصناعة 8% ثم التدفئة السكانية 6% والنفايات 3%
ويتم في مدينة دمشق ترسيم 250 سيارة جديدة كل يوم وكل سنة مابين 70 ـ 80 الف سيارة وحالياً عدد السيارات في سورية يقدر بمليون ونصف مابين سيارات خاصة وعامة وفي ظروف انخفاض سعر السيارات المتزايد من المتوقع ارتفاع عدد السيارات السنوي مابين 20 ـ 30% وهذا يشكل كارثة حقيقة بسبب عدم توفر الخدمات لها وضعف القدرة الاستيعابية للطرقات لهذا الكم من السيارات والتي بحسب تنظيم ايكو شار عام 1968 لمدينة دمشق التي درست مخططا تنظيماًً لـ 1.5 مليون نسمة وليس 5 ـ 6 ملايين نسمة وهذا العدد السكاني قابل للزيادة
ويلاحظ ان عامل الخطورة يتماشى مع زيادة عدد المركبات ونوع الوقود المستخدم ومكوناته ودرجة نقاوته وفي سورية ازداد عدد السيارات بشكل ملحوظ خلال العشرات الاخيرة من السنوات، وهذا ماساهم في زيادة تلوث البيئة
ففي عام 1990 كان عدد السيارات /244525/ الفاً وأصبح في عام 2005 العدد أكثر من مليون مركبة من كل الاشكال اي زيادة بمعدل 4 ـ 6 مرات وان هذا العدد يزداد سنوياً بنسبة 20 ـ 30% دون أن يواكب ذلك اجراءات لمكافحة سلبيات هذه الزيادة ونتائجها المختلفة الضارة
- يستهلك الانسان يومياً 16 الف لتر من الهواء الخارجي بما يعادل 16كغ ويستهلك 2.5 كغ من الماء و1.5 كغ من المأكولات اي ان حاجته الى الهواء تعادل أربعة أضعاف حاجته من الماء والغذاء
وتحوي عوادم السيارات اربعة مركبات في غاية الخطورة:
ـ أول أوكسيد الكربون ويسبب الصداع وصعوبة التنفس بسبب اتحاده مع الخضاب في الكريات الحمر مايسبب اضطراباً في عملية اكسجة الدم والوفاة بالاختناق
ـ أكاسيد النتروجين التي تسبب تهيجاً شديداًً للجهاز التنفسي والوفاة
ـ مركبات الهيدروكربونية تسبب حساسية للعينين والانف والبلعوم ولبعض انواعها تأثيرات مسرطنة
ـ مركبات الرصاص التي لها تأثيرات ضارة للاجنة عند الحوامل الذي ينجم عنها تأخر نموجسمي وعقلي كما لها تأثير ضار عند الكبار ايضاً.
ويتوقف حجم عملية التلوث على محركات السيارات نفسها وحالتها والطريقة التي يدار بها المحرك ونوعية الوقود المستعمل فالسيارة الصغيرة مثلاً تنفث في كل ساعة عمل حوالي 60 متراً مكعباً من غازات العوادم والباص الكبير ينفث ضعف هذا الرقم وهذا الخليط الغازي الصادر عن العوادم وخلافها يصعد الى الاعالي وعندها يتفاعل مع الاشعة فوق البنفسجية« الضباب الدخاني» الذي يغطي المدينة كطبقة سوداء قاتمة نلحظها عندما نصعد الجبل أو من داخل الطائرة.
- عندما تبادر اي جهة كانت حكومية او اهلية الى طرح مبادرات لحماية هواء دمشق تكون الاهداف المباشرة لذلك تخفيف كمية الانبعاثات الضارة الصادرة عن عوادم السيارات وتحويل المواد الضارة الى أقل ضرراً للبيئة وتخفيف الاثار الضارة للغازات على الصحة العامة خاصة التأثير المسرطن وتخفيف نفقات العلاج الطبي للمصابين بالامراض الناجمة عن التلوث الهوائي فمثلاً المشروع الذي تقوم به الجمعية السورية للوقاية من الحوادث اهدافه الاساسية هي تنفيذ تجربة رائدة في دمشق يتم من خلالها تنفيذ حملة تركيب حفازات لمجموعة من آليات النقل، اضافة الى توعية صانعي القرار والعامة من المواطنين لمخاطر تلوث الهواء الناجم عن وسائل النقل في دمشق وتحفيز وضع قوانين منع التلوث الناجم عن السيارات موضع التنفيذ، والاستعانة بالاعلام لتحفيز صانعي القرار على تطبيق القوانين
وتعتمد ادارة وتنظيم المشروع على الاستعانة واشراك خبراء وفنيين من الجهات المعنية لدراسة المشروع من كافة الجوانب وبيان جدواه ووضع الدراسة قيد التجربة ومن ثم مخاطبة الجهات الرسمية والعامة لاعتماد النتائج ووضعها في حيز التطبيق العملي وفق اجراءات ادارية وقانونية، وللمشروع خطة استدامة تعتمد على الاستمرار في التواصل مع الجهات المعنية العامة والخاصة من اجل التأكد من قناعتها واتخاذ اجراءات عملية في وضع نتائج الدراسة التجريبية موضع التنفيذ كحل مفيد ومجد للتقليل من التلوث الهوائي وماينجم عنه من امراض وخيمة تعجل في الوفاة وتخفض معدل العمر الوسطي من خلال صدور تعليمات تلزم بتركيب الحفازات للقطاعين العام والخاص.
المصدر: تشرين