المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: احترامي سيدي المواطن الأحد أكتوبر 05, 2008 12:31 pm | |
| لا يوجد كائن على وجه الأرض يرد اسمه ضمن نشرات الأخبار، والحوارات والتحليلات السياسية، ومانشيتات الصحف، وخطابات المسؤولين الأشاوس، بقدر ما يرد اسم الكائن العجيب الذي يصطلح عليه باسم (المواطن). المشاريع الاستثمارية، والاستهلاكية، والخدمية، الكبرى والصغرى، تقام لأجل سعادة المواطن. الأسعار تدرس وتراقب وتقرر لأجل خاطر المواطن وسواد عيني المواطن. المجمعات السكنية، الشعبية وغير الشعبية، والمناطق النظامية، ومناطق المخالفات، تبنى لإيواء المواطن. مجالس المدن والبلدان تنام وتستيقظ، وتعمل وتتثاءب، تهدم وتبني، وتفتح الشوارع، وتبلط الأرصفة، وتمدد خطوط الكهرباء والهاتف والمجارير لأجل خير المواطن، ونظافة المواطن،.. وحتى السجون والمعتقلات ، فقد شيِّدت ووسعت وأضيفت إليها الأسوار والأقبية والملاحق وجهزت بأحدث التقنيات لضمان أمن المواطن، وسلامة المواطن! قبل حلول رمضان هب المسؤولون والموظفون الكبار والصغار هبة الرجل الواحد للقيام بواجباتهم التاريخية إزاء المواطن الذي يسمونه أحياناً (المستهلك)، وعقدوا ما فتح ورزق من الاجتماعات، رددت فيها عشرات الشعارات، وتليت فيها مئات المحاضر، وألقيت فيها آلاف المداخلات.. وكان هدفها الأساسي، بالطبع، حماية المواطن من الغش والتدليس والاستغلال والتلاعب بالأسعار وبيع اللحوم الفاسدة والمواد المنتهية الصلاحية التي يؤدي استهلاكها من قبل المواطن إلى تفشي الكوليرا والطاعون والجرب والحودير وأبي كعب والوتاب وأمطلس القدمين وذات الرئة وذات الجنب، وأما أعراضها فتتمثل بالدوخة وزوغان البصر و(الفرفحة المفاجئة) وانحلال ركب الأخ المواطن ومفاصله وحنكه..إلخ. بعد انتهاء الاجتماعات، وترديد الشعارات، خرج عشرات الألوف من المجتمعين من اجتماعاتهم، وركبوا ألوف السيارات التي يدفع الأخُ المواطنُ ثمنَها وثمنَ بنزينها وأجورَ إصلاحها من حُرِّ ماله ومن قوت عياله، وخرجوا إلى الأسواق والمناطق الصناعية والتجارية وهم مصممون أن (يفعلوا ويتركوا) بكل من تسوِّل له نفسه أن يتعدى على الحياة المعيشية للمواطن، وأن يحرقوا نَفَس كل بائع حبوب أو خضرجي يقدم على فرش بضاعته على الرصيف المخصص في الأساس ليدوس عليه المواطن، ويلعنوا سنسفيل كل سائق سيارة يزمر فيؤذي بزموره مشاعر الأخ المواطن!.. وحتى نقيب الفنانين الأستاذ صباح عبيد فقد هب مع الهابين ووثب مع الواثبين مقرراً منع ثلاث مطربات لبنانيات من الغناء في سورية، ثم بشرنا- ضمن حوار أجرته معه نشرة (دنيا الوطن) الإلكترونية- بأن ثمة قرارات قادمة بمنع مئة فنان وفنانة من الإخوة العرب من الغناء في سورية (الحضن الدافىء)!.. وما ذلك إلا ليحمي أذنَ الأخ المواطن وبصرَه من سماع ومشاهدة الأغاني التي يقرر هو، أعني صباح عبيد، بالنيابة عن الأخ المواطن، أنها غير مناسبة له! كان السادة الذين يركبون السيارات التي يدفع المواطنُ تكاليفَها الباهظة يعتقدون أن المُزارعين والتجار والباعة وأصحاب المشاغل الإنتاجية الصغيرة هم الذين يستغلون المواطن ويرفعون في وجهه الأسعار، وكانوا على وشك أن يصادروا أعمالهم وأموالهم وبضائعهم ويشمعوا محلاتهم بالشمع الأحمر، ولكن الأخيرين أفهموهم، على فنجان قهوة، وكم ورقة نقدية مدسوسة تحت الفنجان، أن القصة (أكبر من هيك)، وأنهم لا يمتلكون فواتير، لأن المواد الداخلة في تركيب مصنوعاتهم أغلبها أجنبية، وليست مستوردة، بل مهربة، وأنهم لم يتعبوا أنفسهم بتهريبها، بل إنها تأتيهم إلى أماكنهم محروسة ومحمية ومعطرة وممسكة!.. وأن البائع الذي يضع بضاعته على الرصيف لا يستطيع أن يضعها إلا إذا دفع لأصحاب العلاقة ما فيه النصيب! والسيارة التي تمشي مخالفة يدفع سائقها ثمن المخالفة للسادة المكلفين بالسير على النظام، وهذا البند الأخير ينطبق عليه ما غناه زياد الرحباني ذات يوم (شفتو ع النظام مش عم يمشي غيرلو النظام- بركي إذا غيرتلّو بيمشي ع النظام!)،.. وأن هذه المخالفات والتجاوزات وما يدفعه زيد وعبيد لعمرو ونطاط الحيط يضاف إلى التكلفة الاجتماعية للسلعة المعروضة أمام أخينا المواطن، وهي التي تؤدي إلى رفع الأسعار في وجهه، وهذا يوصلنا إلى نتيجة تكاد حتمية ولا مندوحة منها وهي أنه لا يوجد أحد (آكل هوا) في هذه المعمعة غير الأخ المواطن!!
خطيب بدلة
..........................................أجل إنني أنحني تحت سيف العناء ،ولكن صمتي هو الجلجلة ،وذل انحنائي هوالكبرياء ،لأني أبالغ في الانحناء ، .لكي أزرع القنـبـلة | |
|
--- الطائر الفينيقي --- عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 2838 تاريخ التسجيل : 23/08/2008
| موضوع: رد: احترامي سيدي المواطن الثلاثاء نوفمبر 04, 2008 4:47 am | |
| | |
|