مهرجان سلمية الشعري الثالث والعشرون في يوميه الثالث والرابع

مهرجان سلمية الشعري الثالث والعشرون في يوميه الثالث والرابع




- تابع المهرجان الثالث والعشرون للشعر في سلمية فعالياته لليومين الثالث والرابع بمشاركة مجموعة من الشعراء والشاعرات من داخل المحافظة وخارجها، ففي اليوم الثالث شارك كل من الشعراء، معاوية كوجان، صالح يونس، فردوس النجار، ماجد خطاب ومحمد حمدان، حيث بدأ الشاعر معاوية كوجان أمسية هذا اليوم وألقى ثلاث قصائد عمودية، الأولى بعنوان «هذا أنا» تناول فيها علاقته مع الشعر والكون والأرض، والقصيدة الثانية كانت بعنوان «غناء الغصون» يصف فيها معاني الربيع وجمالياته، أما الثالثة فكانت «دعوة إلى الحب» يدعو فيها إلى حب الحياة والتسامح والاقتداء بخلق الأنبياء ومنها نقتطف:

تعالوا ... تعالوا نحبّ الحياة ونشرع لنور الصفاء مداهْ‏

ونمسحْ سواداً بأحنائنا ذئاباً يصيّرنا في متاه‏

تعالوا تعالوا إلى الحب ندعُ ونعلِ على كل طودٍ ذُراه‏

ألقى بعده الشاعر صالح يونس ثلاثاً من القصائد العمودية الكلاسيكية، الأولى بعنوان «بين أطلال الحب» عاطفية وجدانية فيها تذكر لأيام الحب والعشق الأول.‏

والقصيدة الثانية بلا عنوان تغنى فيها بسلمية، والثالثة «حوار مع أبي العلاء المعري» فيها دعوة إلى الإخاء والتسامح الديني بين الإسلام والمسيحية.‏

من «أطلال الحب نقرأ»:‏

رويدك ياسميّا! كم أعاني من غرامٍ لام يحلو في زماني!‏

كل يوم ليس فيه الحب يحظى ضاع عمراً في زمان فيه فان‏

لانبالي لو هرمنا إن عشقنا سوف يبقى القلب غضّاً في أمان‏

ثم ألقت الشاعرة فردوس النجار مجموعة من قصائدها، واحدة بالفصحى والباقي من الشعر الزجلي والمحكي بلهجات مختلفة، قصيدة الفصحى عنوانها «إلى أردوغان الحر»، من شعر التفعيلة، تحيي فيها مواقف أردوغان التركي من القضايا العربية أما القصائد الأخرى فعناوينها: «وحدي الحقيقة- أواه يامنتظر الزيدي- لبي الشوق ويمّ الشهيد».‏

- الشاعر ماجد خطاب قدم أيضاً ثلاثاً من قصائده العمودية، الأولى «على قبر أبي العلاء» يشيد فيها بحكمة أبي العلاء المعري وبعمق رؤيته للحياة وهو الأعمى الذي كان يرى أكثر من المبصرين والقصيدة الثانية «أسطورة الشرق» مهداة إلى الشاعر نزار قباني، ويتحدث فيها عن علاقة الشاعر القباني بالمرأة والشعر ودمشق، أما الثالثة فكانت غزلية «بلاغة الجمال» يصف فيها حبيبته ويتغنى بجمالها.‏

من أسطورة الشرق نقتطف:‏

أكاد أهتف أني كنت أعرفه‏

هذا الذي الشعر مولاه ومصحفه‏

جاب المحيطات لكن لم يزل «بردى»‏

ولم يزل من زهور الشام شرشفه‏

-نزار- أسطورة شرقية ولدت‏

في معبد غارق بالضوء رفرفه‏

واختتم الشاعر محمد حمدان فعاليات هذا اليوم عندما قرأ قصيدتين من شعر التفعيلة الأولى بعنوان «تغريبة العشق» يصف فيها أشواقه في بلد الاغتراب، عندما كان في مراكش المغرب إلى حبيبته، ويرسم تفاصيل عشقه السحري وأشواقه وفيها يقول:‏

«أنا وحم‏

منذ غمازة الحسن في وجنتي‏

للحوارات‏

للخبز والملح‏

للنجمتين على مرمر الشالِ‏

ياأنتِ‏

من يسترد دمي من دمي؟‏

من فحيح الغبار الذي ذاب فيه‏

ويحبس تابعتي في غضار الزوايا‏

ومن ذا سواك يشكلني من جديد؟‏

في رابع أيام المهرجان شارك أربعة من الشعراء، وبدأته الشاعرة إنانا الصالح عندما قدمت ثلاثاً من قصائدها الشعرية من شعر التفعيلة، الأولى بعنوان «لن يصيح» فيها حوار مع الحبيب ومناجاة، والثانية «نصال الطين» مهداة إلى روح أمها بلمسات شعرية رقيقة رسمت فيها صورة لوالدتها أما القصيدة الثالثة فكانت بعنوان «ظلال البوح صمت» ذاتية فيها دلالات رمزية وصور مكثفة:‏

«صمت الكلام‏

وعدت أمضغ غربتي‏

تطفو عليّ مواجعي‏

بحمولة النهد الجريح‏

ورجفة الحلم العتيق‏

تروقني يدك الحبيبة حين تسري‏

في خوابي الأمنيات‏

لتواصل الزحف المقفى بالقبلْ‏

ماأنتِ إلاي‏

حين يلفظني العبور»‏

ثم ألقى الشاعر منذر الشيحاوي مجموعة من القصائد المتنوعة منها الساخر الناقد بأسلوبه المعروف ومنها الجاد، حيث قرأ أولاً قصيدة بعنوان «افتراض» وهي غزلية يصف فيها جنون الحب، ثم قصيدة «شهيق» يصف فيها الوصل والهجر وقوة الإرادة والصبر، تلاها بقصيدة «رؤيا» يصف فيها ذاته ومعاناته مع الزمن وقوة عزيمته، لينتقل إلى الغزل عبر قصيدة «سؤال» وهي عمودية ليختتم بمقطوعتين شعريتين ساخرتين «قولي نعم» و«احتقان» وفي الأخيرة يصف شعوره جراء سرقة دراجته النارية، من قصيدة «سؤال» نقتطف:‏

«تمرين همساً بعين التلاقي‏

مرور النسيم بماء السواقي‏

سألتك كيف.. اختصرت النساء‏

بلحظٍ، وثغرٍ، وخصرٍ، وساقٍ‏

سألتك، لست أريد الجواب‏

لعلّ سؤالاً... جواب اشتياقِ»‏

قدمت بعده الشاعرة إباء الخطيب مجموعة من القصائد العمودية الغزلية والعاطفية «حلم الشمس» و«لك فقط» غزليتين والثالثة «أمي» عاطفية، تعلي فيها من شأن الأم ومكانتها في قلوب الأبناء، وفيها تقول:‏

مازال الشذى يحبو مدى روحي ليلقاك‏

وآلهة المدى تحنو لتلثم خير يمناكِ‏

ومازلت التي أنسل قبل الفجر من قلقي‏

لأنقش بالرضا ضلعي بما في الأمس أرضاكِ‏

فسبحان الذي في البرد بالتحنان أشعلك‏

وسبحان الذي في الليل كلّ النور أعطاكِ‏

ويختتم الشاعر عبد المجيد عرفة أمسية اليوم الرابع من المهجران بثلاث من القصائد العمودية الكلاسيكية، تنوعت مواضيعها بين الغزلية والوطنية، الأولى «ربيع نيسان» يمجد فيها عطاءات شهر نيسان الوطنية والاجتماعية ويعرج فيها على مهرجان سلمية الشعري، والقصيدة الثانية بعنوان «عتب وفخار» يشيد فيها باللغة العربية ويدعو للحفاظ عليها، أما الثالثة فغزلية «لقاء بلا موعد» يتحدث فيها عن لقاء الحبيبة ومايعانيه في الوصول إليها.‏

يقول في «عتب وفخار»‏

ماكنت صوتاً بلسنِ العرب بل لغةً بضادها بهرت من خطّ أوخطبا‏

فكيف انكرني قومي وقد لحنوا وشوهوا الشعر والألحان والكتبا؟‏

لولا الكتاب الذي منّ الإله به لضيّعوا المجد والإسلام والعربا‏

ياأمة نطقت بالضاد مكرمةٍ من الإله الذي من فضله وهبا‏

لمَ الجفاء وقد حققت مطلبكم وكنت أم لغات الأرض، بل وأبا‏