المصابيح في إثبات الامامة

لما كان الله تعالى عادلاً لايجور ولايظلم ، وكان تعالى قد خص الامة التي كانت في أيام النبي (صلعم) بالفضيلة العظيمة بايجاده. كون الرسول فيما بين ظهرانيهم أماناً لهم من العذاب كما أخبر تعالى بقوله :{وماكان الله ليعذبهم وانت فيهم}ووسيلا لهم يستغفر لذنوبهم عند زلاتهم ، كما أخبرتعالى بتنزيله :{ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابًا رحيمًا }...
وبقوله حكاية عن المنافقين حين كانوا يدعون ليستغفر لهم الرسول (صلعم)، {وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون و هم مستكبرون}.ولم يكن أولئك الأمة بهذه الفضيلة من كون الرسول بين ظهرانيهم فاصلاً أحكامهم معلماً لهم معالم دينهم وفرائضهم ، باعثاً لهم على طلب الاخرة والجهاد في سبيل الله ، مستغفراً لهم عن ذنوبهم ، ولايوجد مثله فيما بينهم أولى من غيرهم مع كون الرسول رسولاً إلى الكافة ، ووسيلة للجماعة ......
وجب من حيث أنه الله ليس بظلام للعبيد أن يوجد في الأمة بعد نبيها من يقوم مقامه ويسد مسده في كونه أماناً لها، ووسيلة يستغفر الله لها،ويحفظ نظامها، ويبعثها على ما فيه صلاحها، مع فرض الله تعالى طلب الوسيلة إليه بقوله تعالى:{وابتغوا إليه الوسيلة}
وامتناع توهم إعدام الله تعالى الأمة الوسيلة مع إيجابه عليها طلبها ، والقائم مقام الرسول هو الإمام ......حقاً.
ونتابع بحمد الله وقوته. لما كان القياس تحكيم النفس فيما يراد معرفته مما يقع فيه خلاف وشك والرجوع إليها ، والاستدلال من جهتها على طلب وجهه ، وكان الله تعالى قد منع الأمة من القياس بقوله تعالى :{ومااختلفتم في شىء فحكمه إلى الله }.
ولم يقل وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إليكم ، فيطرد القياس ، أكده بدلالاته إياهم على من يرد إليه بقوله تعالى :{فإن تنازعتم في شىء فردوه إلى الله والرسول}.
وجب من حيث منعهم من القياس أن يؤخذ فيهم من يفتيهم فيما يختلفون فيه بعد النبي (ص) إذا رد إليه، ومن يرد إليه هو الإمام....
ولما قال الله تعالى:{يوم ندعوا كل أناس بإمامهم}.
وكان لو كان لا يكون إمام في كل زمان وتخلو الأرض منه مع مجىء الناس إلى الكون أولاً فأولاً ، لكان قول الله كذباً، وكان غير متوهم في قول الله تعالى الكذب ،
كان منه الإيجاب بأن لكل زمان إمام يدعو الله تعالى يوم القيامة أناسه به ، إذاً الإمامة واجبة.....
لما أوجب الله تعالى على المؤمنين بقوله تعالى :{ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}. ثلاث طاعات في آية واحدة موصولة بعضها ببعض . وكانت طاعة أولي الأمر غير طاعة الرسول ، وطاعة الرسول غير طاعة الله ،
وكانت لا يقبل أحدها إلا بثانيها ولا ثانيها إلا بثالثها ، وكانت المخاطبة في الآية لعامة المؤمنين ، من كان في عصر الرسول ومن يكون بعده ، ولم يكن فيها تخصيص ، وكان من الله مستحيلاً إيجاب طاعته على عبيده لأحد ويقرنها بطاعته وطاعة رسوله ،
ولا يوجد لهم عين ذلك لأحد فيكون تكليف ما لا يطاق ، أو لا يجعله كالرسول المعصوم
المتوج بالمكارم القدسانية ، وجب من حيث كون المخاطبة في الآية عامة ليس فيها تخصيص قوم دون قوم مع استحالة إعدام الله تعالى الأمة من يفرض طاعته عليها ،
وأن يكون موجوداً للأمة من يؤدي حق طاعتها .... وبالائتمار له في الله ، وفي دين الله ، والمؤتمر له هو الإمام ..والإمام معصوم...
عصمة الإمام:
إن الحاجة إلى الإمام إنما كانت لأن يكون قائماً مقام الرسول (ص) فيما كان يتعلق به من أمر الدين . وحفظ نظامه.
ولما كانت الحاجه إلى القائم مقام الرسول (ص) لذلك ، كان لو جاز أن يكون غير معصوم لا يقع إلا من أن يسلك بالأمة غير سبيل النبي (ص) في بعض أحكامه أو كلها ،
وكان ذلك مؤدياً إلى الظلم ، وحمل الناس على شق العصا ومفارقة الجماعة ، وجب أن يكون معصوماً فتكون عصمته سبب ائتلاف الجماعة على الطاعة . إذاً الإمام معصوم.
لما كان في الشريعة وأحكامها غير جائز أن يقيم حداً على غيره من لزمه في نفسه
حد ، فكان إلى الإمام إقامة الحدود ، وجب أن تكون له عصمة تعصمه من أرتكاب ما يلزمه به حداً ، وتحفظه مما يصير به كغيره في استحقاق إقامة الحد عليه فلا يكون إلى إقامته عليه سبيل من جهة إمامة الأمة . إذاً الإمام معصوم.
لما كانت أعمال الشرع متعلقة بالإمام ، والإمام لو كان مثل غيره في العصمة لكان لا يؤمن منه أن يصلي بالناس وهو غير طاهر ، وأن يجاهد قوماً وهو لهم ظالم ، وكان إذا كان ذلك لا يؤمن منه ذلك ، فالأمة في صلاتهم وعبادتهم في شك ، والشك في الدين والعبادة طريق النار ، وجب من حيث مصير زمام الدين إليه أن يكون له عصمة . فالإمام معصوم ....
لما كان الرسول (ص) مقر الوحي ومعدن الحكمة والعلم ، وكان ماأنزل الله تعالى عليه من العلم الذي به الخلاص لازماً له أداؤه إلى الأمم حيث كان رسولاً إليهم أجمع
إلى يوم القيامة ، وكان لا سبيل له في أدائه إلى الأمم مع مفارقته العالم وعدم استطاعة الأمة قبولها دفعة واحدة مع امتناع وجود من يجىء إلى الكون إلى يوم القيامة جملة إلا بتعليم كلها ، أنزل إليه من ربه من يقوم مقامه في أداء الأمانة .
وكان القائم مقام الرسول (ص) هو الإمام وجب أن يكون أميناً ثقة ، معصوماً لا يجوز عليه الخيانة فيما يستودع ، ولا الخطأ فيما يجعل إليه .إذاً الإمام معصوم .......
يتبع..
أبو نصر ...

جد موضوع رائع تجسد بأدلة عقلانية بحب  قول يعطيكم العافية ع المجهود الكبير

اخي الفاضل
يعطيك الف عافيه على المجهود وعلى ما تفضلت به

شكرا اخي الفاضل على الكلام والله كلام مقنع ليلي بيفهمو
يسلمو ايديك وياريت تزيدنا من ها لكلام الحلو

شكرا للأخ الروحي أبو النصر على هذا الموضوع

ونتمنى منه المزيد

شكرا لك مجددا بانتظار مسهماتك

نشكرك على هذا الموضوع الرائع ونتمنى لك التوفيق الدائم والأستمرار في هذا العطاء

شكراااا على هذا الكلام الذي يطمئن له القلب

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
أهلا بكم من هنا أخي الحسام المحترم
بالفعل أوافق أخي الطائر الفينيقي
نرجو تصفح أقسام المنتدى وستجد إجاباتكم أخي الكريم
ونحن في الخدمة أهلا بكم وبمشاركتكم
تحياتي

مهند أحمد اسماعيل كتب:

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
أهلا بكم من هنا أخي الحسام المحترم
بالفعل أوافق أخي الطائر الفينيقي
نرجو تصفح أقسام المنتدى وستجد إجاباتكم أخي الكريم
ونحن في الخدمة أهلا بكم وبمشاركتكم
تحياتي

اخي الكريم انت تطرح موضوع

وأنا استوجب الموضوع

ولا اخرج عن نطاقه

واجب الكاتب الرد على السؤال المطرح تعليقا على ما يطرح

ولو كان ذالك الخيار الذي تبنيته صحيح

لكنت قلت لي عد للقرآن والعلماء

ولم يكن هناك داعي للردود والحوار

أقول لك امر
====

لي في تصفح المنتديات أكثر من 8 سنوات
وحتى أكون أوضح أني مغترب ولست في سوريا
ولي مصادر ومنتديات واشتراكات وعضويات تفوق العشرة

وانا مثيلك مشرفا على اكثر من منتدى

ولكن حين رأيت إسم سلمية يجوب الشبكة العنكبوتية

احببت ان انتمي إليكم وليس قلة في ألف ألف منتداً أخر

ولكن أحببتم منتداً يرفع اسم مدينتي سمو السماء

ولكم الأمر إن رأيتم استبعادي فاطلبو وسأعود من حيث اتيت

وعلى المشرف الكريم ان يعلم

ان الحوار يجب ان يتركز على الموضوع الأصلي

بصفته المشرف العام والذي يعمل على ادارة الاقسام

وليس عليهقراءة موضوع هنا والبحث هناك

فهذا ما يضعف مركز الموقع عن غيره

ارفعو من شأن منتداكم الذي يحمل اسم مدينة الغالية كما هو شأنكم عالي

بالصير .. والحلم... والرآي الحر

وشكراً

انتظر الرد من المشرف العام برسالة خاصة

يوضح أولوية الولوج والخروج من هذا المنتدى وكيفية التصفح

حتى نعلم بماهيتنا وبموقع العضو المنتسب والجديد

والسلام

بسم الله الرحمن الرحيم



و الصلاة و السلام على خير المرسلين محمد و آله الطيبين الطاهرين من يوم الخلق إلى يوم الدين



أخي العزيز

كم وددنا أن تبدأ كلامك باسم الخالق الودود الواحد المعبود ..

سألتَ سؤالك باختصار فأجبنا عليه باختصار كما فعلت و لم ينل منك الإعجاب و كنت من الناقدين !!!!!



و أعود و أقول لكَ إذا لم تكن تريد رؤية الشمس بعينك فلن تكفيك النجوم في السماء

متى كانت الحقيقة بحاجة إلى برهان و الآية بحاجة إلى من يقيم الحجة على صحتها من عدمه و في ذلك آيات من الله العلي القدير

{وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }النحل12

و كما قلت بأن الدين يجب أن يرتكز على العلم و المعرفة و البرهان ولكن أي الأمور الدينية بحاجة إلى برهان عندما أنزل القرآن على نبي الرحمة محمد صلى الله عليه و آله وسلم , لم يطلب برهاناً من الله على ذلك و كذلك كان قبله ممن سبقوه بحمل الرسالة الإلهية .

هناك أمور علينا أن نقبل بها كما هي من الله دون نقاش لأننا قبلنا بوجود صاحب الخلق الله لا شريك له , له ما في السماوات و الأرض .

إذا طلبت منك برهاناً على أن هذه الشجرة تطرح عنباً حلو المذاق فتقول لي خذ من ثمرها و تذوق فتكون تلك التجربة و في ذلك برهان ,

ولكن إذا طلبت منك أن تثبت لي بالبرهان و العلم بما تعلم , بان الله سبحانه و تعالى قد خلق آدم من التراب و نفخ فيه من روحه ؟ فكيف يكون البرهان .

أما فيما يخص سؤالك الأول أتمنى عليك أن تسافر في رحلتك بين صفحات المنتدى علك تجد مرادك عندنا



و الله الموفق لما فيه خيرنا و خيركم ... دمتم بخير

الحمد لله رب العلمين

اقتباس :

أين النص الصريح في القرآن الكريم الذي

يثبت صحة اللإمامة وعدم التخلي عنها

هذا سؤالي فهل من راد للسؤال؟؟

{ وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيْنَٰهَآ إِبْرَٰهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَٰتٍ مَّن نَّشَآءُ إِنَّ رَبّك حَكِيمٌ عَلِيمٌ[/url] }
{ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وكذذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ }
وإبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم جمع بين الإمامة والنبوة
فكان الأنبياء والآئمة من آل ابراهيم وآل محمد
{ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلاۤءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ }
{ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ}
****
أما بالنسبة لعدم ذكر الإمام علي بنص صريح واضح في القرآن الكريم فأظن أن السبب يعود لحكمة يريدها الباري عز وجل فهذه الدنيا دار اختبار وامتحان
ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين
********
عفواً
لا أدري إذا صارو عشر سطور

المحب لله كتب:

اقتباس :

أين النص الصريح في القرآن الكريم الذي

يثبت صحة اللإمامة وعدم التخلي عنها

هذا سؤالي فهل من راد للسؤال؟؟

{ وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيْنَٰهَآ إِبْرَٰهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَٰتٍ مَّن نَّشَآءُ إِنَّ رَبّك حَكِيمٌ عَلِيمٌ[/url] }
{ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وكذذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ }
وإبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم جمع بين الإمامة والنبوة
فكان الأنبياء والآئمة من آل ابراهيم وآل محمد
{ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلاۤءِ فَقَدْ وجنسّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ }
{ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ}
****
أما بالنسبة لعدم ذكر الإمام علي بنص صريح واضح في القرآن الكريم فأظن أن السبب يعود لحكمة يريدها الباري عز وجل فهذه الدنيا دار اختبار وامتحان
ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين
********
عفواً
لا أدري إذا صارو عشر سطور

بسم الله الرحمن الرحيم

ما دام السيد الكريم ادمن قد فقد الدليل المقنع بثبوتية نص صريح للامامة

وهذا ما هو معروف وظاهر قبل حديثي مع حضرتكم

وقد أتاني ببعض الآيات التي لا تمد لموضوعي بصلة

انتقل الى المرحلة الثانية في النقلش

وهو النقاش الفقهي والعقيدي

لثبوتية الامامة والتأصيل بها

بعد الاذن من القارء

فقولو لي نعم حتى ابتدي؟!!!

أنا الحســام

وعذراً منكم على الانقطاع المفاجأ في الايام الماضية

فكنت برحاب بيت رسول الله وقبره جعلكم الله ممن واروه

وفقكم الله وانتظر الاذن بالمتابعة