منتدى الباحث الإسماعيلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الباحث الإسماعيلي

موقع شخصي وغير رسمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» خمس رسائل إسماعيلية - تحقيق عارف تامر
3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:10 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب شجرة اليقين للداعي عبدان - تحقيق الدكتور عارف تامر
3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:09 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» منخبات اسماعيلية
3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:08 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب الطهارة للقاضي النعمان
3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 7:27 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب مصابيح في اثبات الامامة للداعي الكرماني
3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس أغسطس 31, 2023 8:07 pm من طرف همداني

» كتاب سرائر وأسرار النطقاء لـ جعفر بن منصور اليمن /نرجو التدقيق
3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس أغسطس 31, 2023 8:05 pm من طرف همداني

» كتاب نهج البلاغة للامام علي عليه السلام
3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 11, 2023 9:48 pm من طرف ابو محمد الكيميائي

» ارحب بالاخ حسين حسن
3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2022 5:12 am من طرف الصقر

» كتاب دعائم الاسلام
3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 01, 2022 6:16 am من طرف همداني

المواقع الرسمية للاسماعيلية الآغاخانية

 

 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 9:48 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس الخامس والعشرون
من المائة الخامسة من المجالس المؤدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أوضح بآل محمد صلى الله عليه وعليهم للهدى جدداً، فقال القائلون لهم هل نتبعكم على أن تعلمونا مما علمتم رشدا، وخاب الزائغون عنهم والمتخذون المضلين عضداً افترقوا في دينهم فصاروا شعاعاً بددا، وصلى الله على محمد خير الرسول المبعوث بخير الملل المتوجه إلى خير القبل، وعلى وصيه الذي بنوره تستنير فروق المنائر، وبعلمه تهتز أعطاف المنابر، وبسيفه تقطع وتين الأمم الكوافر، وعلى الأئمة من ذريته زينة المشارق والمغارب، وصفوة من خلق { من طين لازب}.
معشر المؤمنين.. جعلكم الله من الموفين بعهده، القائمين بحق دينكم وحده.
قد سمعتم ما قرأ عليكم في معنى ما ورد به الكتاب والشريعة، من صفات الله تعالى وأسمائه ونعوته، وأن ذلك مما إذا رجع به إلى أهل الذكر الذين فرض الله تعالى سؤالهم عما لا يعلم أقاموا الدليل على كون هذه النعوت لائقة بمبدعاته سبحانه التي أبدعها، ومخترعاته التي اخترعها، وإنه جل جلاله منزه عما ينعت به خلقه، ووعدتم بسوق الباقي من الكلام إليكم، ونشر الفائدة فيكم بمشيئة الله وعونه.
فنقول: إن القول بكونه عالماً، فهو مثل القول بكونه حياً، يقتضي المشاركة والمضادة والله تعالى لا ضد له ولا ند، وسوى ذلك فإن العلم متعلق ضرورة بمعلومه، فإذا لم يكن معلوم انتفى العلم، والعالم والمعلوم وأخبار السماوات والأرض، وما بينهما على المثل، وليس يخلو ذلك من كون هذه الأخبار قديمة في علم الله سبحانه أو حديثه، فإن كانت قديمة فصورة كل شيء من الذرة إلى السماوات والأرض قديمة مع الله سبحانه، وهو القول بقدم العالم نعوذ بالله منه، وإن كانت حديثة في علمه، فهي آية بلوغ كماله بعد النقص.
ووجه آخر: إن الواحد منا على ضعفه بعلم أنه لا يخلو الزمان من ليل،ونهار،وصيف، وشتاء، وربيع، وخريف، وميت، ومولود، ووصل، وقطع، وتفريق، وجمع، وكمثل ذلك علم الله سبحانه على قوته، فليس يبقى بين علم أضعفنا وبين علمه، سبحانه على قوته غير فضل علمه بتفاصيل الأمور التي نحن نعلم جملها.
فمن هاهنا نقول: إن تسمية عالماً هو تحليه له بحلي عباده، الذين هو سبحانه خالقهم، والمنزه عن صفاتهم، وأما القول في القادر، فهو مثل القول فيما تقدم يحتمل المشاركة والمضادة، والقدر متعلقة بمقدور عليه، وإذا عدم المقدور عليه لم يصح قدره، وهو مثل ما أوردناه في شأن العلم والمعلوم، وكونهما متضائقين متلازمين لا يبين أحدهما عن الآخر.
ومعلوم ضرورة أن هاهنا أشياء لا تحتمل العقول أن تكون موجودة في القدرة، وأدنى ذلك هو رد أمس الذاهب فهو مما لا سبيل إلى رده، بل يمكن أن يأتي الله سبحانه بيوم في أيام مثله، فإما أن يرده بعينه، وهو يوم كذا وكذا من شهر كذا من سنة كذا، فلا سبيل إليه، ويقال ليس في قدرة الله تعالى أن يخلق مثله، ولا أن يبطل ملكه، ولا أن يجعل الأرض البسيطة في حلقة خاتم من دون أن يصغرها أو يكبر الحلقة.
فإذا كانت الصورة هذه، وكان بغتة بالقادر متعلقاً بهذا العوار كان وصفه به باطلاً لكونه من أوصاف خلقه، وقد هربت المعتزلة من تسميته قادراً على الإطلاق، فهو قادر على ما يصح أن يكون مقدوراً عليه خوفاً من أن يلزمهم ملزم، هل هو قادر على أن يرد أمس الذاهب، وأن يجعل الدنيا في حلقة خاتم من دون أن يصغر أو يكبر الحلقة، وأمثال ذلك قالوا فإن ذلك محال وجوده في القدرة، فإذا انفتح هذا الباب كان ما لا يقدر عليه أكثر مما يقدر عليه، وهذه حيلة من قلت حيلته.
وأما نعته بالحكيم، فسبيله في احتمال المشاركة والمضادة لخلقه سبيل ما تقدم، ثم إننا إذا تبعنا الحكمة في خلق السماوات والأرض وجدناها قائمة، ووجدنا معها ضدها كالكواكب المسعودة والمنحوسة، والنور، والظلمة، والعمران، والخراب، والحياة، والموت في الخلق الأدنى، وأمثال ذلك من أسباب الكون والفساد، فإن كان السعد حكمة كان النحس ضدها، وإن كان النور حكمة كانت الظلمة ضدها، وإن كان العمران حكمة كان الخراب ضدها، وإن كانت الحياة حكمة كان الموت ضدها، إذا كانت الحكمة لا توجد مجردة عن ضدها، كان نعت الحق سبحانه بالحكيم باطلاً، وهو مخلوقاً أشبه.
وأما القول في نعته عدلاً فسبيله سبيل ما تقدم في احتمال المشاركة والمضادة في أن سمي أحدنا عدلاً، ويسمى هو سبحانه مثله، وهو المشاركة وضداً لعدل الجور وهو المضادة، تعالى الله عن الشبه والضد، والعدل من الأسماء المتضائقة، فلا يصح وجوده إلا بوجود من يعدل فيهم، وذلك يوجب أحد أمرين، أن يكون الباري سبحانه قبل إيجاد خلقه لم يكن عدلاً، فاستحق اسم العدالة بوجودهم، وهو آية النقص، تعالى الله عن ذلك القوم الذين يعدلوا فيهم غير موجودين، أو لم يزل وجودهم وهو القول يقدم العالم وهو كفر.
وإذا حملنا الأمر على ما يقولون في نعت الباري سبحانه بكونه عدلاً، وهو مما يختص بخلقه من دونه وجدنا العدل يبطل بدءاً وختاماً، وذلك أن قدرته سبحانه في دار الدنيا، مثل قدرته في دار الآخرة لا فرق بينهما، فلو أنه قبض على يد ظالم لغير، أو لنفسه وفضحه في دار الدنيا، لكان في ذلك من اتساع نطاق القدرة ما ينفع المظلوم ويردع الظالم أن يبقيه ليفسد في الأرض، ويقتل النفس المحرمة بغير حق، ثم يعاقب الظالم على ظلمه، أضعاف مدة عمره، في دار الدنيا إلى ما لا يتناهى، فهو مبالغة في ظلم الفريقين من الظالم والمظلوم، فلما كانت القضية هذه تنزه أن يسمى عدلاً، وهو من صفات خلقه.
وسيتلى عليكم ما بقي من القول فيما يلي هذا المجلس بمشيئة الله وعونه.
جعلكم الله ممن هذب أقواله وأفعاله، وأسعد منقلبه ومآله، والحمد لله منزل الذكر الحكيم، والهادي إلى الصراط المستقيم برسوله المستخلص من ذرية إسماعيل ابن إبراهيم، وصلى الله على المصطفى خير الأنام، وأشرف من دعي إلى دار السلام، وعلى وصيه ناصر تنزيله وصاحب تأويله، وعلى الأئمة من ذريته أهل الشرف والكرامة الباقية كلمة الإمامة في عقبهم إلى يوم القيامة، وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 9:48 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس السادس والعشرون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل مفاتيح غيب دينه عند أوليائه لا يعلمها إلا هم فالشقي من تولى منهم والسعيد من تولاهم وكانوا وسيلة الداعي لربه إذ قال اللهم، وصلى الله على سيد الأشراف المستخلص من آل عبد مناف محمد المشهور قدره في سورتي الأنفال والأعراف، وعلى وصيه غشام الكفار وقسام الجنة والنار، علي ابن أبي الطالب الكرار، وعلى الأئمة من ذريته الهادين لقصد السبيل وعصمة شيعتهم للشفاعة في يوم الهول المهول.
معشر المؤمنين.. عصمكم الله من الضلال والتضليل، ونفعكم بولاء آل الرسول.
قد سمعتم ما قرأ عليكم في معنى أسماء الله تعالى ونعوته الواردة في كتابه، وأنها محمولة على ظواهرها، فأما معانيها فهي علم العلماء وليس عليها سبيل لمن يأخذها على الصيغة التي تحتمل المشاركة والمضادة.
وأوردنا في هذا الباب ما يكتفي به أولو الألباب الذين وفقهم الله لإتباع الصواب، ووعدتم بسوق باقي الكلام، وهو الذي نورده الآن عليكم .
أما القول في الجواب، والكريم، والغفور، والرحيم، فجميع ذلك تقتضي المشاركة والمضادة وهي نعوت خلقه، والجود والكرم مختصان بمن يجود بما هو منتفع به ومحتاج إليه، وممن عليه مشقة في تحصيل ما يجود به وجود الله سبحانه جود بما هو مستغن عنه، وغير منتفع به فلا يسمى جوداً، وهو كمثل من يجود بتراب وطين، ملئت من الأرض منها، وهو غني عنها وجود مما لا مشقة عليه في تحصيله، فقد وجب أن يكون ذلك من نعوت خلقه، وهو المنزه عن نعوتهم، والغفور والرحيم، فكمثل ذلك في احتمال المشاركة والمضادة، وهو الغفور الرحيم بزعمهم للقليل الذين هم المطيعون، وبضدهما للكثير الذين هم العاصون.
وكمثل ذلك يجري القول في السميع، والبصير، والحنان، والمنان، وجميع ما سرد في أمثالها ينوط بها من العلة والعيب ما هو الشرك الذي قال الله سبحانه فيه: { وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}.
والذي قال سبحانه أيضاً: { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} يعني بشرك.
والذي قال تعالى:{ ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا}، فينبغي اعتقاد التوحيد مخلصاً من الإفك ومنزهاً من الشرك.
فإن قال قائل: إن هذه الأسماء والصفات مما رضيه الله سبحانه لنفسه، ونزل عليكم به حكيم ذكره.
فإذا نعته العبد بما نعت به نفسه فقد وفى بحكم العبودية، ولم يبق عليه حجة، قيل له إنه دعوة الله سبحانه بهذه الأسماء والصفات لازمة، كما قال الله سبحانه:{ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه} على أن يكون التصور في معانيها غير ما ينجون إليه من قضايا الشرك، بل يعتقد أنه جل اسمه منزه عن كل نعت تصلح لعباده.
وأن هذه الأسماء والنعوت تحتها سر من أسراره، يعلمه صفوته من عباده، وأن لها أشباهاً، وأمثلة موجودة في كتابه الكريم وشرعه القويم، كمثل قوله عز وجل: { وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون}، ومعلوم أنهم كانوا ينظرون إليه ويبصرونه من حيث المشاهدة.
ومثل قوله في موضع آخر:{ وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون}.
ومشاهدة العيان نفت أن يكون { بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً}.
ومثل قوله سبحانه : { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون}..
ومشاهدة العيان كانت تنفي ذلك بكونهم أمواتاً لا أحياء، وبكونهم عند الناس مطرحين في التراب لا أحياء ولا مرزوقين.
ومثل ما ورد من إيجاب الوجه، واليد، والجنب، والرؤية المختصة بالأجسام الذي نفاه أهل الرأي وخرجوا له وجوهاً.
فإن زعم زاعم أن أمثال هذا مجاز كما يقولون، فيقال له وتلك الأسماء والصفات كذلك مجاز بالكيل الذي كلته، والوزن الذي وزنته، حاشا لله أن يكون شيء من القولين مجازاً.
فإن المجاز نفس الكذب الذي لا يليق بالمخلوقين فضلاً عن أحسن الخالقين سبحانه، بل تحتها سر من أسراره لا يحيط به علماً إلا صفوته من عباده.
جعلكم الله ممن نزهه عن الشك، وخلص دينه من الشرك، والحمد لله سرمداً، وصلى الله على أبعد أصفيائه في ميدان الصفوة مدى، محمد الذي رفع الله به لمجد الإسلام عمداً، وعلى وصيه الذي جعله بلسانه وسيفه مؤيداً، علي ابن أبي طالب الموضوح بالهدى جدداً، وعلى العلماء الربانيين من ذريته{ الذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعمياناً}، وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 9:48 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس السابع والعشرون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي سمت سماء وحدانيته، عن مسمى الأوهام إليها، وجل سلطان فردانيته، عن تسلط الأفكار عليها، فالأفكار إذا وردت نحو مبدعاته وجدت مصارعها لديها، وصلى الله على من أرسله رب العالمين رحمة للعالمين، محمد المرفوع به مجد العاملين العالمين، وعلى أمير المؤمنين، وصيه يعسوب الدين ومنار الهدى للمهتدين، وعلى الأئمة من ذريته الطاهرين الطيبين، ملائكة الله في أرضه المقربين.
معشر المؤمنين.. جعلكم الله ممن خلص لله دينه، وثقلت عند البعث موازينه.
قد سمعتم ما قرأ عليكم من لطائف الحكم التي تلك مستوعبيها من عقلة العمى والصم، ونحن نتبعها بمثلها فيما يشحذ البصائر ويجلو الخواطر بمشيئة الله وعونه.
فنقول ما تكلم به بعض دعاتنا من كلام فيه رموز معرفتها لطلاب النجاة كنور: أيها الإنسان المغمور في غفلته بقريب أمد مهلته الملبس لباس زخرف، المقمص قميص تراب مؤلف كأنك به تذروه الذاريات وتسفي به السافيات، ما أنت من حيث طينتك الثقيلة وصورتك المستحيلة إلا كلعبة أخرجها المشعوذ من خلف الإزار، وأظهر منها حركاتها بخفي جر الأوتار، فهي خالته لوقتها للعقول خالية عند التحصيل من المحصول، فلئن اعتقدت أن منتهى صنع صانعك فيه فيك هذا فلقد غبت عن مثوى معرفته في الغائبين، ولقد عبته بمطلق لسان العيب في العائبين، وكذبت قوله سبحانه في نفي اللعب عن خلقه: { وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين}.
فتأمل أمرك ملياً، تجد جسمك الذي هذه سبيله غشاوة، وعلى ما ينفع ويمكث من حمل علاوة، واجتهد في حسن الإنشاء لما يحويه صدفك من قبل أن ينشق عنه الصدف عليه مع سلامة ما في ضمنه إن أدركه التلف، فإن الجوهر عن صدفه نعم الخلف.
واعلم أن الصدف من ماء البحر الزعاف يتكيف، وإن الجوهر فيه من قطر السحاب العذب يتألف، فإن أفرح دونه حتى يصل إليه ماء البحر يتلف، فانتجع السحاب من عباب بحرك الزعاف، واستنشق نسيم روح الأفق الأعلى من بين الآفاق، واجتهد لكي تعلق منه بحبل منه يستقيك من ذلك الهوى، وينجيك من ظلمات البحر اللجي، ويكفيك مقاساة شر دواب البحر، ويخيم ليل همومك بالفجر وترتقي به في الأسباب إلى دار { حسنت مستقراً ومقاماً}{ لا يسمعون فيها لغوًا ولا تأثيما* إلا قليلاً سلاماً سلاماً} دار لا يطول نحوها بالكون والفساد يد الطبائع، ولا يستفاد ما يصلح لها من الصور إلا من زبد الشرائع.
فأين الشمس والقمر المحسوسان من شمسها وقمرها، وأين دراري النجوم من مواقع نجومها ودررها، وأين الأرض والسماوات من أرضها وسماواتها، وأين آياتها بعجائب الفطرة وبدائع الحكمة من بواهر آياتها وكأني بك أيها السامع، وقد صدمتك بأمواج بحرها من هذا الحديث المشكلات، ولو صدقتك بصيرتك لحل عقودها فهمك فمعنى قوله سبحانه:{ يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات}، ولكن الجنس الواقع عليه اسم الإنسانية إلا من عصم الله برحمته وهم الأقل، هم كما وصفهم الله تعالى:{ لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون}.
فاجتهد يا أخي أن تكون بسمعك وبصرك منتفعاً، وأن تلقى السمع وأنت شهيد مستمعاً.
وسيتلى عليكم ما بقي من الكلام فيما يلي هذا المجلس بمشيئة الله وعونه.
جعلكم الله ممن تأدب بهذه الآداب، ونحى نحو السداد والصواب، والحمد لله الذي أجرى ينابيع الحكمة من ألسن أوليائه، وهدى إلى المراشد بإتباع من خصهم باجتبائه واصطفائه، وصلى الله على أرفعهم في مقامات المجد مناراً، وأبهرهم أنواراً محمد المشار إليه بقوله:{ الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً}، وعلى وصيه سيف التنزيل ولسان التأويل علي ابن أبي طالب صنو الرسول، وعلى الأئمة من ذريته ذرية النبوة والكتاب، المخصوصين بفصل الخطاب، وذخيرة شيعتهم للشفاعة يوم الحساب، وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 9:51 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس الثامن والعشرون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي ألف بين الكتاب والحكمة، وألقى مقاليدها إلى الأئمة من آل نبي الرحمة، وأتباعه دون الزائغين عن ابتاعهم من الأمة.
وصلى الله على رسوله الظاهر على براهين الأنبياء برهانه، محمد الناطق بالحق لسانه، وعلى وصيه خير الأوصياء وصنو الشجرة { أصلها ثابت وفرعها في السماء} علي ابن أبي طالب الحال من النبي محل اليد البيضاء التي هي وسيلة النجاة.
معشر المؤمنين.. جعلكم الله من دار الحكم مرتضعين، ولآثار أوليائه متبعين.
قد سمعتم ما قرأ عليكم من الكلام الحكمي الذي أورده بعض الدعاة، ما هدى به من وفق إلى سبيل النجاة، ووعدتم بقراءة الباقي عليكم، وسوق الفائدة فيه إليكم.فنقول قال الداعي، وإذ قد علمت علم اليقين أن عارية عمرك مردودة ارتجاعاً، وما ملكت يمينك من دنياك منتزع عنك انتزاعاً، فادفع يد القهر في انتزاعها عنك بيد التبرع، واقهر سلطان الأجبار فيه يلين قياد التطوع، ولا يرعبنك الموت، فإن راحتك فيه إن وفقت، ومن غشية الاغترار بالدنيا أفقت.
ولقد علمت أنه ما انشقت عنك ضيقة المشيمة لتخلص منها إلى فضاء ساحة الدنيا، إلا وقد ملئت رعباً، فحين تمهدت في مهادك منها رأيتها أطيب مهاداً وأهنئ مأكلاً، وأعذب مشرباً، ولو اعتبرت حالك وأنت في ظلمات ثلاث لم تجد إلا معذباً.
فما بالك بعد رأي العين تسيء بربك سبحانه ظناً، ولا تقر بمعادك عيناً وهو عالم الطهارة الذي جعله الله سبحانه للنفوس الشريفة مثابة وأمناً، إنه ليقضي بك من مفزعة إلى مأمن، ومن مدرجة إلى مسكن، ومن مسكنة إلى نعيم متمكن.
قال الله سبحانه:{ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} فليتجاف عن مضجع الدنيا جنيك قبل أن يتجاف عنك جنيها، واقطع الرحم بينك وبينها من أم لا تعطف على أولادها قلبها، واعتض عن دارها خير دار، وعن جارها خير جار، دار الحياة التي خف بها الأمن والأمان، { وإن الدار الآخرة لهي الحيوة} وما دمت في محبس الدنيا حبيساً، فلا تفارقن الكتاب جليساً، والحكمة أنيساً، وآداب الدين لبوساً، وطف على جبل { الطور} في { الطائفين}، واعكف على { البيت المعمور} في { العاكفين}.
واعلم أن المطلع على معائب الدنيا اطلاعك، والممتنع من التسخر لها امتناعك، فاتح إلى نفسه بصدق العداوة منها كمينها، ممكن من جسمه، ومن صدره سكينها، فهي تدق في كل ساعة بمداق قصدها دقة، وتسوق إليه مع كل أكلة غصة، وفي كل شربة شرقة.
فوطن نفسك على ملتقى الكريهة، في حالتي الرؤية منها والبديهة، وألق سلاحها بجنة الصابر، ولا تنس قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر، واجعل أيامها إلى رفع درجتك في العلم درجاً، وإلى الوفاء بقوانين العمل نهجاً، إن خير العلم ما كان العمل يشفعه، وإن الشريف من شرف بالجمع بينهما موقعه.
يقول الله سبحانه:{ إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح برفعه}.
جعلكم الله من ذوي الاستبصار التابعين لأوليائه{ أولي الأيدي والأبصار}، والحمد لله الذي عز أن يكون محصوراً في الأفكار، المنفي عنه حد الإظهار والأسرار، إذ هو مبدع الإعلان والأسرار، وصلى الله على سراج سماء الرسالة الوهاج، محمد المشرف بليلة المعراج، وعلى وصيه علي ابن أبي طالب جنب الله الخاسر من فرط في جنيه، لنازل فيه، ويطعمون الطعام على حيه، وعلى الأئمة من ذريته جبال العلوم وأطود الحلوم، وخزائن سر الله المكتوم، وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 9:53 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس الثلاثون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي رفع بالفاطميين منار الهدى، وجعلهم نوراً لمن آمن واهتدى، واختصهم بالكلمة العليا، وملكهم الدين والدنيا، فمن سلم لهم سلم، ومن أطاعهم غنم، ومن ولاهم جل، ومن عاداهم ذل، وصلى الله على خير من اتضع لقدره الأقدار، وانحط دون فخره الفخار محمد خير من أحاط به الفلك الدوار، وعلى وصيه الذي تكشف بينه وبين عالم الملكوت الحجب والأستار، فقال سلوني عما دون العرش في مشهد شهده المهاجرون والأنصار، وعلى الأئمة من ذريته الذين أقام الله منهم في كل عصر هادياً ونصب للإيمان منادياً، فمن آمن به أمن، ومن زاغ عنه امتهن وامتحن.
معشر المؤمنين.. جعلكم الله ممن حفظ حدوده وبذل في طاعتهم مجهوده، وكمل له في عقباه سعوده.
قد كان قر عليكم من رسالة بعض علماء آل الرسول صلى الله عليه وسلم، فيما سئل عنهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بدين العجائز) ما لم يتجاوز به تشبث الكلام، ونحن بحول الله وقوته نسوق تمام القول، ونستعين بالله على التمام.
قال العالم: اعلم أيها الأخ وفقك الله، أن هذه القواعد من الأصل ثبتت وفي مبدأ الأمر غيرت وبدلت، وذلك أنه لما ولي أمر الأمة من كان لواحد منها ولم يتميز بالجهل عنها احتاج بالضرورة إلى التشبث بمثل هذه المشابهات التي تروض نفوس الجهال باقتصار على الجهل، وتحول بينهم وبين ابتغاء الفضل حتى يلبس عليهم لصاحب العلم مقامه، وثبت للضلال أقدامه، ولو فعل غير ذلك لاحتاج أن يخلع نفسه، ويسلم لولي الأمر أمره.
وجملة الخبر، أن الخبر عندنا ثابت مع مناقضته ظاهر رأي الكتاب، وهو موافق لها وهي موافقة له، لا ناقض في ذلك ولا منقوض من حيث الحقيقة، ومن حكم المثبتين له من غيرنا أن لا يثبتوه إن كان في قبول ما وافق الكتاب، ورد ما خالفه صحيحاً كيف ومخالفته الكتاب بظاهرة لا خفاء بها واضحة لا كاتم لها ، ومن استعمله منهم على هذه الجهة في وجود المضادة فيهما والمناقضة، فقد استخف بعقيدته وزاغ عن طريقته.
ويلزمهم في غير هذا الموضوع إلزامان من حيث أن المناقضات في الكتاب نفسه من حيث معارفهم ومرائهم كثيرة وهي في كثرة من المواضع فيه معروفة مشهورة، لأن الآيات الموجبة للتشبيه غير الموجبة منها للتقديس عنه والتنزيه، حيث ما أثبت سبحانه الجنب والوجه في موضع، واليدين في موضع، ونفي في موضع، وحيث ما أثبت الرؤية له في موضع، ونفي في موضع، ولكل مقالة من المقالتين تبع وفيهما تحشد ومجتمع، ولا منساغ في العقل أن الله تعالى أجمع بين قولين متضادين، وجعل عباده فيهما في فريقين، وألزمهما إلزامين، ولا رد أحدهما أيضاً ممكن، ونص الكتاب لهما معاً متضمن، وامتنع أن يكون في الكتاب عوج.
وقد قال الله سبحانه: { الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا} قيماً.
وقال سبحانه: { قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون} ، فإذا الاعوجاج في الأولى تأولوه بآرائهم، وحملوه على مقتضى أهوائهم، ونبذوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم إن قال: ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ما إن تمسكتم به لن تضلوا)، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( اقتدوا بالذين من بعدي)، وعنى بهما الكتاب والعترة، ولم يعلموا أنهم إذا قبضوا أيديهم دون أحدها سقطوا عن الآخرة إذ هما مقترنان متصلان.
{ ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم}، التوراة في اللغة من ورق الزند، والإنجيل من ورق النحل، ويقال ( عين نجلاء).
ويقال: إن الإنجيل أصله أربع كلمات، الله سبحانه علمها عيسى أربعة من تلاميذه، نجلوا منها الكلم وبسطوا الشرائع، فمثال التوراة مما عندنا هو القرآن العظيم، وهو النور الذي قدحه الله سبحانه واستخلص بلسان عربي مبين.
يقول في كتابه وهو أصدق القائلين:{ فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون}.
وكما أن الإنجيل نجله تلاميذ عيسى عليه السلام من كلمات الله التي علمها إياها حتى انبسطت شريعته وتفرعت، فكذلك أهل بيت محمد صلوات الله عليه نجلوا من القرآن العظيم الذي هو كلمات الله عز وجل، التأويل الذي فيه شفاء لما في الصدور، واستنبطوا منه حقائق الأمور، كما قال في كتابه:{ ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}.
وسيأتي شرح ما بقي فيما يلي هذا المجلس بمشيئة الله وعونه.
جعلكم الله ممن فجر لهم بأوليائه عيون الحكم، ومن عليهم بطاعتهم بسوابغ النعم، والحمد لله مظهر العبر ومحدث الغير المتعالي عن إحاطة الأوهام به والفكر، وصلى الله على عبده خير البشر محمد خاتم النذر، والمنعوت في الكتاب والزبر، وعلى وصيه الكريم الأروع البطين الأنزع، علي ابن أبي طالب شفيع شيعته المشفع، وعلى الأئمة من ذريته أعلام الساعة الأبرار المفترضي الطاعة، وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 9:54 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس الحادي والثلاثون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا تحويه الأفكار، فإذا قامت بأقدامها إليه خانها العثار، الذي{ من آياته الليل والنهار} والفلك الدوار، والنجم السيار، وصلى الله على خير نبي شرف بإيجاده المقدار، وختمت بدور نبوته الأدوار، محمد المصطفى على من هم المصطفون الأخيار، وعلى وصيه الذي هو سماء رحمة الله المدرار، وسيف نقمته البتار، علي ابن أبي طالب المقتبس من نوره الأنوار، وعلى الأئمة من ذريته الذين هم من شجرته الثمار، ومن حديقة فضله النوار.
معشر المؤمنين.. جعلكم الله ممن زكى منهم بولائهم النجار، وأبانكم عمن عمن شغلهم عن غديرهم الغار، تأدبوا بآداب أئمتكم الذين استخلصهم الله من الناس، وطهرهم من الأدناس، فغير مغن عنكم ما تدعون قولاً بألسنتكم أنكم تتشيعون، وأنتم بالتوثب على الدنيا كالذئاب، وفي التواقع على حطامها كالذباب، وفي كلب المطامع كالغراب.
ألم يبلغكم خبر قوم أتوا مولاكم أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام في أمر من أمور الدنيا يسألونه فيه، وتوسلوا إليه فيه، فقالوا: نحن شيعتك يا أمير المؤمنين، فنظر إليهم طويلاً، وقال: ما أعرفكم، ولا أرى عليكم أثراً مما تقولون إنما شيعتنا من آمن بالله ورسوله، وعمل بطاعته، واجتنب معاصيه، وأطاعنا فيما دعونا إليه شيعتنا رعاة الشمس والقمر والنجوم، يعني للتحفظ لمواقيت الصلاة، شيعتنا ذبل شفاههم، خمص بطونهم، تعرف الرهبانية في وجوههم، ليس من شيعتنا من أخذ غير حقه، ولا من ظلم الناس، ولا من تناول ما ليس له.
وقد كان قرأ عليكم من الرسالة المعمولة في معنى دين العجائز ما سمعتموه، ونحن نسوق باقيها بحول الله وقوته إكمالاً للفائدة، واجتهاداً في إخلاص من أعطى الله سبحانه صفقته بالمبايعة والمعاهدة.
فنقول:{ ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون} يعني{ ولو أنهم أقاموا التوراة} الذي هو حكم القرآن وأحد الثقلين الذين خلفهما رسول الله فينا، {والإنجيل} الذي هو الحقائق المستخلصة منه التي بها يظهر مزايا أهل البيت الذين هم الثقل الآخر{ لأكلوا من فوقهم} كناية عن الغيث.
و{ ومن تحت أرجلهم} كناية عن النبات، أي لاستقام لهم التنزيل والتأويل، ويوافق الشرع والمعقول، لكانوا يأوون إلى جناب السعة والخصب، ويسلمون من فساد القحط والجدب، { وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا}.
والخصب خصبان أحدهما من حيث المعيشة البهيمية العاجلة، والآخر من حيث المعيشة الملكوتية الآجلة، فالويل لمن قحط من معاش آخرته ربعاً وصفرت منها يده، وما ضر المخصب في دينه أن يكون فقيراً في دنياه، ولا الميسر في آخرته أن يكون معسراً في أولاه، ولوفاء فقر دينهم إلى أغنيائهم، وحفظوا أمانة الله في طاعة أوليائهم، ولم يقولوا{ وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين}.
ولم يقولوا:{ إن أنتم إلا مبطلون}{ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون} لو أتوهم مما أفاء الله عليهم من فضله، ولا انتهوا بهم إلى فناء العرش وظله، وفتحوا مغاليق الشبهة في دينهم والارتياب ولا ضاء، والمسائلين عنه من طريق الجواب.
فأما خبر دين العجائز، فقد كنا أوضحنا أن النساء لنقصهن وعجزهن عن القيام بصالح نفوسهن وأبدانهن، وكلهن الله سبحانه إلى رجال عليهن قوامين وبمصالحهن قائمين، وكذلك الناقصون في دينهم من الأمة موكلون إلى كفاية من الأئمة، والناشزات معلومات في حكم الشريعة لا عمل لهن يزكو، ولا طاعة تقبل إلا بطاعة أزواجهن، كذلك المخالفون للأئمة ملعونون لا يزكو لهم عمل، ولا يحقق لهم في الآخرة أمل.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) والمشبهات بالرجال ملعونات، وكذلك المتزينون من الأمة بزي الأئمة، والقاعدون مقعدهم ملعونون لأنهم محتاجون إلى من يكلفهم، فكيف يكفلون غيرهم، ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى:{ إن يدعون من دونه إلا أناثاً} من حيث أن الإناث تحتاج إلى قوامين عليها، فكيف قوامه على غيرها، { وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً* لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً* ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغرين خلق الله}، وقد فعل.
قال الله سبحانه: { ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين}.
وسيأتي تمام القول فيما يلي هذا المجلس بمشيئة الله وعونه.
نفعكم الله بالأسماع والأبصار، وجعلكم لدينه من أكرم الأنصار، والحمد لله الذي { له ما سكن في الليل والنهار}المتعالي عن أن يتناوله خطرات الأفكار.
وصلى الله على رسوله الذي أرسله بالهدى ودين الحق، والناطق عنه بلسان الصدق محمد خير من طلعت عليه الشمس، وعجز عن الإتيان بمثل إعجازه الجن والإنس، وعلى وصيه قهار الجبابرة بحدي لسانه وسنانه، ومستودع سر الناطق بتأويل قرآنه، علي ابن أبي طالب قسيم نار الله وجنانه، وعلى الأئمة من ذريته أعلام الحشر، والنجوم التي يهتدي بها في ظلمات البر والبحر، وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 9:54 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس الثاني والثلاثون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل مقاليد الشريعة بأيدي حكامها، وثمرات الحكمة مستكنة لديهم في أكمامها، فلم يتطاول لسلبهم فضائلها أيدي أمة سلبتهم منابر إسلامها، وصلى الله على سراجها الوهاج وبدر تمامها، محمد تاج النبوة وختامها، وعلى علي ابن أبي طالب زلزال دار الشرك وهدامها، وكرار حلبة الوغى ومقدامها، وعلى الأئمة من ذريته عمل الهداية وأعلامها، وذخيرة شيعتهم ليوم قيامها.
معشر المؤمنين.. جعلكم الله من خير أمة اهتدت لمناسك حلالها وحرامها، وأسعدت بقبول صلواتها وصيامها.
قد سمعتم ما قرأ عليكم من الرسالة في خبر دين العجائز، ما قلب العين فيه فيما يظن الظان أن القليل من المعرفة الذي يكون مثله عند العجائز فيه بلغة، وفي القناعة كفاية، فلا حاجة بالمرء إلى تدقيق النظر وتجريد الفكر.
وأوردنا أن ظاهر هذا الخبر منافر لقول الله تعالى : { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}.
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم)، وإننا مع ظاهر حاله في منافرته لنص الكتاب، وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم، نقيم الأدلة على كونه موافقاً لهما لا تناقض فيه ولا تنافر فإذا انتهينا إلى موضع القول قلناه بحول الله وقوته، إلا أننا نبتدئ بسوق الرسالة من حيث قطعناه، ونرجع إليه.
قال الله سبحانه: { إن يدعون من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً* لعنه الله}، وقد فسرنا إلى قوله :{ لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً} فقلنا فقد فعل، كما قال الله تعالى:{ ولقد صدق عليهم إبليس ظنه}.
ثم أردفه بقوله:{ ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام}.. فليت شعري، أي مناسبة بين القولين في إضلال الأنعام، وبين ما يتعلق يآذان الأنعام، وإن كانوا ليقولون إن ذلك بشيء كان في الجاهلية ويفعل، فلا تعلق له بالدين، فلا فائدة من حيث الظاهر المبين{ ولآمرنهم فليغيرن خلق الله}، فهل غيروا إلا من حيث المعتقدات الباطنة والنفوس الخفية، فأما من حيث الأشكال والأبدان، فلا يستطاع تغيير الصور وإحالتها عن التقدير فيها المقدرة.
وقد قال الله سبحانه:{ وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً اشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون}.. قالوا إن قوماً من الضلال زعموا أن الملائكة بنات الله، فنزلت هذه الآية، وهل محصولها إلا فيمن رأى الأئمة الذين هم أصفياء الله وأوليائه، والقائمون في الأرض مقام الملائكة في السماء تابعين مأمومين، وجهال الأمة عليهم متقدمين.
فقال سبحانه: { أفأصفاكم ربكم بالنبيين واتخذ من الملائكة إناثاً إنكم لتقولون قولاً عظيماً}.
يجوز أن يكون من جعله الله تعالى من خلقه بعد نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى آله خيرته، وافترض يوم الغدير طاعته، وضمنه النبي في الدين أمته في جملة الإناث المضمونات القاصرات مأموماً يكون له إمام، وتابعاً يكون عليه في دينه قوام، ويكون من اجتمع الناس على اختياره مختاراً عليه إماماً مطاعاً ذكراً قيماً لكم الذكر ومثله الأنثى.
تلك إذاً قسمة، فيرى كلاً{ إن يدعون من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً} إلا عجزة مفتقرات إلى من يعلمهن ويهديهن جارية كلمة العجز على ألسنتهن في قولهن، أقيلوني أولى ولولا علي لهلك عمر أخرى.
وما كان الله تعالى ليضمن عباده من يقول: لي شيطان يعتريني، فإذا جهلت فقوموني، ولا من يقول كل الناس أفقه من عمر حتى إمرأة إن ذلك ممتنع في حكمته ولا يليق برأفته ورحمته، لاسيما والمختار من خلقه بعد نبيه شهيد، وهو يقول( سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عما كان وعما يكون إلى يوم القيامة) .
وسيتلى عليكم ما بقي من الرسالة فيما يلي هذا المجلس بمشيئة الله وعونه.
جعلكم الله ممن صانه في دينه عن الالتباس، كما جعلكم أتباع خير أمة أخرجت للناس، والحمد لله المتعالي عن خطرات الظنون فضلاً عن لحظات العيون، وصلى الله على محمد أمين وحيه المأمون الآتي بالذكر الحكيم، المستملي من الكاف والنون، وعلى وصيه علي فارس الهيجاء إذا دارت رحى الحرب الزبون، وخير من خلق بعد النبي صلى الله عليه وسلم { من صلصال من حمإٍ مسنون}، وعلى الأئمة من ذريته غصون شجره المبارك الميمون، وسلم تسليما .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 9:55 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس الرابع والثلاثون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله هادي الأمة بالأئمة لينشروا فيهم رياح الرحمة بتعليمهم للكتاب والحكمة، وصلى الله على من شق بنور إرساله أعطاف الظلمة، محمد النازل من مجد النبوة في أعلى القمة، وعلى وصيه هارون الأمة، علي ابن أبي طالب الكاشف لكل عشواء مدلهمة، وعلى الأئمة من ذريته المعممين من شرف الإمامة أفخر عمة، وولائهم للمعتصمين بهم أجل عصمة.
جعلكم الله ممن التزم في طاعتهم أقوى الالتزام، وكفاكم باعتقاد ولايتهم كل مهمة.
قد سمعتم ما قرأ عليكم من الرسالة المعمولة في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بدين العجائز، وما أورد فيه من القول الذي يعكس القصة، فيما توهمه متوهم أن الاقتصار على مثل ما تعمله العجائز يجزى، وعن الطلب الحثيث يغنى.
وقيل أن الحقيقة ضد ما قالوه، ونقيض ما تأولوه إن كان ذلك باعثاً على الحرص والاجتهاد في اكتساب العلم، وتأكيداً لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم : (اطلبوا العلم ولو بالصين)، وانتهى الكلام فيه إلى أن قلنا أن النساء يطرأ عليهن حيض يوقفهن عن صلواتهن وصيامهن، ويقضي بالنقص في دينهن.
وأن أمثلة ذلك موجود في أمر الدين المنقسم إلى متعلم مثله مثل الأنثى، وعالم مثله مثل الذكر الناهض بنفسه المتكفل لأن واجه مثل المستفيد الذي لا نهوض له إلا بكافل يكفله، فهو حبيس عند عالمه حبس النساء عند أزواجهن، قلنا.
ومن كانت هذه صفته اعتراه الحيض الذي ينقص إيمانه، وهو الشك والشبهات التي هي الحيض الديني، وعيناً على بعض وجوهه في حديث آدم عليه السلام والشجرة، وحديث إبراهيم عليه السلام، وقوله للنجم هذا ربي وغير ذلك مما سمعتموه، وقلنا إن ذلك هو الحيض بعينه، ووعدناكم بسوق باقي الكلام إليكم.
وكما أن المرأة إذا ظعنت في مراحل سنها، وصارت عجوزاً انقطع حيضها، وتم إيمانها.
كذلك المستفيد الذي هو بإزائها في مراتب الدين إذا ظعن في مراحل العلم، واستقصى حدود الفحص والفهم شبه العجوز المستوفية حظها من العلم زالت شكوكه، وارتيابه القائمة منه مقام الحيض من النساء، واستحكم عليه دينه، وقبلت صلاته وصومه.
فهنالك ثبت الدين للعجائز من قبل الدين المستوفيات من العلم حظهن العارفات حقائق دينهن، إذ العلم محل القوة من حيث طلب الآجلة والضعف من حيث حب العاجلة، كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وما أتى الله عبداً علماً فازداد للدنيا حباً إلا ازداد الله عليه غضباً).
وهو مكان تصفية النفس بإصلاح الجسد، والنذير الذي يوقظ من نوم الغفلة، ويحض على التدارك بالطاعة، لتحقق قرب اللحاق بالمعاد، ووجود الأعداد له، والعرفان بغرور الدنيا، ووجوب التجافي عنها.
كما أن العجائز من حيث الجسد هن المستوفيات من العمر حظهن لينبأن إلى ربهن إذا ليثب محل الضعف من جهة الجسدية، والقوة من جهة التوبة والإنابة.
وهو مثوى إصلاح النفوس والنذير النذير الذي يوجب التندم على الفرطات، ويثير الحرص على الطاعات المنبه لاقتراب الأجل وقصور الأمل، الباعث على إصلاح الزاد والأعداد للمعاد، فكم الفرق بين المعتقدين في هذا الخبر من نفي العلم وإيجابه.
جعلكم الله ممن يأتي العلم من بابه ويطلب الحق من أربابه .والحمد لله الذي جمع لنا بين كتابيه الناطق والصامت، وثبتنا في طاعته بالقول الثابت، وصلى الله على رسوله النابت من أشرف المنابت، محمد سبب النجاة القائم القانت، وعلى وصيه ذي الشرف الذي ينطح النجوم بروقيه علي ابن أبي طالب المتفجر العلم من بين شدقيه، وعلى الأئمة من ذريته ذوي المناقب والمراتب، والأنوار المستضاء بها في بهيم الغياهب، وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 9:55 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس الخامس والثلاثون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله منزل الذكر الحكيم على المصطفى نبيه الكريم، المبعوث بالدين القويم، المنعوت بالخلق العظيم، الهادي إلى الصراط المستقيم، وصلى الله عليه وعلى وصيه ووليه الحميم، علي ابن أبي طالب الممدوح في الطواسين والحواميم، وعلى الأئمة من ذريته أولي الشرف العميم المكنى عن ولايتهم بالتعميم بقول الله سبحانه :{ ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم}.
معشر المؤمنين.. جعلكم الله ممن قابل قدرهم بالتعظيم، وتنزه عن سماع اللغو فيهم والتأثيم.
سأل سائل عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم Sad من عرف نفسه فقد عرف ربه)، وأجيب عنه بما نسوقه إليكم، ونورد عليكم لتزدادوا إيماناً مع إيمانكم، ويزيدكم الله به قوة في بصائركم وأذهانكم.
قال المجيب: إن الإنسان من حيث الخلقة متشكل بشكل العالمين العالم الطبيعي الذي هو الدنيا، والعالم الروحاني الذي يكنى عنه بالآخرة ومتصور لصورتهما.
فالطينة الجسدانية مناسبة لطينة هذا العالم، ومتعلق كل جزء منه بجزء من أجزائه، فالحرارة فيه مرتبطة بالنار، واللين مرتبطة بالهوى، والرطوبة مرتبطة بالماء، والجسم الثقيل مرتبط بالتراب، وكل جزء من هذه الأجزاء عند انحلال البنية لاحق كله. فهده الأسباب كلها مشاهد واقعية تحت الحس .
وفي الإنسان معنى آخر خارج عن الحس والمزاج، ولا يقاس إلى شيء من النار، والهواء، والماء، والتراب، ولا مثال له من المشاهدات الطبيعية، وشرف الإنسانية من حيث هو لا من حيث المزاج، وهي التي نسميها النفس.
وكما إنا نرى كل جزء من أجزاء الجسم كالنار، والهواء، وما تقدم ذكره له كل مبدأه منه ومنشأه ومرجعه إليه.
كذلك المعنى الذي سمينا النفس لها كل مبدأها منه ومنتهاها، ومصيرها إليه.
وكما إنا نرى أن الصورة الجسمية لا تقوم في عالم الجسم إلا بتوسط أبوين جسمانيين وأغذية جسمانية، ومرافد من أركان الجسم في الإنشاء، فكذلك هم الصور النفسانية لا تقوم من الهياكل الجسمية، إلا بوساطة أبوين نفسانيين، وأغذية نفسانية، ومرافدة من أركان عالم النفس في الإنشاء.
وذلك الحدود القائمون لله تعالى في أرضه باستخلاص الصور النفسانية واقتناءها بالعلوم الملكوتية، وإلحاقها بعالم النفس، فحل هؤلاء الحدود من نفس الإنسان في تعلقها بهم، وانتسابها إليهم محل أركان العالم الجسماني من جسمه وطينة جسده، فمن تدبر طينة جسده في افتقارها في جميع أحوالها إلى العالم الطبيعي، وتعلقها به وجوداً منه وقواماً به عرف أنه ربها.
ومن تدبر أمر نفسه في حلولها من حدود دينها محل الجسد من عالمه تعلقاً بهم وقواماً بالمواد الروحانية من جهتهم عرف ربه، وعلم مقادير أولياء الله تعالى في أرضه صلوات الله عليهم، وأنهم يتملكون نفسه تملك العالم الطبيعي جسمه.
ثم نزه الله سبحانه عن شبه الأجسام التي هي الطين والأشكال التي هي مناسبة جسمه، ومناسبة العالم الجسماني، وعن شبه نفسه التي هي مناسبة جواهر أولياء الله تعالى والعالم الروحاني، ونفى عنه كلتا الصفتين، فحينئذ عرف نفسه وعرف ربه.
جعلكم الله من دان بالتوحيد، وصان فكره عن التشبيه فيه والتجريد، والحمد لله الحميد المجيد، المبدئ المعيد، وصلى الله على رسوله المخصوص بالوحي والتأييد محمد صفوة العلي الحميد، وعلى وصيه القاتل الصناديد علي ابن أبي طالب صنوه العميد، وعلى الأئمة من ذريته السادة الصيد، وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 9:55 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس السادس والثلاثون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يحيط به الفكر، والجاري بأمره القضاء والقدر، المسبح بحمده الشوك والشجر، الشاهد لنبيه الحجر والمدر، وصلى الله على خير نذير ختمت به النذر، ورسول نزلت عليه الآيات والسور، محمد المبرهن عنه قوله تعالى:{ اقتربت الساعة وانشق القمر} وعلى وصيه الذي هو فاروقه الأعظم، وصديقه الأكبر، ووارث علمه فالعلم من شدقيه يتفجر، علي ابن أبي طالب الفاخر به الميدان والمنبر، وعلى الأئمة من ذريته الذين هم من شجره الثمر، ومن حديقته الزهر.
معشر المؤمنين.. جعلكم الله ممن يستدر أخلاف الرحمة تأليفاً بين علم الكتاب والحكمة.
سأل سائل أحد دعاتنا عن بيان حروف المعجم ، فأجاب عنه بما نورده عليكم، ونسوق فائدته إليكم.
قال سألت أحسن الله توفيقك من بيان حروف المعجم، وأوردت من صدق الحاجة إلى معرفته ما اقتضت الحال بيننا في تشابك النفوس واتصال بعضها ببعض، صرف الفكر إلى إيضاح ما اتسع له من ذلك مستعيناً بالله تعالى وبأوليائه عليهم السلام، الذين لهم خزائن الأرض على أن الحب إلا قليلاً مما يأكله أهل الحرم في سنابلها محصورة.
وقوة أمثالنا من الضعفاء دون استخلاصها منها مقصورة، يتربص بذلك الوقت المعلوم والأجل الموقوت{ يوم يدعو الداع إلى شيء نكر} { يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا}.
فنقول: إن حروف المعجم أصل الكتابة وأسها وقواعدها، وهي في ذواتها مستغلقة لا معنى لها، ويتألف منها الكلمات التي هي ذوات المعاني والبرهان{ ما خلق الله ذلك إلا بالحق} مثالاً على ما أوجده الله تعالى من موجوداته وخلقه من مخلوقاته.
فالكلمات التي هي ذوات البرهان، من حيث المعاني منتهية إلى الحروف المستغلقة التي لا برهان لها، والقائم مقام الكلمات ذوات البرهان من العالم المحسوس، كالصورة البشرية التي هي من مركبات الطبائع الأربع، يقوم فيها من برهان الحياة والنطق.
والعقل ما يقوم في الكلمات من المعاني الشاذة عن الحروف المفردات، والقائم مقام الحروف التي ينتسب إليها الكلمات هي قوى العالم التي منها تركيب الصورة المحسوسة، ولما كان فضل الكلمات من حيث وضوح البرهان منها على الحروف التي لا برهان لها واضحاً كان فضل الصورة البشرية، التي يقوم فيها البرهان على أركان العالم التي هو كالحروف واضحاً، ولما وجدنا الصورة البشرية التي مثلناها، بالكلمات على كونها مفعولة للعالم، ومحمولة ظاهرة الفضل على الفاعل الحامل الذي هو العالم الممثل بالحروف.
ولم تقتض قضايا أن وجود الحروف من الكلمات من حيث المبدأ الأول، وإن الكلمات الإلهية المتعالية عن الصفات ذوات النور والبرهان، التي أخبر الله تعالى عنها، فقال سبحانه:{ ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة}.
وقال في أول الإنجيل في البدء كانت الكلمة، والكلمة كانت عند الله هي التي رتبت الحروف التي هي العالم وأركانه، ليقوم عنها الصور الإنسانية، التي هي كلمات بإزاء الكلمات الأولية الإلهية، فتتحد هذه الأواخر بتلك الأوائل، وترتقي إلى أفقها وتستنير جواهرها بأنوارها، وتقضي إلى الخلود بالتعلق بها والمشابهة لها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خلق الله آدم عليه السلام على صورته، ونفخ فيه من روحه)، فهذا بالغ في التشبيه والتمثيل، وباري البرايا سبحانه وتعالى منزه عن مسمى كل فكر.
وإنما الإشارة إلى كلمات الله سبحانه التي كنها عنها بالحيوان، فقال تعالى:{ وإن الدار الآخرة لهي الحيوان}، فحياة الكلمات بالمعاني وإشرافها بها، والحروف موات لخلوها من المعاني.
وباقي الكلام يتلى عليكم فيما يلي هذا المجلس بمشيئة الله وعونه.
جعلكم الله ممن شحذ بالإيمان بصيرته، وصفى في الولاء لأولياء الزمان سريرته، والحمد لله الذي علا عن كل معلوم، وعز عن كل موهوم ومفهوم، وصلى الله على رسوله المختوم برسالة الرسل وبملة الملل محمد الواضحة به للهدى السبيل، وعلى وصيه ترجمان الكتاب، علي ابن أبي طالب الحال من مدينة العلم محل الباب، وأسد الله الغالب في يوم الطعان والضراب، وعلى الأئمة من ذريته آل طه وياسين، الغر الميامين، وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 9:56 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس السابع والثلاثون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مبدع الآحاد، وهو المنزه عن صفة الآحاد، ومخترع الأفراد وهو المتعالي عن سمة الأفراد، مبدع رافع السبع الشداد، ومخترع واضع الأرض المهاد، وصلى الله على رسوله الرفيع العماد محمد المصطفى من العباد، وعلى وصيه قبلة الركع السجاد علي ابن أبي طالب مفترس الآساد في يوم الجلاد، وعلى الأئمة من ذريته الأمجاد هداة الخلق الذين نزلت فيهم: { إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}.
معشر المؤمنين.. جعلكم الله ممن أخلص لهم في الولاء والوداد، كما هداكم بإتباعهم سبيل الرشاد.
قد سمعتم ما قرأ عليكم في بيان الكلمات والحروف، وكون الكلمات فيما دونها منتسبة إلى الحروف، وكون الحروف منتسبة إلى كلمات الله تعالى الأولى التي منها وبها قام الخلق والمر، فقال جل جلاله: { ألا له الخلق والأمر}، ووعدتم بسوق ما بقي من الكلام إليكم، وتوفير حظوظ فوائده عليكم.
قال الله تعالى: { يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي }.
زعم أهل التفسير أن { الحي} هو الإنسان، و{الميت} النطفة التي وجوده عنها، وأن الميت هو النطفة التي وجودها عن الحي، وعلى هذه القضية وجود الحروف عن الكلمات من الحروف، ووجود العالم الذي هو موات عن الحي الموجد له، ووجود الإنسان الذي هو حي عنه وهو موات تقدير العزيز العليم.
فحروف المعجم تنقسم قسمين: مفردات، ومشكلات، يشكل الكلمات مثل أبجد وهوز وخطي،واسم المعجم لجميع ذلك لازم لأنها لا تؤدي في ذواتها شيئاً من البيان والبرهان ، والعجمة مشتقة من العجماء,وهي البهيمة لا تنطق ولا يؤدي شيئاً من البيان , وفي كون هذه الأشكال ألفه وهي أبجد.
وفي كون هذه الحروف المقدرات عجماء غير مؤدية بيان حكمته بالغة من حكيم خبير، وذاك أنها علل لوجود الكتابة والكتابة معلولها، فلو أدت من تلقاء نفوسها بيان لبطل كونها عللاً، ولاقتضى كون ما يتقدم عليها في الوجود.
وعلى هذا المقتضى فكلمات الله المتعالية علل الموجودات كلها، والبحث عن اللميات منسوب إلى جواهرها، فإذاً البحث عن لميتها محال فمن حيث استحال ذلك وامتنع.
صارت هذه الأشكال من أبجد وهوز والحروف المعجمة معجمة معماة مستغلقة، لا مرتقى إلى تناولها بالعقل لكون العقول من جهتها.
وانقسام ذلك إلى قسمين:
- قسم مشكل منها الكلمات كأبجد وهوز.
- والقسم الآخر باق على جهته حروفاً بالنسبة منقطعة من حيث أن المبادئ الأولى التي هي كلمات الله المتعالية من ذواتها ما هو صورة ومنها ما هو مادة هي السناد لوجودها دونها، فالذي يقابل الصورة في اجتماعها وتآلفها كأبجد وهوز.
والذي يقابل المادة كالحروف المفردات مثل: أ – ب – ت – ث.
فأما أبجد وهوز : فهي ثمان قطع أبجد هوز: خطي لمن، سعفص، قرشت، ثخن، ضظغ.... أولها الألف وهو بإزاء الواحد من العدد وبانتهاء حروفها انتهاء الحساب.
وحصول الألف الذي هو غايته بمثال هذه الثمانية التي هي علل ظهور صور الكلمات من حيث الدين ثمان دوائر هي علل بعث النفوس من حيث قضايا العقل، وهي المشبهة بأبواب الجنة الثمانية، فهي علل وجود من حيث قضايا العقل، ومن حيث قضايا الشرع، فهي أبواب الجنة الثمانية، وعدة حملة العرش.
يقول الله سبحانه:{ ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية}، فهذه علل لوجود الصور النفسانية، كما أن تلك الأشكال الثمانية علل لوجود صورة الكتاب، ولهذا شرح طويل، قال الله تعالى:{ وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}.
جعلكم الله هداة إلى سواء الصراط، واحتاط لنجاة نفسه كل الاحتياط، والحمد لله المان على عبيده بأدلة الدين الذين أتباعهم هدى للمهتدين، وصلى الله على الدرجة المباركة التي هم منها الفروع، وهي لهم الأصل والموضوع، محمد المبشر به الأنبياء وما أقلت مثله الغبراء، وعلى وصيه علي ابن أبي طالب فالق أصباح البيان، وفارس المنبر والميدان، وعلى الأئمة من ذريته الرافعي الغماد غوث العباد، وغيث البلاد، وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 9:56 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس الثامن والثلاثون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بعث محمد صلى الله عليه وسلم بالحق اليقين، وأيده{ بالروح الأمين} وأنطقه بالبرهان المبين، وآزره بسيد أصحاب اليمين وصيه علي ابن أبي طالب أمير المؤمنين صلى الله عليهما وعلى الأئمة من ذريتهما الغر الميامين، آل طه وياسين.
معشر المؤمنين.. جعلكم الله لهم ذرية إيمان، ومن التابعين لهم بإحسان.
اسمعوا ما نقرأ عليكم من رسالة لبعض دعاتنا في جواب ما ورد عليه من سؤال لتستفيدوا من سماعها، وتشكروا الله سبحانه على ما خصكم به بأئمة دينكم من أنعام وأفضال، قال::
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي حمي بأوليائه من سكرة الجهل، وفسح في إتباعهم مسارح العقل والفضل، فجعل لمن لتبعهم قلوباً بها يفقهون، وأعيناً بها يبصرون، وآذاناً بها يسمعون، خلاف من ذرأهم لجهنم، فقال تعالى:{ أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون}.
ونشكر لهم إذ نفعنا بالأسماع والأبصار، وضمن لنا عقبى الدار، وكنى عنا بدخول البيوت من أبوابها بالأبرار، ونسأله الصلاة على من أتى من جانب الطور، وعالم النور، بشهاب قبس به ومعه اهتدينا محمد وآله الهداة إليه، والأدلة عليه، الذين من زاغ عنهم أزاغ الله قلبه، وفي النار لوجهه أكبر.
فإن المتوسمين بالدين الذين يتبعون فيه أهواءهم، زعموا أن سبب تحريم الخمر كان بادرة من حمزة بن عبد المطلب عليه السلام بدرت في سكره وفعلاً منكراً اقتضى تحريم حلالها لتكون.
وهذا قول لو اقتضى وما يشتمل عليه استبرأ لوجد جامعاً في النقيصة لله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم، وبالغاً في الضد عن سبيله، يا سبحان الله هلا فكر في انه إن كان الله سبحانه قنن شيئاً من فرائض الصلاة ولوازم الصوم والزكاة، بعلة من عمل عبيده وفعلهم، أو حلل المحللات وحرم المحرمات بحجة من رأيهم وقصدهم، جاز أن يكون تحريم الخمر أيضاً بالحجة التي يذكرونها، والعلة التي يتأولونها، فإذا لم يكن يعرف لشيء من هذه الأشياء علة هذه الجهة، فكيف يجوز أن يكون للخمر وحدها علة أو حجة.
وسوى هذا فليت شعري لكان يخفى على علام السرائر، والمحيط بخفيات الضمائر، أن للخمر في إثارة الشر، والتهيج لما يذم من الأمر، خاصية تحرك له تناولها، وتبعث عليه شاربها، حتى ظهر من حمزة عليه السلام ما ظهر، فعندها حرم على الناس شربها وحظر أليس في هذا ما يلحق نقصاناً بعلم الله وتاماً في قدرته وإزراء برسول الله صلى الله عليه وسلم ورسالته، حاشا لله أن يكون الأمر على ما يتوهمون، وبفساد رأيهم يحكمون.
فنقول بتوفيق الله المتعالي في كبريائه، واغترافاً من بحر الصادقين من أوليائه عليهم السلام: أن أحد الأدلة العقلية على شرف هذه الشريعة البيضاء الحنيفية هي تحريم الخمر، وذلك أنها كانت محللة في جميع الشرائع، وما وضعه الأنبياء المتقدمون عليهم السلام من الوضائع لكونها غير مستوفية حظ الكمال، ومعرضة للنسخ والزوال فلما ختم الله شريعة محمد صلى الله عليه وسلم جميعها، وقنن قانونها، ووضع موضوعها، وأمن عليها من التغيير والاستحالة، وفاها في كمالها أقسام الشرف والجلالة، كما قال الله سبحانه ومن أصدق منه قيلاً:{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام لكم دينا} وكان تحريم الخمر من كمالها، ومنافات ما تقدم من الملل فيه من جمالها.
وسنورد عليكم ما بقي فيما يلي هذا المجلس بمشيئة الله وعونه.
جعلكم الله من هداه سبيل الرشاد، ووفقه في أقواله وأفعاله السداد، والحمد لله الداني بمعالم قدرته، القاضي من حيث تحقيق معرفته، وصلى الله على خير رسول أرسله إلى بريته، محمد نبيه وصفوته، وعلى وصيه القاضي من حيث تحقيق معرفته، وصلى الله على خير رسول أرسله إلى بريته، محمد نبيه وصفوته، وعلى وصيه وترجمان حكمته، علي ابن أبي طالب المعمم من الشرف أفخر عمته، وعلى الأئمة الطاهرين من ذريته، وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 9:56 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس التاسع والثلاثون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي عز أن يكون في دائرة الأفكار محصوراً، فالفكر إذا عرج في سماء تحقيق معرفته انقلب خاسئاً حسيراً، وسبيل رشده أن يكون لا مطوياً ولا منشوراً، فمن نشره شبه فكان { ملوماً مدحوراً}، ومن طواه عطل فكان { آثماً أو كفوراً}، وصلى الله على خير من أرسله إلى العالمين بشيراً ونذيراً، محمد الذي جعله سراجاً ووصيه قمراً منيراً، وعلى الأئمة من ذريته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، النازل فيهم{ يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيرا}.
معشر المؤمنين.. جعل الله { سعيكم مشكورا}، ولقاكم { نضرة وسورا}.
قد كان قرأ عليكم من الكلام في معنى تحليل الخمر في الشرائع المتقدمة كلها، وتحريمها في هذه الشريعة الغراء التي هي قوامها، وختامها ما سمعتموه، والرد على من ذكر أن سبب تحريمها.
كان حمزة عليه السلام، لما سكر، فعربد فقتل، وقيل لكم أنه لو كان ذلك لكانت المحللات والمحرمات محتاجة إلى علة، من أجلها كان حلالها وحرامها، وإن هذا كلام ركيك فاسد، وقيل لكم إن كون الخمر حلالاً في كل شريعة، وحراماً في هذه الشريعة جلالة لشريعة الإسلام، وإبانة أنها من الفضل موفورة الأقسام.
ونحن نسوق إليكم باقي الخطاب بما فيه مقنع لأولي الألباب.
قال العالم: إن الله تعالى فطر السماوات بأفلاكها، وأنجمها وبروجها، والأرض ببرها، وبحرها، وجبالها، وسهولها، إنشاء الصورة الآدمية والهياكل البشرية، وهذا قول متفق عليه بين الشريعة والقائلين بالفلسفة.
فإن الفلاسفة يقولون بمثل ما قلنا، وأهل الشريعة يقولون خلق الجميع لمحمد صلى الله عليه وسلم، والقولان متفقان في اللفظ والمعنى، لكون النبي صلى الله عليه وسلم ذلك البشر الذي قال الفلاسفة، وإن لم نعته والفضيلة موقوفة عليه، وإن لم تسمه، ولم تكنه فإذاً صفوة السماوات والأرض هي الصورة الإنسانية، وصفوة الصور الإنسانية هي النطق الذي جعلت الصور مهيأة له، وآلة لوجوده مقومة عليه.
وتشبيه ذلك ما نشاهده من بوق يعمل معلوم من حاله، أن قصد صانعه منه الصوت لا غيره، ولما كان القصد منه ما ذكرناه وجب أن تقديره على ما يقصد فيه من الصوت وتيسيره له، فكان من تقديره أن جعل موضع النفخ فيه ضيقاً، وما يترقي بعده متسعاً يتدرج به إلى مخلص الصوت فيكون واسعاً، حتى إذا خلص من ذلك الضيق وقوي بالتدريج شيئاً بعد شيء في نفوذه وانسل، حصل صوتاً عالياً يصد الهوى ويخرقه فيصير مهولاً.
وأيضاً ما يتخذ من الأغاني والملاهي، كالعود، وما يجري مجراه مما يكون القصد فيه الصوت والنخر، يوجب الاحتياط أن يكون مجوفاً، والوتر ممدوداً، ومهما ضيع شيئاً من الترتيب في ذلك النقصان بالصوت والنخر لاحقاً.
وكمثل ذلك الصورة الإنسانية مهيأة للنطق، ومقدرة عليه، قدر الله سبحانه تأليف النطق منها من حيث لا تدري، فهو كما قال الله عز وجل:{ فو رب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون}، والمعنى فيه أن جميع ما به سبحانه وعدنا حق مثل النطق الذي لا منكر له، من حيث كونه وتأليفه ووجوده، ولا يدري أين مكانه من جملة البدن، وأين موضعه.وباقي الكلام يورد عليكم فيما يلي هذا المجلس بمشيئة الله وعونه.
عمر الله بكم معاهد الرشد، ووفقكم للسداد، والحمد لله المتفضل على من اختاره على علم العالمين، وجعل أتباعه وشيعته من العاملين العالمين، وصلى الله على أطهرهم روحاً ونفساً، محمد الطالع من برج الرسالة شمساً، وعلى وصيه صاحب التأويل والبيان علي ابن أبي طالب فارس الضراب والطعان، وعلى الأئمة من ذريته أطهار الأمة، الأخيار الأئمة، وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 9:57 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس الأربعون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أعلام إلهيته للأبصار جلية، وحقيقة معرفته عن الأفكار خفية، فلا يصح منها رؤية، وصلى الله على خير من اتخذت به قوى علوية، وقامت بمبعثه قبة نبوية علوية، محمد شمس رحمته التي آفاق الشريعة بها ومضية، وعلى وصيه الذي درجاته سنية، وقوته لاهوتية علي ابن أبي طالب الذي أركان الهدى بعلمه وسيفه قوية، وعلى الأئمة من ذريته الذين هم للرسول ذرية الأئمة الطاهرين الذين هم كواكب للحق درية.
معشر المؤمنين.. جعلكم الله ممن درعهم درع ولائه، وحشرهم في زمرة أوليائه.
قد سمعتم ما قرأ عليكم من الرسالة المبرهنة وجه الحكمة في تحريم الخمر في هذه الشريعة وتحليلها فيما تقدم.
وأورد عليكم من الكلام ما وعدتم بسوق باقية إليكم، وإفاضة الفائدة به عليكم.
فنقول في إعجاز قولنا: أن المراد بالخلقة البشرية هو استخلاص النطق منها، وشبهنا ذلك بصانع البوق على ما قدمنا، وأنه لم ينتظم له المراد منه في الصوت لا بتضييق موضع وتوسيع آخر، فنحن كمثل ذلك أريد به استخلاصه منا من النطق، لأن الحنجرة على هذا المثال، واللهاة عون، واللسان مؤد، والإنسان عون، وفي تساقطها نقصان من النطق، والشفتان فاصلتان للكلمات، وفي قطعهما أو قطع إحداهما اختلال النطق ذلك تقدير العزيز العليم.
فقد ثبت أن الصورة مخلوقة للنطق، ممهد للعقل على هذا الترتيب إذ ليس يكاد يقوم فائدة منه إلا بالعقل، والعقل هو سبب قبول أوامر الله سبحانه.
وأمثلته الواردة على ألسنة أنبيائه ورسله، وطريق العبادة التي قال الله تعالى فيها: { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
وإذا كان الأمر في إنشاء الخليقة على السبيل التي ذكرناها، فمن شأن الخمر أن تصادم العقل الذي هو ثمرة العالم، وأصل الإنسانية وطريق العبادة، فتطفي نوره، وتوهن قوته، وتقصم عروته، وذلك فعل يتعدى إلى مفاعيل.
فإن في بطلانه جميع ما رتبه الله تعالى من سمائه وأرضه، وشمسه، وقمره، ونجومه، وبره , وبحره، وما أنشأ من الصور الآدمية منها، وبطلان قصده، وغرضه فيها، ونقض تراتيبه كلها، وتغيير خلقه في جميعها، وليست لإبليس لعنه الله أية قوى من تغيير خلق الله، يقول الله سبحانه حكاية عنه:{ ولآمرنهم فليغيرن خلق الله}.
فهل استعان إلا بالخمر في تغيير خلقه، وتضييع حقه، فما كان سبيله هذا السبيل، وجب أن يكون محرماً على أولياء الله عليهم السلام ليكون لسان الشريعة بكمالها ناطقاً، والحق حقاً، والباطل باطلاً.
فقد بطل بهذا قول من جعل فعل حمزة عليه السلام علة للتحريم، ووقف في خبط العشواء يقول:{ ولا يحيطون به علما} موقف الأفاك الأثيم، وثبت ما أوردناه في صدد الرسالة أن ذلك كان ذخراً من الشرف لخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم مذخوراً، وفضلاً عليه { موفوراً}.
جعلكم الله ممن تنبه لمراشد دينه، و{ أوتي كتابه بيمينه}.
والحمد لله مزيل الشبهات بعلوم الأئمة الهداة، الذين هم سبل النجاة.
وصلى الله على محمد رسوله المؤيد بالمعجزات، المبعوث بالسور والآيات، وعلى وصيه كشاف الغمرات، علي ابن أبي طالب صاحب الآيات البينات، وعلى الأئمة من ذريته { الباقيات الصالحات} الرافع لأقدارهم { رفيع الدرجات ذو العرش}، وسلم تسليما .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 9:57 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس الواحد والأربعون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الأئمة من آل رسوله صلى الله عليه وسلم للمواقيت أهله، وعلى دين الحق أدلة، وأقامهم لإنشاء الصور الملكوتية علة، وصلى الله على سماء مجدهم التي لم تزل بصوب الرحمة منهلة محمد خير من أوتي ملة، وأشرف من ولى وجهه قبلة، وعلى وصيه الذي شفى للدين بحكمة تأويله غلة، علي ابن أبي طالب المرهق وجوه الكفر بسيفه قتراً وذلة، وعلى الأئمة من ذريته الذين سد بهم للديانات خلة، وغفر بشفاعتهم لشيعتهم ذلة.
معشر المؤمنين.. جعلكم الله من التابعين لهم بإحسان، كما جعلكم ذرية إيمان.
قد سمعتم ما قرأ عليكم من ذكر وقوع العالم الكبير بالعكس من العالم الصغير، الذي هو الإنسان، ووقوع الإنسان الذي سميناه العالم الصغير بالعكس من المبادئ الأولى، وقلنا بأن أول ما يظهر منه صورته الحسية، ثم يظهر منه القوة الناطقة العاقلة فصورته حاملة للنطق، ونطقه حامل للعقل، فجئنا وعكسنا ذلك فصار كل محمول حاملاً، وكل حامل محمولاً.
فالعقل حامل الكل ومبدأ الكل، وسناد الكل بقول النبي صلى الله عليه وسلم Sad أول ما خلق الله العقل، فقال له أقبل فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر، ثم قال له وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً أجل منك، بل أثيب، وبك أعاقب).
فلما كانت الصورة هذه وجب أن يكون تاماً بالقوة تاماً بالفعل، وإذا لزمته هذه الصفة كان حده حد السكون لكون الحركة موجودة من المتحرك لبلوغ الكمال، وإذا لم يكن حاجة فلا حركة، وبعد ذلك فلا يبقى إلا قسم واحد يقتضي الحركة، وذلك حركة الشكر للمنعم الذي أنعم الله عليه بالكمال، ولنا في هذا المعنى قانون، فرجع إليه من الشريعة الحاضرة التي بها يستدل على مغيبات الأمور.
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم يحل في عالم الجسم محل العقل في عالم الإبداع فكان يحمل من كلف الطاعة أشدها وأصعبها، فقيل له: يا رسول الله أليس الله تعالى قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وتأخر؟.. فما بالك بتحمل هذه الكلفة الثقيلة من العبادة، فقال صلى الله عليه وسلم: أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً، فهذه هي المقابلة الصحيحة.
وأما قولنا حركته لشكر المنعم الذي أبدعه، فهي إظهاره النفس منبعثة منه دفعة واحدة، كقوله سبحانه:{ وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر} تامة في قوتها ناقصة في فعلها إذا لم يجز أن يكون الموجود عنه كمثله في جميع أحواله، فحلت منه محل النقش السوي الصحيح من النقاش الحاذق، وحصلت لها قوة الحركة والسكون، فالسكون من قبل مزاوجة العقل والحركة للقيام بالعبادة في إظهار الفعل، فوجب أن يكون فعلها ناقصاً، ونقشها الذي هو تركيب خلق السماوات والأرض منكساً، خلاف ذاتها التي هي النقش السوي للعقل، صاحب الفعل التام.
ثم انه لما كانت التمامية في قوتها، صار الخلق الثاني منها القائم بوساطة الأفلاك والتراكيب، وهو الإنسان المطلق، كالأنبياء، والأوصياء، والأئمة نقشاً سوياً، وخلقاً بإزاء صاحب التراكيب الذي هو النقش السوي، والخلق الأول المنبعث من العقل كما بدأنا أول خلقه نعيده، فحصل للنفس فعلان أحدهما تام بالقوة مثل تركيب السماوات والأرض التي هي أفراد وليس لها حد الإنسانية والتمامية، وفيها مجموع قوى الإنسانية، والآخر تام بالفعل كالإنسان المطلق المشبهة لها في جميع حالاتها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تنفخوا الروح فإن الله خلق آدم على صورته ونفخ فيه من روحه)، والإنسان المطلق بالإضافة إلى تركيب العالم الذي عنه وجوده عن ميت وتركيب العالم بالإضافة إلى النفس التي عنها وجوده ميت ووجوده عن حي.
فلذلك يقول الله عز وجل: { يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي}، والأمثلة في التصوير مأخوذة بعضها عن بعض بتقدير العزيز العليم.. وباقي الكلام نورده عليكم فيما يلي هذا المجلس بمشيئة الله وعونه.
جعلكم الله من أهل البصيرة، كما ذخر لكم من ولاء أئمتكم أنفع ذخيرة، والحمد لله المتعالي عن صفات خلقه القائمة أعلام حقه، وصلى الله على رسوله المبعوث بالحق اليقين، محمد المؤيد بالروح الأمين، وعلى وصيه الناطق ببيان كتابه، والوارث لمنبره ومحرابه، وعلى الأئمة من ذريته الهداة أسباب النجاة وينابيع ماء الحياة، وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 9:57 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس الثاني والأربعون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنوار قدرته جلية، فمن إبداعه لاهوتية وناسوتية وصفات الجنسين عنه منفية، وصلى الله على محمد شمس دينه البازغة ولسان حجته البالغة، وعلى وصيه علي ابن أبي طالب سيف التنزيل ولسان التأويل، وعلى الأئمة من ذريته أخيار الأمة وأحبار العلم والحكمة، والأكنان من جبال الرحمة.
معشر المؤمنين.. زادكم الله إيماناً وتسليماً، ونزه أسماعكم عن أن تسمع لغواً وتأثيما.
قد سمعتم ما قرأ عليكم من كلام الحكمة المكمنة في ضمن الشريعة، كمون النار في الزناد ما هو مستفاد من أئمة الهدى عليهم السلام، الذين ملكهم الله مقاليد الهداية والإرشاد، فأولياءهم بعيون البصيرة للحق ملاحظون، والحق محفوظ عن غير أهل استحقاقه، فهو كما قال الله سبحانه:{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، ووعدتم بسوق الباقي إليكم، ونشر فائدته لديكم.
فنقول، قال العالم: إن النفس عقل بالقوة إذ كان قوتها أن تصير عقلاً محضاً، كما نقول إن الإنسان ملك بالقوة إذ كان في قوته أن يصير ملكاً، ولما كان الأمر على هذا النظام قلنا أن الإنسان المطلق الذي صورته صورتهما، وهم الأنبياء والأوصياء عليهم السلام عقول عالم الطبيعة بإزاء العقول في عالم النفس، فمنهم من هو عقل بالقوة والفعل كالعقل في عالمه، وهم الأنبياء عليهم السلام، ومن هو تام بالقوة دون الفعل كالنفس في عالمها وهم الأوصياء.
ولما حصل هذا الترتيب حصل الازدواج، فكان الأنبياء الذين لهم التمامية بالقوة والفعل، كالعقل في عالمه بمحل الذكر، والأوصياء الذين لهم التمامية بالقوة كالنفس في عالمها بمحل الإناث، وكما أنه ليس للأنثى غير قبول النطفة، وترسبها في أخفى موضع، ونقلها من درجة إلى درجة حتى تضعها صورة مصورة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أنا وأنت يا علي أبوا المؤمنين) لعن الله من عق أبويه.
وكما قلنا: أن الذي ظهر من العقل الأول أمر واحد، وهو النفس فقط، فنقول: إن المادة السارية من النبي صلى الله عليه وسلم لا مستقر لها غير وصيه علي عليه السلام، مثال قبول الأنثى النطفة في بطنها حتى تجعلها صورة، والجنين في مقره في الرحم منكوس، ثم تخرجه من كنهٍ سوياً معتدلاً إلى آفاق هذا العالم الكبير ويربيه تربية ثانية.
وكذلك نقول أن الوصي ينشئ المستجيب لدعوة النبوة في كنفه نشأة ظاهرة في الأمثال المتناقضة المنتكسة، ويعدل صورته من جهة الشرع المحض العلوي من البدع، حتى يبلغ به المبلغ الذي يقضي به من ضيق الأمثال إلى فضاء عالم الدين في فسحته خلقاً سوياً، فينشئه النشأة الثانية للآخرة، ويلقى روح الحياة فيه من جهة التأويل، ويبدله من ضيق الأمثال سعة الممثولات، وعن غذائه وهو دم الحيض الذي هو مثال الشك والشبهات لبناً نفسانياً خالصاً سائغاً للشاربين، فلا يزال به إلى أن تشتد صورته، ويستقل بقول فوائد عالم المعاد لاحقاً بأبويه من جهة النفسانية.
يقول الله تعالى:{والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم}.. ومنبعثاً بعثهما من التركيب الجسداني والهيكل الجسماني، ولو أن انسلاخه عنه كانسلاخه من المشيمة عند مفارقة بطن الأم، وكون سعة العالم الذي ينتقل إليه بالإضافة إلى العالم المنتقل عنه، كسعة هذا العالم بالإضافة إلى المشيمة{ سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنةٍ عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله}
وباقي الكلام يساق إليكم فيما يلي هذا المجلس بمشيئة الله وعونه.
جعلكم الله ممن هذبته الحكمة، وسبغت عليهم فيها من أولياء دينه النعمة، والحمد لله مفجر عيونها، ومظهر مكنونها، ومبدع الأشياء بكافها ونونها، وصلى الله على أمين ديانته ومأمونها، محمد شارع مفروض الشريعة ومسنونها، وعلى وصيه الذي عنده علم الكتاب، وفصل الخطاب، علي ابن أبي طالب أسد الله المفترس أسود الغاب، المردودة له الشمس بعد الغياب، وعلى الأئمة من ذريته خلفاء الرشاد، وخلفاء الله على العباد، المتوجه إليهم فحوى قوله:{ إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}، وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 9:57 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس الثالث والأربعون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله منشئ الحق والحقائق، رب المغارب والمشارق، وجاعل الكعبة الجماد دليلاً على الكعبة الحي الناطق، وصلى الله على طود الهدى الشاهق محمد خير الخلائق، وعلى وصيه بحر العلم الدافق، ونور الحق البارق، علي ابن أبي طالب العلامة الفاصلة بين المؤمن والمنافق، وعلى الأئمة من ذريته ذرية الصادق الناطق، وأرباب حلائق العلم والحكمة المزرية بالحدائق.
معشر المؤمنين.. جعلكم الله لهم خير شيعة، كما جعلهم لكم خير وسيلة إلى النجاة وذريعة.
قد سمعتم ما قرأ عليكم من كلام الحكمة ما وعدتم بسوق باقية إليكم، وإفاضة فائدته عليكم.
فنقول: إن الذي يعكس قولنا: إن سعة عالم البعث بالإضافة إلى هذا العالم كسعة هذا العالم بالإضافة إلى ضيق الرحم، وقلنا: أن الإنسان ملك بالقوة بهيمة بالفعل، فهو من جهة البهيمة في حصر وضيق من كثافة جسده، وغير بالغ بحركته، وسعي قدمه الأقدار معلوماً، وذلك القدر على ترتيب زماني، فإنه إذا أراد سفراً بعيداً احتاج أن يطأ المسافة فيما بينه وبينه قدماً قدماً حتى يحصل بمقصده، فهذه حركته لمقاصده من جهة خلفته الجسدانية.
فأما إذا تحرك لمقاصده من جهة خلقته النفسانية بلغ السماء بهمته بلا زمان، وشرق الأرض وغربها بلا زمان، فإذا كان في الحصار الجسداني حاصلاً وهو في العروج في ملكوت السماء والجولان في الشرق والغرب بهذه المثابة، فكيف به إذا نجى من الانحصار والضيق وصار قائماً بالفعل إذا ما يكون من نجوى ثلاثة إلا وهو رابعهم، ولا خمسة إلا وهو سادسهم، ولا داني من ذلك ولا أكثر إلا وهو معهم أينما كانوا.
وكما أن قوى الطبائع الأربع أينما ذكر من العالم موجودة لا يخلو منها شيء، فهو أينما ذكر من العالم موجودة كالخضر تشبيهاً صحيحاً، وهو الذي يقال أنه شرب من ماء الحيوان.
وكما أن المراتب في عالم الطبيعة محفوظة فكل حد له دائرة يدور فيها، وحالة لا يتجاوزها إلى غيرها، فالإنسان الذي هو ما دام حياً فإنه لا يستطيع أن يفارق تركيبه، وتركيبه لا يستطيع أن يفارق أديم الأرض، والأرض لا تفارق مجاورة الماء، والماء لا يفارق مجاورة الهواء، والهواء لا يفارق مجاورة النار، والنار لا يفارق مجاورة الفلك، فالدرجات بإزائها في عالم المعاد محفوظة، فكل واحد منه إلى الحد الذي هو فوقه، كما نقول إن منتهى حدود الدعوة هو الإمام، ومنتهى الأئمة هو الوصي، ومنتهاه هو النبي صلى الله عليه وسلم، يتسلسل ذلك إلى كلمة الله تعالى الأولى.
ونقول بأن هؤلاء الحدود الجسمانيين أئمة في حد القوة كما قدمنا القول إن الإنسان ملك في حد القوة، وهم متصلون بالإمام المطلق القائم بالفعل، وأدنى مرتبة من هذه المراتب متعلقة بأعلاها، وأعلاها منوط بأدناها.
قال الصادق عليه السلام: ( نحن من نور الله وشيعتنا منا كشجرة لها أصل وفروع وثمار وأوراق وكل من الشجرة)،{ فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً}،{ إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً بعوضة فما فوقها}.
وفي البعوضة على صغرها من آثار الصنع، ما في الفيل على كبره والقطرة من البحر غير مخالفة طبيعتها لطبيعة كلها، وكذلك الشرور من النار، فأدنى الحدود مشابه لأعلاهم، وأعلاهم مشابه لأدناهم، والعبودية للمبدع الحق يجمعهم، فالأول كان الشكر عبادته، والآخر نحوه مرجعه، وهو عبادة أهل الجنة، { وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا هدانا الله}،{ وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور* الذي أحلنا دار المقامة من فضله لامسنا فيها نصب ولا مسنا فيها لغوب}.
اقتصصنا حال المتعوذين الذين استحقوا قول الله جل جلاله:{ طوبى لهم وحسن مآب}.
{ فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق} لأنهم خلقوا{ في أحسن تقويم}، نقلاً من قوة عالم ملكوتي إلى الفعل الصحيح السليم، فنازعوا العقول الذين أقامهم الله تعالى أعلاماً لعالم البعث، وهم الأنبياء، والأوصياء، والأئمة عليهم السلام، فاقتطعوا عن الاتحاد من جهتهم بالعالم السوي، الذي كان سبب نشوء العالم المنكوس، ليعودوا كما بدأهم الله جل اسمه على ما قاله في كتابه: { كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين}.
وركنوا إلى حولهم وقوتهم في مقاصدهم، فلم يجدوا مثالاً يتبعونه غير العالم المنكوس، وظاهر الشرع المعوج الذي لا يثقفه الرأي والقياس، فسلكوا ذلك المسلك، فكانوا كما قال الله جل اسمه:{ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} بتهيئة للإتحاد بالعالم الشريف السوي، { ثم رددناه أسفل سافلين} بأن نكص على عقبيه راجعاً إلى التصور من المحسوسات المنكوسة، دون المعقولات السوية، صارت صورته عند نقض تركيبه صورة الشياطين الخالدين { في العذاب.. المهين}.
جعلكم الله من السعداء، وألحقكم بالصالحين والشهداء، والحمد لله الممتنع من أن يتخذ كرسياً من الأوهام، الذي كل صفة يوصف بها مما ينتفي عنه، ويلتق بمبدعاته من ذوي الأجسام، وغير ذوي الأجسام، وصلى الله على رسوله سيد الأنام، محمد المبعوث بدين الإسلام، وعلى وصيه صاحب العلم والصمصام، علي ابن أبي طالب كاشف الكرب العظام، وعلى الأئمة الطاهرين هم منه أولوا الأرحام، قدوة أهل الصيام والقيام، وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 10:01 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس الرابع والأربعون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أعوز الأفكار الرفيع فيه والخفض، القائم بمبدعاته السماء والأرض، الموجود عنها بالكون والفساد الإبرام والنقض، وصلى الله على خير من عقد له لواء نبوة، وأشرف من أخذ الكتاب بقوة، محمد الفاخر بأبوته ونبوته على كل ذي أبوة ونبوة، وعلى وصيه صنو الرسول، وكفو البتول، علي ابن أبي طالب سيف الله المسلول، وعلى الأئمة من ذريته صفوة عباد الله المعبود، وأئمة { للطائفين والعاكفين والركع السجود}.
معشر المؤمنين.. جعلكم الله بلحظاته ملحوظين، ومن خيراته في البدء والعقبى محظوظين، تزودوا لمعادكم ما دام المتزود ممكناً، والمهل من التزود ممكناً من قبل أن يرجع عارية العمر معيرها ويدير رحى المنية مديرها { أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين}.
سأل سائل عن الملائكة الذين سجدوا لآدم ومن هم، فقيل إن ذلك وتوابعه مما ورد في قصة آدم رموز وأمثال، وما كان الله تعالى ليوجد في جنته الحقيقية شجرة، يكون التناول منها يقضي بإخراجه وهتك سوءته، وحطه عن السماء السابعة إلى حضيض دار الدنيا، ولو كان سائغاً في آدم عليه السلام لما أمن أن يجري مثله على غيره ممن هو في الرتبة دونه.. وإذا كانت الصورة هذه وجب أن يكون من سجد له ملائكة في حد القوة، لا في حد الفعل، والجنة التي كان فيها أيضاً جنة في حد القوة، لا في حد الفعل.
فالمأمورون بالسجود لآدم إذا كانوا حججه، وإنما كنى عنهم بالملائكة لأنهم كانوا يملكون حدود دعوته، وإنما سميت الملائكة ملائكة، لأن الله تعالى ملك كل واحد منهم أمراً، فمنهم من ملكه الريح، ومنهم من ملكه السحاب.
واسم الملائكة لازم لهم من جهة الملك والامتلاك، فالملك بفتح اللام، والملك بكسرها واحد من حيث اللغة، لأن الملك أيضاً يملك البلاد، والعباد والجند، والرعية، وإنما فصل بين الروحاني والجسماني بفتح اللام وكسرها، فجعلوا الروحاني ملكاً، والجسماني ملكاً، ومعنى القول في الروحاني مشتق من الروح والراحة، وهم ملائكة الرحمة، والكروبي مشتق من الكرب، وهم ملائكة العذاب.
سأل سائل أيضاً عن خلق الله تعالى حواء من ضلع آدم عليه السلام، فقيل أن المعنى فيه أن جوهر الوصاية من جنس النبوة وشطر منها، إلا أن رتبة النبوة الإفادة، ورتبة الوصاية الاستفادة، والقبول والتصور، ومقام الأوصياء من الأنبياء مقام النساء من الرجال، وهم جنس واحد كما قال الله تعالى: { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء}.
قالوا إن النفس الواحدة عنى آدم عليه السلام، والزوج المخلوق منها قالوا فيه حواء عليها السلام، والرجال والنساء أولادهما المنقسمون إلى الذكور والإناث، فنقابل ذلك بالمعقول، فنقول إن{ النفس الواحدة} المخلوق منها الخلق خلق الديانة، لا خلق الطبيعة هو النبي صلى الله عليه وسلم وزوجه المخلوق منه هو وصيه عليه السلام الذي كان ضلعاً من أضلاعه، أي حجة من حججه، { وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء} المعنى فيه الأئمة المفيدون وأبوابهم المستفيدون.
وكذلك على هذا الروي العلماء والمتعلمون، والذين وقع التصريح بذلك من الكتاب الكريم قوله تعالى في قصة النبي صلى الله عليه وسلم: { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم}.
وإذا قال جل جلاله: { أزواجه أمهاتهم} فقد أثبت أنه أبوهم، قال أو لم يقل على أنه ورد في مصحف ابن مسعود رضي الله عنه في قوله :{ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} قال وهو أب لهم، وقوله:{ وأزواجه أمهاتهم} مبرهن على انه أبوهم.
قال ابن مسعود ذلك، ولم يقل والذي جاء من قول النبي صلى الله عليه وسلم زيادة في الوضوح والبيان ما قال لعلي عليه السلام: ( أنا وأنت يا علي أبوا المؤمنين) لعن الله من عق أبويه، وبعض هذا فيه كفاية لأولي الألباب الذين هداهم الله لطريق الصواب.
جعلكم الله متحدين ومحسوبين من جملتهم، والحمد لله الهادي لمقتدي السبيل بالأئمة من آل الرسول، وصلى الله على جدهم المخصوص بالاصفاء والتفضيل، محمد المرجو للشفاعة والمأمول، وعلى صنوه كفو البتول، علي ابن أبي طالب سيف الله المسلول، الحال عقد الشريعة ببيان التأويل، وعلى الأئمة من ذريته ذوي المجد الأصيل، الناشئين في حجر التسبيح والتهليل، وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 10:01 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس الخامس والأربعون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مبدع الكمال والتمام، المنزه عن نعت الكمال والتمام، الذي تحقيق معرفته مضلة الأوهام، ومزلة أقدام الإفهام، وصلى الله على رسوله المختوم به الرسل أحسن الختام، محمد صفوة ذي الجلال والإكرام، وعلى صنوه الهمام البطل القمقام، علي ابن أبي طالب علم الأعلام، وعلى الأئمة من ذريته الكرام، شفعاء من يقال لهم { ادخلوها بسلام}.
معشر المؤمنين.. أوزعكم الله شكر الأنعام، إن جعلكم صفوة أهل الإسلام.
سئل عالم آل محمد صلى الله عليه وسلم عن معنى قوله تعالى مخاطباً لرسوله صلى الله عليه وسلم: { قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون}، فقال هذا قلب الأعيان أن يكون رسول أرسله الله تعالى، ليرد الناس من الكفر إلى الإيمان يقال له ادخل أنت في كفرنا، وأعجب من ذلك قوله:{ ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين* بل الله فاعبد وكن من الشاكرين}.
وهذا الكلام إن كان على ما قاله القائلون برأيهم، فهو أعظم خطة من الكلام الأول، فإن ذلك إيهام أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض الشرك وكذلك من تقدمه من الأنبياء على هذه المثابة، لقوله سبحانه:{ ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك}، وإنما يقال بمثل هذا الكلام لمن يكون يعرض الشرك، فيسرع من أن يفعل أو لا يفعل.
ومعلوم أنه يستحيل أن يقال لمن عرف أنه لم يسرق، ولم يشرب خمراُ، ولم يرتكب فاحشة، أنك سرقت، أو زنيت، أو شربت الخمر ليحل بك العقاب، إن ذلك كلام مختل لا يحمده عاقل، فشيء إذا صدر عن أحدنا لمن هو أبناء جنسنا، فقلنا لنا ملومين مذمومين، فكيف يصح صدره عن رب العالمين سبحانه في أنبيائه المعصومين، وشهرة هذا الكلام في القباحة تغني عن الدلالة عليها.
لكن القوم لما استدلوا بغير الدليل ضلوا عن سواء السبيل، فكان قصاراهم أن جعلوا لهذا الكلام عذراً، فقالوا إن المشركين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يعبد آلهتهم شهراً ليبعدوا إلهه شرهاً، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لحرصه على اجتذابهم أراد أن ينقاد لهم إلى ما طلبوه، فنزلت هذه الآية:{ أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون}.
ونزلت أيضا:{ قل يا أيها الكافرون} السورة.
فهذا عذرهم وهو أفحش عذر وأقبحه وشره جاء للنبي صلى الله عليه وسلم، وحاشاه حين صبت نفسه إلى قوله، فأراد الشرك بالله متابعة لمرضاتهم، ولو كان صدر هذا القول من اليهود والنصارى في ذم النبي صلى الله عليه وسلم لكان نهاية في المذمة، فكيف أن تقول المسلمون الذين يزعمون أنهم يدينون الله سبحانه بطاعته، ويرجون النجاة بشفاعته، نعوذ بالله ممن هذه حاله، ومثل هذا الكلام انتحاله.
وقد سقنا في مجالسنا المتقدمة أننا ما أشرنا إلى حيث انتهينا على من يعتقد أن صنماً منحوتاً من حجر، أو خشب، أو مصاغاً من فضة وذهب، هو رب العالمين وفاطر السماوات والأرضيين، ولا على أنه شريكه في ملكه إذ كان من رأى هذا الرأي أو يراه، فإن اختلال عقله الذي عليه موضوع دينه يخرجه من جملة المكلفين الداخلين تحت الأمر والنهي الشرعي.
وأوردنا أن هذه الأصنام المنحوتة، إنما هي تماثيل قوم شرفوا في نفوسهم، وتصوروا أنهم واسطة بينهم وبين معبودهم، فلما ماتوا اتخذوا لهم أمثلة، وجعلوها للصلاة قبلة يتقربون بها إلى معبودهم، وهذا وضع حسي عقلي، فهذه نصبة عباد الأصنام، فإذا كنا نفينا الشرك عمن هذه سبيله بالدليل الذي أوضحناه، فما قولنا في النبي صلى الله عليه وسلم الذي به طهرة العالمين من نجاسات شرك المشركين.
فقوله تعالى:{ قل أفغير الله تأمروني اعبد أيها الجاهلون} الآية ينقسم إلى أمرين، أن النبي كان مأموراً يقدم من اختاره الله سبحانه على أمته من بعده، وأنهم طلبوا منه أن يقدم من اختاروه برأيهم، وكان لو فعل ذلك يعبد غير الله ويطيع غير الله، وإذا كانت الصورة هذه فقد تفسرت الآية وجلت نفسها.
ثم قوله:{ ولقد أوحي إليك} إلى آخر الآية، يدل على أن ذلك سنة جرى مثلها في أدوار الأنبياء عليهم السلام، وأن قومهم سأموهم هذا السؤم، فأبوا أن يطيعوهم أو يقدموا أحداً على من قدمه الله، أو يختاروا واحداً على من اختاره الله، الدليل على ذلك موافق قوله سبحانه: { ولقد أوحي إليك} لقوله في شأن بيعة الغدير{ ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} إلى آخر الآية، فهذا حبط والآيتان متقابلتان متوافقتان نافيتان لقول القائلين بآرائهم، والراكبين مركب أهوائهم.
وسيتلى عليكم شرح ما بقي فيما يلي هذا المجلس بمشيئة الله وعونه.
جعلكم الله ممن عصمه من الشرك وصانه في دينه الإفك، والحمد لله سامك سماء الشريعة نبيه المؤيد بالروح الأمين، المخاطب بقوله:{ فتوكل على الله إنك على الحق المبين}، وصلى الله عليه صلاة باقية إلى يوم الدين، وعلى وصيه حبل الله المتين، وصفوة أصحاب اليمين، وعلى الأئمة من ذريته الطيبين آل طه وياسين، وسلم تسليما.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 10:02 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس السادس والأربعون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المنجي بفلك النجاة من غرق الطوفان، العاصم بالأئمة الهداة من حبائل الشيطان وأشياعه الآخذين في دينهم بالرأي والاستحسان، وصلى الله على محمد خير من تشكل بأشكال الآدمية وأتى بالمعجزات المنطقية، وعلى ابن عمه الوصي الرضي به وجه الوصاية المضيء بعلمه سراج الهداية، وعلى الأئمة من ذريته عيان الحق وأعيان الخلق، ولسان الصدق.
معشر المؤمنين.. جعلكم الله من المسعودين بطاعتهم، المرزوقين لشفاعتهم.
قد سمعتم ما قرأ عليكم في معنى قوله عز وجل:{ قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون* ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن لأشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}، من وسعنا ميدان القول في نفي ذلك عن إفناء الناس فضلاً عمن ألبسه الله باصطفائه أفخر اللباس، وقلنا إن عاقلاً لا يعتقد في صنم منحوت من خشب، أو مصاغ من ذهب أنه رب العالمين، ولا أنه شريك رب العالمين إذ كانت داهيته في عقله أكبر من داهيته في دينه، وأوردنا نصبة عباد الأصنام وما نحوا إليه.
نقول إن الأمة العظيمة التي هي النصارى هم المرموقون بغير الشرك والموصوفون بصفته، وإن ذلك يتطرق عليهم لو كانوا يعتقدون أن المسيح غير الله، وأن الله غير المسيح، وإنهم لا يقولون بالغير لأنهم يرون الثلاثة واحداً، والواحد ثلاثة، فلا يتطرق عليهم الشرك بالحقيقة.
وأن الشرك إنما يقع بين أمرين متجانسين متشابهين، كمثل الذي يعتقد أن مثيلة الكذاب هو مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحاشاه من ذلك، إذ كانا في الجنسية والبشرية متجانسين أو من يشرك بوصي الرسول، أو بإمام من أئمة دوره، فهذا هو حقيقة الشرك لوقوع المشابهة، وليس الحق بالباطل، فأين هذا من الشرك برب العالمين عز وجل الذي ماله جنس ولا مثل، ولا شيء يشبه به، وإذا كانت الصورة هذه علمنا انتقاء الشرك إلا من الوجه الذي أوردناه.
فأما قول الله تعالى لنبيه:{ لئن أشركت ليحبطن عملك}، فإن هذا الشرك شيء كان تعرضه، وممكن أن يقع به وذاك أن ينصب وصياً غير من اختاره الله تعالى، وأما ما غير من اختاره الله وذلك من جهة كون الوصي والأئمة من تحت يده، وتحت أمره وطاعته، فله لإنسان أن يستخلف من يريده زيداً كان أو عمر، فقبض الله تعالى عن ذلك يده ولم يطلق فيه عنانه، وأبى أن يكون وصيه إلا من اختاره الله تعالى له دون من اختاره على التواصي والتراضي، فقال له:{ لئن أشركت ليحبطن عملك} وهو مثل قوله:{ وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}.
ثم أردفه بقوله:{ ولتكونن من الخاسرين}، ولعمري إن ذلك خسارة كبيرة أن يكون بشق النفس دعاهم إلى الإسلام حتى أسلموا، وإلى الصلاة حتى صلوا، وإلى الزكاة حتى زكوا، وإلى الصوم حتى صاموا، وإلى الحج حتى حجوا، وإلى الجهاد حتى جاهدوا، ثم إذا انتهى الأمر إلى الخاتمة التي هي سناد جميعها بطل ذلك كله، فحبط عمله، وضاع سعيه فلزم القول ملازمة:{ لئن أشركت ليحبطن عملك} إلى آخر الآية.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مثل الذي لا يتم صلواته، كمثل حبلى حملت حتى إذا دنى نفاسها أسقطت، فلا هي ذات حمل ولا هي ذات ولد).
وسيتلى عليكم ما بقي فيما يلي هذا المجلس بمشيئة الله وعونه.
جعلكم الله ممن أبلغه في اليقين مأمنه، وحشركم مع أصحاب الميمنة، والحمد لله شاد أركان الدين بالأئمة الهادين، وصلى الله على أجل الأنبياء قدراً، وأعلاهم ذكراً محمد المؤيد بالمدبرات أمراً، وعلى وصيه صاحب التأويل والبيان، وعين اليقين العيان، علي ابن أبي طالب أسد يوم الضراب والطعان، وعلى الأئمة من ذريته العالية أقدارهم الفائضة أنوارهم، وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 10:03 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس السابع والأربعون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيد ية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رافع أعلام الإيمان بأصحاب اليمين، آل طه وياسين، الغر الميامين، وحرم الله الأمين، وصلى الله على جدهم وقطب شرفهم ومجدهم محمد خاتم النبيين، وعلى وصيه علي ابن أبي طالب خير الوصيين، وعلى الأئمة من ذريتهما أطواد المجد وصفوة أهل الغور والنجد.
معشر المؤمنين.. جعلكم الله ممن درعه مدارع التقوة، وخاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، إن الدنيا دار كذب واستحالة، وتنقل من حالة إلى حالة، والذي يخلد إليها فهو على ضلالة، فاطلبوا العروج إلى الملأ الأعلى، واصرفوا هممكم إلى ما هو أحرى وأولى.
قال أمير المؤمنين عليه السلام:
لقد خاب من غرته دنيا دنية
وما هي إن غرت قروناً بطائل
أتتني على زي العروس بثينة
وزينتها في مثل تلك الشمائل
فقلت لها غري سواي فإنني
عزوف عن الدنيا ولست بجاهل
وقد كان قرأ عليكم ما سمعتموه في قوله تعالى:{ قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون}.. إلى قوله:{ بل الله فاعبد وكن من الشاكرين}.
وقلنا إن من المصائب الكبرى أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم الداعي للخلق إلى عبادة الرحمن، المعطل للأصنام والأوثان محتاجاً إلى أن يقال له: {بل الله فاعبد وكن من الشاكرين}.
وقلنا أنه لولا الفصول التي أوردناها في حديث الشرك والمشركين، وسقناه إلى حديث شرك النبي صلى الله عليه وسلم، وشرك الأنبياء عليهم السلام أيضاً، لأنهم متسلسلون معه في قضية قوله:{ ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}.. لكان ذلك منه الداء العياء الذي يعوز مداواته الأطباء، حاشاه من إفترائهم وبهتانهم، وأن يكون صفوة الله مشبهين بهم في ضلالهم وعدوانهم.
فأما قوله عز وجل تلو ذلك: {ما قدروا الله حق قدره}، فإن المفسرين قالوا إن الله تعالى يجلس يوم القيامة للمحاسبة، وفصل القضاء، ومثوبة السعداء، وعقوبة الأشقياء، { فريقٌ في الجنة وفريق في السعير}.
فنقول إن هؤلاء المفسرين وأشباههم من ملل النصرانية واليهودية، إذا اعتقدوا أن باري البرايا سبحانه وتعالى ممن وجه عليه هذا النعت وهذه الصفة، فهم الذين وقف عليهم القول :{ وما قدروا الله حق قدره } الذي معناه ما عرفوه حق معرفته، وذاك لأن الله سبحانه منزه عن أن يتخذ كرسياً من أوهام عبيده أو عرشاً، أو يكون في الإمكان منهم أن ينقشوه في ذوات نفوسهم نقشاً.
وهذا المشار إليه بالقعود لفصل القضاء هو عبد من أشرف عبيده واسم من أسمائه { الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه}.
والاسم ينقسم قسمين:
- قسم تثبته الكتابة وتمحوه: وهي الأسماء المتهجأة كمثل قولنا: الله،الرحمن، الرحيم، وغير ذلك.
- ومنها ما هم حدود شراف عظام بهم معرفة الله تعالى، والتوسل إلى نيل
ثوابه: وهم الملائكة المقربون المجردون عن الطين، والأشكال والأنبياء، والأوصياء، والأئمة عليهم السلام الذين هم ذوو الطين من حيث الأجسام، والتجوهر من حيث النفوس بجوهر الملائكة الكرام، فهؤلاء الأسماء الحسنى التي يدعى الله بها، والأسماء المهجأة أدلة عليها.
وتدل على صحة ما قلنا، قوله تعالى من بعد ذلك:{ وذروالذين يلحدون في أسمائه}.
والإلحاد هو العدول والزيغ، والأسماء المهجأة لا تفطن للملحد فيها والزائغ عنها، وحدود الله تعالى المعظمون يعقلون ذلك ويعلمون، فقد أوضحنا قضية السماء وقسمناها قسمين ما ليس بهما على العاقل المنصف من خفاء.
وإذ قد تكامل هذا الباب إلى ذكر الذين يقوم لفصل القضاء، ونقول إن الرجل الذي ينتظره المجوس، واليهود، والنصارى، والمسلمون، ونحن نمثل مثالته بكلام عقلي، وهو إنا نقول إن البشر هم صفوة الحيوانات.
وإن الأئمة الذين اختارهم الله من خلقه هم صفوة البشر، وإن الأوصياء الذين هم مستودعو علم الأنبياء عليهم السلام هم صفوة الأئمة، وإن الأنبياء هم صفوة الأوصياء، وإن هذا المشار إليه لفصل القضاء هو صفوة الأنبياء، وأكمل موجود من الله عز وجل على سطح هذا الغبراء، والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، وهذا الكلام يعطينا العلم بان الأرض قبضة في يوم معلوم.
ولو كان الأمر على ما يقوله المفسرون بطل هذا التخصيص، لأنهم لا ينكرون أن الأرض قبضة في كل وقت من دون تخصيص وقت معلوم، والقبضة تجمع اثني عشر عقداً، والإبهام خارجة عن القبضة. ومعنى ذلك أن الأرض الجسمانية والنفسانية مقسمة بين اثنتي عشرة من حججه وعماله، والسماوات مطويات بيمينه، وغير معلوم كيف تطوى السماوات، إلا أنهم يحملون ذلك على القدرة التي لا قبل لهم سنده تستندون إليه غير هذا اللفظ.
إن المعنى في ذلك سماوات الحكمة، ومهابط الرحمة، التي هي مراتب الأنبياء، فهي مجموعة بيمينه، ويمينه، بابه المتخصص به، وهو صفوة أصحاب اليمين.
قال النبي صلى الله عليه وسلم Sadلله يدان وكلتا يديه يمين).
ثم قال عز وجل:{سبحانه وتعالى عما يشركون} أي منزه عما يظنه الظانون من كل ملة أن يكون قيامه من ملته، فإنما قيامه من دور النبي صلى الله عليه وسلم ومن ملته، ومحله منه محل النبي صلى الله عليه وسلم حين قال إبراهيم عليه السلام: {واجعل لي لسان صدق في الآخرين}.
نفعكم الله بسماع الحكمة، وعصمكم فيها بأقوى العصمة، والحمد لله ولي النعمة، وهادي الأئمة بالأئمة من آل بيت نبي الرحمة، وصلى الله على أعظم برهاناً وأعلاهم شأناً، محمد الذي نزل به عليه الكتاب تفصيلاً لكل شيء وتبياناً، وعلى وصيه سيف التنزيل ولسان التأويل، علي ابن أبي طالب ابن عم الرسول، وعلى الأئمة من ذريته الذين شد الله بهم عضد الدين، وأنهج بهدايتهم سبل الهدى للمهتدين، وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 10:03 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس الثامن والأربعون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مبدع البسيط والمركب، المنزه عن البسيط والمركب الذي إذا رام العقل تحقيق معرفته أصبح مقطوع السبب، خابطاً في بهيم الغيهب، وصلى الله على رسوله شهاب الشهب، المبشر بمبعثه في الزبر والكتب، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، وعلى وصيه وصنوه سيد العرب، علي ابن أبي طالب مستملك معالي الرتب، وهزام العسكر اللجب، وعلى الأئمة من ذريته الأشراف الحسب والنسب، المستضامين من أبي لهب،{ وَامْرَأتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}.
معشر المؤمنين..هداكم الله لدينه الخالص ، وهذبكم فيه من النقائض.
اسبغوا الوضوء في هذه السبرات، واسترحموا بفيض العبرات راحم العبرات ،عسى ربكم أن يرحمكم، فيكشف عنكم غاشية الإمتحان، ويحضكم من عضة نواجذ الزمان، في أقرب الزمان.
سأل سائل عن تأويل قوله سبحانه:{ وَنُفِخَ في الصور فَصَعِقَ مَن في السماواتِ ومَن في الأرضِ إلا من يشاء اللهُ ثم نَفَخَ فيه أخرى فإذاهمْ قيامٌ ينظرُون}.. فصدر الجواب عنه بما نقرأه عليكم.
ونسوق فائدته إليكم قوله تعالى:{ ونُفِخَ في الصور فَصَعِقَ مَن في السماواتِ ومَن في الأرضِ إلا من شاءَ اللهُ ثم نَفَخَ فيه أخرى فإذا همْ قيامٌ ينظرُون}.
قيل في التفسير إن الصور قرن عليه بعدد الآدميين ثقب، وإن إسرافيل ينفخ فيه نفخة فيموت الخلائق كلهم،{ إلا من شاء الله} قالوا، وهم جبريل و ميكائيل، وطائفة من الملائكة، { ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون}.
وهذه أمثال تعلق الناس فيها بطينتها، وغفلوا عن معانيها، كمن تقتصر من الكلام على استيفاء حروف الهجاء، ويعرض عن المعنى الذي هو قصد القاصد.
فأما قولهم : إن الصور قرن.. فقد خفي عنهم أنه مثل على محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو قرين القيامة، كما قال عليه السلام وجمع بين إصبعيه المسبحتين، من يده اليمنى واليسرى بعثت أنا والساعة كهاتين.
وأما النفخ فيه، فهو إمداد بالوحي من ربه، كما قال تعالى:{ وكذالك أوحينا إليك روحاً من أمرنا}.
وأما الثقب التي هي بعدد الآدميين، فهو أنه بعث إلى كافة الناس كما قال الله تعالى: { وما أرسلناكَ إلا كافةً للناس بشيراً ونذيراً}.
وقوله تعالى:{ فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله} هو أن يخرج الأرواح من الأجساد، عنى به أن ظاهر ما أتى به الرسول من الرموز والإرشادات التي لا تلائم العقول أمات النفوس في ارتباطها بالتقليد المحض، والألفاظ العارية من البرهان.
وقوله جل جلاله:{ إلا من شاء الله} يعني إلا من تمسك بالوصي عليه السلام الذي هو فاتح مغاليق الشريعة بالحجج العقلية، والبراهين الآفاقية والأنفسية.
وقوله جل جلاله:{ ثم نفخ فيه أخرى}، وذلك مثل على قيام صاحب القيامة عليه السلام الذي نحوه توجهت إشارات الأنبياء عليهم السلام، وإليه دعوا، فيكشف عن الحقائق كلها، ويقوم بيان جميعها{ فإذا هم قيام ينظرون}.. ويقوم الأنفس من غفلتها، وتنفتح الأعين للقاء العجائب.
وقال حينئذ:{ وأشرقتِ الأرضُ بنور ربها} يقال أنه لا يبقى يومئذ نور للشمس ولا للقمر ولا للكواكب، وإن الأنوار تستغرق في نور الرب المعنى فيه أن قوته تستغرق قوى الأنبياء والأوصياء والأئمة، ويعلوها جميعها، فهذه جملة من القضية والله أعلم.
جعلكم الله من أهل الاستبصار والتابعين لمن أخلصهم بخالصة ذكر الدار، والحمد لله الذي سما عن مسمى الأفكار، وإدراك البصائر فضلاً عن الأبصار، وصلى الله على المصطفى محمد المختار، وعلى وصيه صاحب المشهور بذي الفقار، قاطع الأغمار والخائض دماء الفجار، وعلى الأخيار من ذريته الأبرار أعراف الله بين الجنة والنار، وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 10:04 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس التاسع والأربعون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العلي، النزيه المنزه عن الضد والتشبيه، المتعالي عن التعطيل والتشبيه، {جامعُ الناسِ ليومٍ لا ريبَ فيه }، وصلى الله على رسوله الجاري ماء الحياة من فلق فيه، الفائز من استجاب لدعوته إذا دعاه لما يحييه، محمد نبيه النبيه ووجه دينه الوجيه، وعلى وصيه وصنوه وأبي بنيه، علي ابن أبي طالب شفيع وليه، يوم يفر من أخيه وأمه وأبيه، وعلى الأئمة الطاهرين ذويه، الذين من والاهم فالله يواليه، ومن عاداهم فالله يعاديه.
معشر المؤمنين.. جعلكم الله ممن سعد في معاده لمساعيه، كما أنقذكم في دينكم من الخبط في ظلمات التيه.
قد عمل بعض دعاتنا رسالة في الرد على منتحل، أن النفوس الجزئية تعود إلى كلها طبعاً، كما يعود أجزاء الجسم إلى كلياتها طبعاً، وأن النفوس أشف وألطف من أن يكون للنار سلطان، وفي ذلك القصد لتعطيل العقاب.
وكون المحسنين والمسيئين يجتمعون في دار واحد لا يكون بينهم تفاوت، ونحن نورد عليكم ونسوق فائدتها إليكم بعون الله وحسن توفيقه، قال:
بسم الله الرحمن الرحيم
نفتتح بحمد لله الذي هو أول ما فدم وافتتح الكلام وختم، والصلاة على من ابتعثه للعالمين رحمة، وأتم به على الخلق نعمة، وجعلهم لأرواحهم من النار عصمة، محمد وآله النجوم المهتدي بها في ظلمات البر والبحر، والسفن المنجية من غرق الضلال والكفر، وعلى بقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة شجرة النداء، ووارث آل العباد، وعلى آبائه الطاهرين، وأبنائه النجباء.
أما بعد.. فقد انتهى إلينا قوم قدر على قلوبهم الشيطان ويمكن من نفوسهم الكفر والطغيان، إن النفوس راجعة إلى مركزها طبعاً رجوع الأجسام إلى أصولها، وانقطاع أجزائها إلى عناصرها ناراً وهواءًًً، وتراباً، وماءً، وإن الطباع لا يفي لمسها بعذاب، ولا تقدر على عقاب لكونها أشف منها وأشرف و أبسط وألطف، فتعاظمنا هذه المقابلة الفظيعة والعقيدة الشنيعة التي تؤدي إلى تكذيب الله سبحانه في وعيده، وتبطيل معالم توحيده، وتقتضي بالرد على أنبيائه وحدوده، فنقول في الجواب وبالله نستعين، وعليه نتوكل:
إن الذي يقول هذا القول لا يخلو من إحدى خليتين إما أن يكون نافياً للصانع الحكيم، أو مثبتاً، فإن كان نافياً كان الكلام معه في الثواب والعقاب اللذين هما فروع على ثبوت الصانع فضلاً، وإن كان مثبتاً للصانع فأي فائدة وحكمة في بعث الرسل والأنبياء وترتيب الأولياء والحدود، إن كانت النفوس كلها بزعمه بأصولها لاحقة، والصالحة والطالحة فيها متساوية.
فأي حكمة في أنه يؤلف بين نفوس الأنبياء الأخيار، والأئمة الأطهار، وبين نفوس قاتليهم من الكفار الباغين في الأرض الأشرار ويجمع بينهم في دار القرار، ذلك السخف البين والجهل المتعين تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً، فهذا باب لا يكاد يدفعه ذو حاسة صحيحة وفطنة سليمة، نعوذ بالله من قوم قلوبهم في أكنة مما يدعوهم إليه ولي الله عز وجل، وفي آذانهم وقر، ومن بينهم وبينه حجاب.
ثم أنه لو كان وجود آثار النفس الناطقة، وانقداحها من الهيكل الإنساني كوجود جسمه، سواء في الولادة والوجود، طبعاً لكان يقع الاستدلال من ذلك أن رجوع الأنفس إلى عالمها يكون كمثله طبعاً.
فلما رأينا وجود آثار النفس الناطقة من المولود مضاداً لوجود جسمه، من حيث أن الجسم يصير من حد القوة إلى الفعل ضرورة انتقالاً من حالة إلى حالة، حتى توضع في مركز الأرض مولوداً، وليست النفس الناطقة تقضي من قبل ذاتها من حد القوة إلى الفعل إلا بوجود من يستخلصها منها، ويتدرج بها إلى غايتها.
ومثال ذلك أن المولود الذي هو مهيأ للنطق من صنع الله سبحانه بكمال آلاته، وسلامة أدواته، إلا أنه لم يصادف من يخرج المعنى الذي هو فيه بالقوة إلى الفعل شيئاً بعد شيء، لم يتكلم من تلقاء نفسه قط، بل تبطل عليه آلاته أيضاً استدلالنا من ذلك على أن نفوس البشر مهيأة لقبول ما يلقيه إليها الأنبياء والأولياء عليهم السلام، من آثار التأييد وأنواره المقتبسة من العالم الروحاني، كما كانت في حالة الطفولة متهيأة لقبول آثار النطق، وعلى أن الأولياء عليهم السلام يحلون منها محل الآباء والأمهات من الجسم، لكون الآباء والأمهات بالإضافة إلى مواليدها في درجة الكمال، وهم في حيز الضعف والنقصان .
وكون الحدود عليهم السلام من حيث كمال المعرفة والإتحاد بالتأييد في حد الكمال، وهم في درجة الضعف والنقصان، وكان كون تعطيل الآباء والأمهات للمواليد في استجرار النطق منها مؤذياً بتعطيلهم، وفساد آلاتهم موجباً أن تعطيل الحدود، الذين هم للنفوس بمنزلة الآباء والأمهات للأجسام، التي لا صور لها من اكتساب الفضيلة بالصور العلمية مؤذن بسقوطها عن دار الثواب.
وإذا كان هذا هكذا فلا وجود في دار ثواب الله تعالى لنفس لم تتصور بعلوم التوحيد والمعاد، ولم تنتقش بنقوش الملكوتية من قوة أولياء الله، كما لا وجود لنطق من ناطق لم يستخلص منه بالترتيب والتدريج، وكما لا وجود لصورة جسمية لم تتألف من تأثيرات عالم الجسم، فهذا فصل كافٍ في الرد على قوله أن النفوس راجعة إلى عالمها طبعاً.
وسنورد عليكم ما بقي فيما يلي هذا المجلس بمشيئة الله وعونه.
جعلكم الله ممن عصمه من شبهات أهل الشبه، وصانه في دينه من العمى والعمه، والحمد لله موضح قصد السبيل بالأئمة من آل الرسول، وصلى الله على سراج العقول، محمد الجامع بين الشرع والمعقول، وعلى وصيه ذي المجد الأصيل، علي ابن أبي طالب كفو البتول، وصنو الرسول، وعلى الأئمة من ذريته أعلام التنزيل والتأويل، وللناشئين في حجر التشبيه والتهليل، وسلم تسليما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 10:04 am

حسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس الخمسون
من المائة الخامسة من المجالس المؤيدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ألمان على أنبيائه بالوحي والتأييد، المنطق بهم لسان التوحيد، الهادي بإرشادهم إلى معالم التحميد والتمجيد، وصلى الله على نبيه المصطفى النبيه محمد وجه دينه الوجيه، وعلى علي ابن أبي طالب ابن عمه وأخيه وسيف نقمته على معاندته، وعلى الأئمة الأخيار بنيه المنقذين من التلبيس والتمويه، والمخرجين لأوليائهم إلى النور من ظلمات التيه.
معشر المؤمنين.. جعلكم الله من الموفين بعهده، القائمين بحق دينه وحده.
قد سمعتم ما قرأ عليكم من الرسالة ما في شفاء لما في الصدور، وما هو مميع يؤدي السالك فيه من الظلمات إلى النور، ووعدتم بسوق ما بقي ما بقي إليكم، وإفاضة الفائدة عليكم.
فنقول.. قال العالم: وأما ما زعم أن النفوس أشف وألطف من الطبائع، فلا تكاد الطبائع تقدر على شيء من معاقبتها، فنقول في الجواب وبالله التوفيق.
إن نفوس البشر تحل منهم محل النطفة التي في قوتها أن تكسب صورة جسمية مناسبة لها، إلا أنها متصورة للحال.
وكمثل ذلك النفوس في قوتها أن تقبل صورة مناسبة لجوهرها تقوم لملابسة دار المعاد والكون في الملأ الأعلى، إلا أنها في العاجل عاطلة من الصور، وهي متشوقة لورودها عليها ومستعدة لقبولها، فإن ورد عليها من تلك ما يلائم جوهرها الروحاني من العلوم الملكوتية الجارية على ألسن أولياء الله عليهم السلام، التي اكتسبوها من مركز العقول وعالم القدس فقد سعدت، ونجت وفازت فوزاً، ورجعت إلى ربها آمنة مطمئنة.
وإن ورد عليها ما ينافي جوهرها مما يكون وجوده في دار الطبيعة وعالم الجسم من ذكر الأكل والشرب والنكاح، وما يجري هذا المجرى مما يحرص عليه ذوو العقول السخيفة من الطباع البهيمة، صار ذلك صورة لها، فعند المفارقة يكون الذات إلى ما يلائمها من الملأ الأعلى والصورة إلى ما يجانسهما من دار الدنيا، وكلاهما عن موقع نظره ممنوع ، وعن مركزها مدفوع.
وفيما بين المركزين الروحاني والجسماني محصور مأسور، وإلى أشد العذاب بالصورة الحسية المكتسبة مردودة لا مخلص لأحدهما من الآخر أبد الدهور، إذ كانت الذات التي هي الجوهر الروحاني تحفظ على الصورة الحسية المكتسبة وجودها، فيكون البقاء أكبر وبالاً عليها، نعوذ بالله الشقوة، ونسأله أن يجعلنا من الحافظين لحدوده الذين من تعداهم فقد ظلم نفسه.
ومما يؤيد قولنا: إن النفوس الصالحة والطالحة لا تأتلف في دار واحدة، قول الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: ( والله لا يجمع من عادانا ومن تولانا فيدار واحدة).
ثم ما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في شريعته من منع المشركين عن مقاربة المساجد التي هي بيوت الطهارة ومقر العبادة.
وقوله عليه السلام: ( لتمنعن مساجدكم يهودكم، ونصاراكم وصابئكم، ليمسخنكم الله قردة وخنازير ركعاً وسجداً).
وقوله تعالى: { إنه لقرآن كريم* في كتابٍ مكنون* لا يَمسه إلا المُطهرُون }، وقوله تعالى في صفة أهل الجنة: {لهم دار السلام عند ربهم}.
قال المفسرون: {السلام} هو السلامة من جميع الأعلال والأمراض، فما هناك عيب، ولا نقصان، ولا شيب، ولا هرم، ثم أجرى السنة في القرآن، بأن لا يقرب إلا بالسليم الصحيح، الذي لا عيب فيه، وسنة الدعوة الهادية في منع من لا يستحق عنها، فهذا الترتيب كله الغرض فيه الإبانة عن دار المعارف، والدلالة على أنها عالم الطهارة.
جعلكم الله ممن هذب أقواله وأفعاله، وأسعد منقلبه ومآله، والحمد لله منزل الذكر الحكيم، والهادي إلى صراط المستقيم، برسوله المستخلص من ذريته إسماعيل ابن إبراهيم، وصلى الله على المصطفى خير الأنام، وأشرف من دعى إلى دار السلام، وعلى وصيه ناصر تنزيله وصاحب تأويله، وعلى الأئمة من ذريته أهل الشرف والكرامة، الباقية كلمة الإمامة في عقبه إلى يوم القيامة، وسلم تسليما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه    3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه  - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 10:04 am

يتبع بعونه تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
3-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» 1-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه
» 2-مما تركه أمانة لدي الأستاذ الكبيرهشام الحرك رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه
» الأستاذ هشام الحرك( يانار كوني بردا وسلاما على الاسماعيليين)
» كشف جزء كبير من تاريخ الحشاشين أثناء ترميم قلعة مصياف
» سؤال وجواب /7/ . في الحكم الغيابي بدعوى سند أمانة .

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الباحث الإسماعيلي :: تاريخ الدعوة الإسماعيلية-
انتقل الى: