مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: عن الإمام علي زين العابدين عليه السلام الأحد يونيو 06, 2010 5:59 am | |
| [b]هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، اشتهر بزين العابدين والسجّاد وذو الثفنات وزين الصالحين ومنار القانتين. و هو واحد من أهل البيت وابن الحسين (ع) سيد شباب أهل الجنة وله من الفضل والعلم ما لا ينكره أحد. وهو الابن الذكر الذي بقي من أولاد الحسين (ع)، فقد قتل أخويه علي الأكبر وعبدالله الرضيع في الحملة الفاجرة التي شنها عمال يزيد بن معاوية على الحسين ابن الطاهرة فاطمة الزهراء (ع). بروزه : برز على الصعيد العلمي والديني، إماماً في الدين ومناراً في العلم، ومرجعاً ومثلاً أعلى في الورع والعبادة والتقوى حتى سلّم المسلمون جميعاً في عصره بأنّه أفقه أهل زمانه وأورعهم وأتقاهم... فقال الزهري، وهو من معاصريه : « ما رأيتُ قرشياً أفضل منه »، وقال سعيد بن المسيّب وهو من معاصريه أيضاً : « ما رأيت قط أفضل من علي بن الحسين »، وقال الإمام مالك : « سمي زين العابدين لكثرة عبادته »، وقال سفيان بن عيينة « ما رأيت هاشمياً أفضل من زين العابدين ولا أفقه منه »، وعدّه الشافعي أنّه : « أفقه أهل المدينة ». روي عن الصحابي جابر بن عبد الله الانصاري أنّه قال: كنت جالساً عند رسول الله(صلى الله عليه وآله) والحسين في حجره وهو يلاعبه فقال(صلى الله عليه وآله): «يا جابر، يولد له مولود اسمه عليّ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم (سيّد العابدين) فيقوم ولده، ثم يولد له ولد اسمه محمّد، فإن أنت أدركته يا جابر فاقرأه منّي السلام» (رواه ابن كثير في البداية والنهاية جزء 9). أخلاقه و صفاته: وصف الفرزدق الشاعر الإمام زين العابدين عليه السلام بأنه أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة. و كان بين عينيه أثر السجود ولذا لقّب بالسجّاد. وقال عنه ابنه محمّد الباقر عليه السلام: "كان أبي علي بن الحسين عليه السلام إذا انقضى الشتاء يتصدق بكسوته على الفقراء وإذا انقضى الصيف يتصدّق بها أيضا " إذا وقف للصلاة كان يلبس أفخر الثياب و اغتسل و تطيّب . اشتهر الإمام زين العابدين بكثرة دعائه و بكائه. يقول طاووس اليماني وكان رجلا من أصحابه: رأيت رجلا يصلّي في المسجد الحرام تحت الميزاب يدعو ويبكي في دعائه فجئته حين فرغ من صلاته فإذا هو زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السلام فقلت له: يا ابن رسول الله تبكي وأنت ابن رسول الله فقال: " أما أني ابن رسول الله فلا يأمنّني من عذاب الله وقد قال الله: "فلا أنساب بينهم يومئذ" لقد خلق الله الجنّة لمن أطاعه وأحسن ولو كان عبدا حبشيّا وخلق النار لمن عصاه وأساء ولو كان سيّدا قرشيّا". حجّ إلى بيت الله تعالى ماشيّا عشرين مرة و كان يوصي أصحابه بأداء الأمانة ويقول: "فوالذي بعث محمّد بالحق لو أن قاتل أبي الحسين ائتمنني على السيف الذي قتله به لأديّته إليه". وكان يوصيهم أيضا بقضاء حوائج المحتاجين ويقول: "إن لله عبادا يسعون في قضاء حوائج الناس هم الآمنون يوم القيامة ومن أدخل على مؤمن سرورا فرّح الله قلبه يوم القيامة". كان الإمام يخرج في منتصف الليل ويحمل معه الأموال والطعام ويجوب المدينة فيوزّع على فقرائها ما يحمله وهم لا يعرفونه. وكان يعول أكثر من مائة أسرة. وعندما استشهد افتقدوا ذلك الرجل فعرفوا أنّه الإمام عليه السلام. أمه: وأم علي زين العابدين هي :شاه زنان وقيل شهربانويه وهي ابنة يزدجر بن شهريار. كانت من سبايا الفرس، من أولاد كسرى، وقد ذكر الزمخشري في كتابه ربيع الأبرار: (إن يزدجرد كان له ثلاث بنات سُبين في زمن عمر بن الخطاب، فكانت إحداهن لعبد الله بن عمر فأولدها سالماً، والأخرى لمحمد بن أبي بكر الصديق، فأولدها القاسم، والأخرى للحسين بن علي فأولدها علياً زين العابدين(ع) ). وإن الثلاثة كانوا من العلماء الأجلاء ذوي الفضل في العلم والتقى. زوجته : أما زوجته فهي أم عبد الله فاطمة بنت الإمام الحسن السبط بن علي عليها السلام وله منها محمد الباقر عليه السلام وعبدالله الباهر. وله أخرى معركة ألطف : كربلاء: رافق زين العابدين أباه الحسين عليه السلام في رحلته من المدينة إلى مكة ومن مكة إلى كربلاء حيث وقعت المذبحة وكان وقتها مريضا وقد أنهكته العلة. وبالرغم من ذلك فقد نهض من فراشه ليشترك في القتال بعد أن رأى والده وحيدا. ولكن الحسين عليه السلام قال لأخته زينب: "احبسيه لئلا ينقطع نسل آل محمد" وكان مرضه في تلك الأيام لطفا من الله ليبقى ويفضح جرائم يزيد. الأَسْـر: هجم جنود ابن زياد على الخيام بعد أن قتلوا سيّدنا الحسين عليه السلام وأرادوا أن يقتلوا زين العابدين عليه السلام وكان عمره حينذاك 23 سنة. ولكن عمّته زينب اعترضتهم بشجاعة وقالت: "إذا أردتم قتله فاقتلوني قبله" فقيّدوا يديه وأُخذ مع بقيّة الأسرى إلى الكوفة. كان موقف زينب وزين العابدين عليه السلام وبقيّة الأسرى شجاعا للغاية وكانوا ينددون بجرائم يزيد وعبيد الله بن زياد ومواقف أهل الكوفة المخزية. وعندما وصل موكب الأسرى الكوفة و تجمّع أهلها حولهم كان زين العابدين عليه السلام مقيّدا بالسلاسل والدماء تجري من رقبته فأشار على الناس بالسكوت ثمّ خطب قائلا: "أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أنا ابن من انتهكت حرمته وسلبت نعمته وانتهب ماله وسبي عياله أنا ابن المذبوح بشطّ الفرات أنا ابن من قتل صبرا وكفى بذلك فخراً. أيها الناس ناشدتكم الله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه فتبّاً لكم لما قدّمتم لأنفسكم. بأيّة عين تنظرون إلى رسول الله؟ إذ يقول لكم: قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي". في قصر الإمارة: أمر عبيد الله بن زياد بإحضار الأسرى وكان يتوقّع أن يرى آثار الذلة على وجوههم. وفوجئ بنظرات كلها استصغار واحتقار رغم منظر الجلاّدين حولهم التفت ابن زياد إلى الإمام زين العابدين عليه السلام وقال: ما اسمك؟ أجاب الإمام: "أنا عليّ بن الحسين". فقال ابن زياد بخبث: أولم يقتل الله عليّا؟ قال الإمام بثبات: "كان لي أخ أكبر منّي يسمّى عليّا قتله الناس" قال ابن زياد بغضب: بل الله قتله. قال الإمام بدون اكتراث: "الله يتوفّى الأنفس حين موتها وما كان لنفس أن تموت إلا بأذن الله". فاستشاط ابن زياد غضبا وأمر بقتل الإمام. وهنا تدخّلت عمّته زينب وقالت: "حسبك يابن زياد من دمائنا ما سفكت وهل أبقيت أحدا؟ فان أردت قتله فاقتلني معه". وقال السجّاد بشجاعة: "أما علمت بأن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة ". فتراجع ابن زياد وأصدر أمره بترحيل الأسرى إلى الشام. إلى الشـام: وصل الأسرى إلى الشام في حال يرثى لها وكان زين العابدين عليه السلام مازال مقيّدا بالسلاسل. وعندما وصل الأسرى دمشق تقدّم شيخ إلى الإمام زين العابدين وقال له : الحمد لله الذي أهلككم وأمكن الأمير منكم. أدرك الإمام أن هذا الرجل يجهل الحقيقة فقال له بهدوء: "يا شيخ أقرأت القرآن؟" قال الشيخ: بلى. قال الإمام: "أقرأت قوله تعالى: "قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى" وقوله تعالى: "وآت ذا القربى حقّه" وقوله تعالى: "واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى". فقال الشيخ: نعم قرأت ذلك. فقال الإمام: "نحن والله القربى في هذه الآيات". ثم قال الإمام: "أقرأت قوله تعالى: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا". قال الشيخ: نعم. فقال الإمام: "نحن أهل البيت يا شيخ". قال الشيخ مدهوشاً : بالله عليك أنتم أهل البيت. فقال الإمام: "نعم وحق جدّنا رسول الله نحن هم من غير شك". هنا ألقى الشيخ بنفسه على الإمام يقبّله وهو يقول: أبرأ إلى الله ممّن قتلكم. وعندما وصل الخبر إلى يزيد أمر بإعدام الشيخ. الإمام و يزيد: أمر يزيد بإدخال الأسرى مربوطين بالحبال وكان منظرهم مؤلما. قال زين العابدين عليه السلام: "ما ظنّك يا يزيد برسول الله وأنا على مثل هذه الحالة". فبكى الحاضرون. وصعد أحد الجلاوزة على المنبر بأمر يزيد وراح يسبّ عليا والحسن والحسين عليهم السلام ويثني على يزيد. فالتفت الإمام وخاطبه غاضبا: "ويلك أيها المتكلّم لقد اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوّأ مقعدك من النار". ثم التفت إلى يزيد وقال: "أتسمح لي أن أصعد هذه الأعواد وأتكلّم بكلمات فيها لله رضا و لهؤلاء الجلوس أجرا وثواب؟". رفض يزيد وقال: إذا صعد المنبر لا ينزل إلا بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان. وبعد إلحاح الناس وافق يزيد. فصعد الإمام المنبر وبعد أن حمد الله وأثنى عليه قال: "أيها الناس أعطينا ستا و فضّلنا بسبع : أعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبّة في قلوب المؤمنين وفضّلنا بأن منّا النبيّ المختار ومنّا الصدّيق ومنّا الطيّار ومنّا أسد الله وأسد رسوله ومنّا سيّدة النساء ومنّا سبطا هذه الأمة . أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي أنا ابن مكة ومنى أنا ابن زمزم والصفا أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى أنا ابن من بلغ به جبرائيل إلى سدرة المنتهى أنا ابن من دنى فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى أنا ابن محمد المصطفى أنا ابن علي المرتضى". وراح الإمام يستعرض نسبه الطاهر حتى وصل إلى وصف تفاصيل مذبحة كربلاء. وفوجئ الناس بحقيقة ما يجري و ضجّ الناس بالبكاء. خاف يزيد أن تنقلب الأمور عليه فأشار إلى المؤذّن ليرفع الأذان ويقطع خطاب الإمام. هتف المؤذّن: "أشهد أن لا اله إلا الله". فقال الإمام بخشوع: "شهد بها لحمي ودمي". وعندما قال المؤذّن: "أشهد أن محمد رسول الله". التفت الإمام إلى يزيد وخاطبه قائلا: "محمد هذا جدّي أم جدّك؟ فان زعمت أنه جدّك فقد كذبت وإن قلت أنه جدّي فلم قتلت ذرّيته؟". وقد أثار الخطاب ثم الحوار الذي دار بين الإمام ويزيد رد فعل في أوساط الناس وغادر بعضهم المسجد احتجاجا على سياسة يزيد. خاف يزيد انقلاب الأوضاع في الشام فأمر بإعادة الأسرى إلى المدينة المنوّرة. انصرافه الى العلم : وقد كان علي بن الحسين (ع) دائم الحزن شديد البكاء، لأنه عاش بعد أن قُتل الأحبة من قومه وآله، وقد قيل له في ذلك فقال (ع): (إن يعقوب عليه السلام بكى حتى ابيضت عيناه على يوسف، ولم يعلم أنه مات، وإني رأيت بضعة عشر من أهل بيتي يذبحون في غداة يوم واحد، أفترون حزنهم يذهب من قلبي؟ وإن الحسرات التي أصابت نفسه عقب مقتل أسرته ترتب عليها ثلاثة أمور، كل واحد منها كان فيه خير وفير. أولهاـ أنه لم تنزع نفسه إلى الاشتغال بالسياسة، لأنه رأى ما ترتب على ذلك في أسرته، بيد أنه مع ذلك لم يقر ظالماً في ظلمه، وما كان يرضى عن حق يهدر، ولكنه شغل نفسه بإسداء الخير، ودرس الدين، ، قال (ع) : (التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالنابذ كتاب الله تعالى وراء ظهره، إلا أن يتقى منهم تقاة، وقد قيل له: (وما التقاة) قال: (يخاف جباراً عنيداً أن يستطيل عليه أو أن يطغى). وثانيهاـ أنه انصرف إلى العلم والدراسة والفحص، لأنه وجد في ذلك غذاء قلبه وسلوان نفسه، وصرفاً لها عن الهم الدائم، والألم الواصب المستمر، ولذلك طلب الحديث، واتجه إليه، وطلب الصالحين، وأخذ عنهم وقد كان يطلب العلم من كل شخص سواء أكان رفيعاً في أعين الناس أم كان غير رفيع مادام عنده علم ينتفع به، وقد روى أنه كان إذا دخل المسجد تخطى الناس حتى يجلس في حلقة زيد بن أسلم، فقال نافع بن جبير بن مطعم القرشي عاتباً: (غفر الله لك، أنت سيد الناس تأتي تتخطى خلق الله وأهل العلم وقريش، حتى تجلس مع هذا العبد الأسود، فقال له علي بن الحسين: إنما يجلس الرجل حيث ينتفع، وإن العلم يطلب حيث كان). الأمر الثالث: أنه من وسط صخرة من الأحزان والآلام نبعت الرحمة، ففاض قلبه بها، فكان رحيماً بالناس، كثير الجواد والسخاء، فما علم أن على أحد ديناً، وله به مودة إلا أدى عنه دينه، ودخل على محمد بن أسامة بن زيد بن حارثة يعوده، فوجده يبكي، فقال ما يبكيك، فقال عليّ دين، فقال وكم هو؟ قال: خمسة عشر ألف دينار، فقال زين العابدين (ع) هي عليّ. وقد قال محمد بن اسحق: (كان ناس بالمدينة يعيشون لا يدرون من أين يعيشون ومن يعطيهم، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك، فعرفوا أنه هو الذي كان يأتيهم بالليل بما يأتيهم به، ولما مات وجدوا في ظهره وأكتافه أثر حمل الجراب إلى بيوت الأرامل والمساكين). ولقد كانت صدقاته كلها ليلاً، وكان يقول (ع): (صدقة الليل تطفئ غضب الرب، وتنير القلب والقبر، وتكشف عن العبد ظلمة يوم القيامة). ولم تكن رحمة زين العابدين بالناس وبالمتصلين عطاء يعطى، بل كانت مع ذلك سماحة وعفواً، يعفو عن القريب وعن البعيد، وعمن ظلمه وأساء إليه، نال منه ابن عمه حسن بن حسن وهو ساكت، فلما كان الليل ذهب إلى منزل ابن عمه، وقال له: يا ابن العم إن كنت صادقاً يغفر الله لي، وإن كنت كاذباً يغفر الله لك، والسلام عليك، ثم رجع، فلحق به ابن عمه فصالحه. وتروى الأعاجيب عن رحمته وسماحته، ومنها أن جارية كانت تحمل الإبريق وتسكب منه الماء ليتوضاً، فوقع على وجهه وشجه، فرفع رأسه إليها لائماً، فقالت الجارية له: إن الله تعالى يقول (والكاظمين الغيظ)، فقال: قد كظمت غيظي، فقالت: (والعافين عن الناس)، فقال: عفا الله عنك، فقالت: (والله يحب المحسنين)، قال: أنت حرة لوجه الله تعالى. وقد كان (ع) عنه لا يساير الذين يذمون الأئمة الراشدين ولم يعلم عنه أنه قال في أبي بكر وعمر وعثمان إلا خيراً، وكان يعتبر ذم أولئك الأئمة غير سائغا، بل يعتبره عاراً، ولذا روى عنه أنه قال لبعض المغالين من محبيه: (أيها الناس أحبونا حب الإسلام، فما برح حبكم حتى صار علينا عاراً، وحتى بغضتمونا إلى الناس) فهو في هذا الكلام القيم يدعو الذين يغالون في المحبة إلى أن تكون محبتهم في دائرة الإسلام وآدابه. ويروى أنه جلس إلى قوم من أهل العراق، فذكروا أبا بكر وعمر فنالوا منهما، ثم ابتدءوا في عثمان، فقال لهم عليه السلام: أخبرونا أأنتم من المهاجرين الأولين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله؟ قالوا: لا. قال: أفأنتم من الذين (تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم). قالوا: لا. فقال لهم: أما أنتم فقد أقررتم على أنفسكم وشهدتم على أنفسكم أنكم لستم من هؤلاء ولا من هؤلاء وأنا أشهد أنكم لستم من الفرقة الثالثة الذين قال الله فيهم: (والذين جاءوا من بعدهم يقولوا ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا) فقوموا عني لا بارك الله فيكم، ولا قرب دوركم، أنتم مستهزئون بالإسلام، ولستم من أهله) . ولم تكن محبته لجده علي (ع) فيها مغالاة، ولم تدفعه إلى أن ينحله من الأحوال ما لم يثبت من الدين عنده. ولقد ادعى بعض المغالين في عهده أن علياً (ع) سيرجع، فسئل في ذلك علي زين العابدين، قال له قائل: (متى يبعث علي؟ فقال رضي الله عنه: (يبعث والله يوم القيامة وتهمه نفسه). بهذه الخلال السمحة الكريمة، وبهذا الاعتدال في التفكير والرأي وبهذه التقوى التي لا تعرف سوى الله تعالى، اشتهر علي زين العابدين فأجلّه الناس وأحبوه، حتى إنه كان إذا سار في مزدحم أفسح الناس له الطريق. في ظل الدوحة الكريمة نشأ وترعرع وتربى، وإنه يلاحظ في وسطه الذي نشأ فيه ثلاثة أمور كلها يؤدي إلى أعظم تهذيب، وأكمل خلق، وأعلى المكارم. أول هذه الأمورـ هو ذلك الشرف النسبي الذي لا يعلو إليه نسب في العرب أو غير العرب، فهو عترة النبي صلى الله عليه وسلم ويجري في عروقه دم النبي صلى الله عليه وسلم الطاهر، وإن ذلك النسب يعلو به عن سفساف الأمور، ويتجه بهم إلى معاليها وعظمائها. وثانيهاًـ أنه وآل بيته أصيبوا بشدائد ومحن لا تتفق مع ما يستحقونه من تكريم، فكانت تلك المحن سبباً في أن يتطامنوا للناس من غير ذلة، وأن يعطفوا، وأن يكونوا رحماء بهم، وإن أعاظم الرجال دائماً يلتقي فيهم شرف النسب وعزته، مع صقل المحن وتجاربها، وقد رأيت كيف دفعت الملمات علياً زين العابدين إلى ما كان فيه من رحمة ورفق بالناس، وقد رأى ولديه محمد الباقر و زيد الشهيد هذه المكارم وذلك السمو الروحي وتربيا عليها . الأمر الثالث ـ اتجاه الأسرة إلى العلم، فإن المحن وويلاتها جعلتهم يتجهون إلى أمر يكون فيه سلوان لهم عما هم فيه، فلم يجدوا إلا العلم ملاذاً يلوذون به، ولقد جربوا السياسة فلم يجدوها إلا عوجاء لا تستقيم، فاتجهوا إلى العلم يستفرغون فيه كل قواهم، وهم حفدة علي (ع)، وعترة النبي صلى الله عليه واله وسلم صاحب الرسالة الإلهية. فإن اتجهوا إلى العلم، فقد اتجهوا إلى المعين الذي جرى إليهم من أسلافهم، وهم بيت النبوة وبيت العلم معاً، وذلك لا نجد غرابة إذا وجدنا العلماء البارزين والأئمة المجتهدين في ذلك البيت الكريم، ففي عصر ذلك الشاب المهتدي كان يتلاقى في هذا البيت أكثر من أئمة أربعة في العلم والفقه، بعضهم في مثل سنه أو قريب، وبعضهم أكبر منه. ففي عصر واحد، كان في البيت الإمام زين العابدين كبير الأسرة، وابنه محمد الباقر الذي بقر العلم وشقه، والذي كان يكبر زيداً، وقد كان له أستاذاً بعد أبيه، وكان في البيت أيضاً جعفر بن محمد رضي الله عنهما، وهو في سن زيد، وإن كان ابن أخيه، وكان مع هؤلاء في المدينة أيضاً عبد الله بن حسن، وهو في مثل سن زيد أيضاً، وكل هؤلاء أئمة أخذ عنهم فقهاء العصر، وأئمة الفقه، فعن محمد الباقر أخذ أبو حنيفة، وكتاب الآثار لأبي حنيفة فيه الروايات الكثير عنه وعن ابنه جعفر، وأخذ أيضاً عن عبد الله بن حسن، وكانت له به صحبة.. وهكذا. الأمام زين العابدين محدثا وعالما وفقيها: ومن روايته عن غير علي (ع) وعن طريق آل البيت (ع) ما رواه بسند متصل بأسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال: (لا يرث المسلم الكافر). وأحياناً كان الإمام علي زين العابدين(ع) يروي الحديث مرسلاً لا يذكر فيه الصحابي الذي رواه، وذلك لأنه في عهد لم يكن التشدد في وصل السند ثابتاً، لقرب العهد من النبي صلى الله عليه واله وسلم، ولعدم فشو الكذب، ولوجود الثقات الذين يطمأن لنقلهم، ولا يسألون من أين جاءوا بهذا. وقد ذكر المحدثون أنه روى مع من روى من آل البيت من ابن عباس وجابر، ومروان، وصفية أم المؤمنين، وأم سلمة وغيرهم من الصحابة. وقد روى عن علي زين العابدين الزهري رضي الله عنه، وهو بحر العلم كما قال الإمام مالك رضي الله عنه، فقد كان أوثق الناس نقلاً وأدقهم علماً بما أثر عن الصحابة والتابعين الذين كانوا أكبر منه كسعيد بن المسيب، ونافع مولى عبد الله بن عمر وعكرمة مولى عبد الله بن عباس ومن ذلك ما رواه عبد الرزاق عن ابن شهاب الزهري عن علي بن الحسين أن صفية (أم المؤمنين) رضي الله عنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليلاً تزوره، وهو معتكف بالمسجد، فحدثته ثم قامت فقام معها، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي صلى الله عليه واله وسلم أسرعا، فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: على رسلكما، إنها صفية بنت حيي، فقالا سبحان الله يا رسول الله، فقال عليه الصلاة والسلام (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً). وهكذا نرى أن الإمام زين العابدين( ع) كان محدثاً، وقد أخذ ابنه الأمام محمد الباقر (ع) عنه علم الحديث، كما أخذ عن غيره، وقد أخذ عن أبيه أيضاً الفقه كما أخذ عنه الحديث، وقد كان زين العابدين (ع) فقيهاً، كما كان محدثاً، وكان ذا إحاطة فيما يدرسه من مسائل في الفقه وكان له شبه بجده علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (ع) في قدرته على الإحاطة بالمسائل الفقهية من كل جوانبها، والتفريع عليها. وقد كان ابن شهاب الزهري يتلقى عنه الفقه، كما أخذ عنه الحديث، وقد روى سفيان بن عيينه عن ابن شهاب الزهري أنه قال: (دخلنا على علي بن الحسين بن علي. فقال فيم كنتم؟ قلت: تذاكرنا الصوم فأجمع رأيي ورأي أصحابي على أنه ليس من الصوم شيء واجب إلا شهر رمضان، فقال يا زهري ليس كما قلتم، الصوم على أربعين وجهاً، عشرة منها واجبة، كوجوب شهر رمضان، وعشرة منها حرام، وأربع عشرة خصلة منها صاحبها بالخيار، إن شاء صام وإن شاء أفطر، وصوم النذر واجب، وصوم الاعتكاف واجب, قال الزهري قلت: فسِّرهن يا ابن رسول الله. قال: أما الواجب فصوم شهر رمضان، وصيام شهرين متتابعين ـ يعني في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق قال تعالى (ومن قتل مؤمناً فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلَّمة إلى أهله) إلى قوله تعالى: (فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليماً حكيماً). صيام ثلاثة في كفارة اليمين لمن لم يجد الإطعام، قال الله عز وجل: (ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم)، وصيام حلق الرأس، قال الله عز وجل: (فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك). وصوم دم المتعة لمن لم يجد الهدي، قال الله تعالى: (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة). وصوم جزاء الصيد، قال الله عز وجل: (ومن قتله منكم متعمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هدياً بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياماً ليذوق وبال أمره)، وإنما يقوّم ذلك الصيد بقيمته ثم يقضى الثمن على الحنطة. وأما الذي صاحبه بالخيار فصوم يوم الاثنين والخميس، وصوم ستة أيام من شوال بعد رمضان، ويوم عرفة ، كل ذلك صاحبه بالخيار، إن شاء صام، وإن شاء أفطر. وأما صوم الإذن، فالمرأة لا تصوم تطوعاً إلا بإذن زوجها، وكذلك العبد والأمة، وأما صوم الحرام، فصوم يوم الفطر، ويوم الأضحى، وأيام التشريق، ويوم الشك نهينا أن نصومه كرمضان، وصوم يوم الوصال، وصوم الصمت حرام، وصوم نذر المعصية حرام، وصوم الدهر حرام، والضيف لا يصوم تطوعاً إلا بإذن صاحبه. قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: (من نزل على قوم، فلا يصومن تطوعاً إلا بإذنهم). ويؤمر الصبي بالصوم، إذا لم يراهق تأنيساً، وليس بفرض، وكذلك من أفطر لعلة من أول النهار، ثم وجد قوة في بدنه أمر بالإمساك، وذلك تأديب من الله عز وجل وليس بفرض، وكذلك المسافر إذا أكل من أول النهار ثم قدم أمر بالإمساك. وأما صوم المريض وصوم المسافر، فإن العامة اختلفت فيه فقال بعضهم يصوم، وقال قوم لا يصوم، وقال قوم إن شاء صام، وإن شاء أفطر، وأما نحن فنقول: يفطر في الحالين جميعاً، فإن صام في السفر والمرض فعليه القضاء، قال الله عز وجل: (فعدة من أيام أخر)) وكان يأخذ بكتاب الله تعالى ثم بسنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وكان راوية للحديث تلقى عنه العلماء فقه الحديث، وكان يجتهد برأيه . قصيدة الفرزدق في الإمام زين العابدين (ع): روي العلاّمة ألمجلسيّ رضوان الله تعالی علیه في « بحار الأنوار » عن « مناقب ابن شهرآشوب » الذي روي عن « الحلية »، و« الأغاني »، وغيرهما: حجّ هشـام بن عبد الملـك فلم يقدر علی الاسـتلام من الزحـام. فنُصـب له منبر فجلس علیه وأطاف به أهل الشام، فبينما هو كذلك إذ أقبل علی ّبن الحسين وعلیه إزار ورداء، من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحةً، بين عينيه سجّادة. فجعل يطوف، فإذا بلغ إلی موضع الحجر تنحّي الناس حتّي يستلمه هيبةً له. فقال شاميّ: مَنْ هَذَا يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟! فنكره هشام وقال: لاَ أَعْرِفُهُ، لئلاّ يرغب فيه أهل الشام. فقال الفرزدق (و كان من شعراء بني أُميّة ومادحيهم) وكان حاضراً: لكنّي أنا أعرفه. فقال الشاميّ: مَن هو يا أبا فراس؟! فأنشأ قصيدة ذكر بعضها في « الاغاني »، و« الحلية » و« الحماسة »، وهذا مطلعها :
يَا سَـائِلِي: أَيْنَ حَـلَّ الجُـودُ وَالكَـرَمُ - عِنْـدِي بَـيَـانٌ إذَا طُـلاَّبُـهُ قَـدِمُـوا هَذَا الذي تَعْـرِفُ البَطْـحَاءُ وَطْـأَتَـهُ - وَالبَـيْـتُ يَعْـرِفُـهُ وَالحِـلُّ وَالحَـرَمُ- هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَهِ كُلِّهِمُ - هَذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ- هَذَا الذي أحْمَدُ المُخْتَارُ وَالِدُهُ - صَلَّي عَلَیهِ إلَهِي مَا جَرَي القَلَمُ-
فغضب هشام ومنع جائزته وقال: أَلاَ قُلْتَ فِينَا مِثْلَهَا؟! قال: هَاتِ جَدَّاً كَجَدِّهِ، وَأَبَا كَأَبِيهِ، وَأُمَّا كَأُمِّهِ حَتَّي أَقُولَ فِيكُمْ مِثْلَهَا! آثارة العلمية: الصحيفة السجادية: كتاب يحوي على أدعيته التي تتميز بفصاحة ألفاظها، وبلاغة معانيها، وعلوّ مضامينها، وما فيها من أنواع التذلّل لله الله والثناء عليه، والاساليب العجيبة في طلب عفوه وكرمه والتوسّل اليه. وقد قال العلامة الشيخ الطنطاوي صاحب التفسير المعروف: " ومن الشقاء إنا إلى الآن لم نقف على هذا الأثر القيم الخالد في مواريث النبوة وأهل البيت، وإني كلما تأملتها رأيتها فوق كلام المخلوق، دون كلام الخالق" (مقدمة الصحيفة بقلم العلامّة المرعشي 28). تبدو الصحيفة السجّاديّة كتابا صغيرا يتضمّن مجموعة من الأدعية ولكنها في الحقيقة مدرسة كبرى تعلّم الإنسان الخلق الكريم و الأدب الرفيع إضافة إلى المسائل الفلسفيّة والعلميّة و الرياضيّة وحتى السياسة، وهذه نماذج من أدعيته عليه السلام: "اللهم اني أعوذ بك من الكسل والجبن والبخل والغفلة والقسوة والذلّة". "سبحانك تسمع أنفاس الحيتان في قعور البحار. سبحانك تعلم وزن الشمس والقمر. سبحانك تعلم وزن الظلمة والنور. سبحانك عجبا من عرفك كيف لا يخافك". وللإمام أدعية خاصة بالأيام ولكل أسبوع دعاء وخمس عشرة مناجاة تنساب كلماتها رقة وعذوبة وتدل على أدب رفيع ونفس خاشعة لله سبحانه. رسالة الحقوق: وهي من جلائل الرسائل في أنواع الحقوق، يذكر الإمام فيها حقوق الله سبحانه على الإنسان، وحقوق نفسه عليه، وحقوق أعضائه من اللسان والسمع والبصر والرجلين واليدين والبطن والفرج، ثمّ يذكر حقوق الأفعال، من الصلاة والصوم والحج والصدقة والهدي... التي تبلغ خمسين حقّاً، آخرها حق الذمّة. وهي تشمل على خمسين مادة توضّح ما يجب على الإنسان من حقوق تجاه ربه وتجاه نفسه وتجاه جيرانه وأصدقائه يقول فيها عن حق المعلّم من حقه عليك التعظيم له والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع ولا ترفع في وجهه صوتك وتستر عيوبه وتظهر مناقبه، وفي حق الأم يقول: "فحق أمك أن تعلم أنها حملتك و أطعمتك من ثمرة قلبها فرضيت أن تشبع و تجوع وتكسوك و تعرى و ترويك و تظمأ وتلذّذك النوم بأرقها". وفي حقوق الجيران يقول: "ومن الجار عليك حفظه غائبا و كرامته شاهدا ولا تحسده عند نعمة وأن تقيل عثرته وتغفر زلّته". وأهل الذمة: "فالحكم فيهم أن تقبل منهم ما قبل الله وكفى بما جعل الله لهم من ذمته و عهده فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم :"من ظلم معاهدا كنت خصمه فاتق الله فيهم". من كلماته المضيئة: قال لابنه الباقر عليهما السلام: "يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم في الطريق.. إياك ومصاحبة الكذّاب فإنه بمنزلة السراب يقرّب لك البعيد ويبعد لك القريب وإياك ومصاحبة الفاسق فإنه يبيعك بأكلة وما دونها وإياك ومصاحبة البخيل فإنه يخذلك فيما أنت أحوج ما تكون إليه وإياك ومصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضّرك وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعونا في كتاب الله" "يا بني افعل الخير إلى كل من طلبه منك فإن كان من أهله فقد أصبت موضعه وإن لم يكن من أهله كنت أنت من أهله وإن شتمك رجل عن يمينك ثم تحوّل إلى يسارك واعتذر إليك فاقبل عذره". ومن أقواله .. أيُّها الناس، اتقوا الله، واعلموا أنكم إليه راجعون، فتجد كلّ نفسٍ ما عملت من خيرٍ محضراً... ويحذّركم الله نفسه... ويحك ابن آدم، إن أجلك أسرع شيء إليك، ويوشك أن يدركك، فكأنك قد أوفيت أجلك، وقد قبض الملك روحك، وصُيّرت إلى قبرك وحيداً... فان كنت عارفاً بدينك متّبعاً للصادقين، موالياً لاَولياء الله، لقّنك الله حجتك، وأنطق لسانك بالصواب، فأحسنت الجواب، وبُشّرت بالجنّة والرضوان من الله، واستقبلتك الملائكة بالروح والريحان، وإن لم تكن كذلك تلجلج لسانك، ودُحضت حجتك، وعييت عن الجواب وبُشرت بالنار، واستقبلتك ملائكة العذاب بنُزُلٍ من حميم، وتصلية جحيم.. • [size=25]ومن اقواله أيضا القصيده الرائعه ((ليس الغريب) وهذا مطلعها : لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ *إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتـِهِ* على الْمُقيمينَ في الأَوطــانِ والسّجنسنِ سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَنـي* وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي وَلي بَقايــا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها *الله يَعْلَمُهــا في السِّرِ والعَلَنِ مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني *وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي وأخيرا .. فقد كان للإمام زين العابدين (عليه السلام) الدور الكبير في إنارة الفكر الإسلامي بشتى أنواع العلوم والمعارف، وقد دعا ناشئة المسلمين إلى الإقبال على طلب العلم، وحثهم عليه، وقد نمت ببركته الشجرة العلمية المباركة التي غرسها جده رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأقبل الناس بلهفة على طلب العلم ودراسته فكان حقاً من ألمع المؤسسين للكيان العلمي والحضاري في دنيا الإسلام. أما الثروات الفكرية والعلمية التي أثرت عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) فإنها تمثل الإبداع والانطلاق والتطور، ولم تقتصر على علم خاص، وإنما شملت الكثير من العلوم كعلم الفقه والتفسير وعلم الكلام، والفلسفة وعلوم التربية والاجتماع، وعلم الأخلاق الذي اهتم به الإمام (عليه السلام) اهتماماً بالغاً، ويعود السبب في ذلك إلى أنه رأى انهيار الأخلاق الإسلامية، وابتعاد الناس عن دينهم من جراء الحكم الأموي الذي حمل معول الهدم على جميع القيم الأخلاقية فانبرى عليه السلام إلى الإصلاح وتهذيب الأخلاق. إن المثل التي نشرها الإمام السجا | |
|
بريق النجوم عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 1017 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 03/02/2008
| موضوع: رد: عن الإمام علي زين العابدين عليه السلام الإثنين يونيو 07, 2010 4:07 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا عــــــــلي مــــــــــدد أخي مهند بارككم المولى اللهم صلي على محمد وآل محمد أخــــــــــــــوكم.........دومــــــــــاً
| |
|