رسالة مولانا أمير المؤمنين الإمام المستنصر بالله الفاطمي عليه وعلى آله أفضل الصلوات وأتم التسليمات بمناسبة يوم عيد الفطر المبارك...
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ..
من عبد الله ووليه معد أبي تميم ، الإمام المستنصر بالله ، أمير المؤمنين ، إلى الأمير ، تاج الدولة ، سيف الإمام ، المظفر في الدين ، نظام المؤمنين ، على بن محمد الصليحي .
سلام عليك: فإن أمير المؤمنين يحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، ويسأله أن يصلي على جده محمد ، خاتم النبيين وسيد المرسلين ، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين ، والأئمة المهديين ، وسلم تسليما.
أما بعد: فالحمد لله أهل التحميد والتمجيد ، والمرشد إلى معرفته بالتعظيم والتوحيد ، ذي الآلاء الظاهرة ، والآيات الباهرة ، والعزة القاهرة ، الحاكم لأوليائه بالتمكين ، ولأنصار دينه بالمكان المكين ، مستخلص الشكر منهم ومرتضيه ، والآمر لهم بالوقوف عنده والعمل بما يقضيه ، لقوله في محكم كتابه الكريم ، وتنزيله العزيز الحكيم: (وإذ تأذن ربك لئن شكرتم لأزيدنكم) ، وفي موضع منه آخر: (وسيجزى الله الشا?رین).
يحمده أمير المؤمنين على سابغ المنح التي ألهمه الإعتراف بها ، ويشكره كثيرا على موالاتها وتقوية سببها ، وأن رفعه إلى المحل السامي من خلافته ، وبوّأه المرقب العالي من شرف إمامته ، وإيالة بريته ، وسياستهم بعدل سيرته ، و إن عزز ذلك من أنعمه بما أوجب التحدث بذكره ، والإشادة بنشره ، والإشاعة لشريف قدره ، وجعل مواهبه لديه زاكية ما اقترن بها تضاعف الشكر فهو حليفها ، وعوارفه إليه نامية بمصافحة الحمد لها فلا يزال أبدا يضيفها ، حمدا يكون لحق تطوّله قاضيا ، ولغامر إحسانه داعيا ، ويسأله أن يصلي على جده محمد رسوله منقذ الأنام ، وعلى أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عمدة الإسلام ، وعلى الأئمة المهديين من ذريتهما كواكب الإيمان البررة الكرام ، الذين تجلت عن بصائرهم الظلم ، وانحسرت عن أنوارهم البُهم ، ويسلّم ويعظّم تسليمه لديهم أجمعين ، هذا وسجلّ أمير المؤمنين وارد عليك في يوم عيد الفطر من سنة إحدى وخمسين وأربعمائة ونصر الله تعالى عليه متظاهر ، وجميل صنعه لديه متتابع متوافر ، وقد أعانه على قضاء فريضة شهر رمضان الذي شرفه على الشهور ، ونزل فيه القرآن المسطور ، الهادي إلى نور الحلال من ظلمة الحرام ، الكافي في علوم الإيمان والإسلام ، فبرز إلى مصلّاه في شيعته ، وأنصار حقه ودعوته ، محفوفا بأوليائه وجنوده ، وجيوش دولته وعبيده ، وهم في أكمل وأوفر عُدّة ، وأحسن هدي وخشوع ، وأكمل تضرع في صلواتهم وخضوع ، والكلمة بحمد الله ومنّه متفقة ، والأمور جارية على الإستقامة مستوسقة ، فقضى الخطبة والصلاة بالسكينة والنسك الذين خصه الله تعالى منهما بما ارتضاه ، وأنار البصائر وشحذ الخواطر ، وشرح الصدور والنواظر ، ووطد الشريعة وأقام قواعدها الرفيعة ، وعاد إلى قصور الخلافة ، ومقامات الشرف والإنافة ، والخضوع له جل ذكره ، قرينه التواضع له ، تقدست أسماؤه ، يجمله ويزينه ، والأحوال بحضرته قد جرت على الإيثار ، وأطردت على سنن المراد والاختيار ، وهو يكرر حمد من منحه ذاك وخوله ، وللاحتواء على خلافته في أرضه حوله ، ونقول: (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله).
أعلمك أمير المؤمنين نبأ عيده السعيد ، ومقامه الرشيد ، ليقدم إذاعته في عملك ، وإشاعته في كل من بعد وقرب قبلك ، ليتساوى في معرفته الكافة ، ويكثروا حمد الله على كريم ألطافه ، وتطالع بالكائن منك إن شاء الله ، الحمد لله كثيرا ، وصلواته على جدنا محمد ، خاتم النبيين وسيد المرسلين ، وعلى آله الطاهرين ، الأئمة البررة المهديين ، وسلامه ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
والسلام عليك ورحمة الله...