لماذا تتخوف السلطات الصحية في العالم من مرض إنفلونزا الدجاج إلى هذا الحد؟ ما هذا المرض؟ وكيف ينتقل بين
الطيور؟ وكيف ينتقل إلى الإنسان؟ وهل له علاج وما طرق الوقاية منه؟
فيروس أفيان
فيروس الإنفلونزا عموما يمكن أن يصيب أنواعا كثيرة ومتعددة من الحيوانات مثل الطيور والخنازير والخيول وحتى
عجول البحر والحيتان. أما الإنفلونزا التي تصيب الطيور تحديدا فيطلق عليها "فيروس إنفلونزا أفيان" أو فيروس
إنفلونزا الدجاج كما اشتهرت به تسميته. واكتسب فيروس أفيان هذه التسمية لأن الدجاج هو أكثر أنواع الطيور الحاضنة
لهذا الفيروس والناقلة له.
هذا الفيروس غير مؤذ للطيور في عمومها أي أن الطيور في مجملها يمكن أن تتعايش معه، لكن ضرره وتأثيره الكبير
يظهران بصورة واضحة في الطيور الداجنة مثل الدجاج والحبش (الديوك الرومية
الفيروس والإنسان:
تصيب إنفلونزا الدجاج الإنسان خاصة القريب الصلة بتجمعات الدجاج حيث يتبرز الدجاج المصاب بالفيروس. وفور
إصابة الإنسان بالفيروس تظهر عليه أعراض مشابه لأعراض إصابته بفيروس الإنفلونزا العادية مثل ارتفاع درجة
الحرارة والشعور بالتعب والسعال ووجع في العضلات، ثم تتطور هذه الأعراض إلى تورمات في جفون العينين
والتهابات رئوية قد تنتهي بأزمة في التنفس ثم بالوفاة.
مضادات الفيروس
أثبتت الدراسات العلمية حتى الآن أن المضادات التي تؤخذ لعلاج الإنفلونزا العادية يمكن أن تؤخذ لعلاج إنفلونزا
الدجاج. فمن أين تأتي التخوفات الحالية إذن؟.
يتخوف العلماء من تحول فيروس أفيان إلى وباء لأن له القدرة على التحور والاتحاد مع فيروس الإنفلونزا العادية الذي
يصيب الإنسان، u1608 وهنا سوف يصبح الانتقال عن طريق العدوى من شخص إلى شخص أكثر سرعة وخطورة من
الانتقال عن طريق الطيور خاصة أن الأجساد البشرية لم تنتج مضادات لهذا النوع الجديد حتى الآن. وفي هذه الحالة
تحور الفيروس واتحاده بفيروس الإنفلونزا العادية وإصابة الإنسان به) فإن العالم سوف يدخل أجواء مشابهة لتلك التي
عاشها أوائل القرن العشرين) حينما تعرف الإنسان على وباء الإنفلونزا لأول مرة وعاش معه سنوات مريرة على النحو
التالي:
- الانفلونزا الاسبانية H1N1 1918- 1919 :
وتسببت هذه الإنفلونزا في أكبر عدد من الوفاة بهذا الوباء الذي عرفته البشرية في العصر الحديث حيث مات ما بين ٢٠ و ٥٠ مليون في العالم من بينهم ٥٠٠ ألف في الولايات المتحدة
الأميركية وحدها.
1957-1958 الانفلونزا الاسيوية:
اكتشف هذا الفيروس للمرة الأولى في الصين أواخر فبراير/شباط ثم انتشر على مستوى العالم في العام التالي وتسبب في وفاة أعداد كبيرة لم تتوفر إحصائيات دقيقة عنها، لكن الثابت أنه تسبب في وفاة حوالي ٧٠ ألف على الأقل في الولايات المتحدة الأميركية.
1968-1969 انفلونزا هونغ كونغ H3N2 :
المشهد الثالث لوباء الانفلونزا الذي مازال في ذاكرة العلماء و الذي تسبب بوفاة 34 ألف إنسان في الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتقاله إليها من هونغ كونغ
و حتى الآن لم يثبت بالدليل القاطع انتقال المرض إلى الإنسان عن طريق تناول لحوم الدجاج المصاب و لكن يفضل عدم ذلك من باب الاحتياط و لا يزال العالم يتابع انتشار هذا الفيروس و هو يحبس أنفاسه متمنيا ألا يعيد التاريخ الوبائي المقيت.