يستعد خبراء ومهندسو وكالة أبحاث الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا"، لهبوط المركبة "فينيكس" على أرض الكوكب الأحمر "المريخ" يوم الأحد، بعد أن انطلقت للفضاء في أغسطس آب الماضي.
وتعتبر هذه العملية اللحظة الأصعب في المهمة التي أطلق عليها "سبعة دقائق من الإرهاب"، إذ أن كل ما تتطلبه مهمة المركبة "فينيكس" المنطلقة بسرعة 13 ألف ميل في الساعة، هو سبع دقائق لدخول المجال الجوي للمريخ والهبوط على رماله دون مفاجآت.
ومن المتوقع أن يشهد مختبر الدفع النفاث التابع لـ"ناسا" في باسادينا بولاية كاليفورنيا حركة غير عادية لفريق "مارس فينيكس لاندر" الذي سيبدأ متابعة عملية الهبوط مساء الأحد بالتوقيت الساحل الغربي للولايات المتحدة.
وذكر موقع الـ CNN أنه من مهام "فينيكس" المجهزة بذراع آلية حفر تربة المريخ وجمع بعض التراب والجليد لتحليل ما إذا كان هناك أدلة عن وجود مواد عضوية كيميائية تثبت وجود حياة على المريخ حالياً أو في أوقات سابقة.
وقال "آد ويلير" أحد مديري وكالة "ناسا": "يجب أن تسير الأمور على خير.. لا يمكن تحمل أي فشل..".
كما أن المركبة "فينيكس" -هي توأم المركبة "بولار لاندر"- كان من المفترض إطلاقها للمريخ عام 2001 ضمن مهمة مراقبة لسطح المريخ، كما أن المركبتين هما جزء من برنامج "أفضل وأسرع وأرخص" أشرف عليه أحد مديري ناسا في ذلك الوقت "دان جيلدون" الذي عكف على تنشيط مهام المريخ بالرغم من الموازنة الهزيلة.
ويأتي هبوط المركبة "فينيكس" أعقاب نجاح مهمتي المسبارين "أوبروتيونيتي" و"سبيريت" على سطح المريخ الذي يبعد 100 مليون ميل عن الأرض .
ومن المقرر أن تهبط المركبة "فينيكس" على الجهة الشمالية القصوى للمريخ حيث تتواجد مساحات كبيرة من الجليد، كما أظهرت معلومات أرسلتها المركبة السابقة "أوديسة".
تجدر الإشارة إلى أنّ مهمات "ناسا" التي تكللت بالنجاح إلى كوكب المريخ هي تلك المتعلقة بالمركبة "باثفايندر" عام 1997 و"سبيريت" و"أوبورتيونيتي" عام 2004 اللتان استخدمتا وسائد هواء واقية خلال محاولة هبوطهما على أرض المريخ لتخفيف وقع الاصطدام.
إلا أن المركبة "فينيكس" غير مجهزة بمثل هذه الوسائد بسبب ضخامتها وثقلها مما قد يعوق عملها بطريقة مثلى ، وهو ما يضع خبراء ناسا على الأرض، تحت توتر بالغ لإنجاح عملية الهبوط.