أخي الكريم أعطاء الرأي يبقى من زاوية شخصية ولا يمكن تعميمه
فما تراه أنت انه في قمة الصدق قد يراه غيرك انه في قمة الكذب
وما تراه أنت أنه في قمة الوفاء قد يراه غيرك أنه في قمة الخيانة
ما هذا الكلام يا ساحر القرن هل المعايير الأخلاقية مسألة شخصية ؟!!!!
لا يا عزيزي المعايير الأخلاقية هي شيء موضوعي ومستقل عن الرأي الشخصي
فالكذب هو بالتعريف قول عكس الحقيقة فكيف لهذا الكذب أن يصبح صدقا ً
و الوفاء هو السلوك المعبر عن الصدق في القول فكيف له أن يصبح خيانة
قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ }النحل116
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
عن أبي عبدالله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الحلال بيّن والحرام بيّن ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وأن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) رواه البخاري و مسلم
من المؤكد عزيزي أن أفكارا ً كثيرة هي موضع نقاش وجدل مثل الأفكار الاقتصادية والسياسية و القضايا المتعلقة بالأمور الاجتماعية ومن المؤكد أن هناك وجهات نظر متعددة حول هذه القضايا ...
ولكن كيف تتم عملية المفاضلة بين وجهات النظر هذه ؟؟
ألا يوجد مبدأ انساني يختار البشر على أساسه إحدى وجهات النظر ويفضلوها على سواها ؟؟
بالطبع المبدأ الأخلاقي هو الجواب وهو الناظم و الضابط في العلاقات الإجتماعية .
يقول الامام الحاضر عليه السلام
( إن فكرة بناء المجتمع على المبادئ الأخلاقية هو أساسي ).
إذا ً التعددية الفكرية لا تعني بأي حال من الأحوال التنصل من المبادئ الأخلاقية الواضحة
عندما يكون هناك جثة رجل فلسطيني مقتول في الأراضي الفلسطينية المحتلة
تستمع إلى الفضائيات العربية بتسمية هذه الجثة أنها لشهيد مقاوم ضد من أحتل أرضه
وتستمع إلى الجهة المقابلة بتسميتها جثة مخرب إرهابي حاول زعزعة أمن السكانيين في أرض الميعاد لليهود
ومثال آخر تجد أن حزب الله نسميه نحن مقاومة وطنية لبنانية ويسميه من يقف في الطرف الآخر منظمة إرهابية .
وما يراه بوش أنه قمة الديمقراطية والحرية وصل اليها الشعب العراقي يصفها الجناح المقابل أنها قمة في القتل والتدمير وسفك الدماء ونهب ثروات البلاد من حفنة مرتزقة .
أذاً التقييم الصحيح ينطلق من الأرضية التي تقف عليها ويقف عليها منافسك في هذا التقييم
إعذرني فأنت غير موفق أبدا ً بهذه الأمثلة فشعوب العالم تعرف جميعها ما هو التقييم الصحيح و إذا كان هناك خداع أو تضليل إعلامي فهو من أجل الوصول إلى تقييم خاطئ وغير صحيح للأحداث ...
هذا الوصف النفسي منقول نقل عن النت وليس من عندي
ليست هذه هي المشكلة كان من الأولى أن تتخذ موقف واضح من هذه الأفكار التي تبني أحكاما ً على الناس
من خلال بعض الحركات في اليدين أو العينين أو لون الشعر ... إنها أفكار اسمح لي بالقول في منتهى السخافة , وهي جزء من لا ثقافة سائدة عبر بعض وسائل الإعلام كنت قد أسميتها يوما ً ما بثقافة الوهم ..
أما بخصوص الآية الكريمة التي تفضلتم بها
فرغم خبرتي الدينية الضحلة فأنني أعتقد أنه ليس هنا مكانها وهي غير مخصصة لكل صديق ظن بصديقة ظناً معيناً أن كان محقاً أو ظالماً له .
فهي تخص أتباع أهل الذكر وهم الأئمة الأطهار الهداة المعصومين في كل عصر وزمان وعدم الظن بأن من يفتي من عبيد الله الناقصين العلم والمعرضين للخطأ أنهم يفتون بما أراد الله عز وجل
.
قد أتفق معك في قبول هذا التفسير للآية الكريمة .. ولكن هذا التفسير لا يعني إلغاء العمل بالتفسير الظاهري والمباشر لها كما تعلم .
- اقتباس :
- ونرد عليك بآية من كتاب الله توافق الموضع
{كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ }الصف3
وهو أن تقول قول وتعد بوعد لتأتي لاحقاً وتتحجج بالنسيان ثم تعد وعداً آخر لتنسى ومن ثم تؤجل الوعد والقول الى موعد جديد تنساه أيضاً .
لا حظ هنا عزيزي بأن الآية الكريمة تتحدث عمن يقول شيئا ً ويفعل شيئا ً آخر أي أنه يكذب وينافق وهذا يؤكد ما أوضحته لك أعلاه بأن هذه المبادئ الأخلاقية واضحة و أنه لا توجد أية مشكلة في تحديدها وتوصيفها
أما بالنسبة للنسيان فهناك حالتان حالة النسيان اللاإرادي فكلنا بسب التقدم بالعمر و إزدياد مشاكل الحياة ننسى هذا الحديث أو ذاك وننسى تلبية هذا الطلب لأحد الأبناء أو الأخوة أو الأصدقاء ولكن هل يجعلنا هذا النسيان موضع شبهة ؟ أرى أن ذلك يعود لنفسية الآخر وروحه هل يمتلك روحا ً مرحة متسامحة أم أنه شخص يقف لك بالمرصاد أو كما يقولون هنا في سلمية ( بيحب النقار ) الحالة الثانية هي حالة النسيان المتعمد أو التناسي وهي حالة قد يكون لها مبرراتها أحيانا ًكأن تتناسى كلمة غير ودودة من قبل أحد الأصدقاء ... وقد تكون غير مبررة وهنا تدخل ضمن سياق الكذب والنفاق .
و أختم بقوله عز وجل
بسم الله الرحمن الرحيم
{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }البقرة286
صدق الله العظيم