المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: اختراع عربي.. النَدَّادة الأوتوماتيكية الإثنين أغسطس 11, 2008 12:41 pm | |
|
نحن عرب القرن الحادي والعشرين، نقر ونعترف، ونحن بكامل أهليتنا القانونية وقوانا العقلية، بأن الغرب متقدم علينا تكنولوجياً، وأن معظم ما نستهلكه في حياتنا اليومية، كبيراً كان أم صغيراً، معقداً كان أم بسيطاً، هو من صنع الغرب. وبما أننا مشهورون بالكرامة وعزة النفس إلى درجة أن شاعرنا قال: (لنا الصدرُ دون العالمين أو القبر)، وقال الآخر: (إذا بلغ الفطامَ لنا صبيٌّ - تخر له الجبابرُ ساجدينا!!).. فقد آلينا على أنفسنا أن لا نعيش كما يعيش الأيتام على موائد اللئام، وقررنا، بعد الاتكال على واحد أحد، فردٍ صَمَد، تقديمَ بعض الاختـراعات المهمة، بين الحين والآخر، وعرضها في أسواقنا المحلية، وفي الأسواق الغربية، أي أن نغزو أولئك المخترعين الكفرة في عقور دورهم! على سبيل المثال، نقدم اليوم اختراعاً ينطلق من حياتنا السياسية، ومن مبدأ الحـاجة أم الاختراع.. ألا وهو "الندادة الأوتوماتيكية". الأسباب الموجبة للاختراع: منذ أن سقطت فلسطين في أيدي الصهاينة، شذاذ الآفاق، أعداءِ الحضارة الإنسانية، وحتى تاريخه، وأعداءُ الحضارة هؤلاء يمعنون في قتل شعبنا وتدميره واقتلاعه من جذوره، واحتلالِ أراضينا، هكتاراً وراء هكتار، وشبراً بعد شبر، وأسرِ شبابنا، وإيداعهم في سجونهم، دونما وازع من ضمير أو أخلاق.. وزاد في قصيدنا بيتاً، وفي طيننا بلة، أن أمريكا، بعد أن تعرضت لخازوق مبشم في الحادي عشر من أيلول 2001، أعلنت علينا الحُربَّ، وقررت، هكذا فجأة ومن دون مقدمات، تعليمنا التحضر والديمقراطية، بالحسنى أولاً، وحينما وجدت أننا لا نتعلم الديمقراطية بالحسنى، قررت فرضها علينا بالقنابل وراجمات الصواريخ، والقاذفات العملاقة التي تقتل الناس بالجملة والمفرق، و "دوكمه".. وهي تجهل، والأرجح أنها تتجاهل، أننا، وبحمد الله تعالى، "ملقحون" منذ الصغر ضد الديمقراطية الحقيقية، فما بالك بالديمقراطية الأمريكية التي تقصف الشعوب من الجو، والديمقراطية الإسرائيلية التي لا تبقي ولا تذر؟! المهم أننا لم نقف مكتوفي الأيدي حيال الجرائم المتكررة التي ترتكب ضد شعبنا، بل نددنا بها جميعاً، لأننا ارتأينا، بعد طول تجربة ومراس، أن (التنديد) بأفعال الأعداء المجرمين من أكثر الأسلحة مضاء وفتكاً، ويعطي نتائج سريعة ومضمونة، فاتخذنا منه شعاراً استراتيجياً.. وبقينا نندد ونندد حتى قيل في المحافل الدولية إن العرب أمة منددة! ولكن ما كان يعيق حركتنا في مجال التنديد، سابقاً، هو بطء الحركة الناجم عن التشاور وعقد اجتماعات اللجان، والمراسلات المملة، والأخذ والعطاء، والقال والقلنا، فلا يصدر التنديد عنا إلا ويكون العدو قد ضرب ضربته وهرب على مبدأ (الكف لمن سطره). لأجل هذا كله اخترعنا الندادة الأوتوماتيكية. مزايا الندادة الأوتوماتيكية: -الندادة الأوتوماتيكية من شأنها حرق المراحل، وإصدار بيانات التنديد بلمح البصر، وفور ارتكاب العدو للمجزرة. وتقوم بعدة عمليات معقدة في نفس الوقت. مثلاً: (تشجب) الأفعال الوحشية التي تصدر عن العدو. (ترفع) شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن، والجمعية العمومية، ومنظمات حقوق الإنسان. (تطالب) أمريكا بالكف عن الإيعاز لإسرائيل بقتلنا، وترجوها أن تنسحب من أراضينا فوراً. (تحذر) أمريكا من الكيل بمكيالين فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي.. (تستصرخ) ضمائر قادة أمريكا العسكريين والسياسيين بأن يكونوا رحيمين أثناء إسقاط الديمقراطية علينا من الجو! (تنظم) مظاهرات شعبية في شوارع الدول الأوربية الديمقراطية، ومُسَيَّرات (عفوية) في المدن العربية، تندد بجرائم الأعداء دون تدخل من الشرطة. ملاحظة أولى: الجيل الثاني من الندادة الأوتوماتيكية، وبالإضافة إلى المهام السابقة، يرجو أمريكا ألا تستخدم الفيتو ضد القرارات التي تتخذ في مجلس الأمن وتنص على منع قتل المدنيين من شعبنا! ملاحظة ثانية: الجيل الثالث منها يرجو حلفاءنا التقليديين عدم تغيير مواقفهم والانخراط في الركب الأمريكي. ملاحظة 3: الجيل الرابع من الندادة الأوتوماتيكية يقشر خياراً ويقور كوسا، ويجوف دعابيل الكبة المقلية، ويعزف، في الوقت نفسه، موسيقا دبكة الهوارة والحاصودي ووطفي!
..............................................................
خطيب بدلة
| |
|