المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: أخبار الحمقى والمهابيل ومؤجري الطابق الفوقاني ( 2 ) الأربعاء أغسطس 13, 2008 10:57 pm | |
| [b]ما زلنا نعمل على تقريب كتاب "أخبار الحمقى والمغفلين" للعَـلامة ابن الجوزي إلى ذائقة القارىء المعاصر الذي لا يمتلك الكثير من الوقت، والصبر، ليغوص في أعماق الكتب التراثية المهمة، ويقرأها، ويقطفَ متعتها وفائدتها. وقد بينا، في القسم الأول من هذا العمل، الأسباب الداعية لهذا التقريب، ووصلنا إلى تعريف الأحمق بأنه: شخص أرعن، كاسدُ الرأي، لا يُشَاوَرُ في سلم أو حرب،.. وأضيف من عندي أن الحري بزوجته ألا تشاوره في أشد الأمور تفاهة، كسؤاله: (ماذا نطبخ اليوم؟)، إذ لا ريب في أنه يقترح عليها اكلة حارة، كالسنبوسك والششبرك في عز الصيف اللاهب! ولكن، من جهة أخرى: هل الحماقة أمرٌ طارىء على شخصية الإنسان؟ أم هي أمر متأصل فيه؟ وهل هو مرض قابل للشفاء، أم يصح فيه قول الشاعر: لكل داء دواءٌ يُسْـتَطَـبُّ بـه إلا الحماقةُ أعيتْ من يداويها؟ وقول الشاعر الحكيم الآخر: وعلاجُ الأبدان أيسرُ خطبـاً، حين تعتلُّ، من علاج العقولِ يبدو أن للأمر وجوهاً كثيرة، يسعى العلامة ابن الجوزي إلى تفصيلها، في متن هذا الكتاب الطريف.
في أن الحُمقَ غريزة: إن الذين يميلون إلى القول بأن الحُمق غريزة يدللون على صحة رأيهم بأمثلة كثيرة، قريبة من منطق الأمور، فأبو إسحاق يعتقد أن شفاء الأحمق من حمقه هو قرين الاستحالة، إذ يقول، مستخدماً لغة الأمر والنهي الجازمة: (إذا بلغك أن فقيراً اغتنى فصدق، وإذا بلغك أن حياً مات فصدق، وإذا بلغك أن أحمقَ استفاد عقلاً فلا تصدق!). وأما الأوزاعي فأراد أن يعطي لاستحالة الشفاء من الحُمق بعداً دينياً لا يقبل الجدل، فروى قصة عن رجل ذهب إلى المسيح بن مريم، عليه السلام، وسأله قائلاً: -يا روح الله، إنك تحيي الموتى؟ قال: نعم، بإذن الله. قال: وتُبريءُ الأكْمَهَ؟ قال: نعم، بإذن الله. قال: فما دواءُ الحُمق؟ قال:هذا الذي أعياني. حدود الحمق: إن المؤلف هنا يميل نحو الموضوعية، حينما يعدد الجوانب المختلفة للحمق، ومساحاته وحدوده، ويؤكد أن الحمق، إذا لم يكن من جوهر النفس، فإن من الممكن معالجته، ودفع العوارض المفسدة عنه. فأما إبراهيم النَظَّام فقد كان متشدداً ضد الحمقى، وحين سأله أحدهم: (ما حدود الحمُق؟) قال: (سألتني عما ليس له حد)! وأما علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، فيتحدث عن مستويات الحمق الموجود في بني البشر، بشكل عام، فيقول: ليس من أحد إلا وفيه حُمقة فيها يعيش. ولكن أبا الدرداء يركز على الجانب الديني (العقيدي) من المسألة، إذ يقول: كلنا أحمقُ في ذات الله. ويعتبرُ وهبُ بن منبه الحماقةَ نعمةص تؤدي إلى هناءة العيش فيقول: خلق الله ابن آدم أحمقَ، ولولا ذلك ما هناه العيش!
في ذكرأسماء الأحمق: يعدد ابنُ الجوزي للأحمق الذّجنسر واحداً وأربعين اسماً هي: الأحمقُ، الرقيعُ، المائقُ، الأزبقُ، الهجهاجةُ، الهِلباجةُ، الخَطِلُ، الخَرفُ، المَلِغُ، الماجُّ، المسلوسُ، المأفونُ، المأفوكُ، الأعفكُ، الفقاقةُ، الهُجَأَةُ، الألِقُ، الخَوعَمُ، الألفَتُ، الرطىءُ، الباحرُ، الهجرَعُ، المَجِعُ، الأنوَكُ، الهبَنَّكُ، الأهوجُ، الهبنَّقُ، الأخرَقُ، الداعكُ، الهَدَّاكُ، الهَبَنْقَعُ، المُدْلَهُ، الذَهولُ، الجَعْبَسُ، الأورَهُ، الهَوْفُ، المُعضِلُ، الفَدِمُ، الهتورُ، عُياياءُ، طباقاءُ. ويعدد للأنثى الحمقاء ثماني أسماء فقط، هي: الورهاءُ، الخَرقاءُ، الدفنَسُ، الخذعَلُ، الهوجاءُ، القَرثَعُ، الداعكةُ، الرطيئة. (ملاحظة: المرأة العربية مضطهدة، عبر العصور، بدليل أن للذكر أربعة أضعاف ما لها من أسماء في مجال الحُمق!)
في ذكر صفات الأحمق: يوردُ المؤلفُ، في هذا الفصل، صفات (خَلقيةً) لا يقبلها العِلم، ولا المنطق، ويدلل بها على وجود الحُمق من عدمه، كحجم الرأس، وطول الرقبة، وحجم الأذنين، وحجم العينين ولونهما، وطول القامة، وطبيعة الصوت. وقد استبعدتُ ذكرها في هذا التلخيص للكتاب، لأن هذه (الفرضيات والمعادلات) تسيء إلى أناس لا علاقة لهم بالحمق أو بالغباء، وكل ذنبهم أن شكلهم الذي لم يكن لهم خَيار فيه قد جاء على هذا النحو. وأما الطريف في هذا الباب فذلك المتعلق بطول اللحية، وهذه ليست مسألة (خَلقية)، فالإنسان يستطيع أن يطيل لحيته كثيراً أو قليلاً، ولذلك فإن انتقادها لا يسيء لأحد. لقد روي في أحد الكتب أن اللحية مَخْرَجُها من الدماغ، فمَن أفرط عليه طولُها قل دماغُه، ومن قل دماغُه قل عقلُه، ومن قل عقلُه كان أحمق. قال بعض الحكماء: الحُمْقُ سمادُ اللحية، فمن طالت لحيته كثرُ حمقه. ورأى أحدهم لرجل لحية طويلة فقال: والله لو خرجت هذه من نهر ليبس! وقال معاوية بن أبي سفيان لرجل: كفانا للشهادة عليك في حماقتك وسخافة عقلك ما نراه من طول لحيتك. وقال بعض الشعراء: إذا عرضتْ للفتى لحيــةٌ وطالت فصارتْ إلى سُرَّتِهْ فنقصان عقل الفتى عندنا بمقدار ما زاد في لحيته! ثم يعود المؤلف ليلامس الصواب (الموضوعية بلغة اليوم) بقوله: كلام الأحمق أكبر الأدلة على حمقه. ويروى عن معاوية أنه سأل أصحابه: (بأي شيء تعرفون الأحمق من دون أن ترافقوه أو تجاوروه؟) فقال أحدهم: (من مشيته ونظره وتردده)، وقال آخر: (يُعرف حُمق الرجل من كنيته ونقش خاتمه). وبينما هم يخوضون في حديث الحمقى إذ قدم عليهم رجل يكني نفسه بأبي الياقوت، فأجلسه معاوية وحاوره قليلاً، ثم سأله: (ما المنقوش على فص خاتمك؟) فقال الرجل: (نقشت عليه الآية الكريمة: مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين!)، فقال القوم: (الأمرُ كما أخبرناك يا أمير المؤمنين)!
خصال الأحمق وأفعاله: يثق الأحمقُ بمن لا يعرفه ولا يخبره، وهو لا ينظر في العواقب. ويقال إنه- كذلك- قليل الوداد، كثير التعجب والكلام. قال أبو الدرداء:لا يغرنكم ظُرفُ الرجل وفصاحتُه- وإن كان مع ذلك صائم النهار قائم الليل- إذا رأيتم فيه ثلاث خصال: العجبَ، وكثرةَ التكلم فيما لا يعنيه، ونصحَ الناس بما لا يأتي مثله،.. فإن ذلك علامة الجاهل. وقال عمر بن عبد العزيز: ما عدمتَ من الأحمق فلن تعدم خلتين: سرعةَ الجواب وكثرة الالتفاتات. ومن علامات الاحمق خلوه من العلم، لهذا قال الأعمش: إذا رأيتُ الشيخَ ليس عنده شيء من العلم أحببتُ أن أصفعه. وكان عبد الله بن معاوية صديقاً للوليد بن عبد الملك، وذات مرة كانا في قصر الوليد يلعبان بالشطرنج، فدخل الآذن وأعلمَ الوليدَ بقدوم ضيف، فوضع فوق الشطرنج قماشة بيضاء، وأذن للضيف بالدخول، وإذا هو رجل ملتح، ذو هيبة، وبين عينيه أثر للسجود، سلم وقال: أصلح الله الأمير، قدمتُ غازياً، فكرهت أن أتجاوزك دون أن أقضي حقك بالسلام عليك. قال الوليد: أهلاً بك يا خال. ولكن قل لي، هل جمعتَ القرآنظ قال: لا، كانت شغلتنا عنه شواغل. قال: أحفظتَ من سنة رسول الله ومغازيه وأحاديثه شيئاً؟ قال: لا، كانت شغلتنا عنه شواغل. قال: فاحاديث العرب وأشعارها؟ قال: لا. قال: فأحاديث أهل الحجاز ومضاحيكها؟ قال: لا. قال: فأحاديث العجم وآدابها؟ قالك ذاك شيء لم أطلبه. فرفع الوليد المنديل عن الشطرنج وقال لعبد الله، مستأنفاً اللعب: شاهك! فقال عبد الله: حقاً، لا يوجد معنا في البيت أحد! وخرج العالم الأحمق الجاهل لا يلوي على شيء.
ـــ خطيب بدلة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ...................................................................................
[size=18]
ربما تطفئ في ليلي شعله ربما أحرم من أمي قبله ربما يشتم شعبي وأبي، طفل، وطفله ربما تغنم من ناطور أحلامي غفلة ربما ترفع من حولي جداراً وجداراً وجدار ربما تصلب أيامي على رؤيا مذله يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم
| |
|