المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: حكاية لم تحكها شهرزاد الجمعة أغسطس 15, 2008 3:04 pm | |
|
إن من يأتي من خارج البلاد ويرى إلى احتفالات الزواج عندنا، ويقف على حقيقة الأموال التي نصرفها على الأعراس (وقد تجاوزت في بعض الحالات الملايين) سوف يراوده انطباع فوري بأننا أناس لا نتزوج إلا فيما ندر، لذلك ترانا نعامل مناسبة الزواج بما يليق بالإنسان أن يعامل أية مناسبة نادرة، وإذا ما رآنا نضحي بأموالنا وأنفسنا في سبيلها فإنه لن يلومنا على ذلك، وسيردد في سره ما قالته شهرزاد في مسألة الندرة: (إذا تحول التراب إلى ذهب - يا مولاي - تصبح قيمة الذهب بقيمة التراب (! ولهذا يا مولاي - والكلام هنا لي وليس لشهرزاد - فإن مطرب الأعراس الشهير أبو الغضـنـفـر، الذي ندلعه باسم (غضّو) قد وقف مرة، راسماً على وجهه ابتسامة (واثق الخطوة يمشي ملكاً)، غيرَ آبه بأمشاط الرصاص التي ترتفع حوله وتفرغ في الهواء تباعاً، وصاح من قحف رأسه:
فردك استندر يا أبو قدور يضرب ضرب روشيش ويلي
فوقف أبو قدور - أمد الله في عمره وحماه وأدام عزه ونصره على أعدائه، آمين ! - وخرطش مسدسه من طراز استندر نمرة 9 ملمتر، ورفعه إلى الأعلى و.. بم، بم، بم، أربعة عشر (بم )، يا مولاي، كل (بم) منها، لو وجهته إلى أديم الأرض، لحفر فيه بئراً ارتوازياً استطاعته لا تقل عن أربعة إنشات إنكليزية.
وعاد أبو قدور إلى مكانه بهدوء، وأجرى لفرده الستاندر حركة الأمان المعتادة، وأعاده إلى خصره، ومسد شاربيه، ورفع يده بالشكر إلى الفنان غضّو الذي عرف قدره ومقداره فاستفقده بهذا الموال الموجه إليه (خاص / ناص)، ثم حرك رقبته ببط ء مستعرضاً ببصره الجماهير الحاضرة، بقصد أن يقرأ في أعينهم أمارات الإعجاب بتصرفه العبقري الخارق، وفطنته التي حدت به لأن يتجاوب مع الطلب غير المباشر من غضّو ويطلق النار بغزارة، .. وإذا به، ويا للغرابة، يرى رجالاً يتجمهرون في زاوية من مكان العرس، وعيونهم إلى الأسفل، حيث ثمة شاب في الوسط يتخبط بدمائه، والنساء اللواتي كن يزغردن قبل قليل على سطح البناية نزلن متدافعات، النحيفة الرشيقة منهن تتعثر بالسمينة الكسلى، .. وما هي إلا لحظات حتى سمع صوت سيارة الإسعاف تقول (ويوي( ثم يدخل إلى المكان بضعة رجال ومعهم نقالة، يحملون عليها المصاب ويغادرون، ثم رأى دورية الشرطة تقتاد العريس وأباه خارج المكان، فما كان منه إلا أن أحس بالخطر، فشمع الخيط وقال (يا ستير) متجهاً إلى بستانه خارج المدينة، ومن هناك شرع يجري اتصالاته، فعرف أن الشخص الذي أصيب هو ابن أخته (أيمن) الطالب الجامعي في السنة السادسة بكلية الطب، وأن إحدى طلقات أبي قدور الأربع عشرة، من فرده الستاندر، قد أصابت حافة الفرندا ونزلت قصاصة حجر في عين أيمن فقلعتها.
ههنا عاودت صاحبنا أبا قدور فطنته وعبقريته، فاستدعى أخته وزوجها، وأبلغهما، بكثير من الكرم الأريحية، بأنه مستعد لأن يعالج أيمن، على حسابه، في أرقى المستشفيات، وأن يركب له عيناً اصطناعية، مهما حاولت التدقيق والتمحيص فيها، فإنك لن تميزها عن الأخرى الأصلية، ومن الآن إلى يتم ذلك الأمر، ينبغي على أيمن أن يلبس نظارتين سوداوين، لأنه من المعيب أن يخرج في الناس بعين واحدة. وهو مستعد أن يدفع ثمن النظارتين أيضاً.
وحينما وافق أبو أيمن وأم أيمن على هذا العرض المغري، فرح أبو قدور، وأخرج فرده الستاندر، وأطلق: بم بم بم .. أربعة عشر بم، كل (بم) يكفي لحفر جب ارتوازي باستطاعة أربعة إنشات!
بقلم: خطيب بدلة ------------------------------------------------------------
ربما تطفئ في ليلي شعله ربما أحرم من أمي قبله ربما يشتم شعبي وأبي، طفل، وطفله ربما تغنم من ناطور أحلامي غفلة ربما ترفع من حولي جداراً وجداراً وجدار ربما تصلب أيامي على رؤيا مذله يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم | |
|