المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: نصائح قيمة للمثقفين العرب الجمعة أغسطس 15, 2008 11:19 pm | |
|
قبل بضعة أيام شاهدت على قناة "الحوار" برنامجاً متميزاً يعده ويقدمه الأستاذ هيثم مناع عنوانه "حقوق الناس". وبعد انتهاء البرنامج وقفت قليلاً عند عنوانه، وتساءلت: ترى لماذا لم يسمِّ الأستاذ مناع برنامجه مستخدماً العبارة الشائعة "حقوق الإنسان"؟ وبالتداعي خطرت لي الخواطر التالية: أولاً- كان الحاج محمد غوبلز وزير إعلام ألمانيا النازية- الله يرحمو ويبشبش الطوبة اللي تحت راسو- يكره المثقفين ويخاف منهم خوفاً غريزياً إلى درجة أن يده، حينما تذكر أمامه كلمة "مثقف"، تتجه فوراً إلى قبضة مسدسه! لذلك لجأ المثقفون الألمان، في الأربعينيات من القرن الماضي، على أيام النازية، إلى استبدال كلمة "مثقف"، حيثما وردت في كتاباتهم أو أحاديثهم، بعبارات أخرى تعطي الغرض ذاته، كقولهم عن الشخص المثقف إنه "زلمة فهمان"، مثلاً، أو "واحد له اهتمامات بالقراية ووجع الراس"، أو "زلمة عقله مشوش".. إلخ. ثانياً- ولا شك بأن هذا الأسلوب في إبدال الكلمات بمعانيها يمكن استخدامه في حالات خوف الشعب من السلطة، مثلما رأينا في الحالة الغوبلزية، ويمكن استخدامه كذلك في حالة خوف السلطة من الشعب، كما كان الحال على أيام الإمبراطورية العثمانية- الله يرحمها ويبشبش الطوبة اللي تحت راسها- حينما أوعزت الدولة إلى رقيب الصحف والمجلات الذي كان يسمى أيامئذ "المكتوبجي"، بأن يستبدل الكلمات التي يمكن أن تؤذي عقول الناس، (أو تنوِّرُها لا سمح الله) من مثل: ثقافة- فكر- فلسفة- ثورة- بلاغ- بيان- منشور- أمة- شعب- آيديولوجية- حرية- جمهورية- فدرالية- ديمقراطية،.. قبل نشرها في الصحف، بكلمات لطيفة ومهذبة، ولذلك حصلت قصة طريفة مفادها أن المكتوبجي العصمانلي تسلم في تشرين الثاني (نوفمبر) 1917 تقريراً مطولاً عن الثورة البلشفية، لكي يراقبه ويجيزه للنشر في الصحف، فقعد يشطب كلمة من هنا وجملة من هناك ويستبدل كلمة بكلمة وجملة بجملة، ثم يحذف الكلمات والجمل التي بقيت مزعجة بعد الاستبدال، حتى تحول التقرير كله إلى جملة واحدة نشرتها كافة الصحف العثمانية في اليوم التالي، تقول: (حصلت أمس خناقة حامية في موسكو)!! ثالثاً- إن الأنظمة العربية، الملكية منها، والجمهورية، والسلطانية، والأميرية، الصامدة، المناضلة، الممتدة من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر، لا تكره الثقافة والمثقفين كرهاً عادياً يكفيه أن تمتد يد وزير الإعلام غريزياً إلى مقبض مسدسه، بل إنها مستعدة لأن تعطي لجيوشها أمراً بالاستنفار مئة بالمئة لمواجهة أي فكر، أو رأي، أو ثقافة، أومعرفة، أو فلسفة! لذلك كله اسمحوا لي أن أقدم للمثقفين العرب حيثما كانوا مجموعة من العبارات والمصطلحات تقيهم- إن هم استخدموها على نحو جيد- من غضب سلطاتهم عليهم: * بدلاً من أن تطالبوا حكوماتكم ودولكم وأولي الأمر في بلادكم بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، طالبوهم بـ (إجراء القرعة)، وذكروهم بالمثل القائل: كل إنسان حقه يرضيه! * استبدلوا الحديث عن التعددية السياسية بالمثل القائل: الكثرة غلبت الشجاعة!، والمثل الآخر القائل بأن القوم الذين تعاونوا ما انضاموا. * إياكم أن تطالبوا سلطاتكم بإجراء محاكمات عادلة للمعتقلين السياسيين، بل ارجوا السلطات أن تسأل هؤلاء المعتقلين، ولو من باب الدردشة: شو في ما في؟! والأفضل لكم، من جهة أخرى، ألا تسموهم "المعتقلين السياسيين" وإنما: "المجرمين المستضافين في السجن إلى حين نزول العقاب العادل بهم جزاء لما اقترفت أيديهم"! * تجنبوا أثناء حديثكم وكتاباتكم استخدام مصطلحات من قبيل: "مجلس الشعب" "مجلس النواب"، "البرلمان"، "مجلس الأمة" واستخدموا بدلاً منها جميعاً عبارة "مجلس الموافقين بالإجماع"! إذا فعلتم هذا فأنا لا أضمن لكم السلامة التامة، لأن الهجمات الاستعمارية الشرسة التي تتعرض لها بلادكم، قد تضطر سلطاتكم الصامدة إلى استضافتكم لديها دون أن تتمكن من ذكر الأسباب، ووقتها ما عليكم إلا أن تسكتوا على ذلك من قبيل التضحية في سبيل الوطن، أم أنكم تحبون الوطن بالحكي وليس بالفعل؟! كاتب سوري ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خطيب بدلة
.....................................
ربما تطفئ في ليلي شعله ربما أحرم من أمي قبله ربما يشتم شعبي وأبي، طفل، وطفله ربما تغنم من ناطور أحلامي غفلة ربما ترفع من حولي جداراً وجداراً وجدار ربما تصلب أيامي على رؤيا مذله يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم
| |
|