في جامعة كورنيل في نيويورك, يقوم فريق بحث علمي بمجموعة من الابحاث على عدد من الامراض التي تصيب نبات الذرة.
يتألف فريق البحث من الدكتورة ربيكا نلسون و مديرة مخبرها جودي كولكمان و الطلاب العاملين في المخبر وهم :
تشيالين تشونغ من تايوان, جيسي بولاند من ولاية كنساس, سانتياغو ميدروس من اكوادور, جاكلين بنسون من ولاية ماستشوستس,
اوليفر اوت من ولاية اوهايو, كريستن كيندي من نيويورك, كاري ليون من ولاية ماستشوستس.
احد الامراض التي تصيب نبات الذرة الحلوة مرض ( نورثرن ليف بلايت) و هو عبارة عن آفة فطرية تصيب اوراق نبات الذرة الحلوة و تسببه
الاكسيراهيلام تورسيكام. و يؤدي هذا المرض الى خسارة ملحوظة و بمعدلات لا يمكن التغاضي عنها في محاصيل الذرة سواء في قارة افريقيا او
الولايات المتحدة الامريكية.
العديد من الابحاث على المستوى الجيني قد انجزت لمحاولة فهم آلية المقاومة لهذا المرض في سلالات نبات الذرة. و قد جاءت طريقة رسم
الخارطة الجينية عن طريق الربط بين الصفة الشكلية بالموقع المعين لهاعلى الجينات وسيلة ناجحة , رغم وجود بعض العوامل السلبية, لخدمة هدف البحث.
استخدم الفريق سلالة من نبات الذرة المطورة من سلالتين احداهما مقاومة و الثانية سريعة التأثر بالمرض, حيث تمت مصالبة السلالتين باتباع طرق
معينة لادخال اجزاء من جينات السلالة سريعة التأثر ضمن جينات السلالة المقاومة. و بالنهاية تم الحصول على سلالة من نبات الذرة
بحيث ان الكروموسوم من السلالة المقاومة و لكن دخلت فيه اجزاء مختلفة من جينات السلالة السريعة التأثر. و ذلك بغية تسهيل المقارنة مع الابوين.
بعد سنتين او ما يقارب ذلك من الابحاث, استطاع فريق البحث ان يعرّف و يحدد جزء الجين المسؤول عن تأخير تطور المرض في السلالة المقاومة و يدعى(1.02) في حين ان المسؤول عن ذلك في السلالة السريعة التأثر يدعى(1.06).......وكانت تلك النظرية التي حاولها الفريق نقضها ببحثهم التالي:
نوعين من الدراسة التي شملها البحث:
1-دراسة الصفات الشكلية:
حيث اعتمدت عدة مقاييس و هي تطور الآفة بعد اول يوم من التلوث بالعامل الممرض, مدى امتداد الآفة على سطح الورقة, مساحة المنطقة المصابة. من المعلومات التي تم الحصول عليها تمت ملاحظة ان الجزء ( 1.02) هو المسؤول عن تأخير تطور المرض في السلالة المقاومة, في حين
ان الجزء المسؤول عن ذلك في السلالة السريعة التأثر هو(1.06).
2-الدراسة المجهرية:
لدراسة التأثير الذي يمارسة هذان الموقعان الجينيان في مراحل مختلفة من تسلل العامل الممرض في اوراق النبات. تم استخدام محلولين مختلفين لصبغ العينات المأخوذة من الأوراق.
نتيجة الفحص تحت المجهر اثبتت ان الموقع(1.06) فعال ضد تأخير اختراق العامل المسبب للمرض, و لكن فيما بعد يتمكن العامل الممرض من اختراق الجهاز الوعائي في منطقة الورقة مما يؤدي الى منع وصول الغذاء و الماء للمنطقة المصابة. و الموقع(1.02) لا يؤخر العامل الممرض من اختراق نسيج الورقة بالفعالية التي يتميز بها الموقع السابق و انما هو مسؤول عن تقليص فعالية نمو اجزاء العامل المسبب للمرض خلال الجهاز الوعائي للنبات, و ذلك ما يمنح النبات القدرة على الاستمرار .
و على ذلك فان الفريق فشل في رفض النظرية, و هذا ما يعطي العلماء الحق باطلاق تسمية سلالة مقاومة على احدى السلالتين, و سلالة سريعة التأثر بالمرض على الأخرى.