المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: إلى الغرب فر، وإلى الشرق كر الأحد أغسطس 17, 2008 2:39 pm | |
|
قال الشاعر المُفلق حكاك بن بُرَعي البراغيثي في مديح الناموسية: مولاي أجفاني جفاهُنَّ الكرى فالبقُّ عندكمُ قد يسلخُ الفِـرا وقد جاء في شروحات المعاجم والقواميس، على متن كتاب " تحفة المفاليس في أدب الكواليس "، لمؤلفه الفهمان أبي المراديس، أن كلمة ( مولاي ) هي، تقريباً، أساس الحضارة العربية، منذ عصر شهرزاد التي كانت تحكي في الليل ( وتأكل هوا ) مع بزوغ ضوء الصباح، وحتى عصر العشاق المدنفين المتقلبين على نار الجوى، الذين نراهم يغنون على شاشات التلافيز العربية بطريقة ( العَـصّ والكَبْس ) المقتبسة أساساً من الدجاجة حينما تكون في وضعية التخلص من بيضة يزيد حجمها عن حجم فتحة استها بكثير! من ذلك نخلص إلى أن للغزل أسلوبين لا ثالث لهما: فإما أن ترفع حبيبتك إلى مقام الملوك، فتخاطبها بلغة التذكير والتفخيم قائلاً لها ( مولاي )، أو أن تقول لها ( وليك ) و( سدي بوزك )، وهذا أأمن وأسلم! وأما ( أجفاني ) فهي فعل ماض، بمعنى جعلني جافياً، أي ثخيناً، ومثلها ( جفاهن ) أي ( أثخنهن: جعلهن ثخينات! ). أقول هذا على الرغم من القاعدة الذهبية التي يستخدمها الحكام العرب في مواجهة شعوبهم، المشتقة من المثل القائل ( لا يوجد أحد على رأسه خيمة، ولا يوجد ثخين إلا الجمَل )! والقول بأن ( أجفاني ) فعل مضارع ينطوي على خطأ كبير، فنحن في العربية نحب الفعل الماضي إلى درجة أننا، لولا الحياءُ لقلنا له: يا مولاي! فإذا ما ( اضطررنا ) لاستخدام الفعل المضارع، لجأنا فوراً إلى استخدام فعل ( يجب ) الذي يستخدمه المحافظون وأمناء الفروع والشعب الحزبية والخطباء والوعاظ بمعدل ثلاث ( يَجِبَات ) في الثانية، مستفيدين من حكمة التكرار الذي يعلم الحمار، التي عبر عنها الفنان الظريف عبد اللطيف فتحي بعبارة ( أعد من هرو برو )، ومن الحكاية الشائعة التي تحكي عن ولد غرير جاء إلى أبيه الحكيم يسأله النصح قائلاً: - يا أبتِ، علمني ( العلاك )! فقال الأب: بسيطة يا بنيّ، قل كلاماً وكرره. هذا هو العلاك! والتكرار، استطراداً، هو الاسم المصدري لفعل الأمر ( كر ) ومنها قصة للأديب العبقري عزيز نسين، عنوانها ( إلى الغرب فر، وإلى الشرق كر ). والكر – كما جاء في معجم الكوارع والحوافر والأظلاف الحديث – اسم لحيوان عاقل وطَيّوب وصبور، ويقال له أيضاً الحمار، وعلى رأي عزيز نسين نفسه، فإن استقرار الدول والممالك يقوم أساساً على هذا الكائن العاقل، الطيوب، الصبور! وهذا يقودنا إلى تفسير كلمة الكرى، الواردة في بيت الشعر المثبت أعلاه، وهي فعل مزيد مــن ( الكر ()، فالألف المقصورة في ( الكرى ) زائدة، وهذا قياس على ما كتبه المرحوم صدقي اسماعيل جاعلاً منه شعاراً لمجلة ( الكلب ) الهزلية: إن خير القراء مَن لا يضوجُ ذَنَب الكلب دائماً معــووجُ وما عارضه به الشاعر مرفاس بن دباك بن متبن الشَّموس قائلاً: إن خير القراء من لا يفــــرّْ من لسعة النحل أو من لَبطة الكرّ وهذا على صعيد المضمون يعتبر مقلوب المعنى الذي أراده الراوي في الحكاية التالية: قال رجل من أولئك الذين يعتبرون البلاد ملكَ أبيهم، لرجل واقف على الرصيف: - إنزل عن الرصيف يا كر! وكان ذلك المواطن، على ما يبدو صاحب نفس أبية، فـ ( شخط ) فيه قائلاً: - لا تقل ( رصيف (!! فذهبت قولتُه مثلاً، حفظه الكاتب الفهمان أبو المراديس، في كتاب تحفة المفاليس، باب الراي، مع ما سبق وقاله أحد شعراء الحكمة في الباب ذاته: لو كان شعري شعيراً لاستحسنته الحميرُ لكن شعري شعــورُُ وهل للحمير شعورُ؟!
بقلم خطيب بدلة
..............................................
ربما تطفئ في ليلي شعله ربما أحرم من أمي قبله ربما يشتم شعبي وأبي، طفل، وطفله ربما تغنم من ناطور أحلامي غفلة ربما ترفع من حولي جداراً وجداراً وجدار ربما تصلب أيامي على رؤيا مذله يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم
| |
|