دراسة تثبت أنه عندما يتحسن أداء البنات في المدارس يتحسن أداء الصبيان أيضاًواشنطن، 27 أيار/مايو، 2008- جاء في تقرير جديد مهم حول الإنصاف بين الجنسين في نظام التعليم الأميركي أن الإناث والذكور حققوا تقدماً لافتاً للنظر في العقود الأخيرة، وأنه لا يوجد أي دليل على أن المكاسب التي حققتها الفتيات كانت على حساب التلاميذ الذكور أو على أن الصبيان بشكل خاص يواجهون أزمة.
وقد أصدرت الرابطة الأميركية للجامعيات تقرير "وضع البنات الحالي: الحقائق حول الإنصاف بين الجنسين في مجال التعليم" في 20 أيار/مايو.
وقال واضعو التقرير إنه أول دراسة تتفحص بشكل شامل كيفية ارتباط النوع (الأنوثة والذكورة) ومستوى دخل العائلة والعرق/الإثنية بالأداء الأكاديمي وتأثيرها عليه.
وجاء في التقرير أن "العقود القليلة الماضية شهدت تحقق مكاسب ملفتة للفتيات والفتية في مجال التعليم، ولا يوجد أي دليل يشير إلى مواجهة الصبيان بشكل خاص لأزمة. وإذا ما كانت هناك أزمة فإنها أزمة يواجهها التلاميذ الأميركيون الأفارقة واللاتينيون والتلاميذ الذين ينتمون إلى عائلات فقيرة، الإناث والذكور منهم على حد سواء."
وقد وجد التقرير في الواقع أن هناك صلة وثيقة بين مستوى دخل العائلة والعرق/الإثنية من جهة والتأدية الأكاديمية من الجهة الأخرى.
وكان قد تم تصنيف حوالى ثلاثة أخماس (58 بالمئة) التلاميذ الأميركيين في العام 2006 على أنهم من البيض، في حين صنف خمسهم (20 بالمئة) كلاتينيين، و15 بالمئة كأميركيين أفارقة، في حين شكل كل من التلاميذ الأميركيين-الآسيويين وأولئك المنتمين إلى "أعراق أخرى" 4 بالمئة من مجمل عدد التلاميذ في المدارس الأميركية.
وكانت الرابطة الأميركية للجامعيات قد أصدرت في العام 1992 تقريراً انتشر على نطاق واسع حمل عنوان "كيف تقصر المدارس في إعطاء البنات حقهن" وتوصل إلى أن الإناث، في جميع الصفوف من الحضانة وحتى نهاية المرحلة الثانوية، يواجهن أشكالاً مختلفة من التمييز ضدهن بسبب جنسهن مما يقوض احترامهن لذواتهن ويثنيهن عن متابعة الدراسة في مواضيع كالرياضيات والعلوم. وقد قال عدد من منتقدي النظام التعليمي في السنوات القليلة الماضية إنه كان لمحاولات تحقيق مزيد من المساواة والإنصاف بين الجنسين تأثير سلبي غير مقصود على الذكور.
فقد جادلت كرستينا هوف سمرز، في "حرب على الصبيان" (2001)، على سبيل المثال بأن الكثير من المدارس قام، تحت ستار مساعدة البنات، بتبني سياسات تعاقب الصبيان لتصرفهم بشكل طبيعي بالنسبة للذكور. وقالت سمرز إنه نتيجة لذلك أصبح الصبيان متخلفين عن البنات في القراءة والكتابة وأصبح احتمال دخولهم الجامعات أقل من التحاق الإناث بها. ومما يذكر أن سمرز بحاثة مقيمة في معهد أميركان إنتربرايز، وهي منظمة أبحاث محافظة معنية بالسياسات الحكومية.
كما أشار منتقدو النظام التعليمي الأميركي إلى إن الإناث أصبحن يحصلن الآن على 57 بالمئة من مجمل درجات البكالوريوس و59 بالمئة من درجات الماجستير و50 بالمئة من درجات الدكتوراه التي تمنحها الجامعات في الولايات المتحدة.
وقد كان من الصعب حتى الآن التوصل إلى معرفة الفرق بين الجنسين من المعلومات المتوفرة عن تلامذة المدارس. فالتلاميذ الذكور من كل فئة من الفئات العرقية/الإثنية يتفوقون، بشكل عام، دوماً تقريباً على الإناث من نفس الفئة في مواضيع الرياضيات وفي الجزء الشفوي أيضاً في امتحانات مثل الـSAT والـACT لدخول الجامعات. ولكن يبدو أن سبب هذا الاختلاف في النتائج بين الجنسين يعود إلى كون عدد الإناث اللاتي يشاركن في هذه الامتحانات يفوق عدد الذكور.
ويختفي الفارق بين الجنسين في الولايات القليلة التي تفرض الآن على جميع تلاميذ المدارس الثانوية المشاركة في امتحاني سات وآكت، وهي حقيقة تحول دون الخروج بنتيجة مبسطة بوجود أزمة تواجه أياً من الجنسين. وعلاوة على ذلك، فإن الولايات التي تحقق فيها الإناث نتائج جيدة في الامتحانات العامة يحقق فيها الذكور هم أيضاً نتائج جيدة، أما الولايات التي تكون فيها نتائج الإناث سيئة فيحصل فيها الذكور هم أيضاً على نتائج لا تقل عنها سوءا.
ولم تتمعن الدراسات السابقة في الاختلاف بين نتائج الجنسين ضمن إطار الفوارق في الدخل والإثنية/العرق. ولكن واضعي تقرير الرابطة الأميركية للجامعيات تمكنوا من استنتاج مستويات الدخل من بيانات المعلومات المتوفرة في برنامج وجبة الغداء المدرسية، معتمدين المشاركة في هذا البرنامج مؤشراً على مستوى دخل العائلة. ويعتبر أبناء العائلات التي لا يزيد دخلها عن 130 بالمئة من مستوى الفقر مؤهلين للحصول على وجبة غداء مجانية، في حين يعتبر أبناء العائلات التي يتراوح مستوى دخلها ما بين 131 و185 من مستوى الفقر مؤهلين للحصول على وجبة غداء مدرسية بسعر مخفض، شريطة ألا يزيد ما يدفعونه ثمناً لها على 40 سنتا.
ويقول المركز القومي للإحصاءات التعليمية في وزارة التربية والتعليم الأميركية إنه في الفترة الممتدة من 1 تموز/يوليو، 2006، حتى 30 حزيران/يونيو، 2007، كان مبلغ 26 ألف دولار سنوياً يعتبر دخلاً يشكل 130 بالمئة من مستوى الفقر لعائلة مؤلفة من أربعة أشخاص ومبلغ 37 ألف دولار يشكل 185 بالمئة.
وقد خلص التقرير إلى أن لمستوى دخل العائلة وانتمائها العرقي/الإثني علاقة وثيقة بالإنجازات الأكاديمية. وجاء فيه أن "الأحداث الذين ينتمون إلى العائلات ذات مستوى الدخل الأكثر انخفاضاً يحصلون على المعدلات الأكثر انخفاضاً في نتائج امتحانات NEAP وSAT وACT، وأن هناك صلة بين ارتفاع مستوى دخل العائلة تدريجاً وارتفاع مستوى معدل علامات التلاميذ في الامتحانات. كما أن هناك صلة قوية بين العرق/الإثنية ونتائج الامتحانات، بحيث يحصل التلاميذ الأميركيون الأفارقة واللاتينيون عادة على نتائج أسوأ من نتائج التلاميذ البيض والأميركيين الآسيويين."
إلا أن هناك أنباء سارة تحت هذا الكم الهائل من الأرقام. فالاتجاهات إيجابية. وقد حققت نسبة أكبر من التلاميذ من ذوي الدخل المحدود في الصفين الرابع والثامن نتائج في المستوى الأساسي أو أعلى منه، وفي مستوى الإتقان أو أفضل، وفي المستوى المتقدم، في امتحانات الرياضيات في العام 2007، مقارنة بنتائج العام 1996.
كما أن معدل أداء الإناث والذكور الإجمالي تحسن خلال العقد الممتد من العام 1994 حتى العام 2004. وخلص واضعو التقرير إلى أن "احتمال مشاركة الإناث في امتحانات القبول في الجامعات أكبر من احتمال مشاركة الذكور فيها، ولكن عدد الإناث المتزايد ليس على حساب الذكور. فعدد الفتية والشبان الذين يشاركون حالياً في امتحانات دخول الجامعات يفوق ما كان عليه في أي وقت مضى."
وقالت مديرة الرابطة الأميركية للجامعيات، ليندا هولمان، في سياق تقديمها للتقرير: "إن مياه المد ترفع جميع القوارب. وعندما تحقق الإناث نتائج أفضل في المدارس، نشاهد تحسناً في النتائج لدى جميع الفئات بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الدخل."
جيفري توماس