المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: المنظمة العالمية لحقوق المجانين الأربعاء أغسطس 27, 2008 3:25 pm | |
|
بينما كنا نحن المجانين، نزلاءَ العصفورية المتحدة، قسم الشيزوفرينيا، جناح جنون العَـظَمة، عائدين إلى المهجع الخاص بنا، بعد أن تناولنا طعام العشاء، إذ اعترض طريقَنا سيءُ الذكر مُطَوِّعُ المجانين، حاملاً في يده كرباجَه المصنوع من عصب الثور، يمشي أمامه وحوله رجالُه الذين يفهمون عليه بالإشارة، فيقتلون ويضربون ويفتكون بكل من لا يستجيب لأوامره، وصرخ فينا صوتاً جعلنا نتخشب في أماكننا، واعتلى حجراً وجده في جانب من الطريق، وقال: - اسمعوا يا حثالة! يا دواب! يا هوام! لقد حضر اليوم إلى عصفوريتكم الصامدة وفدٌ من المنظمة العالمية لحقوق المجانين التي يرمزون لها باسم (أسنان المذراة)، وقد طلب أعضاء الوفد من المدير العام أن يجمعهم بعينة من المجانين. ولأن الحكمة تنقط من أكمام بنطلون مديرنا العام تنقيطاً فقد اختاركم أنتم جماعة الشيزوفرينيا وجنون العظمة، لتكونوا تلك العينة،.. فمن غير اللائق أن تلتقي جماعة أسنان المذراة بالمهابيل والمخبولين والمصاريع والجدبان ذوي الثياب المجعلكة والشعر المنكوش والغباء المستحكم! والآن هل تعرفون ما هو المطلوب منكم؟ قلنا: ماذا؟ قال: المطلوب منكم، يا أبناء الجحشات، أن تلتزموا اللياقة والأدب، فإذا طُلب منكم الخرس اخرسوا، وإذا طلب منكم الكلام تكلموا، ولكن حذار ثم حذار أن تخوضوا في السياسة! مفهوم؟ كل شيء مسموح به، يا سرسرية، عدا..؟ صحنا بصوت واحد: عدا السياسة! ولكن الذي حصل أن الاجتماع مع أعضاء الوفد قد تم من دون حضور المدير العام، ولا مطوع المجانين، وزادنا أعضاء الوفد من القصيد بيتاً حينما طمأنونا إلى أن ما سنقوله سيبقى طي الكتمان، فأخرجنا جنوننا كله على السياسة!!!!... هأ هأ كهي كهي، علي الطلاق بالثلاثة حكينا في السياسة ولم نحك في أي شيء آخر... حكينا عن فساد الأنظمة، وشيوع الرشاوى، والمحسوبيات، ورفع الوضيع، وإذلال العزيز، والسلب، والنهب، وتهريب الأموال، وإغلاق المعامل، وافتتاح السجون والعصفوريات،.. ظللنا نحكي ونقص ونضرب أمثلة حتى بدأ الملل يتسرب إلى أعضاء الوفد، فانبرى صديقنا أبو نبيرة يقول: - ما رأيكم بنكتة لها علاقة بالآباء والأبناء؟ قال أعضاء الوفد بصوت واحد: يا حبذا. قال: كان يعيش في إحدى الدول، في أحد الأزمان، رجل صالح، خَلَّفَ ولداً أخرق، لم ينجح قط في عمل، أو في قول جملة مفيدة، فطفق أبوه يقول له، ويعيد: -الشي اللي بيحز في نفسي يا إبني إنك بعمرك ما رح تصير رجال! وكانت هذه العبارة القاسية تحز في نفس الابن الفاشل، حتى جاء يوم زهق فيه من عيشته، فغادر البيت ومضى هائماً على وجهه، جدار يأخذه وجدار يتركه، حتى التقى بمجموعة من الناس المختصين بالإضرار بالناس وترويعهم، ويسمونهم في تلك الدولة (الشباب الكويسة)، فعرض عليهم أن يشتغل معهم، فوافقوا شريطة أن يبقى مدة تحت الاختبار، وأن يقبض أجرته (على القطعة)! ولما نجح في اختباراتهم جميعها رفَّعوه درجة، وصاروا يدفعون له راتباً شهرياً، ومرت الأيام وإذا برئيس المجموعة التي آوته (يقع تحت الضرب)، فضربه ضربة لا يمكن أن ينبت فوقها شَعر، وهوب ب با ا ا..، وإذا بهم يعينونه مكانه، وإذا بالعز ينهمر عليه مثل مطر آذار (الذي يحيي ما بار وما اختبأ تحت الغمار وما فاته البَذّار)، ووقتها جلس على الكرسي البرام، وبرم فيه برمتين، وقال لعناصره: -هاتوا لي فلان وفلانة. وقد نسي أن يوضح لعناصره أن فلاناً وفلانة هما والداه، وأن المفروض بهم أن يعاملوهما بلطف، فذهب العناصر وشحطوا الختيار والختيارة إلى حيث يجلس الابن الذي قال لأبيه بشماتة: -لسه مصر على إني مو ممكن صير رجال؟ شوفني كيف صرت رئيس مفرزة الشباب الكويسة وصار وتحت إيدي عناصر وسيارات ومصالح خير الله. ووقتها قال له الأب بكل ما أوتي من قهر وحكمة: -أنا ما قلت إنك ما رح تصير رئيس مفرزة، أو رئيس ما بعرف أيش، أنا قلت لك (ما رح تصير رجال). وللأسف، طلع كلامي صحيح!! _________________ خطيب بدلة-
...........................
ربما تطفئ في ليلي شعله ربما أحرم من أمي قبله ربما يشتم شعبي وأبي، طفل، وطفله ربما تغنم من ناطور أحلامي غفلة ربما ترفع من حولي جداراً وجداراً وجدار ربما تصلب أيامي على رؤيا مذله يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم
| |
|