المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: تدخين المجانين بشتى الأفانين الأربعاء أغسطس 27, 2008 3:25 pm | |
|
لا شك بأن أهم الهوايات التي نمارسهانحن المجانين، في الاستراحة اليومية للعصفورية، هي التدخين. وكثيراً ما نتفنن فيإشعال السجائر، والشفط منها بقوة، وإخراج سحائب الدخان من الفم والأنف، وإرسالها فيالهواء على هيئة دوائر، وأحياناً يقوم أحد الزملاء بربط ثلاث أو أربع سجائر بخيط منالمطاط، وإشعالها، والشفط منها مراهناً على تدخينها كلها دون سعال أو عطاس أو إصدارأية أصوات أخرى! وذات يوم، وبينما نحن جالسون في الاستراحة، وسحائب الدخانتتصاعد فوقنا كالغمام، إذ دخل بيننا نزيل جديد، قدمنا له سيجارة، وهو اعتذر عنها، .. فانهالت عليه الشتائم والبهادل، وأقل جملة قيلت له : - دخن يا عكروت! - دخن، ماذا ستترك للدود ولاه ؟ انتظر الزميل حتى هدأت ثورتنا وقال : - أقسمبـ ( شَفَطْ بفّ ) شيخ المجانين، وبـ ( سعل قحّ ) ولي المهابيل، على أنني كنت أكثرمنكم تدخيناً، ولكن التدخين، سامحه الله، سبب لي، خلال السنوات الخمس والثلاثينالتي رافقتُه خلالها، ما لا يُحصى من المشاكل والمخاطر المختلفة، لا أقصد الصحيةفقط، بل الاجتماعية والسياسية والأمنية ،.. منها أنني، طوال خدمتي الوظيفية، لم أخرج في مسيرة جماهيرية ( عفوية / مخطط لها / طوعية / إجبارية )، وإذا خرجت فإنني لا أسير فيها لمسافة تتراوح بين عشر خطوات، وعشرين خطوة، حتى أشعر بالدوار، و( يطوشُ ) رأسي على سيجارة، فأتقاعس في تأدية واجبي في تأييد الحكام العرب، واستنكار التآمر عليهم من قبل المعارضة والطابور الخامس، وشجب العدوانين الأمريكي الإسرائيلي الدائمين على شعبنا، وأغافلُ الشباب ( الثَّوْرَجيّة ) ذوي الطباع الحادة، الذين ينطبق على الواحد منهم التعبيرُ العامي القائل ( فلان نزق، وطبعه نيراني، ويده والتقرير! )، وأهرب من المسيرة، وأقفل عائداً إلى مكان عملي الوظيفي، حيث أجهّز لنفسي، أبريقاً من الشاي الخمير مملوءاً إلى حد أن الذبابة تستطيع أن تقف على حافته العليا وتشرب منه دون أن تحني ظهرها!.. وأظل أشرب الشاي وأدخن ( السيجارة بكتف السيجارة ).. حتى يرجع السائرون النظاميون من مسيرتهم، عَرَقُهم مَرَقُهم، فأرى أعينَهم تهرِّبُ نظراتها باتجاهي، وكأنهم، في سرائرهم، يغبطونني على جسارتي الزائدة عن الحد التي خولتني بالهرب،.. وأما مديرُ الدائرة، الذي كان قد تبلَّغَ، قبل أيام، بأمر المسيرة ( العفوية )، وتعهد بإخراج موظفيه فيها، على مسؤوليته، فتسألني نظراتُه عن سبب وجودي هنا في هذا الوقت، واضعاً إياه في مأزق حرج أمام الجهات الـ ،.. ووقتها تراني أسهبُ وأطنبُ وأستفيضُ في ذكر العلل والبلاوي الزرقاء التي تستوطن جسدي، وتمنعني - لحاها الله - من تأدية واجباتي القومية، وأهم هذه العلل، بلا شك، تنكس المفصل الحرقفي الفخذي المزمن الذي أعاني منه ويحُولُ - كما تعلمون - بين المرء وبين المشي الطويل والهتاف بصوت عالٍ ضد الغزاة، والمستعمرين، وضد المتآمرين الداخليين الذين يطالبون بإلغاء الأحكام العرفية التي نستمد منها صمودنا ومناعتنا، وتمنع المرء، أقصد العلل والبلاوي، من الإمساك برأس الدبكة، أضف إلى ذلك أن التدخين المتواصل يجعل القلب يخفق، والأنفاس تتلاحق لأقل مجهود يبذله الإنسان، فما بالكمبالدبكة التي تتطلب القفز في الهواء ودق القدم بالأرض !! ومن المشاكل التيسببها لي التدخين، أيام كنت أدخن، هو أنني لا أستطيع حضور المهرجانات الخطابية التيمن شأنها تثقيف المواطن وتحصينه ضد المؤامرات الداخلية والخارجية وحمايته منالأفكار الهدامة وأهمها الديمقراطية ( خرابة البيوت العامرة ).. ، فإذا ما حضرت تراني أجلس بقرب الباب، ممسكاً بالسيجارة بيد وبالقداحة باليد الأخرى، وحين يحتدمالتصفيق لا أستطيعه، فإن فعلت انكسرت السيجارة وخسرت متعتها المقبلة. قلنالزميلنا الجديد: هذا ما كان في الخارج، أما وقد استعدت حريتك بدخولك العصفورية،أفلا تجبر خاطرنا بسيجارة؟ فقال بحماس: بل اربطوا لي خمس سجائر بمطاطة! ربطناها وقدمناها له، فأشعلها وأرانا كيف يمكن للمرء، إذا أراد، أن يخرجَالدخانَ من مكان آخر في الجسم غير الفم والأنف !!
بقلم: خطيب بدلة
..........................................
ربما تطفئ في ليلي شعله ربما أحرم من أمي قبله ربما يشتم شعبي وأبي، طفل، وطفله ربما تغنم من ناطور أحلامي غفلة ربما ترفع من حولي جداراً وجداراً وجدار ربما تصلب أيامي على رؤيا مذله يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم
| |
|