علي السلوم متميز
عدد الرسائل : 598 العمر : 43 Localisation : امي ياملاكي يا حبي الباقي إلى ألابد ولا تزل يداكي أرجوحتي ولا أزل ولد تاريخ التسجيل : 23/07/2008
| موضوع: الذاكرة : لماذا ننسى ؟ ... كيف لا ننسى ؟ الجمعة أغسطس 29, 2008 9:20 pm | |
| الذاكرة : لماذا ننسى ؟ ... كيف لا ننسى ؟
لمعرفة أسباب النسيان لا بد من الرجوع إلى العقل وفهم كيفية تخزينه للمعلومات ومن ثم استرجاعها عند الضرورة ، إذ أن من أفضل تعريفات التذكرهو استرجاع المعلومة عند الحاجة إليها ، وبالتالي فإن النسيان هو عدم القدرة على استرجاع المعلومة المناسبة في الوقت المناسب .
أما الذاكرة وكيفية عملها فقد احتار العلم وتعددت الأبحاث والاستنتاجات ولكن اتفق الجميع أن الله وهب للعقل البشري قدرة خارقة
على الحفظ حيث أن العقل يحفظ كل ما يأتيه عن طريق الحواس الخمس إضافة إلى قدرة العقل على الابتكار والخيال وبالتالي استحداث أفكار وصور جديدة ، وإذا ما بحثنا في أسباب النسيان اعتمادا على ما سبق أمكننا استنتاج الأسباب التالية :
من أسباب النسيان :
عدم تركيز المعلومة في الذهن
تخيل المعلومات في ذهنك مثل ورقة معلقة على إحدى اللوحات ، فإن لم يتم تثبيت هذه الورقة جيداً سقطت وإن كانت ثابتة لفترة معينة ، وكذلك حال المعلومات في العقل البشري بحاجة إلى تثبيت وتركيز حتى لا تضيع ، وذلك ما سوف نأتي عليه بالتفصيل في قسم : طرق وأفكار لتقوية الذاكرة
تزاحم المعلومات وعدم ترتيبها إضافة إلى الإرهاق وكثرة المسئوليات
يشترك هذا السبب مع سابقه في نقطة عدم التركيز ، ولكنه يختلف من حيث كم المعلومات الهائل الذي قد يؤدي عدم ترتيبه إلى تشابك الأفكار وبالتالي صعوبة استرجاعها . ومما قد يزيد في صعوبة الاسترجاع الإجهاد الذهني الناتج عن تدفق الكم الهائل من المعلومات الغير مرتبطة أو نتيجة الإرهاق البدني الذي يؤثر بطبيعة الحال على قدرة الإنسان الذهنية
عدم ربط المعلومات بقرائنها
من أهم ميزات العقل هو الوصول العشوائي للمعلومات حيث أنه مثل صفحات الإنترنت تستطيع الوصول لأي معلومة مباشرة بالضغط على الوصلة المناسبة حيث لا يجب عليك قراءة جميع الصفحات مثل الكتاب مثلا للوصول إلى ما تريد ، وبما أن العقل البشري يحتوي على ملايين المعلومات التي تتشارك في معطيات معينة ، فقد يلتبس الأمر عند استحضار أحد المعلومات بالوصول إلى معلومة خاطئة ! لذلك تحتاج إلى عمل ربط قوي ومحكم لكل معلومة مع التصنيف التي يتبعه كمثل آيات القرآن التي قد تتكرر في أكثر من سورة حيث يجب عليك ربط كل آية بالتي بعدها أو قبلها لمعرفة أي سورة تتبع لها تلك الآية
عدم تثبيت المعلومات بالكتابة
إذا رجعنا بذاكرتنا للوراء لعلنا نتذكر أيام دراستنا الابتدائية وكيف أنه كان يطلب منا تكرار كتابة أي مقطع عشر مرات على الأقل !!! وذلك لأن كتابة العلم يرسخه في الأذهان وينطبق ذلك أيضا على تدوين المواعيد والمعلومات العامة حيث أن لها أثرا سحرياً على قدرة التذكر والاستحضار
وبالإضافة إلى ما سبق توجد العديد من الأسباب التي قد لا يلقي لها الإنسان بالاً مثل النظام الغذائي والصحة العامة ومدى حب الإنسان للقراءة والتزود من العلم كما قال الإمام علي (( عليه السلام ))
( من لم يكن إلى زيادة فهو إلى نقصان )
أمور علمية حول الذاكرة
التطورات العلمية عموما والتطور التكنولوجي وخصوصا في مجال الكمبيوتر والآلات الحاسبة وتخزين البيانات غير نظرية العلم عن العقل البشري وكيفية عمل الدماغ وآلية التذكر ، إذ أن الذاكرة ليست مجرد عملية انطباع للمعلومات وإعادة استحضارها بل تتجاوز ذلك بمراحل معقدة تتداخل فيها أمور مازال يجهلها العلم حتى الآن ابتداءً من فعالية الحمض الريبي النووي RNA وأثره في تسجيل الآثار إلى اكتشاف أجزاء متخصصة بالدماغ تعمل على استقبال وتحليل المعلومات وإجراء مقارنة بين المعلومات الجديدة الواردة وبين المعلومات السابقة المخزونة .
قدرة الذاكرة
للذاكرة البشرية قدرة كبيرة على استيعاب مليارات المليارات من المعلومات قدرها بعض العلماء بالرقم واحد وإلى يمينه 79 صفراً !! ومع أنه يستحيل على الإنسان استرجاع كل هذا العدد الهائل من المعلومات فإن ما يستطيع استرجاعه يكفي لملء 90 مليون مجلد ضخم ويضاهي هذا العدد من المجلدات أضخم مكتبات العالم في العصر الحاضر ولو تم صف هذه المجلدات جنبا إلى جنب لشكلت خطاً يزيد طوله عن 450 كيلومتراً
قياس معدلات الذكاء IQ
اهتم الفرنسي ( الفرد بينة ) في أوائل التسعينات باستنتاج علاقات ما بين العمر الزمني للطفل وبين عمره العقلي وبالتالي وضع اختبارات عملية لقياس مستوى الذكاء مما نتج عنه إيجاد علاقة رياضية سماها (معدل الذكاء ) والتي يرمز لها بـ IQ وهذه المعادلة هي :
معدل الذكاء = ( العمر العقلي ÷ العمر الزمني ) × 100
فإذا كان العمر العقلي أعلى من عمره الزمني كان (ذكياً) حسب الدرجة التي يحصل عليها، وإذا كان أدنى من ذلك كان (غبياً) علي درجات أيضاً. وقد وضع العلماء اختبارات عديدة جدا لتقدير العمر العقلي للبشر، ومن ثم تحديد درجة الذكاء ، وقد دلت تلك الاختبارات على أن معدل الذكاء بين الناس عامة يتراوح ما بين (70) فأقل عند ضعاف العقول والمعتوهين، و (130) فأكثر عند الأذكياء والعباقرة ووجد العلماء كذلك أن (60%) من الناس يتمتعون بمعدل ذكاء متوسط يتراوح ما بين (90 - 110)
ولاحظ العلماء أيضاً وجود تناسب مطرد بين نمو جسم الإنسان ودرجة ذكائه، فلاحظوا أن الأشخاص المتخلفين عقلياً أقصر بنحو (4 - 6 سم) من متوسطي الذكاء، وأن الأشخاص الذين يمتازون بمستوى عقلي رفيع يفوقون متوسطي الذكاء طولا بنحو (2 - 6 سم)
ولعل أرفع ما يصبوا إليه المتفوقون أو أصحاب الذكاء المتوقد أن ينضموا إلى (جمعية ميغا) التي تضم فقط 20 عضواً من العباقرة علماً بأن هذه الجمعية لم يؤهل للانضمام إليها حتى الآن سوى (1 بالمليون) ممن تقدموا إلى امتحانها! ونذكر أن أعلى معدل نجاح في امتحان الميغا (الذي وضعه مؤسس الجمعية ( رونالد هوفلن ) قد حققته الطفلة ( مارلين ماك فوس سافانت) من سان لويس، ميزوري، في الولايات المتحدة، فقد بلغت مستوى عقلياً بمعدل 23 سنة، عندما كان عمرها 10 سنوات فقط
مستويات الذاكرة
توصل العلم حتى الآن إلى تحديد ثلاث مستويات للذاكرة :
1- المخزن المباشر للمعلومات الحسية ( ذاكرة الأثر )
وهي خاصة بالمعلومات المباشرة الواردة عن طريق الحواس الخمس حيث تنطبع في ذاكرة الأثر لفترة عابرة لا تتجاوز الثانية والنصف فإذا لم يهتم بها الإنسان تمحي وإن اهتم بها تنتقل إلى المستوى الثاني . جرب مثلا التحديق بشيء معين ثم اغلق عينيك ولاحظ كيف تتلاشي الصورة ببطء من ذهنك .
2- الذاكرة قصيرة المدى
تحتفظ هذه الذاكرة بالمعلومات لفترات أطول ما بين 30 ثانية وحتى دقائق معدودة ، ويتجلى عملها عند حفظ رقم هاتف او وصف منزل احد اصدقائك حيث تعتمد عليها المهام المؤلفة من حلقات متتابعة مثل حلة مسألة حسابية أو ما شابه . ويؤكد بعض الباحثين Shiffrin and Atkinson 1968 إلى أهمية التكرار في هذا القسم من الذاكرة قائلين ( كلما تكررت المعلومات عدداً اكبر من المرات كلما تم الاحتفاظ بها في الذاكرة القصيرة المدى لفترة أطول، وكلما كان هناك احتمال اكبر لاسترجاعها في المستقبل ) .
3- الذاكرة طويلة الأمد
وهي أهم أنواع الذاكرة وأكثرها تعقيداً إذ يتم عن طريقها الاحتفاظ لسنوات طويلة بكل ما نعرفه عن العالم حولنا وبكمية هائلة من المفردات والمعاني والأوصاف والتعابير والأحداث والمواقف والمشاعر والأحاسيس .. وما إلى ذلك مما لو تأمل فيها الإنسان حق التأمل لازداد خشية وإيمانا بخالقه
ولتعرف أهمية ذاكرتك ..
إعلم أن الإنسان بدون ذاكرة .. ما هو إلا مولود جديد !
طرق وأفكار لتقوية الذاكرة
توالت عدة أبحاث واكتشافات ومؤلفات في كيفية تقوية الذاكرة كما لم يخلو عالم الإنترنت من مواقع إرشادية وطبية ومعلوماتية حول هذا الموضوع ومن أشهرها موقع www.Brain.com الذي يوفر وصفات طبية وعشبية إضافة إلى أبحاث ومعلومات حول تقوية الذاكرة ، ومع كل ذلك تظل بعض الأمور البديهية والبسيطة التي يستطيع الإنسان تطبيقها في حياته اليومية لتقوية ذاكرته وبالتالي تحسين شخصيته واستفادته من أوقاته
ذكر الله عز وجل
لا يشك اثنان في أن العلاقة الدائمة بين الانسان وخالقه لها أكبر الاثر في حياته اليومية ، وهذه العلاقة لا تنشأ فقط بأداء الفروض وحسب بل يجب أن تتعدى ذلك إلى الارتباط الوجداني الدائم بالله عزوجل ولا أدل من ذلك قوله تعالي ( واذكر ربك إذا نسيت ) ووصية الرسول الكريم ( ص ) ( اجعل لسانك رطباً بذكر الله ) ، ويضاف إلى ذلك دوام الصلاة والسلام على أشرف الخلق صلى الله عليه (( وعلى أله )) وسلم .
الربط الذهني
يعتبر الربط الذهني من العمليات التلقائية للعقل البشري حيث انك قد تتذكر شخصاً معيناً بمجرد شم رائحة عطره مثلاً ، لذلك نستطيع الاستفادة من هذه العملية لتثبيت المعلومة وبالتالي تقوية الذاكرة ، فمثلاً اربط معلومة معينة كارتفاع الكعبة التي يبلغ ارتفاعها 15متراً بصورة ذهنية كأن تواظب فترة على تخيل القمر في ليلة 15 وهو يضئ على الكعبة كما أن الربط العددي مفيد أيضا للمواعيد ومتطلبات الحياة اليومية فمثلا إن كان ينبغي عليك أثناء خروجك للعمل أخذ مجموعة من الأشياء معك تذكرها عدديا .. ورسخ هذا العدد في ذهنك وسوف تجد نفسك تتأكد من أخذ جميع الأشياء عن طريق التأكد من عددها الصحيح
الكتابة وتدوين المعلومات
الكتابة ليست فقط لحفظ العلم وتداوله بين الناس ، إذ أن الكتابة تساعد أيضاً في ترسيخ المعلومة في ذهن كاتبها ولا أدل من ذلك أن المواظبة على كتابة المواعيد تجعل الإنسان يتذكرها حتى بدون الرجوع إلى ما كتبه !! لماذا لا تجرب بنفسك لتتأكد من صحة هذا الأمر ! حاول كذلك وأنت تكتب أن تعطي لنفسك بعض الدقائق لتتخيل تلك المعلومة أو هذا الموعد وما يسبقه أو يرتبط به من أحداث حياتك اليومية وسوف يكون ذلك مفيداً لك للتذكر التلقائي مع مرور الأيام
الغذاء
تكاد المكونات الغذائية السليمة تنعدم في ما نتناوله يومياً ، فمع ايقاع الحياة العصرية وانتشار الوجبات السريعة والابتعاد عن الغذاء المطبوخ جيداً بدأت الأعراض الصحية والعقلية في الانتشار وقد خلصت دراسة اجراها مركز ( Centers for disease control and prevention )بأن نقص أحماض اوميغا 3 له دور أساسي في ضعف تغذية الدماغ وبالتالي ضعف الذاكرة بشكل عام ، وتتوفر هذه الأحماض بشكل مكثف في اسماك السلمون والجوز والبيض ، وبشكل عام فإن الغذاء السليم والمتنوع له دور أساسي في الحفاظ على توازن الجسم بما في ذلك العقل
صحة الجسم
وما ينطبق على الغذاء ينطبق أيضا على المحافظة العامة على صحة الجسم وراحته وبخاصة النوم ، حيث تشير أحد الدراسات إلى النوم هو من حاجات العقل وليس البدن ، فالإنسان يحتاج للنوم وإن لم يتحرك طوال يومه !
لماذا ؟
مع أنه أراح عضلاته ولم يجهدها .. يرجع السبب إلى أن العقل يعمل جاهدا ولا يكف عن التفكير وحفظ كل ما تراه العين وتسمعه الأذن وخلاف ذلك ، وبالتالي فهو يحتاج لفترة لا تقل عن 8 ساعات من الراحة
موضوع صحة الجسم موضوع متشعب ، ويكفي هنا أن نشير إلى أهمية رياضة المشي ، قم بالحوار مع أي شخص يمارس رياضة المشي واكتشف حيويته وقدرته المتميزة على التذكر ، وإن اقتنعت بالنتائج ابدأ منذ الغد وأعطي جسمك المسكين الذي لا تهتم به نصف ساعة على الأقل من المشي ولاحظ الفرق بنفسك سواء في حيويتك العامة أو في قدرتك على التذكر | |
|