المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: وْلي ي ي.. محافظ كبير!! الأحد سبتمبر 07, 2008 11:29 pm | |
| في أواخر السبعينيات من القرن الماضي كتب أستاذُنا حسيـب كيالي مقالة ممازِحة في صحيفة البعث أوضح فيها أن " الاستحفاظ " هـو الاسـم المصدري من فعـل " استحفظ "،.. فالقول بأن مدينة ما " استحفظت " يعني أنها تَـشَهَّـتْ أن تكون مُحافَظة، كما هو الحال مع إدلب التي كانت منطقةً تابعة لمحافظة حلب، تعيش بهذه التابعية في أمان الرحمان، وفجأة ( استحفظَ ) أهلُها، وشرعوا يطالبون بجعلها محافظة، حتى تحقق لهم ذلك في سنة 1960، أي على زمان الجمهورية العربية المتحدة، وصدر مرسوم إحداثها بتوقيع الرئيس جمال عبد الناصر. وقد تعاقب على كرسي محافظ إدلب، منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، محافظون كثيرون، تراكمتْ فوق أكثرهم غبارُ الإهمال والنسيان، ذلك أن مَن لم يكن منهم ضاراً فهو ليس بنافع، أي أنهم دخلوها وخرجوا منها على مبدأ الـ ( تيتي تيتي ) الشهير! وإذا كنت- عزيزي القارىء- تريد الحقَّ، ولا تريد ابن عمه الباطل، فإن محافظَيْن اثنين يذكرُهما أهل المحافظة بالخير، رغم تراكم السنين، الأول هو الأستاذ محمود يونس، وذلك بسبب أخلاقه العالية ونظافة يده، والثاني هو الأستاذ وهيب فاضل ( أبو علي )، الذي كان يعمل لمصلحة محافظة إدلب وشعبها كما لو أنها بلده، وكما لو أن أهلَها أهلُه. لم يكن أبو علي الفاضل سوبرماناً، ولا محارباً لطواحين الهواء، ولكنه استطاع- ضمن الظروف السياسية والاقتصادية المعقدة السائدة- أن يؤمِّنَ لمحافظة إدلب ودوائرها ميزانيات استثمارية وخدمية ممتازة،.. وكان عادلاً مع الناس، فحينما كانت تُعْـرَضُ عليه مشكلة تتنازعها المصالحُ ومراكز القوى، كان ينصف المظلوم، ولا يترك الظالم يصل إلى حدود الحقد والتخريب، فإن فعل تصدى له بحزم وقوة. ولعل من أبرز الأمثلة على صحة ما ذكرتُ هو ما رواه لي المرحوم سهيل نور، مدير المركز الثقافي الأسبق، عن المتابعة الجدية من قبل أبي علي لعملية إلحاق بناء المركز الثقافي بإدلب بالخطة الاستثمارية التي كانت تُناقَشُ آنذاك، وكيف أنه اتصل بهيئة تخطيط الدولة لهذا الغرض، وقال لسهيل ( إذهب إلى دمشق، وتابع المعاملة، وحينما تعترس معك اتصل بي حتى ولو في البيت بعد منتصف الليل! ) وقد وصل القول بالفعل، وظل يتابع الموضوع حتى أقيم صرحُ مديرية الثقافة الفخم. وصحيح أن ( الثقافة )، منذئذ، لم تدخل إلى ذلك المبنى ( الثقافي ) إلا في حالات نادرة، ولكننا لا نملك إلا أن نشكر أبا علي الفاضل على هذا الإنجاز، فقد يأتي يوم نستطيع فيه تمرير الثقافة إلى داخل المركز، ووقتها سنجد لدينا بناء جميلاً يليق بالثقافة. إن الحديث عن المحافظين، سواء في إدلب أو في غيرها من المحافظات- الحافظة والمستحفظة- يذكرنا بفصل طريف من رواية الكاتب التركي الكبير عزيز نسين، وهو بعنوان ( وْلي ي ي ي .. محافظ كبير ). وفيه يعلَمُ الرجل الزئبقي المدعو ( ابراهيم زوبُك زاده ) بأن محافظاً قوياً تسبقه سمعته قد عُيِّنَ لديهم، فيرسم له خطة محكمة، سرعان ما ينفذها على النحو الآتي: في لحظة وصول المحافظ، نط زوبك إلى المنصة، وتأبط ذراع المحافظ، وقال له: أهلاً بك في محافظتنا، كنت أعلم بمجيئك، وبصراحة لقد استشارني أبو طارق ( رئيس الوزارة ) في أمرك، فقلت له: نضعه في أعيننا. المهم، أخذ زوبك قلبَ المحافظ ( بالهينمة والألبنضة ) وكوَّشَ عليه، وصار يمشيه على كيفه! ومع أن هذا الواقع رسمه عزيز نسين نسين لإحدى المحافظات التركية الشرقية المتخلفة، في الخمسينيات، إلا أنه تكرر بحرفيته في إدلب في سنة 2001، وذلك حينما تحمس أحد المحافظين لتسمية قاعة في المركز الثقافي باسم أستاذنا حسيب كيالي، فكوَّشَ عليه أحد ( الزوبكات )، وجعله يسمي القاعة باسم شخص آخر! فيا له كم محافظ كبير. ولي ي ي! _________________ خطيب بدلة .........................................
ربما تطفئ في ليلي شعله ربما أحرم من أمي قبله ربما يشتم شعبي وأبي، طفل، وطفله ربما تغنم من ناطور أحلامي غفلة ربما ترفع من حولي جداراً وجداراً وجدار ربما تصلب أيامي على رؤيا مذله يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم
| |
|