هزليات (2) دريد لحام والقائد الأسمر وصفوان المعارض

فتحنا أعيننا، نحن أبناءَ الأمةالعربية، على المد القومي الجماهيري الذي لا يبقي ولا يَذَرُ على الأرض دَيَّاراً من المستعمرين والإمبرياليين وأذناب الاستعمار وجماعة الطابور الخامس والعصابات العميلة والقيادات المتخاذلة والخونة والمتساقطين على دروب النضال!
وكانت المفردتان الأكثر شهرة وشيوعاً في أقطار العرب الممتدة من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر هما (يعيش) و(يسقط)، الأولى خاصة بالملك أو الرئيس أو السلطان أو الأمير الذي يحكم بقعة ما من الأرض العربية، والثانية خاصة بالملك أو الرئيس أو السلطان أو الأمير الذي يحكم البقعة المجاورة لها باعتباره ضعيفاً ومناوراً ومتساهلاً ومتآمراً ومرتمياً في أحضان الاستعمار والإمبريالية.
وبما أن الأعمال العظيمة هي من النوع الذي يحتمل الخطأ مثلما يحتمل الصواب فقد رويت قصة عن شاب عربي من النوع (الثوروي الحرَّاقة)، كان يسير في مظاهرة تأييد لحاكمه وشجب واستنكار لحاكم الدولة المجاورة،.. وكان قد اتفق مع رفيقه الذي لا يقل عنه ثوروية وحراقة أن يطخي إلى الأسفل (أي يجلس القرفصاء) ويفرشخ هو ويركبه، ثم يبدأ بالتعييش والتسقيط. وبمحض المصادفة نسي الشاب، أو ربما أضاع الورقة التي كتبت عليها العبارات الثوروية، فارتكب الخطأ الفادح الذي لا يغتفر إذ سَقَّطَ حاكم دولته وعَيَّشَ حاكم الدولة المجاورة، وسرعان ما لكز زميله الذي يحمله في رقبته زاعقاً به: أنزلني، غلطت!
وبرأيي- وأنا أخوكم الأقل شأناً بينكم- أنه ليس من حق ذلك الشاب العربي أن يقع في خطأ كهذا باعتبار أنه شخص عديم الأهمية، مفرادات حياته بسيطة، وباله مرتاح، ويعيش على هامش الحياة، وأما فناننا الكبير دريد لحام فقد أخطأ، وندم، حينما تهجَّم على دولة المخابرات التي زرعها جمال عبد الناصر في قلب الوطن و أخطأ، وندم، حينما نفى أن يكون منتسباً لحزب البعث العربي الاشتراكي، ومعه كل الحق في أن يخطىء، ويندم، بدليل أن محررة سيريا نيوز (سلاف إبراهيم)، أجرت معه حواراً تالياً لتصريحاته التي نشرتها "الوطن الكويتية" وسألته، على السريع، عما إذا كان قد أدلى فعلاً بتلك التصريحات، فقال إنه لا يتذكر ذلك، فهو يجري ما يقرب من أربعمئة حديث ومقابلة سنويا!! (أي بمعدل حديث وعشرة بالمئة من الحديث يومياً، مما يدفعنا إلى التساؤل: متى يبدع فناننا الكبير أعماله الكوميدية المهمة التي تضحك الناس من المحيط إلى الخليج؟!)
أكد الفنان دريد لحام في حواره مع سيريا نيوز (26/ 7 / 2007) أنه ليس بعثياً في الوقت الحاضر، ولن يكون بعثياً في المستقبل، ولكنه مع حزب البعث الى الموت طالما هو قوة ممانعة ضد الأطماع الأميركية والصهيونية. وهو، مثلاً، لا ينتمي الى حزب الله، لكنه مع المقاومة الى الموت! وفي جواب عن سؤال يتعلق بدولة المخابرات التي زرعها عبد الناصر في جسد الأمة العربية قال: إن عبد الناصر كان ساحرَ الجماهير العربية وأملَها، وكان هو- اللحام- أكثر مَن بكاه حينما مات!! وأضاف: أؤيد المخابرات في حال كانت سياجاً أمنياً وإن تسلطت فإنني أول من يعارضها!!!!
وعلى ذكر (المعارضة) التي انتهت بها المقاطع الكوميدية جداً!! التي اقتبسناها من حديث فناننا الكبير دريد لحام مع سيريا نيوز، اسمحوا لي أن أروي لحضراتكم النهفة التالية:
النهفة حصلت على أيام الزعيم الأسمر جمال عبد الناصر الذي أخرج مسألة حب الناس للقائد من مرحلة السكون والركود إلى مرحلة العشق الجماهيري الطوفاني الذي لا يُعْرَفُ له أول من آخر. وفي خضم هذا الحب، كما يعلم الأخوة القراء، تنتفي المعارضة المخربة العميلة للاستعمار، وكذلك تنتفي المعارضة الوطنية البناءة.
وكان مجلس الثورة المصرية يجتمع كلما انتهت الفترة الرئاسية للقائد الأسمر، ويقرر أعضاؤه بالإجماع التمديد له لفترة رئاسية قادمة، إلا واحداً يدعى "صفوان" كان يعارضهم بالرأي ويطلب منهم التمديد له مرة واحدة وعلى مدى حياته!
ومن فرط ما عارضهم السيد صفوان في هذه المسألة أصبح يعرف بينهم باسم "صفوان المعارض"!!
ـــخطيب بدلةــــــــــــــــــــــــــــ

............................................................................

ربما تطفئ في ليلي شعله
ربما أحرم من أمي قبله
ربما يشتم شعبي وأبي، طفل، وطفله
ربما تغنم من ناطور أحلامي غفلة
ربما ترفع من حولي جداراً وجداراً وجدار
ربما تصلب أيامي على رؤيا مذله
يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم