المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: هزليات عامة 4 الجمعة سبتمبر 12, 2008 1:48 pm | |
|
هل كان فرج الله الحلو يدخن المعسل بجوار حوض الأسيد؟ ما زلنا نناقش موقف القائد التاريخي خالد بن الوليد الذي أمضى عمره بين أسنة السيوف والرماح والنبال ومع ذلك لم يستشهد في سبيل الله، بل مات على فراشه كما يموت البعير، هاتفاً: لا نامت أعين الجبناء! وقد دافعنا في هزلياتنا الفائتة عن ذلك الكائن الجميل المعروف باسم البعير، أو الجمل، الذي يتالف جسده من أربعة خفوف كبيرة، يحمل فوقها أربعة قوائم متعرجة ملأى بالأكواع والأظلاف، وله بطن كبير مقوس، وذنب قصير، وظهر طويل عريض عليه سنامان كبيران يشكلان على ظهره ما يشبه مطبات قرية (إبين سمعان) بمحافظة حلب! ورقبة طويلة تمنى الأمام علي أن يكون له مثلها لئلا يتسرع في إطلاق الأحكام أمام الناس، ورأس صغير، وأذنان صغيرتان، وفم كبير له شفتان كبيرتان يسميهما أهل حلب وإدلب (الشفاتير) أو (البراطيم).. ويحكى أن تلميذاً متفيقهاً ذهب إلى شيخه الحكيم وسأله قائلاً: - يا شيخي، أنا رأيت أمراً عجيباً، ذلك أن كل الكائنات الحية تتبول باتجاه الأمام، وأما الجمل فرأيته يتبول باتجاه الخلف! فرد عليه الشيخ مشفقاً: - الله يسامحك يا ابني، ألم ترَ أن كل شيء في الجمل غلط؟ فلماذا تريد لبوله أن يشذ عن القاعدة ويكون صحيحاً؟!! فذهب كلامه مثلاً تستخدمه شعوب العالم الثالث حينما تستمع إلى خطابات المناضلين الشرفاء الواعدة بمزيد من خطط الإصلاح المستقبلية. والآن سأدافع، بعد إذن حضراتكم، عن الجبناء الذين تمنى لهم خالد ابن الوليد الحيرةَ والاضطراب وألا تقر لهم عين. فليكن في معلومكم أيها السادة أن الجبناء يشكلون نسبة تزيد عن التسعين بالمئة من قوام الشعوب المناضلة المحبة للسلام والعدل عبر العصور، وهؤلاء لم يصبحوا جبناء رعاديدَ عن سابق إصرار منهم وتصميم، بل إن الله سبحانه- لا اعتراض على حكمه- هو الذي خلقهم جبناء، أو ربما كانوا شجعاناً بالفطرة، ولكنهم تعلموا الجبن والحكمة مما رأته أعينهم وسمعته آذانهم.. إن الرؤوس التي رآها الحجاج بن يوسف الثقفي وهي تونع ويحين أوان قطافها، لم تونع ويحين أوان قطافها من تلقاء نفسها، بل إن السيد الحجاج هو الذي ارتأى لها هذا المصير لكي يستبدَّ بالعراق وبثرواته وبنسائه الجميلات وقصوره المنيفات، ويمنعَ الماء والهواء والأكسجين عن معارضيه الذين يحبون العراق أكثر مما يحبها هو وعشراتُ الطغاة من أمثاله. والسيد فرج الله الحلو لم يكن يدخن نفس تنباك معسلاً بجوار حوض الأسيد ثم خطر له أن (يضرب قادوساً) فيه لأجل أن يسبح ويفرفش ويبورد ويروِّح عن نفسه، بل كان ثمة رجال أشداء كثيرون حملوه بالقوة وألقوا به في غياهب الحوض. والمقابر الجماعية التي ألقي الناس فيها بالمئات والألوف في العصور القديمة والحديثة لم ينزل الناس في جوفها بقصد التنزه والتسوق، بل كان ثمة من شحطهم من بيوتهم ليلاً تحت مرأى نسائهم وأطفالهم، ثم ذُبحوا كما تذبح النعاج، وطُمروا في هذه المقابر ولا من أحس ولا من دري بهم! لقد تغير مفهوم البطولة، أيها القائد الشجاع خالد بن الوليد، عبر العصور، فما عاد يقتصر إطلاقُه على الناس الذين حاربوا فاستشهدوا، أو لم يحالفهم الحظ بالشهادة في سبيل الله والوطن والمعتقد النظيف الذي يحترم معتنقُه معتقدات الآخرين ولا يسعى إلى إلغائهم أو تحويلهم إلى أذناب ورعايا من الدرجة الثانية،.. فأصبح الشخصُ المدعوم الذي يعطل الإنتاج في معمله يسمى (بطل الإنتاج)، يُعلَنُ ذلك وسط حفل جماهيري بهيج تلقى خلاله الخطب العصماء، ويطلب من المنتجين الحقيقيين أن يرقصوا أمامه ويصفقوا له حتى تزرق أكفهم، وإذا كان ثمة عاملات منتجات فسوف يجبرن على إطلاق الزغاريد في الهواء احتفاء بذلك الشخص الجبان المدعوم الذي يلوح للمحتفلين به ويبتسم لهم ببلاهة مخلوطة بكثير من اللؤم! في الهزليات القادمة سأحدثك أيها القائد البطل عن أنواع أخرى من البطولة لم تسمع بها أنت وأمثالُك ومجايلوك ومعاصروك!
خطيب بدلة
..............................................
ربما تطفئ في ليلي شعله ربما أحرم من أمي قبله ربما يشتم شعبي وأبي، طفل، وطفله ربما تغنم من ناطور أحلامي غفلة ربما ترفع من حولي جداراً وجداراً وجدار ربما تصلب أيامي على رؤيا مذله يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم
| |
|