المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: هزليات (3)- دفاعاً عن الجمل الذي يحمل العشاق على ظهره الأربعاء سبتمبر 10, 2008 11:19 am | |
| سألتُ أحد المشتغلين في مجال الصحافة والأدب عن معنى كلمة "البطولة"..، فشخط بي شخطة أقوى من شخطة الأستاذ "عبسميع" في وجه عادل إمام في مسرحية "شاهد ما شافش حاجة"، وقال لي متهكماً: وهل البطولة بحاجة إلى تعريف يا فهيم؟! تلقيت شخطته بكل ما أمتلك من "المعلمية" في امتصاص الصدمات التي تشكلت لدي عبر إقامة خمسين سنة بين المناضلين الشرفاء، وقلت له: - أرجوك أن تأخذني على قد عقلي وتشرح لي معنى البطولة. فما كان منه إلا أن انفضَّ عني (وازْوَرَّ) وهو يبربر بكلام فهمت منه إنه غير مستعد للأخذ والعطاء مع إنسان "مفذلك" من أمثالي. وأنا بدوري استغنيت عن مشورته وجلست أناقش الموضوع بيني وبين نفسي، وتساءلت: - مَن هو البطل؟ وأجبت نفسي قائلاً إنه- بحسب المواصفات التي قرأناها في الكتب المدرسية وسمعناها من خلال الخطب العصماء التي يتحفنا بها الخطباء المعاصرون- ذلك الإنسان المحب لبلده وشعبه، المنافح عن أرضه وعرضه ودينه ومذهبه، المقدام المتمتع بقوتين خارقتين إحداهما بدنية والأخرى روحية، الذي ينظر إلى الأمام ولا يلتفت إلى الخلف، يكر ولا يفر، يتقدم ولا يتراجع، لا يأتي الأعداءُ في طريقه بمحض المصادفة، وإنما يبحث هو عنهم، وحيثما يثقفهم ينقض عليهم كالعقاب (الباشق) وينزل بهم تفتيكاً وتقتيلاً وتنتيفاً، ومهما حاول الأعداء إصابته في مقتل لا يفلحون في ذلك، وكأنه محاط بدروع خفية لا تخترقها النبال ولا زخات الرصاص ولا حتى الأشعة تحت البنفسجية! وكل ما يطلبه البطل من هذه الحياة الفانية هو أن يمن الله عليه بالشهادة، فيذهب إلى جنان الخلود من غير حساب. من جهة أخرى: لقد أسف القائد التاريخي البطل خالد بن الوليد أشد الأسف على أن الموت حضره وهو مستلق على فراشه في المنزل رغم أن جسده كان كالغربال من فرط ما شرطته السيوف وناشته الرماح فحفرت فيه الثقوب والأخاديد،.. فهجا ميتته هذه وشبهها بميتة البعير وأضاف قائلاً: لا قرت أعين الجبنـاء! لست- أعزائي- بصدد مناقشة موضوع البطولة من الناحية الدينية، ذلك أنني أحترم الأديان، ومعتقدات الناس جميعاً ودونما استثناء، ولأنني، أيضاً، على يقين من أن معظم الأديان (والمذاهب) قد أقفلت باب الاجتهاد وطلبت من رعاياها التسليم بالأفكار الواردة في الكتب السماوية دون نقاش فهذا أضمن وأسلم..، ولكنني أستطيع مناقشة الموضوع من النواحي الاجتماعية والمنطقية والنفسية، وهذا فعل لا تؤاخِذُ عليه الأديان السماوية، وكذلك لا تتدخل فيه السلطات العربية المناضلة الحريصة على سلامة عقول الناس من التلوث أكثر من حرصها على تمسكها بالكراسي المصمغة! من هنا أستطيع- على الرغم من فوات الأوان- أن أتوجه إلى القائد البطل خالد بن الوليد بأسئلة أرى أنها على قدر كبير من الأهمية، وهي التالية: - ما بها ميتة الإنسان على فراشه بين أولاده وأحفاده وأصدقائه الخلص؟ والله أنا أراها جميلة ورائعة، وليست شبيهة بحال من الأحوال بميتة البعير (الجَمَل). ثم ما به الجمل؟ وما هي الإساءة التي قدمها للناس حتى ينظر إلى ميتته على أنها ميتة حقيرة تستحق الازدراء؟ ألم يكن الجمل يسمى سفينة الصحراء إذ كان ينقل الناس من مكان إلى مكان رغم وعورة الطريق وخطورته؟ ألم يكن راكب الجمل قديماً يُعَنِّزُ ويُطَنِّبُ ويتفاخرُ كمن يركب سيارة (البي إم دبليو) ويشفط بها في شوارع الوطن العربي الصامد في عصرنا الحاضر؟! أولَمْ يقل ابن جني إن اسم الجَمَل مشتق من الجَمَال، واسم عقيلته الناقة مشتق من الأناقة؟!! كان العشاق في تلك الأيام يضعون خيامهم على ظهور الجمال ويركب كل زوج منهم في مقصورة أحلى وأبهى من "تكسي الغرام مقرب البعيد". كانت تلك المقصورة تعرف باسم "الهودج"، الركوب فيها أرقى من ركوب التيليفريك بدليل ما غنته كروان في أواخر القرن العشرين حيث لم يعد للهودج وجود: شدوا لي الهودج يالله مشتاق لحبيبي والله! ـــ خطيب بدلة ــــــــــــ ........................................................
ربما تطفئ في ليلي شعله ربما أحرم من أمي قبله ربما يشتم شعبي وأبي، طفل، وطفله ربما تغنم من ناطور أحلامي غفلة ربما ترفع من حولي جداراً وجداراً وجدار ربما تصلب أيامي على رؤيا مذله يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم
| |
|