المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: هل تحب أن تعرف شيئاً عن العنف؟ الأحد سبتمبر 14, 2008 1:44 pm | |
| يكاد يكون العنف حديث الشارع العربي في السنوات الأخيرة، عنف في أفغانستان، وفي العراق، وفي لبنان، وفي فلسطين، وفي الصومال، وفي اليمن السعيد، والحبل على الجرار. الأدب يتحدث عن العنف، والإذاعات والتلافيز. الكاتب الأفريقي فيستوس أيايي كتب رواية جميلة تحمل عنوان "عنف" ترجمها إلى العربية المرحوم الروائي هاني الراهب الذي فصله رئيس اتحاد الكتاب الأزلي من الاتحاد بعنف لم يسبق له مثيل، إذ أنه لم يفصله وحسب، بل شكك في وطنيته، ودون أن يمنحه فرصة الدفاع عن نفسه طبعاً. لن أحدثكم عن "خريف البطريرك" لماركيز ولا عن فصل "ظهور اللوياثان" في رواية حيدر حيدر الشهيرة، ولا عن العنف في المدارس، والسجون، والدوائر الحكومية، والمنازل، بل سأحدثكم عن الحوار الذي يفترض به أن يكون البديل المنطقي للعنف. انظروا إلى الحوارات التي تجريها المحطات الفضائية العربية ترَوْا أموراً تستحق الفرجة. لا شيء ينقص المتحاورين سوى العصي والكرابيج وبكوس الحديد لكي يتشابكوا ويتباطحوا ويتعافسوا بالأقدام وتسيل دماؤهم على أراضي الاستوديوهات! حينما كنا صغاراً كان يأتي أحد زملائنا ليخبرنا عن مشكلة وقعت بينه وبين شخص آخر. إنه لا يقول تشاجرت معه، بل يقول (عملت له قتلة)، والقتلة في لغتنا لفظة لها صفات عديدة، باعتبارها لفظة مهما وذات دلالة. فثمة قتلة توصف بأنها (حشك ولبك)، وأخرى (جلد كلب)، وثالثة (قفا قرد)، أي حمراء دموية. وأحياناً يخبر المنتصر زملاءه بما فعل مع شخص خاصمه قائلاً: - قتلته قتلة نَشَّحت جلده! أو: عملت له قتلة من كعب الدست! (أي: سوداء مسخمة!). ذات مرة داهم رجل من الناس أحد أصدقائي الشعراء في عقر داره، وهو يحمل في جعبته قصيدة، وأرغمه، بالحياء والخجل على سماعها، ثم أحرجه لكي يقول رأيه فيها، فقال صديقي إن القصيدة مختلة الوزن،.. فحلف صاحب القصيدة بتراب الفراهيدي والدؤلي والزمخشري والثعالبي وابن منظور على أنه عد أحرف الكلمات الموجودة في كل شطر من كل بيت، وضبطها لتكون مساوية لأحرف الكلمات الموجودة في الشطر الآخر، على الديزم! فغالبت صديقي ضحكةٌ كادت تفضحه، وقال له: حسناً، دعنا من الوزن الآن، إن في قصيدتك عدداً لا يستهان به من العيوب الفنية، منها.. ومنها.. فلما أتى على ذكر العيوب كلها قب صاحب القصيدة في وجهه قائلاً: عفواً ولكن هذه العيوب كلها موجودة في شعرك! فما كان من صديقي إلا أن امتلأ بالغيظ وقال له: -أخي أنا شعري ما بيسوى نكلة، ولكننا الآن نتحدث عن شعر حضرتك، وليس عن شعري! وفي مرة أخرى أقيمت ندوة في مدينتنا عن تحديد النسل. الطبيب المشارك تحدث عن الآثار الصحية السيئة لكثرة الإنجاب، والخبير الاقتصادي حكى عن مخاطر الإنجاب الكثيرة على الأسرة والمجتمع، ومندوبة الاتحاد النسائي شرحت للحاضرين أفضل الطريق المتبعة في تحديد النسل، ومندوب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أشار إلى علاقة الإنجاب بازدياد معدلات البطالة، ومندوب وزارة الأوقاف نفى أن يكون تحديد النسل متعارضاً مع الأديان، ومندوب وزارة الإعلام تحدث عن التوعية والـ.. والـ.. وهكذا، ولأكثر من ساعة ونصف والسادة المختصون المعنيون بالأمر يقدمون لنا خلاصات ما وصلوا إليه في مجال تخوفهم من الانفجار السكاني الوشيك، إلى أن فتح باب الحوار فوقف أحد الحاضرين، مميلاً رأسه جهة اليمين، وقال مخاطباً رئيس الجلسة بكل ثقة بالنفس: - لماذا أحدد النسل إذا كان الله تعالى قد وضع فيَّ قوة الذرية، وهيأ لي امرأة ولوداً، ورزقني من المال ما يكفي لأن أؤمن لأولادي رغيف الخبز وبعض الأدام؟ ومع أن سلاح المتحاورين في هاتيك الندوة لم يكن سوى الفكر والرأي والقلم فقد خيل إلي أن الرأي الذي قدمه صاحبنا يشبه الحزام الناسف الذي يرتديه الانتحاري ويفجر نفسه وسط حشد لا على التعيين من الناس فيودي بحياتهم جميعاً! أجل، لقد نسف صاحبنا الآراء الأخرى جميعاً وألصق أشلاءها بالجدران!ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ خطيب بدلة .........................................
ربما تطفئ في ليلي شعله ربما أحرم من أمي قبله ربما يشتم شعبي وأبي، طفل، وطفله ربما تغنم من ناطور أحلامي غفلة ربما ترفع من حولي جداراً وجداراً وجدار ربما تصلب أيامي على رؤيا مذله يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم
| |
|