الكذب.. نسيان الحقيقة

يحذر خبراء الطفولة من خطورة أن تنعت طفلك بالكذاب، فالعلاقة ما بين الأطفال والأسماء من الأمور الأكثر خطورة على نفسية الطفل وعلى مفهومة لذاته.
فمن المحتمل أن يكذب معظم الأطفال، لكن بعضهم قد يفعل ذلك أكثر من غيره وفي كل الحالات لا تجد لطفلك عذرا للكذب، لانه دائما غير مقبول، وعلم طفلك هذه الحقيقة ،ولا تعتقد أن الكذب هو ملح الطفولة، فالكذب لا طعم له غير أنه يخفض ثقة الطفل بنفسه وبمن حوله.
فقد أثبتت دراسة تم إجراؤها عن التحليل النفسي للأطفال، في كلية روبرت وود الطبية في أميركا، أن 65% من الأطفال الذين شملتهم الدراسة بدأوا الكذب في السنة الثانية من أعمارهم. والطفل عادة قد يكذب عندما يقول إنه لم يكسر الكوب، على الرغم من أنه الجاني.
أو يكذب فيقول إن أخاه الأصغر هو الذي كسره وليس هو. أو يكذب عندما يبدي إعجابه بشيء أعطاه إياه أحد أقاربه، حتى إن لم يعجبه.
ويكذب الأطفال لمختلف الأسباب وفي مختلف الأعمار، وقد يكون سبب كذب طفل من 2-5 سنوات أنه قد نسي تفاصيل الحقيقة، أو أنه لم يفهم السؤال على النحو الصحيح، أو أن يكون أجاب عن سؤالك إجابة التي تحب أن تسمعها، وأحيانا يكذب تبعاً لخياله النشط.
ومن الأمور المقلقة لكذب الأطفال تعزيز هذا السلوك عندهم ،وتطوره ليصبح صفة وسمة من سماتهم الشخصية وقد يتم تعزيز هذا السلوك عند الأطفال من قبل الآباء والأمهات من غير قصد ،فالطفل يراقب والديه مراقبة دقيقة ويقلد سلوكياتهم. وإذا كان الوالدان يكذبان، فالاحتمال أكبر أن يكذب الطفل أيضا. وتكمن الخطورة عندما يبدأ الطفل بفهم أن الكذب قد يكون أسهل من قول الحقيقة بعد ذلك ،فقد يكذب الإباء كذبات اجتماعية بهدف تكوين صداقات أو إقامة علاقات اجتماعية أو كمجاملة اجتماعية أو للدافاع عن أنفسهم وفي جميع هذه الحالات يسهم الإباء في الإيحاء لأطفالهم بأن الكذب مقبول في بعض الأحيان فيقلد الطفل سلوكياتنا ويلجأ إلى الكذب خشية تعرضه للعقاب.
وهذا يحدث بصفة خاصة عند الآباء الذين يقسون على أطفالهم أو الذين يتوقعون منهم أكثر من قدراتهم. ومن الأسباب التي يلجأ فيها الطفل إلى الكذب إخفاء شعوره بالذنب، والتوتر والخوف. ؛لحماية شخص ما، أو مساعدة الآخرين. وعادة ما يكون سبب هذه الأكاذيب عدم الإساءة إلى الآخرين أو جرح مشاعرهم ،أو من إجل المحبة والقبول من الآخرين، أو لإبهارهم، أو لتجنب بعض المهام وقد يؤلف الطفل صاحب الخيال الواسع القصص أو يضيف كذبة لجعل القصة أكثر إثارة للاهتمام.
و ينجو بعض الأطفال من العقاب عن طريق الكذب، فيصبح وسيلة لحمايتهم من العقاب عن طريق إلقاء اللوم على الآخرين. وعلى الرغم من إدراكنا كمربين لخطورة الكذب على الصحة النفسية للطفل، لدوره في تخريب مفهوم الذات لدية وتدني ثقته بنفسه وقدراته ومدى احترامه لذاته ،فإننا لا ندرك إننا لا نساعدهم أو نشجعهم على قول الحقيقة. وكمثال على ذلك، إذا اعترف الطفل لوالديه بأنه كسر الكوب، فمن المحتمل أنه بدلاً من أن يثني عليه والداه لأنه قال الحقيقة أن يعاقبوه على كسره، مما يجعله يرى أن مجرد كذبة سوف تكون أسهل وتجعله يتفادي العقاب أو التعنيف.
وعندما يكبر الطفل تكبر معه كذباته بصورة أكثر خطورة،ولهذا فعلينا أن نراقب تصرفاتنا وأفعالنا وأقوالنا أمام أطفالنا وأن نحاول أن نكون قدوة لهم، وأن نتجنب الكذب إمامهم. والثناء عليهم عند قول الحقيقة، وتحفيزهم على نحو إيجابي ،فالآباء الذين يقولون الصدق ويثنون على قوله سيعملون على بناء الثقة مع أطفالهم ويبنون علاقة وثيقة معهم وعلينا التأكد من كل الحقائق قبل أن نتهم طفلنا بأنه يكذب فالاتهام الخاطئ في بعض الأحيان قد يكون أقسى من العقاب.
وكذلك علينا أن نتجنب مواجهة أطفالنا باتهامهم في حال حدث شيء ما، مما يتسبب بخوفهم وفزعهم منا فيلجؤون إلى الكذب من غير تفكير ليتجنبوا غضبنا ،وإذا كنت تظن ان طفلك يكذب، فأعطه فرصة ثانية لقول الحقيقة، وقاطعه واسأله عن الحقيقة ،ويجب التركيز على التحدث مع أطفالنا وشرح الأخطاء لهم، فقد يكون ما حدث مبررا وبسبب ،فلنحاول أن نناقش أطفالنا بهدوء في السبب ما وراء الفعل الذي قاموا به ،ولنتعرَف وجهة نظرهم، ولنتح لهم الفرصة في التعبير عن أرائهم هم وليس عما نرغب نحن في أن نسمعه ولنحاول أن نوضح لأطفالنا لماذا يعد الكذب خطيرا بطرق بسيطة يفهمها.

بسـم الله الرحمـــــــــــــــــــن الرحيــــــــــــــــــــم

يا علـــــــــــــــــــــــي مـــــــــــــــــــــــــــــــــدد

الكذب هو مشكلة كبيرة لدى الكبار قبل الصغار

وفي الصدق حلول لمشاكل كثيرة مهما كان الأمر

أخوكـــــــــــــــم................دومــــــــــــــــــــــاً