انتقيت لكم ايضا مقالا مكملا لموضوعي المفيد
ما وظيفة الزائدة؟ لدينا إجابة أخيراً .. إعادة إقلاع الإمعاء!
لأجيال، كان يُذكر في الطب الورع إنّ الزائدة بلا فائدة،
وكان يُعطى الانتباه فقط لميلها نحو الالتهاب المؤلم appendicitis وضرورة استئصالها السريع.
ولكن استعادت هذه الدودية سمعتها واعتبارها الآن
بنظرية من فريقٍ من علماء للمناعة.
وجد العلماء الأمريكان أنّ الزائدة تتصرف كـ
"بيت حفظ جيد" تُنتج وتحمي الباكتريا الضرورية للهضم الصحي،
وذلك من خلال إعادة إقلاع الجهاز الهضمي بعد تعرّض
الثوي إلى داء مثل الزحير الأميبي amoebic dysentery أو الكوليرا،
والّتي تقتل الجراثيم الجميلة وتسهّل الإمعاء.
بمعنى آخر: يظنّ العلماء أنّ الجراثيم الطيّبة الخيّرة التقية الورعة في الزائدة يُمكنها أن تنجو من الإسهال الّذي ينظّف إمعاءنا،
وتعيد انتشارها في الإمعاء. حيث تعيش الجراثيم الخيّرة أصلاً بأمان في الزائدة وتبقى هادئة إلى أن يُحتاج إليها.
William Parker وفريقه شاهدوا تفاعل هذه الباكتريا في الأمعاء،
وقاموا بتسجيل وجودها في الأمعاء بفلم بيولوجي،
وهي عبارة عن طبقة رقيقة ومرهفة من الجراثيم
والمخاط وجزيئات النظام المناعي، تعيش مع بعضها في الإمعاء.
ويقول المؤلف: "إنّ نظريتنا تشير إلى أنّ الجهاز المناعي يحمي ويربّي المستعمرات الجرثومية الّتي تعيش في الأمعاء.
ومن خلال حماية هذه الجراثيم الطيّبة لا يبقى للجراثيم الشريرة مكان تعيش فيه، وكذلك أظهرنا أنّ الفلم البيولوجي أكثر وضوحاً في الزائدة وتنقص سيادته كلّما ابتعدنا عنها"
ويظن الشباب "الطيبة" بقوّة أنّ الناس يقومون بأخذ الجراثيم الضرورية من بعضهم البعض،
ويسمحون لعضيّات الإمعاء بإعادة النمو دون مساعدة من الزائدة" قال الباحثون.
ولكن في القرون الباكرة،
عندما كانت مساحات الأرض الواسعة تُسكن بشكل قليل وكان من الممكن أن تُمسح مناطق بأكملها بجائحات الكوليرا (وهذا يحدث اليوم أيضاً في الدول ذات النظم الصحية المتخلفة)،
كانت الزائدة تزوّد الناجين بمخزن فردي حيوي من الجراثيم المناسبة.
"وعندما تغادر محتويات الإمعاء الجسم،
تستطيع الجراثيم المختبئة بعيداً أن تظهر وتعيد استيطان الأمعاء قبل أن تقيم الجراثيم المؤذية وتسيطر على المكان"قال Bill Parker بروفيسور في الجراحة وواحد من العلماء المسؤولين عن إثبات أنّ الزائدة عضو مفيد.
أمّا في المجتمعات الصناعية الحديثة ذات النظم الطبية العصرية،
فلربّما لا يكون أخذ احتياطي من الباكتريا المفيدة ضرورياً، وهذا يتماشى مع الملاحظة بأنّ إزالة الزائدة في المجتمعات الحديثة ليس له تأثير سلبي ملحوظ.
وأضاف Parker "يبدو أنّ وظيفة الزائدة لها علاقة بالكمية الكبيرة من الجراثيم الّتي تقطن الجهاز الهضمي" "إنّ موقع الزائدة مباشرةً تحت الدفق الطبيعي وحيد الاتجاه للطعام والجراثيم في الإمعاء الغليظة، يساعد على دعم النظرية."
وقال: "أظهرت دراسات أُخرى في الدول الأقل تطوّراً حيث لا تزال الزائدة مفيدة ربّما، أنّ معدّل التهاب الزائدة أقل منه في الولايات المتحدة."
تُستأصل الزائدة روتينياً دون أية تأيرات مرضية أو جانبية ملحوظة، وأكّد العلماء على أنه بالرغم من كون الزائدة عضواً ذو وظيفة،
فلا بدّ من استئصالها عند الالتهاب حيث أنّ تركها دون معالجة قد يكون قاتلاً (إنفجاء زائدة ملتهبة غير معالجة -> التهاب بريتوان -> صدمة -> وإذا لم يتم العلاج -> الموت).
لقد بيّن العلماء منذ عقود عديدة مضت أن الناس في الأمم الصناعية قد يملكون معدّلاتٍ عالية من التهاب الزائدة وذلك بسبب الافتراض الصحي hygiene hypothesis يُعلّق Parker "إنّ هذه الافتراضات تُظهر أنّ المجتمعات الصحية لديها معدّل حدوث أعلى لأمراض المناعة الذاتية والتحسّسية وذلك لأنّ أجهزتم المناعية لم يتم تحدّيها خلال الحياة اليومية من قبل الطفيليات الكثيرة جداً والأمراض الأُخرى الّتي تسبّبها الجراثيم الموجودة في البيئة الطبيعية، إن الأجهزة المناعية في هذه المجتمعات الصحية تُبالغ في ردة فعلها عندما تتعرّض لتحدٍّ."
ويشرح Parker "هذه المبالغة بردة فعل الجهاز المناعي قد تقود إلى التهاب مترافق التهاب الزائدة الدودية وربّما يقود إلى انسداد الأمعاء الّذي يسبّب التهاب الزائدة الحاد. ولذلك فإنّ العناية الصحية الحديثة بنا والممارسة الطبية المتطوّرة قد تكونان مسؤولتين ليس فقط عن نقص الحاجة للزائدة في مجتمعاتنا ولكن أيضاً عن أكثر المشاكل الّتي تسبّبها الزائدة في مجتمعاتنا".
طُوِّرت النظرية من قبل فريق من Duke University Medical School شمال كارولينا، ونُشِرت في Journal of Theoretical Biology وأحدثت تعاقبات في المجتمع العلمي. و"تبدو حتى الآن أنّها الشرح الأكثر ترجيحاً" لوظيفة الزائدة "وتقدّم مغزىً نشوئيّاً" قال Douglas Theobald بروفيسور الكيمياء الحيوية في Brandeis University في Boston.
"سوف أراهن على أنّنا في النهاية سوف نجد الشيء نفسه في اللوزات" قال Gary Huffnagle بروفيسور الطب الداخلي والأحياء الدقيقة في University of Michigan[/size