أيقن الأطباء مؤخراً مدي خطورة الأدوية والعقاقير التقليدية وآثارها الجانبية الخطيرة على المرضى، فاتجهت انظارهم إلى المواد الطبيعية المستخلصة من الحيوانات التي تنمو في الغابات الكثيفة من أجل الاستعانة بها لمحاربة العديد من الأمراض، والتي ثبت علميا مدى فاعلياتها خاصة سم الأفاعي والعقارب والعناكب.
وفي أحدث تجربة علمية تستعين بسموم تلك المخلوقات في علاج الأمراض الخطيرة، توصل أطباء في مستشفى سانتو دومينعو في البرازيل وباحثون أميركيون من جامعة ولاية نيويورك بعد اختبارات طويلة أجريت على الفئران والأبقار والأحصنة إلى أن سم العناكب الذئبية المسماة ترانتشولا يحتوي على بروتين يمكنه أن ينقذ حياة مرضى القلب.
وأوضح الباحثون سم العناكب يساعد في منع الإصابة بالنوبات القلبية في حال انقباض القلب، وتؤدي هذه الحالة الى اختلال نبض عضلة القلب، وينجم عن ذلك فشل في ضخ الدم بشكل سليم، وينتهي الأمر بشكل عام بوفاة المصاب.
ويستعين الأطباء عادة في هذه الحالة بصدمات كهربائية لإعادة القلب الى وتيرة خفقانه العادية، بيد أن النتائج الايجابية لسم العناكب الذئبية دفعت بالعديد من الأطباء في البرازيل أيضا وفي جامعة ولاية نيويورك الآن الى الاستعانة به، لأنه أفضل من الصدمات الكهربائية التي لا تعطي نتيجة سريعة إذا ما كانت حالة المريض متدهورة جدا، لان السم يسري بسرعة في الشريان ويقوم بالغرض المطلوب.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يستعين فيها العلماء بالعناكب لعلاج أمراض تصيب الإنسان، فقد توصل باحثون ألمان من قبل إلى إنتاج أعصاب احتياطية للإنسان من نسيج العنكبوت، تمنع توسع الندب الناجمة عن الجروح ويمنح مجالا لنسيج الجسم الطبيعي لترميم نفسه بنسيج من صلبه وليس من الألياف.
وقد توصلت العالمتان، كريستينا الميلنج وزميلتها كيرستن رايمرز- فضلاوي إلى نتائجهما بعد ثلاث سنوات من البحث في نسيج نوع من العناكب الاستوائية التي يطلق عليها اسم "نيفيليا"، وقد نال هذا البحث جائزة أفضل اكتشاف في المجال الطبي لعام 2007 .
وأوضحت رايمرز- فضلاوي أن هذا الجنس من العناكب الطويلة الساقين -الذي يبلغ حجم الواحدة منها حجم راحة الكف- ينتج خيوطا حريرية بالغة الدقة والقوة في آن واحد، وقد ثبت علميا أن هذه المادة التي تنتمي إلى فصيلة "نيفيليا كالفيبس"، تحفز انقسام خلايا الجسم، ولا يلفظها الجسم كمادة غريبة ثم أنها تمتلك قدرة طبيعية على طرد البكتيريا.
وتبين من التجارب أيضا أن النسيج المصنوع من خيوط العناكب قوي جداً بطبيعته ثم أنه مشحون بالمواد الحيوية والبروتينات الطبيعية التي تدعم عملية بناء الأنسجة الطبيعية في جسم الإنسان.
وترى العالمتان أن خيوط العناكب ستلعب دورا في ترميم الجروح الخارجية التي تصيب الإنسان في الوجه واليدين والرجلين وسائر سطح الجسم، فالثابت علميا أن جسم الإنسان يحاول تعويض الجرح من الأنسجة نفسها، لكن العملية بطيئة، ولهذا تعمل أنسجة أخرى على انتاج المادة الليفية التي تملأ الجرح وتكون "الندبة" لاحقا.
أما عن استخدامات سموم العقارب، فقد اكتشف أطباء فرنسيون أن العقرب من الممكن أن تقوم بمهمة جليلة في استئصال الخلايا السرطانية من الجسم، لأن الابرة الموجودة في ذنب العقرب والحاوية علي السم باستطاعتها الكشف عن بقايا الخلايا المصابة بالسرطان بوضوح تام بعد اضافة مواد اشعاعية الي كمية السم المحقون في موقع الاصابة، وبذلك يمكن تعقب تلك الاجزاء وازالتها كليا قبل ان يقوم الطبيب الجراح بغلق موضع الجرح.
ويتم ذلك بفضل وجود مادة الكلوروتوكسين أو ما يعرف ب CTX في سم العقرب، وهي مادة فعالة، واهم المناطق التي يمكن استخدام هذه المادة فيها هي المخ.
وأوضح الأطباء أنه عادة ما يكون هدف الجراح اثناء استئصال الاورام السرطانية، هو استئصال كامل الجزء المصاب بالسرطان، فالجراح هنا يحاول عدم الابقاء علي اي جزء من هذا المرض الفتاك في جسم الانسان، لأن الأجزاء الصغيرة جدا للورم لا يمكن رؤيتها حتي في الاشعة الدقيقة التي تعرف بأشعة MRI، وبعد استئصال الورم، يمكن ان تظهر اورام اخري من بقايا الاجزاء المستأصلة في وقت لاحق، بيد أن الاكتشاف الجديد يمكن أن يحقق الهدف المطلوب دون عناء.
وقد تطابقت خلاصة الدراسة التي قام بها علماء فرنسيون مع دراسة أخري قام بها علماء امريكيون.
من جهة أخرى، يعكف باحثون امريكيون علي اختبار دواء مستخرج من سم أفعى ماليزية لمعرفة قدرته على شفاء المرضى المصابين بالجلطة الدماغية.
وأكد الباحثون أن الدواء الجديد واسمه Viprinex يساعد على إذابة التخثر الدموي وترقق الدم ، مشيرين إلي أن الدواء قد يكون فعالاً بعد 6 ساعات من ظهور عوارض الجلطة الدماغية في حين أن الادوية الاخرى تحتاج إلى ضعف هذا الوقت لتعطي اي نتيجة.
وتمكن علماء بريطانيون من صنع مرهم للوجه من مستخلصات سم الأفاعي يبقي وجوه النساء نضرة ويمنع التجاعيد من الزحف إليها.
وأشار الباحثون إلى أن تأثير المرهم الجديد واسمه "سيناك" شبيه بتأثير مستحضر مشابه هو "بوتوكس" ولكن الفارق بينهما هو أن لا حاجة لاستخدام الحقن عند استخدام المرأة للمرهم الأول.
وينصح العلماء باستخدام هذا المستحضر مرتين يومياً ويشيرون إلى النتائج الباهرة التي حققها أن شهيرات مثل جينيث بالترو و بن كنجلز يستخدمنه بانتظام، وقد أكدت الدكتورة بيلندا موراي بعد استخدامها للمرهم أنها أحست بفارق كبير بعد استخدامه بفترة قصيرة.
المصدر: الشبكة الاخبارية محيط