ميزان الجزر القدس العربي 27/2/2007
هذا هو الميزان الذي نستخدمه لخدمة قضايانا. ومصالحنا , ونتفاخر بحَوَلهْ, وعدم عدله ونسْخّره لإقناع أنفسنا بعدالة قضايانا. ونبرر به تصرفاتنا .
مطلقة شعار يوضع على جبين صاحبة هذا اللقب , ينظر إليها من خلال هذا الحال الذي آلت , وصمة عار يرافقها حتى الممات مهما كانت الأسباب ..ُيتوقف عند هذه الكلمة كثيرا, وُيوضع آلاف الخطوط تحتها حتى لو كانت مميزة بكل شي حتى لو لم يكن ذنبها لكن وصمة عار لن تمحى عن جبينها .
لو أردنا أن ننظر إليها من منظار الدين, والشرع, والأخلاق لوجدنا انه يجب أن يكون وسام يعلق على صدرها ,
انه دليل على ورعها وخوفها من الله دليل على عفتها وكرم أخلاقها بعكس نظيرها الرجل .
حيث أن هذه الكلمة لا تعني شيئا ولا يتوقف عندها , نبرر له كل تصرفاتها حتى لو كانت مخالفة للشرائع, حتى لو كانت تنافي الأخلاق السمحة التي فرضها كل دين وكل مبدأ .
يريد أن يتزوج ..... مطلقة !!!!!إنها لطامة كبرى.! هذه التي اخترتها مطلقة!! كيف تختار مطلقة وعندها أولاد ؟ وأنت تستطيع أن تتزوج فتاة بنت بنوت ما باس فمها غير أمها؟؟؟؟؟؟ ....
هل أنت مجنون ؟ انتبه إنها مطلقة مكتوب على جبينها بغض النظر عن ميزاتها الأخرى عن ثقافتها عن علمها عن أخلاقها مطلقة تكفي .
لكن أنت ؟ هل نظر احد إلى نفسه وفكر ورأي ما هو وما يحق له..
الأهل : مالذي يجبرك على الزواج من مطلقة مهما كانت صفاتها؟! تسقط عنها جميع الميزات الأخرى, الأخلاق الشرف العلم , كل الصفات , وتبقى مطلقة .
أما هو لا ينظرون إليه إلا كامل مكمل أنت لا ينقصك شيء,, لماذا تتزوج مطلقة؟! مهما كانت صفاتك مهما كانت ميزاتك مهما كانت درجة تجاوزاتك للخطوط الحمر .
هل العلاقة خارج إطار الزواج زنا؟ هل تعد وصمة عار في جبين رجلنا الشرقي الذي يبيح لنفسه الزنا.. المساكنة في أوربا وهو مسلم؟! .
لا نتوقف عندها ,ولا يتوقف الأهل عندها ,ولا احد يرى أن هذا مخالف لقواعد الأخلاق التي تربينا عليها
هل هذه العلاقة شرعية ؟ هل تمس بشخصية الإنسان, وتعد نقطة عنده أم نتجاوزها ولا نفكر فيها ولا نتوقف عندها ؟!
مع أنها علاقة غير شرعية لأنها لم تكن في إطار الزواج. لا اعتقد أننا يمكن أن نفسرها بغير هذا ومع ذلك لا نتوقف عندها ولا نراها , يعاشر آلاف ,ويقضي أياما ,وأيام, ويبقى يحتفظ بعذريته, وحقه في اختيار بنت بنوت ما باس فمها غير أمها ...
ويبقى الحق لأهله أن يختاروا له ذوات الحسب, والنسب, والمال ,والجاه ,والعفاف, ويروه في قمة المجد وهي مطلقة .
تسقط عنها كل الصفات , ولا ترى إلا من خلال هذا المحفور على جبينها مطلقة.
هي!!! مطلقة علاقة شرعية وضمن إطار مجتمعي, ومشروعة, وتبقى وصمة عار على جبينها .
هل هو ميزان الجزر الذي نقيس فيه أخلاقنا, وإنسانيتنا؟!!
من وضع هذا الميزان, وجعله قانون, وحق وغيره باطل ؟ إلى متى سنبقى نكيل بمكيالين .؟!
لو نظر كل إنسان إلى نفسه ورآها على حقيقتها لانكسر هذا الميزان , واختلفت الأمور, وانقلبت الموازين .
لو تمسكنا بحبال ديننا, ومثله ,وترفعنا عن تبرير ما نقترفه من ذنوب لاختلف الميزان, وصار العدل .
لو تمسكنا به لما وقعنا في المحظور لأنه سيحمينا من أنفسنا, من الوقوع في الخداع ,الغش ,والتهاوي في عالم الذنوب .
لو تمسكنا بأخلاقنا وترفعنا بأنفسنا عن اقتراف المعاصي لما تعرضنا للخيانة, والغش, ولما استطاع احد أن يتلاعب بنا فترات طويلة من الزمن .
من كان منا يضحك على الآخر من غدر الآخر أنا من عاشرتك بدون عقد رسمي ,وزواج طبيعي أم أنت من عاشرتني سنين قبل أن تتزوجي واعتبرته تجربة لزواجنا فانكسرت هذه التجربة وانكسرت فيها نفوسنا وثقتنا بنفسنا .
من غدر بالآخر ؟ لو انك اصريت أن تطبق تعاليم دينك ,وترفعت عن التبرير لنفسك المساكنة, والمعاشرة والعلاقة العابرة لما وقعت في المحظور. لم استطع أن اغدر بك أو تغدر بي , لو كان زواج شرعيا بشهود وأوراق رسمية لما استطعت أن اغدر بك سنين ولما استطعت أن تنال مني سنين وأصبح أنا مقترفة لعدة ذنوب وأنت لعدة ذنوب والله هو الغفور الرحيم, كنت أنت اختصرت المسافة على نفسك وعلى نفسي ولم يضحك كل منا على الآخر.
من يستطيع من شبابنا في أوربا أن يحصي ذنوبه باقتراف الزنا ؟ هل يحق لي أن أطالب بذات العفاف وأنا أين عفافي؟؟؟؟؟
أنت متزوج ولديك أولاد, وزوجة تحت أي بند تعيش في أوربا, وتعاشر, وتساكن كلما رغبت نفسك في ذلك وما أكثر ما ترغب نفسك لأنك تعتبرها رجولة ,وبطولة, وحقك الطبيعي في إشباع غريزتك ,ومن دون أي عقد أو زواج أو تحت أي إطار, وهي! تنتظرك وحيدة سنين تبكي غيابك ,وغربتك, وظلمك, وأنت تخونها وتغدر بها وتعاشر غيرها آلاف النساء !!!
انه حقا ميزان الجزر ولا يمكن أن يكون غير هذا ....
عذرا منكم يا رجالنا أقول هذا للفت النظر ليس إلا .
الكاتبة الصحفية:رجاء حيدر
سوريا - سلمية