عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
موضوع: فايز قزق . موهبة لا تتكرر السبت نوفمبر 22, 2008 1:51 pm
فايز قزق من مواليد دمشق 1959 خريج المعهد العالي للفنون المسرحية 1981 ممثل في المسرح السوري منذ 1981 ومخرج محترف منذ 1988 ،حاصل على شهادة عليا في إعداد وتدريب الممثل المسرحي من كلية ( الروز بروفيلد) في بريطانيا ، وعلى شهادة الماجستير في الإخراج المسرحي من جامعة ( ليدز).
بابتسامة حزينة .. ونقمة على من يدعون أنهم مسرحيين و كل القائمين على المسرح.. بدا وكأنه بركان تفجر بكلامه على من أوصل المسرح إلى أدنى درجات الانحطاط والتردي. أنا غاضب ومن حقي أن أغضب ، الدبكة ليست مسرح والغناء ليس مسرح. المقبرة هي المكان الذي إذا اقتربت منه يشتعل خيالي بطريقة مجنونة عبارات ادلى بها الفنان فايز قزق في لقاء أجرته معه صدى سوريا في الحوار التالي ....
بعد (28 عاماً من مسيرتك الفنية التي قدمت خلالها(40) عملاً مسرحيا هل أنت راضٍ عن وضع المسرح في سوريا؟
بالنسبة لي ليست المسألة راضي أو غير راضي هذه مسألة نسبية بين عرض و آخر. لكني غير راض ٍ عن خلو بلدنا من المسرح ، و الحديث في هذه القضية أصبح من المحظورات فعندما تتحدث عن عدم وجود مسرح وعن تاريخ تدهور المسرح في سورية تعتبرها وزارة الثقافة و مديرية المسارح و الموسيقى شتيمة لها .
وهناك محاولات لاعتبار هذا الماضي مجيد و خلاق و اعتباره شيء يجب الحفاظ عليه لوصفه ارثا وطنياً( أنا ما بشوفوا هيك )، كما أننا وصلنا إلى مرحلة اختلفنا بها كمسرحيين حول حقيقة الجمهور الذي لم يتكون أصلاً خلال (10-15) سنة الماضية بسبب عدم تكون مسرح فعلي في دمشق.
ما رأيك بالطريقة التي تقدم بها المهرجانات السورية مسرحياتها؟
مهرجان دمشق الدولي في دورتيه الماضيتين قدم دليلاً ساطعاً على التردي الذي وصلنا إليه وعلى الرداءة في التفكير والنظر المسرحي . وبرأيي أن المهرجان المسرحي عبارة عن تتويج لما يتم إنتاجه من أعمال مسرحية حتى لو لم يستطع هذا النتاج أن يتكامل ليجذب آلاف الناس بشكل دوري للمسرح ، وبالتالي لن نستطيع الوصول إلى الحالة المرجوة من التطور والازدهار في المسرح سواء عبر المهرجانات المسرحية في سورية أو في العالم العربي. ولم يعد سراً أنه يطلب منا عمل مسرحية لمهرجان . فصناعة مسرحية لمهرجان أمر، و صناعة مسرح لشعب آمر آخر يتطلب آلية تفكير حاذقة ومعالجات فورية للواقع الراهن الذي نحن فيه و هذا كله من أجل حفظ ماء الوجه.ولذلك لم أكلف لا كمخرج ولا كممثل كما و أنني لن أقبل القيام بعمل مسرحي لحفظ ماء الوجه المسفوح.
هل يعبر المسرح السوري عن ثقافة الشعوب و حرية الرأي؟
هذا السؤال يجب أن يوجه لوزير الثقافة ومدير المسارح و الموسيقى فكل إنسان له وجهة نظر مختلفة،أما وجهة نظري لم يهيأ للفنان السوري المناخ الآمن والحر لكي يطور طرق صناعة العرض المسرحي، ولا يوجد ما يوحي بالأمن لكي تبدأ معالجة الأسئلة الخطرة في حياتنا اقتصادياً وسياسياً وفكرياً .... وتجربة سعد الله ونوس ومعاناته وتجربة فواز الساجد وشريف شاكر تدل على ذلك وتجاربنا في الوقت الحالي دليل على نوع من الإزدراء المقصود ونوع من المنهجية في مسألة قتل المسرح السوري وهذا سؤال أحيله الآن على صفحاتكم إلى المسؤولين في وزارة الثقافة ليجيبوا عليه ليس لي أنا فأنا أدرك الأسباب بل للشعب السوري الذي افتقد فناً لازماً لبناء المدينة الحديثة وهو المسرح.
أنت تلقي المسؤولية على السلطات الثقافية والرقابة ؟
بالتأكيد عندما تكون هناك رقابة أنا أقبلها بشرط أن تكون من النوع الممتاز والخلاق، قد أكون في لجنة رقابة وإذا ما شاهدت عرضاً رديئاً من الناحية الفنية ، و سيئاً من الناحية الفكرية (أي أنه لا يقدم سؤالاً خطيرا ومهماً قادراًعلى جذب الإنسان) فيجب إيقافه. و عندما يقدم العرض سؤالاً خطيراً ومهما كانت وسائل تجسيد هذا السؤال خطيرة فأنا أدافع عنه حتى الموت فمن حق هذا العمل أن يقدم على خشبة المسرح. ولكن الآن اذهبوا إلى صالات تجارة المسرح هناك دائماً حيادية في مسألة طرح السؤال وإسفاف في وجدان العاملين في المسارح التجارية، قد لا يكون البعض منهم ملاماً لكن البعض يدرك أنه يقدم السيء للجمهور ويدرك أكثر أنه يلعب في منطقة من دماغ المواطن التي تربت على (الواوا.... وبوس الواوا) وهذا النوع من الوعي ( الواووي ) هو ما يدرس بعناية وتقدم فيه إلى الآن مدرسة المشاغبين ويضحك المواطن السوري لأنه يعتقد أن هذا هو المسرح . هذا نوع من قيادة الدماغ إلى أدنى درجات الانحطاط الحيواني وأعتقد أنهم مخربون أكثر من أي أعداء يمكن أن نفكر فيهم ببلادنا هؤلاء مخربون بامتياز. .
إذا ليس لدى الجمهور ثقافة مسرحية:
الشعب السوري محروم من المسرح ويجب أن تكون لدينا خطة لشرح مفهوم المسرح وهو أسوأ مراحل الانحطاط الفني في بلادنا ،علينا أن نشرح لشعبنا من خلال عروض استثنائية ومن خلال آليات عمل تثقيفية غير مملة وغير جافة فنحن فعلا لا يوجد لدينا ثقافة مسرح والجمهور المسرحي لا يتعدى الآلاف في كل مدينة.
أنت غاضب....
طبعا أنا غاضب ومن حقي أن أغضب ،أنا لست متخصصا في مسألة(البنشرة ولا في مسألة الجراحة ولا الجيولوجيا)، أنا متخصص في المسرح وبذلت أكثر من 75 % من حياتي الفنية في المسرح وسيكون ما تبقى منها للمسرح بامتياز. من حقي أن اغضب عندما أرى أن هناك من يود امتحان آرائي إلى الآن في وزارة الثقافة ومن يود أن يراقب عملي المسرحي في المسرح القومي بلجنة لا قوام لها ولا أبعاد ولا ثقافة ولا منطق ولا قدرة على الحوار.
كيف يمكن أن نصنع مسرحاً سوريا يصل إلى طموحاتنا في الإبداع:
يتم ذلك عن طريق اجتثاث الآليات والعقليات الموجودة في مديرية المسارح وتغيير الأسماء والأنماط وطريقة العمل ووضع الأمر بين يدي الشباب وإعطائهم الأمان وعدم فرض الرأي عليهم وعدم توجيههم لأنهم يعرفون ويدركون ما يجب أن يفعلوه وإعطائهم السند المالي . إن المسرح السوري بحاجة لكي يبدأ بالسير إلى أكثر من 10 مليارات ليرة سورية على مستوى القطر , والقيام بدورات وبعثات خارجية وتنمية الذوق الحرفي لفهم المسرح .ويجب أن يتم تحويل الخرائب التي تسمى مراكز ثقافية وما فيها من صالات عرض وذلك من خلال تفعيلها وإعطائها إلى أصحاب التخصص ممن يدركون معنى العرض المسرحي لا الأنشطة الثقافية والتراثية التي تقدم على خشبات تلك المسارح وندعي أنها مسرح، الدبكة ليست مسرح والغناء ليس مسرح.
ماذا عن المسرح في المحافظات السورية:
الناس مشتاقة لدخول المسرح هذا ما لمسته في الرقة واللاذقية، وفي أكثر من مدينة عرضنا فيها عروضا مسرحية والناس ترى أن هذا الأمر مفيد ولازم في حياتها ومع ذلك يمنع عنها المسرح. والى الآن نصدق أن رجلاً واحداً يدعم مدير المسارح والموسيقى (عبقري زمانه) يستطيع أن يعرف ما يجري في كل بقاع سوريا من القامشلي إلى شهبا ومن جبلة إلى البوكمال ،هذا العبقري دائما موجود في الوقت الذي لا تؤمن فيه لا لندن ولا موسكو إن على رجل واحد أن يدير صالتي مسرح في أي من المدينتن ، لكل واحد من المسارح في الدول الاشتراكية والرأسمالية مديرها وطاقمها الإداري وميزانيتها الخاصة بها. أما هنا فلدينا شخص واحد يود أن يصرف ( المقشة لحلب والمنظف إلى جبلة والستارة إلى البوكمال إن كان هناك مسرح ). من هو هذا العبقري ؟ هذا موجود وموضوع لخدمة تحطيم المسرح وإتمام عملية القضاء عليه , في مسرحية (حمام بغدادي) ذهبنا إلى الرقة لم يكن هناك أي مردود مادي وكذلك في اللاذقية وحمص ،لا يوجد وزارة تعطيك مقابل هذه الجولات يعني (إذا بدكون تروحوا روحوا وإذا ما بدكون انشالله عمرون بحلب و بحمص ما يشوفوا مسرح ، شو بدون بالسويدا بالمسرح ). الفنان يتبرع بجزء من وقته وجهده وأفكاره إيمانا منه بمن هو متواجد في باقي المحافظات. إننا نفتقد مسرحاً حقيقياً يعالج القضايا من وجهة نظر التشابك الخطير للعلاقات ضمن المدينة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وأخلاقياً و دينياً وإرثياً , كما نفتقد ممثلين ومخرجين متطورين بامتياز بالإضافة إلى افتقادنا الكاتب (الكنز ).
أخرجت مسرحيات مرتجلة قدمها طلاب المعهد العالي مع العلم أن هذه المادة غير مدرسة بالمعهد.
لاحظت منذ عام 1988 أن المعهد خالٍ من مادة الارتجال في حين أنها موجودة في كثير من مدارس العالم ،والارتجال له أنواع :لفظي وجسدي ارتجال يقود إلى صورة،وارتجال يقود إلى نص، وإلى حالة نفسية معينة
الارتجال مبرمج وممنهج يمر بعدة مراحل من الفهم والتطبيق للوصول إلى قضية أرادت مجموعة من الممثلين ارتجال قضية واستنباط الشخصيات القادرة على حمل كامل أركان الفكرة بصورة خلاقة ،هذا النوع من التفكير غير موجود وهي مادة مفتقدة فعلا بدأت اعمل على الموضوع وكان هاجسي الوحيد أن تبقى موجودة.
اتجاهك للتلفزيون كان بسبب يأسك من واقع المسرح أم بسبب المادة:
عندما شعرت أن مشروعي المسرحي ليتم يجب أن يُسند مادياً كان علي العمل في المجال الذي يؤمن لي المال، والتلفزيون يحقق ذلك بمعنى أن مسلسلاً واحداً في التلفزيون يكون لي ملجأ من الحاجة لسنتين، وللمسألة المالية بالضبط اتجهت للتلفزيون ولمتابعة نشاطي المسرحي دون الحاجة للتذلل لوزارة الثقافة ومديرية المسارح والموسيقى أو إلى فلان من الناس الذين لايستحقون المواقع التي هم فيها.
في اسكتشات ما في أمل كنت تقدم الجانب المتفاءل.... هل التفاؤل موجود في شخصيتك أم انه مجرد دور تؤديه....
لا يمكن لأي فنان في العالم أن يكون متشائماً ويقدم العمل المهم للبشر،علينا دائماً الحفاظ على بقعة التفاؤل فينا وأن نحصنها لكي تكون عصية على الانحطاط والانهدام أو عدم القدرة على الإنتاج، علينا أ ن نصون مواطن الإبداع فينا، كل هذه الأشياء لا يمكن أن تتحول إلى مقفز مهم للإبداع إذا كانت نفس الإنسان أو الفنان خالية من بقعة التفاؤل .
ما هو المكان الذي يستفزك ويثير خيالك؟
المقبرة ... المقبرة تثير خيالي و خيال أي إنسان لكن هي تثير خيالي بطريقة أستطيع أن أتصور أكثر من حالة أكثر من قصة ومن شعور.
المقبرة هي المكان الذي إذا اقتربت منه يشتعل خيالي بطريقة مجنونة بل هي حكيمة أكثر منها مجنونة ،هذه الأماكن تثير الأفكار حول الناس الممددين الذين عاشوا حياتهم وظروفهم ولكل واحد قصة معروفة أو غير معروفة وهناك شيء يجعلك تحس بكيانك و وجودك كونك الوحيد الحي فعلا بين الأموات الذين أنهضهم الخيال وأعاد صورهم إلى الوجود نتيجة وجودك بينهم.