من وحي الملاقاة للشاعر محمود فايز قدور
تبارك ربنا فـــله العــــــــلاء وجــل ثنـــاؤه ولــــــــه الثـــناء
أقـــــــام الكون بالأمر اقتدارا خــلاء ها هنــا وهنـــا مـــــــلاء
يسير بـــذاته دق اتـــــــــزانا وليس به من الفوضى زهـــــــاء
وسبحــــــــان العلي فكل شيء يكـــون بأمره وكمـــــا يشـــــــاء
قضى بالحق أمره فاصطفاكم على الثقـلين ما ســـــطعت ذكــاء
وتلك حقـــيقة لا ريب فيــــها ولا لبس ولا فيــــهـــا التـــــواء
فآل البيت عن كـــــــل البرايا يـــمـيــزهم ســــمو وارتـــــــقاء
إذا ابتهل السماك مع الثـــريا فــــخارا وآبـتــدت تدلـــى الدلاء
فآل البيت أبــــــراج التسامي وهـــــم أســمى وغيرهم ادعــاء
وفي حــــــلك الظلام لنا هداة فهــــــم ســـرج بقدسي تضـــــاء
وللملهوف هــــم أزر وغوث وللمظـلــــوم في قـــــوم حبـــــاء
إذا ما ضاقت الدنيا بقــــــوم وأكـــدت عنــــدهم كان العفــــاء
هم السبق الكرام وسكب هلى إذا ما ضــن بالغــيـــث الشتــــاء
فمن وافاهم يرجـــــــو عطاء لفاق جميــع ما حسب العطــــاء
فمحتــــدهم أمين الخلق طرا شفيع الخلـــق إن نــزل البـــلاء
نبي مصطفى هاد عطـــــوف لنا بعظـيـم أســرته اقتــــــــداء
فديتم عـتـــــــــرة يا آل بيت دعـــــائمه القـــداسة والنـــــقاء
بناة المصطفى بحكيــــم أمر فنــاف ولا يسامـــقه بنـــــــــاء
بناة الطاهر المحتــــار هديا فـكان لمــــبدع الــكون اهتــداء
تعالى شامخا يزهـــو سموا له الأفــــلاك شرفـــها انضـواء
لكم طوبى فجدكم رســــول به ختــــم الطــــهارى الأنبـياء
ستبقى العروة الوثقى وانتم بها الأعــــــلون ما تلد النسـاء
فأهــــــــلا يا سليلا هاشميا بجـــــديه الشفـــــاعة والنجــاء
بك القمران قد سطعـــا بنور وفي غـــــــــراء غرتــك البهاء
حللت بلادنا فانساح عطــــر به للنفس من مــرض شـــــفاء
وكيف العطر لا يشفى وفيه لروضـــة اشـرف الخلق انتماء
حللت بنا فحل الروح قدسا يباركنــــــا ويهـــدينا الضيـــــاء
ومن جلل الملاقاة ارتعشنا ومن فــــــرح تملـــكنا البـــــكاء
بنورك يا أبا الزهراء نهدى وتنجــاب العــــــــماية والعمــاء
فأنت بذاك قبلة كل عـــــاف وسيـد البـذل ما عظـــم اعتفـاء
ويعمر أينما تخطو ســـــلام ويغــــمر مجدب الأرض النمــاء
إذا مــا رمت تشريفا لأرض بشكر الله هـيللـــــها الغنــــــــاء
وتحدو باسمك الأشياء حبا طـــواعا مخلصا يعـــلو الحــداء
بأللهم صـلِِ على " محمد " وآل البيــــت يبـتدا اللـــــــــــقاء
كريم يديك يا مولاي كـــرم سخي يعتـــفي منـه السخــــــاء
وفيه نبـــع سلسال فـــرات عن الأشباه مـيــــــــزه الصفــاء
إليه من يرم سقيا استقاها وليس بغــــيرها كان استــــــــقاء
هيامى الروح بالريا هيامى وكم يحـــــــلو بريـــــاك ارتـــــواء
فمنذ البدء يهفو كل صـــاد لذاك النبع ينتجــــــــع الظمـــــــاء
جنان الخلد بالصبرين ترجى ومن ســــــــقر بـتـقوانا اتـــــقـــــاء
وفيما قد أمرت لنا صـــلاح وفيما قــــد نهيـت هو الصِـــــــــلاء
لك الهامات نحنيها احتراما وإجلالا فيــكبرنا انحنـــــــــاء
أما أحصى المهيمن في إمام مبـين كــــــل شيء ما لرئــــاء
فأنت إمامنا وصراط نهج قويم وهــــــو من عوج خلاء
وأنت وصاة اشرف من تسامى محمد من معـــارجه السمـــاء
وأنت غطيه المعنى بقــــول " حقيق الحق من غطى الـــرداء"
وفيك الله والينا احتسابـــــا لغير اللــــــــه ما حسب الولاء
فمن والاك في الدنيا احتسابا وآمن بالـــــكتاب فلا يســــــاء
وفي الدنيا له رفد ونعمى ويوم جــــــزائه عدن الجـــزاء
إمام الحق في تنزيل حق لديـــــن الحق آيتك الحــــــباء
لنا الإسلام دين الحق دين لإسمــــــــاعيل نسبتنا الفداء
وأنت البحر من عسل شرابا وللندمان في التقوى غــــــراء
سموك يا إمامي قد تبدى كفجــــــــــر في مطالعة السناء
فحارت في محاسنه عيون وحار الفكر واختبل الدهـــــــاء
ومن خلف العيون وجول فكر قلوب في تنابضها الوفــــــــــاء
تنادى يا إمام العصر غيثا فأنت الغيث واغلولى النــــــداء
وفي الأجساد قد سرت الحميا بقدس هواك تحملها الدمـــــــاء
نشيم بكلنا للنـــــــور عشقا ونتلو الحمد فالحــــــمد السواء
نصلي في الملاقاة ابتهاجا وحيث خطوت يطبـينا الدعـــــاء
هللت حقيقة سطعت بيانا فأنت لـــــــكل حالــــــــــكة جلاء
شهدنا الطلعة الغـراء نورا يباركـــــنا فيغمرنا الرفـــــــــاء
وإنا في الملاقاة اجتبينا كنــــــــوزا لا يعادلها ثــــــــراء
بحبك نحن قاطبة أممنا احتفـــــــاء لا يماثله احتفــــــاء
وانك غالب ما شئت أمرا ولم يعـــــــــرف لما شئت انثناء
محيط بالأمور لمنتهاها كما بالعــــــــــــود قد حاط اللحاء
خليفة مبدع الأكوان راع شــــــــؤون الخلق خلتك الإبــــاء
ونهجك محكم التنزيل فيما يشاء الله شئت فــــــــــــــلا مراء
فمن نور الإله حبـيت نورا به الأكـــــــــــوان يغمرها الرواء
جموع الخلق ما تلقاك إلا وألفـــــــــتها التقارب والإخــــــاء
وضوع شذاك من أنسام عدن شميـــــــــــم أريــجه لهو الـــدواء
كريم يديك ميزان اعتدال محال بــــــــين بينهما الجفــــــــاء
ترامى الكون بينهما وفيه لكل مجــــــــــرة سبحت فضــــــاء
فأنت الحاضر الموجود باق ولا يخليك من زمـــــــــن فنـــــــاء
وانك في ضمائرنا ستبقى هدى ما دام للـــــــــــه البـــــــــقاء
علُيُ الشأن يا مولاي عال فبعدك لا عـــــــــــلاة ولا عـــــــلاء
وشاء الله أو قد شئت أمرا فتلك مشيئة أبـــــــــــدا ســـــــــواء
بحبك نطلب الرضوان دارا ولا يثني عزائمنـــــــــــا العنـــــــاء
فهبنا في مساعينا رشادا به ما جـــــــــدت جانبنا الشـــــــقاء
وأكرم صدق مسعانا بيمن لديــــــــــــك الأمر بـــــــدء وانتهاء
إمامي من لدنك الوصل هبني لــــــــراج فيك ما خـــــاب الرجــاء