المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: الساحل السوري على شفا الكارثة .. مياه مالحة تنتهك عذوبة مياه السن و المؤشرات الصحية مبعث قلق للجميع الأربعاء ديسمبر 03, 2008 10:29 pm | |
|
قبل عشرون عاما،كانت مياه نبع السن تتميز بالنقاوة و الصفاء و كانت برودة مياهه مضربا للمثل في سورية ومقصدا للرحلات السياحية والمدرسية. أما اليوم فمن يشرب من النبع فقد يصاب بالتهابات جلدية ومعوية ومسالك بولية بسبب ارتفاع نسبة الملوثات ثلاثة أضعاف الحد الادني المسموح سوريا. مياه ملوثة وتضاريس تزيد الطين بلة: ذلك بسبب تلوث ناجم عن اختلاط مفرزات الجور فنية الغير كتيمة: كل واحدة بطول وعرض وارتفاع 1.5م ، أقامها الأهالي فوق صخور المنطقة في غياب شبكات صرف صحي ومحطات تنقيه للمياه العادمة باتت تترشح إلى طبقة المياه الجوفيه المرتفعة نسبيا على الساحل والتي يمكن أن تظهر على عمق 15-20 متر مقابل 70 إلى 150 متر في المناطق الداخلية لسورية. تترشح المياه الأسنة عبر تضاريس المنطقة ذات طبيعة جوراسية كريتاسية نفوذه بسبب كثرة الثقوب والاقنية وتختلط مع ملوثات أخرى مثل كيماويات زراعية لتلوث مصادر المياه الجوفية التي تغذي النبع(( الذي يؤمن مياه شرب لحوالي 625 ألف مواطن في مدينة اللاذقية و 200 ألف في مدينة طرطوس وسكان 325 قرية)). كما أن أودية الأنهار التي تصرف بعض البلديات مفرزاتها فيها تحوي فوالق وانكسارات تجعل وصول الملوثات إلى النبع حتمي، بحسب مديرية الموارد المائية وشركة الصرف الصحي. تطابقت رواياتهم مع مشاهدات كاتب التقرير. نبع السن حقائق وأرقام: تضخ المياه من نبع السن الذي يتشكل من مجموعة ينابيع ذات غزارة عالية بالإضافة إلى ثلاثة ابار (بلغونس وبسنديانة والداليه) إلى خزان ارضي على سفح جبل مطل على بحيرة نبع السن بطول 500 م وعرض 145 م شمال مدينة بانياس. ومنها تضخ إلى الخزانات الرئيسية التي تغذي اللاذقية وطرطوس و 325 قرية متجمع سكني بخطوط جر رئيسية طولها 40 كم بالاتجاهين. يذهب الخط الأول مباشرة للاستخدام البشري إلى طرطوس بعد أن يأخذ المياه مباشرة من النبع بدون مرورها بأية أحواض تصفية أو فلترة. أما اللاذقية فمشكلتها تكمن في أنها تأخذ من منقوع البحيرة المكشوف والمعرض لكافة عوامل التلوث الهوائي بالإضافة للصرف الصحي. ومن البحيرة تذهب المياه إلى حوض رمل ثم بحص وبعدها تضاف مادة الكلور وتضح المياه إلى خطوط الجر. يفاقم المشكلة تنازع المسؤوليات الرقابية بين كلا من البلديات التي تعترف بعد امتلاكها الميزانيات اللازمة لإقامة شبكات الصرف الصحي ومؤسسة المياه وشركة الصرف الصحي التي تعترف بسوء حاله. " مع علمنا بمدى تأثيرها على المياه إلا الجوفية إلا انه ليس لدينا خيار آخر إلا حفر جور فنية بسبب غياب شبكات الصرف الصحية" يقول"أبو احمد " رب أسرة من قرية قرفيص الواقعة فوق نبع السن. منذ عشرة سنوات تضاعف عدد الجور الفنية. ولا يوجد شبكات صرف صحي والنبع يتحمل كل ذلك. ويتجاهل العديد من الأهالي ضرورة القيام بعملية التعزيل هذه أو يواجهون صعوبات في تأمين من يقوم بهذه المهمة والنتيجة تسرب مضاعف من الجور الفنية إلى المياه الجوفية القريبة من السطح. وفي حالات أخرى يضطر الأهالي إلى إغلاق الجور بعد امتلاءها مسببة روائح كريهة وتكاثر حشرات بسبب قلة الإمكانيات المادية لاستئجار صهريج نضخ لشفط الحفر وتنظيفها. نتائج خطيرة تؤكدها التحاليل: لرصد الملوثات داخل النبع تم إجراء تحاليل زرع الجراثيم والتي جاءت نتائجها لتثبت وجود جراثيم من نوع:(E.coli –Staphylo- Entero Bactr Bacill)يفترض أن لا تكون موجودة ما يجعلها غير صالحة للشرب. بالإضافة إلى وجود تركيز مفرط للجراثيم الموجودة بمياه الصرف الصحي (حسب مدير مراقبة نوعية المياه بمديرية الموارد المائية). كما صدر تقرير دولي عن المياه في سورية العام 2005\2006 بإشراف (وزارة الإدارة المحلية والبيئة) أكد وجود تلوث بالكوليفورم (براز الكائنات الحية)والبكتريا والملح في المياه الجوفيه,وأضاف التقرير أن المياه الجوفية تظهر تركيزا مفرطا للجراثيم وأملاح حامض النتريك والكيماويات الزراعية. (الحكومة اعترفت بالواقع وطلبت من الهيئة العامة للاستشعار عن بعد في العام 2007 البدء بمشروع حماية حوض السن من التلوث والقضاء على أي تلوث موجود وحددت مدة المشروع سنتان. لكن لغاية تاريخه لم يحصل شيء على ارض الواقع). المزيد من الدراسات والحقائق: في رسالة ماجستير بجامعة تشرين أنجزت المهندسة نعمى شريف دراسة لمياه نبع السن أجرت خلالها مجموعة تحاليل على مياهه في المخابر الرسمية لجامعة تشرين وتبين معها مجموعة من النتائج. بلغت نسبة تركيز شوارد الامونيوم بلغ 0,18 للملغ الواحد والنترات بلغ22,8 والنتريت 0,08 وهذه الأرقام تفوق الحدود المسموح بها حسب المواصفة القياسية السورية لمياه الشرب والتي تحدد نسبة 0,05 بالملغ الواحد للامونيوم و10 بملغ الواحد للنترات و 0,01 بالملغ للواحد. أية زيادة في هذه النسب تؤدي إلى سرطانات وقصور كلوي بحسب الأطباء المتخصصين في تركيب الأدوية والمواد الطبية,ويؤكدون أن 80% من أهل الساحل السوري الذين يشربون من السن لديهم جرثومةE.coli الموجود في الصرف الصحي ما يعني أن مياه الشرب ملوثة بمخلفات الصرف الصحي. أما التحليل الجرثومي للآبار المغذية لنبع السن (وعددها 10) فوجد في بئر بلغونس مثلا 2100 عصية جرثومية في ال 100 ملغ وفي بئر بسنديانة197 عصية وفي بئر الدالية 58 وهي من نوع عصيات القولون الغائطية التي تصيب الجهاز الهضمي وتسبب الاسهالات علما أن المواصفة القياسية السورية تحدد صفر عصية لكل 100 ملغ. الطلب الحيوي للأوكسجين هو من أكثر المؤشرات أهمية وشيوعاً لتحديد درجة تلوث المياه بشكل عام بالمواد العضوية فنتيجة لازدياد تراكيز الفوسفور والنتروجين تزداد الطحالب والأعشاب المائية ويؤدي لحدوث عملية الإثراء الغذائي, وتصنف بحيرة السن حسب الإثراء الغذائي درجة ثالثة في حين تعطي المقاييس العالمية للمقبول درجة ثانية والأفضل درجة أولى وهو المعتمد في أوروبا الغربية وقوانين حماية البيئة والطبيعة. وتخلص دراسة الماجستير التي قدمتها المهندسة نعمى شريف إلى نتيجة مفادها أن مياه الينابيع والآبار في حوض السن غير صالحة للشرب من الناحية الكيميائية وهذا يعود إلى ارتفاع تراكيز العناصر(النترات-النتريت-الامونيوم) وارتفاع تراكيز الجراثيم. وتصنف البحيرة وفقا للدراسة بأنها شديدة الإخصاب نظرا لتوفر عناصر الإثراء الغذائي(فوسفور ونتروجين) وازدياد تراكيزها بعد هطول الإمطار مايدل أن الملوثات والمغذيات تصل إلى البحيرة بشكل أكبر كما يدل على السرعة العالية للجريان المياه داخل الأرض . أمراض تتراوح بين المتوسطة والخطيرة: عائلة السيد عبد الكريم تتذكر في العام 2007 شهدت منطقة حريصون الأقرب إلى نبع السن حوالي \50\حالة إسهال بين أطفال القرية (من بينهم اثنين من أقربائه) خلال مدة أسبوع. . كما استقبل مستوصف القرية في شهر شباط 2008 عشرة حالات(تصبح الحالات المسجلة في المستوصف 60 حالة)طبعا هذا الرقم لا يشمل الحالات التي ذهب أصحابها إلى عيادات خاصة. حالات مرضية جديدة: أما الحالات الجديدة التي رصدناها ميدانيا في مدينة بانياس ومدينة جبلة خلال شهر تشرين الثاني 2008 منها حالة جديدة زوجة السيد عبد والذي أكد لنا أنها تعرضت لالتهابات شديدة في الأمعاء والجهاز الهضمي كاد يودي بحياتها وبعد عرضها على ثلاثة أطباء في مدينة جبلة منهم منذر الشغري اختصاصي هضمية وداخلية أكد أن معها جرثومة (أميبيا) الناتجة عن مياه ملوثه بالصرف الصحي لم تشفى فتم أخذها إلى دمشق,وأكد انه سبق أن تعرضت العام الماضي لنفس الحالة وتم عرضها على طبيب في دمشق(جمال الوادي)أخصائي هضمية وداخلية وتم التشخيص انه التهاب أمعاء شديد نتيجة مياه ملوثة وبقيت شهر حتى شفيت. وفي مدينة بانياس حيث يؤكد السيد دريد أن ابنته تعرضت لالتهابات شديدة دخلت على أثرها المشفى لنفس السبب,مع الإشارة إلى أن عدد الحالات التقريبية التي دخلت إلى المشفى حسب بعض الأطباء من داخل المشفى تقدر بالمئات نتيجة أن نسبة التلوث في مدينة بانياس وحسب تقارير دولية وصلت إلى أكثر من 70% بالمئة وهي أكثر مدينة على ساحل البحر المتوسط تلوثاً. غياب محطات المعالجة: من موقعه كمدير لشركة الصرف الصحي في اللاذقية يؤكد د.سامر أحمد أن وزارة الإسكان قد وضعت خطة لإنشاء محطات معالجة منذ العام 2000على أن تنتهي خلال سنتين أو ثلاث كحد أقصى. ولكن بسبب قلة الخبرة الوطنية من حيث الدراسة أو التنفيذ ووجود بعض الملاحظات على دفاتر الشروط أدى إلى التأخير في تنفيذ المحطات,وهذا أدى بحسب أحمد إلى اعتماد السكان على المزيد من الجور الفنية للتخلص من مياه الصرف، وبالتالي انتشارها بشكل كبير دون الأخذ بعين الاعتبار النتائج السلبية التي ستلحق بطبقة المياه الجوفية الحساسة. تقضي الخطة بإنشاء \68\محور تجميع لمصبات مايقارب من\ 200\ قرية في ريف محافظتي اللاذقية وطرطوس، حيث عدد السكان يصل إلى حوالي 400 ألف نسمة بالإضافة إلى \45\ محطة معالجة, وتقدر كمية مياه الصرف الصحي الناتجة عن الأهالي حسب مؤسسة الصرف الصحي والبلديات بحوالي\85000\م3يوميا للساحل السوري . وحسب المهندس \تميم علي\من الموارد المائية تعتمد بعض بلديات المنطقة على إنشاء شبكات مجارير تنتهي مصباتها في أودية الأنهار وفي الأنهار نفسها مثل بلديات قرى البرجان –القطيلبية - بحزيت- الركشة- منطقة الرعوش- وبالتالي تكون معرضة للاختلاط بالمياه الجوفية التي تغذي النبع. في محاولة لفهم الأمراض التي يمكن أن يسببها تلوث المياه في الساحل السوري والآلية التي يتم من خلالها يؤكد د.حسين جنيدي من معهد البحوث البيئية بجامعة تشرين أن النترات تدخل إلى الكريات الحمراء وتطرد الهيموغلوبين منها وتحل محله وهذا يؤثر على الأطفال من يوم إلى ستة أشهر محدثا ضيق في التنفس وللمرأة الحامل والمرضع ازرقاق حول العيون ,أما الكبار من 20 سنة فما فوق فالهيموغلوبين يتغلب على النترات ولكن المشكلة أن النترات تتحد مع خلايا أخرى محدثة أمراض السرطان. أمراض ساحلية أيضا! وتؤكد خبراء البيئة أن للمركبات الموجودة داخل الصرف الصحي أخطار متعددة فالنترات تسبب سرطان المعدة والنتريت تسبب ازرقاق الدم حيث يضعف نقل الأوكسجين في الدم, مع العلم أن مركبات النترات وحسب المهندسة لما احمد خطورتها تكمن أنها في حال تحولها إلى نتريت تسمم الدم وتؤدي إلى الوفاة,والكوليفورم يمكن أن يسبب أمراض مختلفة كالأمراض المعدية(الكوليرا-الحمى). وكان الدكتور محمد يوسف الاختصاصي بالجراحة البولية والتناسلية والعقم وهو المدير الطبي في مشفى الأسد الجامعي قدم محاضرة العام \2007\ حول دراسة أجراها في المشفى حول السرطانات الخلوية الكلوية وكانت نتيجة الدراسات انه بلغ عدد الحالات المعالجة في مشفى الأسد الجامعي بجامعة تشرين 17 حالة خلال سنة واحدة فقط 2002 -2003 وسجلت ملاحظات متعددة حول إصابة 17 حالة سرطانية خلوية كلوية في مشفى الأسد الجامعي بجامعة تشرين بمدينة اللاذقية منها ارتفاع عدد الحالات مقارنة مع قصر الفترة الزمنية - المرضى من محافظتي طرطوس واللاذقية فقط - لايشكل مشفى الأسد الجامعي إلا جزءاً من المشافي في المحافظتين والتي يزيد عددها على 15 مشفى , أي هناك احتمالاً كبيراً لوجود حالات أخرى من السرطانات الخلوية الكلوية في محافظتي طرطوس واللاذقية ما يضاعف العدد المذكور عدة مرات بحسب الدراسة التي تلفت الانتباه إلى حدوث إصابات بنسب مرتفعة بالسرطانات الخلوية الكلوية , وفي عمر مبكر وتركزها في منطقة جغرافية محددة نتيجة التلوث البيئي وخاصة تلوث المياه . شام برس
| |
|
--- الطائر الفينيقي --- عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 2838 تاريخ التسجيل : 23/08/2008
| موضوع: رد: الساحل السوري على شفا الكارثة .. مياه مالحة تنتهك عذوبة مياه السن و المؤشرات الصحية مبعث قلق للجميع الأحد ديسمبر 07, 2008 7:47 am | |
| | |
|