العيد هو العيد في كل زمان ومكان، وفرحة العيد، وأضحيته، هما العنوان العريض لعيد الأضحى المبارك الذي يشارك فيه كل المسلمين، والعيد في الرقة لا يختلف كثيراً عن المدن الإسلامية إلاَّ في الحدود التي سنأتي عليها في عرضنا هذا.الباحث حمصي فرحان الحمادة، تحدث لسيريانيوز قائلاً " كان لعيد الأضحى المبارك في السابق بهجة مختلفة، حيث تختصر مظاهره في تقاليد دينية محببة إلى النفس، وعادات اجتماعية تجمع الأهل والأقارب، حيث تنتفي الخصومات والمشاحنات، وتعقد جلسات الصلح بين المتخاصمين، ويستعد أهل الرقة لاستقبال عيد الأضحى مبكراً، فإذا كان أحد من العائلة مسافراً لأداء فريضة الحج يقوم أهله بإعداد الزينة لاستقبال الحاج، ومن يريد أن يقدم أضحيته قرباناً لوجه الله يشتريها قبل عدّة أيام، وتقوم النسوة بإعداد حلوى العيد. أما الآن فأصبح العيد في الرقة امتحان حقيقي لرب العائلة في شراء مستلزمات العيد من ألبسة جديدة وحلوى وغيرها " .
ويتابع الحمادة قائلاً " يصوم معظم أهل الرقة في يوم وقفة العيد (الوقوف في عرفة)، وتقوم النسوة بتنظيف البيوت وتعزيلها، وتكنيس الشارع ورشه بالماء، وفي صبيحة يوم العيد، وقبل شروق الشمس، يذهبون لزيارة القبور، وحين يؤوبون يذهب الرجال والصغار لتأدية صلاة العيد، وفي هذه الأيام حتى النسوة يؤدين صلاة العيد في المساجد التي خصصت قسماً خاصاً للنساء، وبعد الصلاة تنحر الأضاحي، وتوزع لحومها بحصص متساوية على الأهل والجوار والأقارب، ويجتمع أفراد العائلة الواحدة في منزل كبيرهم، حيث تقدم الأطعمة والحلويات، ومن أشهر الأكلات التي تقدم في اليوم الأول، الثريد بنوعيه مع المرق وخبز الصاج، أو مع الرز أو البرغل، والنوع الثاني السييايل، وهي من الأكلات الشعبية التي اختصت بها الرقة، وتتألف من خبز الصاج الثخين، على شكل طبقات ويدلق فوقه السمن العربي والسكر المذاب، وترش عليه القرفة، ويوضع فوقه المكسرات، كالجوز والفستق الحلبي، وتؤكل الكبة النيئة إلى جانبه للتخفيف من حلاوتها، ومن أصناف الحلوى التي تقدم في أيام العيد (الكليج)، وغالباً ما كانت تصنع في البيوت، أما الآن فتشترى من المحلات ".
ألعاب العيد في الرقة..
ويتابع الحمادة وصفه لألعاب العيد قائلاً " كانت ألعاب العيد في السابق قليلة جداً، ومنها المراجيح، وتسمى في الرقة (الليلي)، حيث تنصب في كل حارة أرجوحتها الخاصة، وكانت تسير رحلات بالعربيات التي تجرها الأحصنة في محورين محور يبدأ من وسط الرقة باتجاه باب بغداد ومقام التابعي أويس القرني، ومحور آخر يتجه إلى ما بعد جسر الرقة القديم، وكان معظم أهل الرقة يتجمعون بجوار مقام أويس لمشاهدة الامتحان بين الفرق الصوفية، حيث يتبارى أتباع هذه الفرق بضرب أنفسهم بالسيوف (الشيش) ، أما الآن فكثرت الألعاب بوجود مدينة الملاهي، وأماكن لاستئجار الخيول، والدراجات النارية، ومقاهي الأنترنيت وألعاب الكمبيوتر، وألعاب البلياردو وغيرها ".
وتميز العيد في الرقة بظاهرة رائعة جداً وهي تبادل الزيارات بين الأهل والأقارب في سورية وتركيا، حيث يزور السوريون أقاربهم في تركيا في عيد الفطر، وفي الأضحى يأتي الأتراك لزيارة أقاربهم في سورية، وتستمر الزيارة طوال أيام العيد.
أما بالنسبة لألبسة العيد، فيقول السيد جمال الخلف " تميزت أسواق الرقة لهذا العام بغلاء ملحوظ، ويعزيه معظم أصحاب محال الألبسة للمصدر وغلاء أسعار المحروقات، ونحن لا نملك مبرراً بعدم شراء الألبسة، فالأطفال لا يفهمون إلاّ لغة واحدة، هي أنهم سيرتدون اللباس الجديد ".
أما السيد أحمد عاكولة (صاحب محل لبيع الألبسة) فيقول " لقد تراجعت نسبة المبيعات لدينا قياساً للأعياد السابقة، وأكثر الناس اكتفوا بلباس العيد السابق، وبالفعل هناك ارتفاع بأسعار اللباس، نتيجة غلاء المواد من المصدر ".
................................سيريانيوز....................
أجل إنني أنحني تحت سيف العناء ،
ولكن صمتي هو الجلجلة ،
وذل انحنائي هو الكبرياء ،
لأني أبالغ في الانحناء ،
.لكي أزرع القنـبـلة