أغبي 5 فتاوي في العالم الإسلامي الفجر - يسرا زهران
يمكننا أن نغضب من صاحب هذا المقال المنشور في مجلة «فورين بوليس» أو يمكننا أن نغضب.. ممن جعلوه يكتب هذا المقال.
عنوان المقال المنشور في المجلة الأمريكية هو «أغبي الفتاوي في العالم».. هكذا.. بلا تزويق.. قررت المجلة الأمريكية أن تكتشف ما هي أغبي الفتاوي التي صدرها العلماء المسلمون في العالم كله.. مقياس الغباء عندها لم يكن مجرد تحجر الفتوي.. أو عدم توافقها مع روح العصر.. بل مدي الضرر الذي أحدثته.. ومدي مساهمتها في تأخر المسلمين.
خمس فتاوي منتقاة بعناية بالغة.. فتاوي تظهر اسوأ ما في المسلمين.. هو سهم بكل ما يتعلق بالجنس.. وإصرارهم علي نظرية المؤامرة.. ورفضهم لكل من يعارضهم بالقول أو بالفعل أو بالفكر.. أكبر اساءة سببها أصحاب هذه الفتاوي للإسلام كانت أنهم تركوا مجلة أمريكية تتسلي عليهم.. وعلي دينهم.. وتتندر باهتمامهم بأمور تافهة لا ينتبه إليها أحد.. هذه هي الفتاوي الخمس التي فازت بأول خمسة مراكز في السفاهة في نظر العالم.. رغم أن العالم لم ير سوي جزء بسيط مما نراه نحن من فتاوانا.. وفقهائنا.
الفتوي الأولي: الجنس بالملابس الرسميةصاحب الفتوي: رشاد حسن خليل - عميد كلية الشريعة الأسبق بجامعة الأزهر.
أصدر رشاد حسن خليل فتوي ببطلان زواج أي رجل وامرأة يخلعان ملابسهما تماماً أثناء ممارستهما للعلاقة الزوجية.. كانت هذه الفتوي سبباً في ثورة كل أصحاب العقول في مصر.. بينما رفض شيوخ آخرون الفتوي جملة وتفصيلاً.. واستندوا علي حقيقة أن كل شيء مباح بين الرجل وزوجته إلا ما حرمه القرآن والسنة صراحة.
وسعياً منه لامتصاص الانتقادات الموجهة إلي الأزهر، مع الحفاظ علي مشاعر التيار الديني المتشدد في مصر، توصل عبدالله مجاور - رئيس لجنة الفتوي في الأزهر إلي حل وسط.. وعجيب.. ربما أعجب من فتوي رشاد خليل نفسها.. قال إنه يحل للرجل أن يري زوجته عارية، وإن كان النظر إلي عورتها مكروه.. ويفضل أن يمارسا علاقتهما الزوجية تحت غطاء!
الفتوي الثانية: البوكيمون
أصدرتها اللجنة العليا للبحوث العلمية والشريعة الإسلامية في السعودية، التي رفضت «سيطرة» حلقات الكارتون اليابانية الشهيرة باسم «بوكيمون» علي عقول أطفال السعودية، فمنعت أعلي هيئة تشريعية في السعودية، كل ألعاب «البوكيمون» في ربيع 2001 إذا كان رأي المشرعين السعوديين أن «البوكيمون» يشجع الأطفال علي لعب القمار المحرم في الإسلام.. ليس هذا فحسب بل إنه أيضاً واجهة دعائية لإسرائيل.
رأي أصحاب فتوي تحريم «البوكيمون» أن ألعابه تحمل نجمة داود، شعار الصهيونية.. ثم انضم شيوخ الإمارات إلي حملة تحريم «البوكيمون» لأنه يروج لنظرية النشوء والتطور التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية.. الغريب أن عدوي الفتاوي انتقلت إلي الكنيسة الكاثوليكية في المكسيك، فصارت تعتبر كارتون «البوكيمون» من «عمل الشيطان».
>
الفتوي الثالثة: إرضاع الكبيرربما كانت تلك من أغرب الفتاوي التي صدرت في العالم الإسلامي كله.. صاحبها هو عزت عطية الأستاذ بجامعة الأزهر.. انطلق من فكرة الفصل بين الجنسين في العمل والدراسة.. فخرج الأستاذ الإسلامي بفتوي مبتكرة.. أنه لو أرضعت امرأة زميلها خمس مرات فيحل له أن يعمل معها.. ويحل لها أن تكشف شعرها وحجابها أمام شخص أرضعته خمس رضعات مشبعات.
الفتوي واجهت هجوماً عنيفاً ولاذعاً في مجلس الشعب والصحف والبرامج التليفزيونية المصرية.. وعلي الرغم من أن عطية كان يستند علي واقعة تمت في زمن النبي.. إلا أن السلطة العليا في الأزهر قضت ببطلان الفتوي، واعتبرتها سوء تفسير لحالة خاصة في ظروف بعينها.
الفتوي الرابعة: فتوي شلل الأطفال
كانت أكبر جهة تشريعية في باكستان قد أصدرت فتوي تعزز جهود الحكومة لتحصين الأطفال ضد شلل الأطفال.. وكان العاملون بالصحة يحملون معهم صورة من الفتوي إلي جواز تطعيمات شلل الأطفال.. إلا أن الشيوخ المحليين في قري باكستان أصدروا فتوي علي طريقتهم، يحرمون فيها تطعيمات شلل الأطفال لأنها مؤامرة من الغرب لإصابة الأطفال المسلمين بالعقم.
وعلي الرغم من أن باكستان تجاوزت تلك الأزمة، إلا أن فتوي مشابهة صدرت في نيجيريا.. وكانت سبباً في أن يمتد مرض شلل الأطفال إلي 12 دولة إسلامية في أقل من عام ونصف العام.
الفتوي الخامسة: إهدار دم سلمان رشدي
ربما كانت تلك هي أشهر الفتاوي الإسلامية في العالم الغربي.. الفتوي التي أصدرها آية الله الخميني مرشد الثورة الإيرانية، بإهدار دم الكاتب البريطاني هندي الأصل سلمان رشدي بعد أن اعتبر روايته «آيات شيطانية».. رواية تهاجم الإسلام ورسوله. فتوي الخميني أثارت المسلمين كلهم حول العالم.. وبسببها ظل سلمان رشدي يحيا لأكثر من عشر سنوات في حالة رعب متواصل خوفاً من اغتياله.. وحتي عندما منحته ملكة بريطانيا وسام فارس علي مجمل أعماله الأدبية.. لم يستطع سلمان رشدي أن يشعر بالأمان.. ولا يبدو أنه سيشعر به أبداً.
http://www.watan.com/modules.php?nam...ticle&sid=2026