ولد في الثاني عشر من شهر شوال عام 260 للهجرة في بلدة عسكر مكرم التي بناها القائد العربي عسكر بن مكرم بن معاوية بن الحارث بن تميم. وكان هذا القائد قد أرسله الحجاج بن يوسف الثقفي إلى الأهواز. وقد غير الإيرانيون اسمها إلى ( بند قير )
تولى الإمامة في عمر ثماني سنوات , وكان أبوه الإمام رضي الدين عبد الله قد أوكل إلى عمه سعيد الخير مهمة قيادة التنظيم عندما كان الإمام المهدي ما يزال صغيراً .
جعفر بن علي يكتب في مذكراته المعروفة بسيرة جعفر أن الإمام المهدي عُرف في مدينة سلمية (في سوريا) كأمير غني وأنه عاش في بناء ضخم حُفر تحته ممر سري يبلغ طوله 12 ميل تمتد من باب البلدة وحتى مدخل البناء حيث كان الدعاة والأشخاص الموثوقون من الإمام يمرون عبره ليلاً.
وفي عهده انضمت كثير من قبائل البربر الى الداعي أبا عبد الله الشيعي وهو الحسين بن أحمد بن زكريا وقد كان من كبار دعاة اللاسماعيلية وقد أرسله الحسن بن حوشب منصور اليمن الى افريقيا للدعوة هناك واستضافته قبيلة كتامة البربرية التي كانت تعد من أكبر وأقوى قبائل البربر وبعد الانتصارات العسكرية الكبيرة التي حققها الداعي على الأغالبة و الرستميين الايباضيين قرر الامام المهدي المسير الى افريقيا فخرج من سلمية ثم توجه الى مصر فدخلها متسترا بزي التجار واستقبله هناك الداعي أبو علي باب الابواب اللذي كان يعد من اعاظم دعاة الاسماعيلية لكن العباسيين سمعوا بخروجه فجائت الكتب الى عيسى النوشري أمير مصر تأمره با القبض على المهدي فغادر المهدي مصر متوجها الى طرابلس لكن النوشري ألقى القبض عليه ويقال أنه أطلقه بعد ذالك اذ دخل في دعوته وهناك روايات تذكر ان المهدي مزل ضيفا عند شخص يدعى ابن عياس حتى وردت الكتب الى عامل مصر فالقى القبض على ابن عياس لكن هذا الأخير أخبره ان المهدي ليس هو الشخص اللذي يطلبه وانما هو تاجر شريف وفاضل فصدقه أمير مصر لكن قال له علينا أن نبلي عذرا في القبض على بعض غلمانه فيقال انه قبض على جعفر الحاجب كما روى ذالك الداعي المطلق ادريس عماد الدين في كتابه السبع الرابع ثم توجه المهدي الى المغرب لكن أثناء الطريق داهمه بعض اللصوص وأخدو منه بعض الكتب التي كانت معه فحزن المهدي حزنا كبيرا على فقدان تلك الكتب وعندما وصل المهدي الى سجلماسة قبض عليه والي العباسيين اليسع بن مدرار وأودعه السجن .
فلما سمع الداعي ابو عبد الله الشيعي بخبر اعتقال المهدي جمع الجيوش وخرج في اول رمضان سنة 296 متوجها الى سجلماسة فوصل هناك وقاتل اليسع بن مدرار حتى هزمه وهرب السيع وحرر الداعي أبا عبد الله الشيعي المهدي من السجن في السابع من ذي الحجة سنة 296 ثم بويع من عامة مسلمي سجلماسة وأعلن أنه الخليفة وبذالك انتهى دور الستر عند الأئمة الاسماعيلية ويعتبر المهدي اول أئمة الظهور ثم خرج المهدي من سجلماسة متوجها الى رقادة.
وقد حاول المهدي غزو مصر سنة 301 فاستولى على بعض المدن ويروي السيوطي في تاريخ الخلفاء في أحداث سنة 301 فيقول وفيها سار المهدي الفاطمي يريد مصر في أربعين ألفا من البربر فحال النيل بينه وبينها ثم ملك الفاطمي الاسكندرية و الفيوم من هذا العام .
يشار أن الامام المهدي بنى مدينة في تونس سماها المهدية وكانت عاصمة دولته الى ان توفى سنة 322 ودفن في المهدية في تونس وخلفه من بعده ابنه القائم بأمر الله.