عادات منطقة السلمية [
تحرير]
الزواج
- اختيار الزوجة و اختيار الزوج
قبل بداية النصف الثاني من القرن العشرين كان الزواج في سلمية يتم بناء على رغبة أهل الزوجين و إن كانت رغبة الرجل تؤخذ بعين الاعتبار في معظم الحالات فإن رغبة المرأة لو تكن لها أدنى قيمة في معظم الحالات . فكثيرا ما كانت تزف المرأة إلى عريسها دون أن تراه بل و هذا شأن الزواج في معظم بلدان الوطن العربي سابقا فحق المرأة في الاختيار مرفوض بل هو عيب من العيوب الاجتماعية فالمرأة تتزوج من يوافق عله أهلها كما كان لابن العم الأحقية الأولى في الزواج من ابنة عمه فالعرف و العادة تناصره مهما كانت الأسباب التي قد لا توافق مثل هذا الزواج و يحق لابن العم منع ابنة عمه من أي رجل غيره إذا لم يرضه أهلها . لكن مثل هذه الحالات لم يعد لها وجود منذ منتصف القرن العشرين و أصبح حق الاختيار مقدسا بالنسبة للرجل و المرأة و قلما يحدث أن يقف الأهل دون رغبة الفتاة أو الشاب في اختيار أزواجهم و زوجاتهم.
و هو الصداق الذي يتفق عليه ليكون ضمانا للمرأة و حقا من حقوقها و هو عند الاسماعيليين عامة و أهالي سلمية خاصة يقع في مجمله على عاتق الزوج و لا يكلف أهل الفتاة بتقديم أية مساعدة مهما كانت لكن جرت العادة و العرف أن تأخذ الفتاة معها من بيت أهلها يوم زفافها بعض الحوائج و غالبا ما تضم الفرش و أغطية و المساند و بعض الألبسة الخاصة بها , أما الأسر الميسورة فقد تقدم هدية زواج للفتاة قد تصل إلى بيت أو سيارة أو غير ذلك و لكن ذلك ليس واجبا و يبقى اختياريا , و يبقى الرجل هو المكلف بتأمين ما يلزم للاحتفال و لتجهيز الفتاة من ألبسة و حلي و تامين المسكن و الفرش و عادة يقسم المهر إلى قسمين : مقدم و مؤخر و يدفع للعروس على شكل حلي و ألبسة و مفروشات و مقتنيات تسجل باسم الزوجة.
المؤخر : هو ما يتبقى من المهر و يسجل ضمانا للعروس و بالليرات السورية أو الذهبية.
أما عن قيمة المهر فللطائفة الإسماعيلية مهر موحد يحدده الإمام هو في الوقت الحاضر (1993) 10000 ل س هو مجموع المقدم و المؤخر و هذا المهر قابل للتغير مع الزمن كما أنه ليس لزما على كل الاسماعيليين و لكن يبقى دليلا و على الغالب لا يشكل المهر أيه مشكلة أو عقبة في سبيل الزواج.
و هي عادة كانت و تزال سائدة إلى حد كبير و هي عبارة عن إعطاء الخطيبين مبالغ رمزية نقدية أو عينية مثل المواشي أو بعض قطع أثاث البيت و النقوط بكامله يضم لملكية المرأة.
الاحتفالات بمناسبة الزواج تقام الاحتفالات في مناسبتي الخطوبة و الزواج و لا تختلف اليوم عما كان سائدا بالأمس إلا نتيجة للتطور الآلي فبعد أن كانت العروس تزف على دابة فإنها اليوم تزف بقافلة من السيارات أما حلقات الدبكة و الرقصات و الأغاني ما زالت على ما كانت عليه مع دخول أنغام الموسيقى الغربية و الرقص الغربي و لا تزال الزفة تقام في مساء يوم الخميس.
و هكذا نجد أن الزواج يتصف باليسر و قائم على أن يكون الاختيار المتبادل و لا يشكل المهر مهما كان غاليا أية صعوبة , فقد يتفق على أن يكون مهر العروس مليون ليرة سورية و لا يدفع العريس إلا ما يستطيع دفعه دون حاجة للاستدانة و يسجل ما تبقى في عداد المؤخر , و في ذلك يقال (المقدم ما تيسر و المؤخر ما تعسر) .
الطلاق و الزواج بأكثر من واحدة الطلاق هو أبغض الحلال عند الله و هو مكروه من قبل كل الطوائف و المذاهب لكن عند الاسماعيليين نادر الحدوث و إذا ما حدث فإن ذلك يعود لوجود مبررات شرعية فلا يجوز إلا في حالتين:
- مرض تستحيل معه الحياة الزوجية
- ارتكاب أحد الزوجين لجرم الزنا
و إذا حدث لغير هذين السببين لم يسلم الرجل من اللوم و التقريع مما كانت السباب , كما أن الطلاق نادر الحدوث لأن الزواج يتم في أغلب الأحيان بناء على الاختيار المتبادل أما الزواج بأكثر من واحدة و الجمع بينهما نادر جدا إن لم نقل غير موجود , إلا لعلة شرعية كأن تكون المرأة مريضة أو عاقرا فعندها ينظر إلى زواج الرجل نظرة عادية و غالبا ما يتم بعد أن يطلق المرأة الأولى و إذا رضيت البقاء معه فهذا لا يعني أنه تزوج برضائها , بل و بطلب منها . و مما يلف النظر أن في قرية (عقارب ) تنتشر عادة الزواج بأكثر من واحدة , و الجمع بين الزوجات , و الجدير بالذكر أن هؤلاء السكان الذين يقومون بذلك هم من أتباع المذهب السني , و لكن هذه العادة أصبحت في هذه الأيام مكروهة و نادرة , و خاصة عند الشباب المثقف.
[
تحرير]
الأعياد و الاحتفالات سلمية بلد مسلم , و أعيادها أعياد المسلمين بشكل عام و هي الأضحى , و الفطر , و المولد النبوي , و رأس السنة الهجرية و لها أعياد خاصة هي عيد الإمامة (و هو تاريخ تسليم الإمام مسؤوليته الإمامة) و عيد النيروز الذي هو عيد الربيع . كما تشارك المسيحيين في أعيادهم في رأس السنة و الميلاد و الفصح و هي معنية تماما بالأعياد الوطنية و القومية.
كانت سلمية كغيرها من المناطق تقيم المهرجانات الاحتفالية التي تميز يوم العيد عن غيره من الأيام و كان لكل عيد من الأعياد تقاليده الخاصة به إلى جانب عمومية البهجة و السرور فمثلا كان كعك العيد مرتبطا بعيد الفطر و الأضحية مرتبطة بعيد الأضحى فقط , و في عيد المولد تقرأ الموالد النبوية و على العموم فلقد كان للعيد حضور سعيد إذ يبدأ بعد أداء صلاة العيد في المساجد ثم يخرج الناس جماعات ليعيدوا أقاربهم , و في أيام العيد تكثر الولائم و خاصة في عيد الفطر و الأضحى حيث نادرا ما يتناول الناس الطعام في بيوتهم منفردين كبقية الأيام فالطعام مختلف عما كان سائدا و الذين يتناولونه هم جماعات لم يجتمعوا عليه إلا في المناسبات فلذلك تجد الناس كل الناس في عيدي الفطر و الأضحى إما أصحاب ولائم أو مدعوين إلى ولائم و تستمر هذه الحالة مدة ثلاثة أيام و في يوم العيد تجد الناس فرصة لتصفية النفوس و حل الخلافات مهما كانت و كثيرا ما كانت المشاكل الكبيرة لا تجد طريقا للحل إلا في أيام العيد الذي يفرض على كل الناس المحبة و التسامح و الأخوة و الصفا . كان العيد عيدا حقيقيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى فهو بشرى و حامل بشائر و تبدو مظاهر العيد بأشكال مختلفة فتقام (اليراجيس ) و هي تشبه اليوم (تلي ماتش) التي نشاهدها بالتلفزيون و التي تقام في بعض المدن الأوربية حيث كانت سلمية تقسم إلى حارات و يتبارى شبابها في مختلف الألعاب المعروفة في ذلك الوقت (كالمصارعة , و المشابكة , و رفع الثقال) و غيرها كما كانت تقام ميادين سباق الخيل و الفروسية . كان العيد في سلمية يوما مختلفا عن كل الأيام, و حتى عن الأعراس, و كان الناس ينتظرون قدومه ليجددوا شبابهم و لتصفوا قلوبهم. كان العيد حاضرا في كل نفس و في كل بيت و في كل شارع و حي, ترى أواني مملوءة بالبرغل المغطى بقطع اللحم, تخرج من بيوت لتدخل بيوتا أخرى. فماذا حدث اليوم لسلمية, لقد تحول العيد من مناسبة دينية لها ما لها من تميز و تفرد إلى عطلة رسمية تعطل فيها دوائر الدولة فيستغلها الموظفون لقضاء حاجاتهم و كثيرا ما تمر الأعياد دون تغير يذكر , اللهم إلا جملة تقليد تذكر بالعيد و هي (كل عام و أنتم بخير) لقد اختفت الاحتفالات و الزيارات و الولائم و انتهت الفرص لصفاء النفوس و حل الخلافات ليحل محلها عطلة رسمية يمارسها الموظفون بنقمة لا بنعمة فهي مقترنة بالطلبات الكثيرة و الناس في سلمية لا يملكون حتى القليل و لولا بعض المظاهر الطفولية لما اختلف العيد عن أي يوم سبقه أو لحق به , أما بقية الأعياد التي تخص الاسماعيليين فقط و هما عيد الإمامة و عيد النيروز فطقوسهم بسيطة تقتصر على حفل خطابي يقام في المجلس الأعلى الاسماعيلي أو في أحد المجالس المحلية , أما باقي الأعياد فلا حضور لها إذا استثنينا الأعياد الوطنية التي فقدت هي الأخرى حرارتها بعد أن قننت العواطف .