أطلقت شبكة الآغا خان للتنمية مجموعة من المؤسسات والبرامج والمشروعات والمبادرات التي تعنى بدعم الجهود الخاصة بتطوير القطاع الصحي في سورية للوصول إلى واقع صحي أفضل لأبناء البلد.
وقال الدكتور ماهر أبو ميالة، مدير البرنامج الصحي التابع لمؤسسة الآغا خان إن النشاطات تعمل مع جميع مكونات المجتمع وأكد أبو ميالة أن نظام الرعاية الطبية التقليدي «يركز على تعامله مع المرض من جانبه العلاجي أكثر من الجانب الوقائي أو الجانب التعزيزي للصحة، لذلك فقد وضع البرنامج الصحي لمؤسسة الآغا خان ضمن إستراتيجياته تعزيز أنماط الحياة الصحية»
لذلك قام البرنامج الصحي منذ انطلاقته بعملية «تقييم للواقع الصحي لمعرفة المجالات التي يوجد حاجة للتدخل فيها والتعامل معها، لذا تم اختيار موضوعات تتعلق بصحة الطفل، وموضوعات متعلقة بالتدخين، وحوادث الدراجات النارية، والأمراض المزمنة، والصحة الإنجابية» أما عن دور البرنامج الصحي وخلق روابط بين المركز والمجتمع المحلي أكد أبو ميالة ضرورة «ربط المجتمع المحلي مع المراكز الصحية من خلال هيكلية ذات توصيف وتوثيق محددين بدقة، كما قمنا بتنظيم عمل المتطوعين من خلال نظام إشراف تقني من العاملين في المركز الصحي، وإشراف مجتمعي من المجتمع المحلي». ونظم المركز دور المشرفين و«ربطناه بالهيكلية المجتمعية المتمثلة بلجنة التنمية أو باللجنة الصحية، وبالتنسيق مع المركز الصحي، وأسسنا أيضاً نظام معلومات موثقاً».
أما عن أثر البرنامج على المجتمع يرى أبو ميالة أن «هناك آثاراً مباشرة كأن تدرب عاملاً صحياً يعود إلى المركز الصحي ليطبق ما تدرب عليه، وهناك نتائج بعيدة ستعود على المرضى والمراجعين الذين يتعامل معهم هذا العامل الصحي، كما قمنا بإجراء مجموعة من الاستبيانات لمعرفة مدى أثر التدريب على العاملين الصحيين، ولدينا بعض المعطيات الرقمية، على سبيل المثال 70% من العاملين المدربين تحسنت طريقة أدائهم بشكل إيجابي، أيضاً قمنا برفع نسبة الأشخاص المدربين في المراكز الصحية من 40% إلى 60%».
ومن جانب آخر تم تقييم أثر البرنامج بتغيير «السلوكيات المؤثرة في صحة الأفراد والمجتمع، حيث قيمنا أثر حملة تعزيز ممارسات الإرضاع وخاصة منها التركيز على الإرضاع المطلق لمدة ستة أشهر وأثرها في صحة الأطفال، حيث كانت نسبة الأمهات اللواتي يتبعن الممارسة الصحيحة في الإرضاع المطلق في بداية البرنامج 8.4% على حين ارتفعت النسبة بعد مضي سنة ونصف السنة على الحملة إلى 45%. أما الحملة لوقف التدخين داخل المنازل، فقد أشارت نتائج التقييم إلى ارتفاع نسبة المنازل التي تفرض قيوداً على التدخين ضمن المنزل من 25% قبل تدخل البرنامج إلى 57 % بعد التدخل وقد تم تكريم أكثر من 600 منزل امتنعوا بعد الحملة عن التدخين ضمن المنزل».
أما عن خطوات المستقبل لشبكة الآغا خان قال أبو ميالة: إن عمل المؤسسة لا يتوقف عند حد معين، فالعمل في هذا الإطار مستمر، وبدأ العمل مع وزارة الصحة ومديرية صحة حماة على تطوير وحدة متخصصة بصحة النساء في مستشفى سلمية ستعمل بالتنسيق مع برنامج الصحة الإنجابية من أجل توفير رعاية صحية متكاملة، كذلك نحن بصدد تنظيم ندوة خلال الشهر الحالي بهدف عرض نتائج التقييم للمشروعات».
جريدة الوطن السورية 15/3/2009