اصطدم علماء الفلك مؤخراً بفراغ كوني عملاق على بعد مليار سنة ضوئية أثار حيرتهم ودفعهم للتفكير في ما "لا يوجد" هناك!
فالفراغ الكوني الضخم الذي تم اكتشافه، ويبلغ طوله نحو 6 مليارات تريليون ميل، ليس مجموعة من النجوم الشاردة أو التائهة، ولا مجرات وليس ثقوباً سوداء، ولا حتى مادة سوداء غامضة، وفقاً لما أعلنه فريق من العلماء بجامعة مينيسوتا الأمريكية الخميس.
وكان علماء الفلك قد شهدوا وجود مناطق فارغة في الكون في السنوات الماضية، وفي الواقع ثمة منطقة خالية أو فارغة قريبة منا، تبعد نحو مليوني سنة ضوئية فقط، غير أن ما اكتشفه علماء جامعة مينيسوتا يتجاوز كثيراً ما يمكن أن يتخيله العلماء.
وقد استخدم العلماء نوعين من أجهزة المراقبة الفلكية في تحديد هذا الفراغ الكوني الهائل، وفقاً للأسوشيتد برس.
وقال أستاذ علم الفلك في الجامعة، لورانس رودنيك: "يزيد هذا بنحو ألف مرة عما توقعنا أن نراه في مثل هذه الحالات.. وليس واضحاً ما لدينا الآن.. إنه بمثابة مفاجأة رهيبة."
وكان رودنيك يقوم بمسح للفضاء باستخدام المرصد الفلكي الراديوي، والذي يقوم بتحليل صور الراديو حول توسع الكون، غير أنه اكتشف بعض الصور الملتقطة أظهرت تلاشياً للمادة بنسبة 45 في المائة في تلك المنطقة.
أما بقية المادة في الصور الملتقطة فيمكن تفسيرها بوصفها نجوماً وأجرام سماوية متناثرة هنا وهناك، وتبعد عن الأرض ما بين 5 إلى 10 مليارات سنة ضوئية.
ونظراً لاكتشافه هذا الفراغ في الصور السابقة، قرر رودنيك اللجوء إلى مرصد فلكي باستخدام الأمواج المايكروويفية، غير أنه اكتشف وجود بقعة باردة كبيرة، وفسرها على أنها منطقة فارغة لا تحتوي على أي مادة.
وقال عالم الفلك في جامعة هاواي، برينت تولي، وهو ليس من فريق البحث المشارك في الاكتشاف: "يجب أخذ هذا الاكتشاف على محمل الجد."
وأوضح تولي أن علماء الفلك عادة ما يعثرون على هياكل كونية وأجرام سماوية في الفراغ، لكن لم يحدث أن عثر على فراغ مطبق بصورة كاملة.