يسعى القائمون على تنفيذ برنامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية الذي أطلقته مؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية في حلب منذ نحو السنة إلى خلق مفاهيم تنموية جديدة من خلال نظم تراعي ما هو قائم وتعزف على وتر التغيير بخطوطه العريضة عبر مكونات ونظم تتكل على خبرات وتجارب واسعة في مجالات عمل شبكة الآغا خان للتنمية في شتى أنحاء العالم.
وأوضح علي إسماعيل، المدير التنفيذي لمؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية، لـ«الوطن» أن مكونات البرنامج تركز على التعليم بشقيه الرسمي والأنشطة التعليمية المرادفة «عبر التركيز على تعليم أفضل للأطفال بالتكامل مع الأنشطة التعليمية عالية عبر مفردات التعليم الحالي بالتعاون مع الأهل والمدرسين وتطوير الجوانب التي تحتاج إلى التطوير، والنماذج المقدمة خلاصة تجربتنا في البلدان المختلفة بالعناوين العريضة، وهناك أنشطة ترفيهية رافعة للتعليم للمساهمة في بناء شخصية أشد قوة للمستفيدين وبخاصة الأطفال بحيث تظهر الآثار على المدى الطويل بمفاهيم تنموية جديدة». وعن مفردات البرنامج في مجال الصحة، أشار إسماعيل إلى أن المؤسسة تتابع وتراقب الحال التعليمية القائمة «ونحاول التكامل معها، وهناك برامج صممت بناء على حاجات الناس منها ترويج مفاهيم الصحة الوقائية وحملات توعية مثل (منشفة وصابون) من خلال مبادئ بسيطة تقي الأطفال من المرض عدا مساهمة الأطفال في يوم البيئة مع أهلهم لتنظيف حيهم وتنظيم الندوات والمحاضرات للمهتمين وخصوصاً السيدات في موضوعات مهمة صحية عن كيفية بناء أسرة صحية»، ولفت إلى أن المؤسسة تقيم دورات تأهيل وتدريب في مجال الأشغال اليدوية منها التطريز والحياكة ونفذنا إلى الآن أكثر من 4 دورات وصل أعداد المستفيدين منها إلى 100 سيدة إلى الآن.
وفيما يخص نشاطات المؤسسة، بيّن المدير التنفيذي لمؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية أن المؤسسة أنهت ترميم ثلاث قلاع (حلب وصلاح الدين ومصياف) بداية العام 2008 وأصدرت ثلاثة كتيبات عن كل واحدة من القلاع «أظهرت ولأول مرة عمق القلاع دون الحاجة إلى دليل اختصاصي كي يتفاعل الزوار مع الأثر، وهي وضعت بتصرف الجهات المعنية وسوقت خارجياً ضمن الدوائر العالمية المهتمة بالعمارة وأنتجنا فيلماً يتحدث عن أهمية الآثار موجهاً للغرب وبلغة السياح المهتمين بسورية».
وأشار إسماعيل في معرض حديثه عن أعمال المؤسسة قيد الإنجاز إلى أن تنفيذ مشروع دوار القلعة الذي بدئ العمل فيه بداية العام 2007 بعد حوار مع الجهات المعنية لجعل محيط القلعة منطقة سياحية «وأعددنا الدراسات للمنطقة كاملة وتم تجزئة المشروع الضخم إلى خمس مراحل درستها المؤسسة بالتفصيل وخطت باتجاه تنفيذ المرحلة الثالثة أمام المدخل الرئيس للقلعة أنموذجاً لتنفيذ باقي المراحل من قبل الجهات المعنية مجلس المدينة ومديرية المدينة القديمة اللذين نفّذا المرحلتين الأولى والثانية بالمعايير ذاتها».
وبخصوص الأعمال المستقبلية، تحدث علي إسماعيل عن أهمها وهو مشروع حديقة باب قنسرين المزمع تنفيذه في موقع تلة السودة، «والهدف ليس إقامة الحديقة وسيلة بل رفع مستوى المنطقة المحيطة بقلعة الشريف والجلوم وصولاً إلى دوار القلعة، ويتميز المشروع عن غيره بالبنية التحتية إذ يركز على إقامة مسطح أخضر ضمن بحيرات مائية لتحويل المنطقة إلى بقعة جذب كبيرة من المحافظة».
جريدة الوطن السورية/13/5/2009