العتالون 200 ل.س في اليوم .. و يوم عمل في الاسبوع..

Admin عدد الرسائل : 1272 تاريخ التسجيل : 31/01/2007

يسكنون في أماكن المخالفات، و يأكلون البندورة "المفعوسة" بعد إخراج الدود منها ! ،
يرتدون الملابس نص عمر ، الحذاء بـ 40 ليرة و القميص بـ 30 ليرة.

والبداية كانت عندما توقفت قليلا عند ذاك المشهد الذي
طالما امر به بشكل عابر ، تلك الأجساد المنتظرة صيفاً، شتاءً، صباحاً و مساء ، دون
أن أعرف ماهية عملهم أو ماذا ينتظرون.

ولدى وقوف إحدى السيارات بقربهم يهرعون إليها ، فيقف صاحب
السيارة و يختار منهم ما طاب له في ذات الحالة التي ينتقي فيها الفواكه أو
الخضراوات ، مقلباُ تارة و متفحصاً تارة أخرى...
ولدى سؤالي عنهم، كان الجواب
أنهم ينتشرون بكثرة و في عدة أماكن من العاصمة دمشق (برج الروس-ركن الدين-ساحة
المرجة و غيره)و عملهم العتالة ، و مقابل حمل كل "كيس" من وزن 60 إلى 70 كيلو
يتقاضون 5 ليرات سورية ، و على حمل كل "بلوكة" نصف ليرة.

توجهت صباحاً مدفوعة بالفضول لمعرفة ما يدور في حياة
أولئك الأشخاص، و كيف يعيشون و يتدبرون أمور حياتهم ، رغم التنبيهات الكثيرة
للاحتياط منهم ، و التحذيرات العديدة لعدم الذهاب وحيدة كون أغلبهم من خريجي الحبوس
و ذوي السوابق.

ولدى وصولي تجمع حولي القليل منهم ، و عندما علموا إني
صحفية و أعمل على تقديم مادة عنهم و عن حياتهم تجمعوا بكثرة ، و كثرت الأحاديث و
الشكاوي ، و البعض منهم أخذ الموضوع بسخرية كون المقال أو أي شيء سأعمله أو أقوم به
لن يجدي نفعاً ، "فالحال من سيء إلى أسوأ و لا أحد يهتم لهم ، وهم كمالة
عدد".

شحادة لكن بشكل آخر؟
وقال
زياد 25 عاماً ، متزوج و لديه أربعة أطفال :"لا يوجد عمل هنا ، عملنا هو الشحادة
لكن بشكل آخر".
وتابع قائلاً :"نعمل يوم ، و يومان لا نعمل ، و اليوم الذي لا
نعمل فيه لا نأكل"

وعن تفاصيل يومه و كيف يبدأ عمله قال زياد :"نقف من
الصباح حتى المساء في ذات المكان ، فأنا أخرج من البيت بعد أن آكل أي شيء موجود حتى
لو كان الخبز اليابس ثم آتي إلى هذا المكان و أقف و أنتظر أن يأتي أي زبون ، و
أتمنى في قلبي خلال وقوف الزبون و نظره إلينا أن يختارني دوناً عن غيري رغم علمي أن
الجميع في نفس حالتي السيئة و ربما أسوأ ".

البحث عن
ملجأ من أشعة الشمسِ

في الشارع
و لا أسوأ من الشارع

في انتظار
الزبون الذي قد لا يأتي

الانتظار
في الحر أو البرد

الحذاء
المهترئ و السعر 30
ليرة!

و قال زياد عن عائلته :"لي أربعة أطفال و أنا لا أريد
لهم أن يتعلموا أو أن يذهبوا إلى المدرسة فأنا لا أملك المال و إن كان معي مصاري
فالأكل أهم".
و عن كثرة الأطفال لديه كون المال قليل قال :"هذا ما بقي لي من
عزوة !".

العتالة عمل شريف
خلال
الانتظار الطويل يتغلبون على جوعهم بشراء ربطة خبز من الفرن القريب و يتقاسمونها
سوية .
و قال أبو عسكر (42 عاما) عن تفاصيل يومه ، وهو متزوج من اثنتين و لديه
طفلين و أربع بنات :" تتراوح يوميتي بين 150 و 200 ليرة ، و يوم كهذا نسميه يوم
عمل، أي يوم رزقة، و هو يحدث مرة في الأسبوع أو مرتين"
وأضاف :"كثيرة هي الأيام
التي لا أعمل فيها و أعود بلا شيء إلى منزلي "

ينتمي أبو عسكر إلى إحدى العائلات الفقيرة الموجودة في
واحدة من القرى التابعة لمحافظة دير الزور، عائلته ليس لديها ما يسد رمقها ، فكان
هو بمثابة العالة عليهم ، فقرر ترك القرية و القدوم إلى دمشق للعمل.
و قال أبو
عسكر عن عمله :" أنا أعمل عتال و أعيش بشرف ، لا أسرق و لا أنهب و أنتظر
الرزقة".

التدفئة "تنكة" وورق
وخشب
ومن المعروف أن دمشق شهدت شتاء قاسي في الأعوام الأخيرة ، و ترافق
مؤخراً مع ارتفاع ثمن المازوت ، فكيف عملت هذه الفئة من الناس للتغلب على البرد ؟

أجاب أبو عسكر مشيراً إلى حائط قريب من المكان الذي ينتظرون فيه و قد أسوّد
لونه من الدخان الأسود :"نشعل النار بقرب الحائط لنتدفأ في الشتاء
"

و تابع :" أما في المنزل فنحن لم نركب الصوبيا منذ عدة
سنوات ، هذا العام عملت على إحراق قطع من الخشب و الورق في تنكة خارج الغرفة و
عندما يذهب الدخان أدخل التنكة إلى المنزل لنتدفأ عليها".
و أخبرني أبو عسكر عن
محاولة قام بها للعمل في المحافظة ، و أنه عرض عليهم أن يعمل أول شهر و أن يأخذوا
راتبه الأول ، لكنهم لم يقبلوا بذلك .

وفي السياق ذاته اشتكى أحدهم
قائلاً :"أنا طلبوا مني 50ألف ليرة ليوظفوني" و ضحك بسخرية ثم تابع:" و الله لو كان
لدي هذا المبلغ لما جئت إلى هنا و لا اشتغلت هالشغلة!".

الأكل آخر عمر... و اللباس نص
عمر...
المدخول الشهري لهؤلاء الأشخاص يكاد لا يتجاوز 3000 ليرة ، و هذا
المبلغ له العديد من الالتزامات، من طعام و لباس و فواتير أغلبها لا يتم
دفعه.
والطعام الذي يختارون الأسوأ حالة منه حيث قال أحدهم:" نحن "مو خرج" أي
"لسنا أهل" لنأكل بندورة بـ 50 أو 40 ليرة ، نشتري الكيلو المليء بالدود أو المفعوس
بعشر ليرات ، ننتزع الدودة و نأكل البندورة".

أما اللباس فهو ليس فقط من سوق "البالة" بل و "نص عمر"
كما أخبرني أحدهم عارضاً الحذاء الممزق الذي ينتعله و القميص المهتريء و هو يقول "
القميص بـ 30 ليرة و البوط بـ 40 ليرة ، يعني بصراحة نحن لا نقدر على الذهاب إلى
المحلات لنشتري الثياب".

وفي السياق ذاته تحدث فهد
(29عاماً) عن الفواتير التي لم يدفعها، ففاتورة الكهرباء لم تدفع منذ عامين، و
الماء أيضاً لم يدفع فاتورته منذ ستة أشهر تقريباً ، و قال :" بصراحة أيهما أولى ،
أن أدفع الفاتورة أو أجلب ربطة الخبز؟".

وأضاف فهد مازحاً :"و الله لو أهل زوجتي يقبلون لأعدتها
لهم ،أنا لا أقدر على إعالة نفسي فكيف أعيل غيري؟".
وعن الحمام و كيف يقومون
بتسخين الماء ، فكان الجواب أنهم يستحون كل يوم سواء بالماء البارد أو الساخن في
حال توفر.
وعن ذلك قال محمد(27 سنة) :"يعني فوق وسخ الدنيا منوسخ على
حالنا؟".

"هل هناك أسوأ من الشارع .. نحن في
الشارع"
يعيش أغلب هؤلاء الأشخاص من خلال استئجار غرف في أماكن المخالفات
من عش الورور إلى مزة 86 إلى حي تشرين ، و أغلب أطفالهم لا يتعلمون رغم إدراك الأهل
أهمية تعليمهم كي لا يعيشوا ذات الحال من الفقر و الحاجة ، و قال حسن:"هل هناك أسوأ
من الشارع؟ نحن في الشارع!".

و قال واحد من المجموعة أنه "لم يدفع رسوم التعاون و
النشاط لابنته في المدرسة ، وهذا الرسم يعادل ما يجنيه باليوم و الذي يذهب بالتأكيد
للطعام".
و اشتكى حسن من الجمعيات الخيرية التي لا تنظر إلى حالهم إلا بالواسطة
، و هو لم يرَ أهله منذ عامين تقريباً لأنه لا يملك المال للذهاب و العودة
!

حسن يبلغ من العمر 25 عاماً متزوج و لديه طفل واحد، و علق
على سؤالي عن عمل زوجته: "من هي التي تعمل و ترضى أن تتزوجني؟".
و المردود
المادي للعمل بالعتالة يكاد لا يذكر بالمقارنة مع التعب الذي تتطلبه، فمقابل حمل
كيس يتراوح وزنه بين 60 إلى 70 كيلو يتقاضى العامل 5 ليرات ، و على كل "بلوكة"
يتقاضى نصف ليرة!

و قال شخص من المجموعة : "إنه يحمل كل أربع بلوكات سوية
إلى الطابق الرابع أو الخامس في أحسن الأحوال، و رغم هذا فإنه لا يقدر على تحصيل ما
يسد الرمق آخر النهار".

شعور الغربة الذي تشعر به هذه الفئة العاملة هو السبب
الرئيسي لجعلهم بقرب بعضهم البعض، فلا يغارون من عمل أحدهم دون نفسهم ، و يبدو أن
الدخان هو المتنفس الوحيد لهم رغم ضيق العيش و صعوبته، وباكيت الدخان إما ثمنها 15
لبرة أو تقدمة من زبون أو تأتي كأجر للعمل في مكان ما ، و ينفثون مع الدخان همومهم
و أمنياتهم بالحصول على عمل دائم في معمل أو كعمال نظافة أو أي عمل آخر يضمن لهم
لقمة العيش و الحياة المستورة.

لارا علي -
سيريانيوز

تحقيق مهم وموضوع يجب تداركه
يعني هاد مو خط الفقر . تحت خط الفقر بدرجات
الله يكون بعون البشر
تحياتي إلك صديقي المحب
بكــــــــــــــــل احتــــــــــرام

Admin عدد الرسائل : 1272 تاريخ التسجيل : 31/01/2007

كما يبدو أنهم فوق خط الموت بدرجة
كان الله بالعون
شكرا ً لمرورك الطيب أخي ليث

» حدث في مثل هذا اليوم 16 /9
» اليوم ..
» سأنتظر ذلك اليوم .. .
» تفاحة في اليوم !!!
» اليوم العالمي للتطهير (2)