المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: اليوم العالمي للتطهير الثلاثاء سبتمبر 09, 2008 11:22 am | |
| شهدت العصفورية العربية المتحدة في هذا اليوم الأغر نشاطاً محموماً، لم نعرف له، نحن المجانين، سبباً أو تفسيراً،.. ففجأة، ودون سابق إنذار، شرعنا نرى السيارات الفارهة ذات البلور الأسود تمر من قربنا مرورَ البعوضة الجائعة بجوار الأذن وهي تقول: وززز..، وززز..، ورأينا المديرَ وكبار الأطباء وجماعة المفرزة الأمنية يذهبون ويرجعون ويصدرون أوامرهم إلى العمال والموظفين والأذنة، وهؤلاء بدورهم يقولون: (حاضر) ويذهبون في أحد الاتجاهات كالبرق. قال زميلنا أبو عبدو الطَّشَنة، وعلائم الخوف بادية على وجهه: -أنتم يا حضرات المجانين، بهايم،.. علي الطلاق، الضرب بالصبابيط على وجوهكم قليل عليكم، تفو علينا جميعاً! قال بَرَّام أبو الخيلة، وقد امتلأ غيظاً منه: -بشرفي، وأولادي، ما في حدا بهيمة ودب وطَشَنة غيرك يا طشنة الكلب. على أي أساس قاعد تبهدلنا ولاك؟ قال الطشنة: على أساس أني أرى الماء يجري من تحتنا نحن المجانين، ولا يوجد أخو أخته بيننا يحرك ساكناً. قال أبو نبّيرة: هذا دليل آخر على كونك تشبه الحمار المسن الذي يقال له في محافظة إدلب (الهردشّ) أكثر مما تشبه الجحش الصغير النغنوغ يا سيد أبو عبدو الطشنة، ولك خيو الشغلة-كما يقولون- بالعقل، فنحن أولاً، مجانين، وثانياً، عُزَّل، يعني إذا ارتأت إدارة العصفورية أن تعبئنا في سيارات "تاترا" وترسلنا إلى المسلخ، وتأمر القصابين بذبحنا بدل الخراف، أو تأتي بالمداحل وتدحلنا مثلما يُدْحَلُ الزفت في الشوارع، أو تصفنا على الحائط وتأمر العناصر أن يرشونا بالروسيات الكلاشينكوف، أيش يطلع بيدنا أن نفعله؟ قال حسون القشطة: -يطلع بيدنا شيء واحد هو أن ندعو الله أن يرأف بحالنا. قال الطشنة: الدعاء لغة الضعفاء والمستسلمين.. وأنا أرى.. وقبل أن يكمل الطشنة عبارته رأينا الفَرَجَ يخرج من قلب الضيق، واتضح لنا أن ما كان يجري من تحضيرات واستعدادات لم تكن الغايةُ منه إيذاءنا، بل على العكس، فقد أراد الشباب، كما أفهمنا مدير العصفورية، أن يعلمونا، ويثقفونا، وينورونا، عسى أن ينزل نورُ العقل على قلوبنا، فنشفى، ونخرج من هنا، لنعيش ما تبقى من أعمارنا كما يعيش الناس الأوادم الذين يأكلون ويشربون وينامون ويخلفون أولاداً بالجملة، ويمشون بجوار الحائط ويقولون (يا رب سترك).. ولأجل هذا كله، فقد نُصِبَتْ منصةٌ كبيرة، خلف المبنى الإداري، واستدعونا إلى هناك، فذهبنا متدافعين، فرحين بمرور الخطر مرور الكرام، وبمجرد ما رندح الطبل والزمر نصبنا دبكة، وهيصنا، وزلغطنا، وأثناء الدبكة والنط والقرفصة انفتقت معظم بنطلوناتنا المهترئة، وعيشنا الضيف الكبير، الموفد من قبل القيادة الحكيمة، (وقد زودنا عناصر المفرزة باسمه وألقابه)، وصفقنا له طويلاً حتى صعد إلى المنصة، وباشر بالخطابات. وحقيقة أننا لم نفهم كل ما قاله الرجل، فنحن مجانين، كما تعلمون، وهو رجل مليان وفهمان وضليع، ولكن أكثر ما علق في ذهننا حديثه عن التطهير، إذ قال: -ولتعلموا أيها الرفاق، أننا لن نقف مكتوفي الأيدي لقاء ما يتعرض له وطننا من مؤامرات ومخططات وهجمات شرسة، وسوف نطهر فلسطين والقدس وجبل الشيخ ومزارع شبعا من رجز الصهاينة، وسنطهر الضفة الغربية قطاع غزة من المستوطنات، وسنطهر مجتمعنا من الرجعية والانتهازية ومنتديات الحوار الهدامة وجماعة المجتمع المدني الذين يريدون أن يسلموا بلادنا لقمة سائغة للأعداء، وسنطهر.. لم نستطع أن نكمل إصغاءنا إلى الخطابة، ذلك أن زميلنا نواف الدحكولة الذي أمضى وقت الخطابة كله ممسكاً بوسطه، متقوقعاً على نفسه،.. سقط على الأرض وتدحرج كالخنفساء، فسارعنا إلى حمله إلى مستوصف العصفورية، ولحق بنا الدكتور الذي عانى هو والممرضون والمرافقون الأمرَّين في سبيل فك يديه عن وسطه دون جدوى، ووقتها اضطروا إلى تخديره، وفك يديه، وانتظروا أكثر من ساعتين حتى زال مفعول المخدر عنه. فتح نواف الدحكولة عينيه ليجد المدير وجماعة المفرزة، وكل أصحاب الصلة بمثل هذا الأمر المريب، متحلقين حوله، وسارعوا إلى سؤاله عما ألم به، فقال لهم وهو يرتجف من الخوف: -المشكلة أن أبي رحمة الله عليه طهرني مذ كنت طفلاً صغيراً، وقد خشيت أن يصل الرفيق الذي كان يتحدث عن التطهير إلي، ويطهرني مرة أخرى، وأنتم خير من يعلم ماذا يعني التطهير للمرة الثانية!!
خطيب بدلة
..............................................
ربما تطفئ في ليلي شعله ربما أحرم من أمي قبله ربما يشتم شعبي وأبي، طفل، وطفله ربما تغنم من ناطور أحلامي غفلة ربما ترفع من حولي جداراً وجداراً وجدار ربما تصلب أيامي على رؤيا مذله يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم
| |
|